عمل لـ«زايد للمواهب» ضمن فعاليات «دبي لمسرح الشباب»
«آخر خبر».. فرجة حافلة بالتناقضات والمفاجآت
المصدر:
- دبي - رشاعبدالمنعم
التاريخ:
24 أكتوبر 2022تواصلت، أول من أمس، عروض مهرجان دبي لمسرح الشباب في نسخته الـ13، إذ قدم مسرح زايد للمواهب والشباب، مسرحية «آخر خبر» على خشبة مسرح ندوة الثقافة والفنون بدبي، وهي من تأليف الكاتب المسرحي أحمد الماجد، ومن إخراج سمير البلوشي في تجربته الأولى، والتي فاقت التوقعات من خلال تجسيد نص امتاز بالأصالة والإبداع، وكذلك التجانس بين أبطاله من المواهب المسرحية الشابة، في إطار مضمون العمل القائم على حبكة درامية باللغة العربية الفصحى، تجسد قصة عجوز حاكت حلقات مفرغة من الأكاذيب عن حقيقة ابنها، بعدد الشعرات البيض في رأسها، وأحكمت عقدتها وهي ترتدي سيلاً من المآسي، لعلها تلتقط إشارات الفرح في صراعها مع ويلات الحياة.
حلقات مفرغة
تدور أحداث المسرحية في منزل عتيق يسكنه رجل وزوجته العجوز، برفقة ابنهما سيف الذي شب متميزاً وذا أخلاق عالية، ما جعله مثار حسد بين أقرانه، وأكثر قرباً من ابنة عمه التي تحلم بالزواج منه رغم الرفض المتكرر من والده المسن، شديد الثراء، وتتصاعد أحداث الحبكة عند ظهور لص مثقل بالهموم يحوم حول المنزل الذي يعرف صاحبه جيداً، وكان يحلم بالزواج من إحدى قريبات صاحب هذا المنزل لسرقته، وخصوصاً أنه رفض ذلك الارتباط وأبعده عن تحقيق حلمه.
وأدى دور هذه الشخصية الممثل منصور المطروشي، الذي استطاع أن يحصد النجاح والاهتمام بأدائه المتقن بجانب الحضور القوي لأمل حسين في أدائها لشخصية ابنة عمه، وخاصة أنها تحمل خبراً عن ورقة الفحص المخبري لفصيلة دم ابن عمها والتي بينت أنه لا تطابق فصيلة دم والده.
وفي الوقت ذاته يحضر زميل سيف في العمل وهو يحمل خبراً آخر مفاده فصل سيف من العمل، رغم أنه يشار إليه بالبنان كونه متميزاً وذا ألمعية، وهنا تظهر مجموعة من التناقضات والمكاشفات بين أبطال العمل الذين لكل منهم قصة تخفيها غصة مع صاحب المنزل المسن الثري الذي لم يحافظ على علاقة جيدة بالجميع، فطالما كان عابثاً ونافراً من حلقات التواصل داخل العائلة وخارجها.
حقائق مخفية
ومن جانب آخر، تتوالى الأخبار السيئة في حبكة العمل، التي تسري كالنار في الهشيم، ومنها خبر مقتل الشاب سيف في حادث مروري، ما أربك العجوز وأدخلها في دوامة من ذكريات الماضي.
وأدت دورها ببراعة استثنائية الممثلة الشابة إيناس عزت التي تم استجوابها والضغط عليها من قبل اللص وزميل ابنها في العمل، وقام بدوره الممثل خميس اليماحي الذي كان يحلم بقنص وظيفة سيف والعمل، واستطاع تحقيق ذلك، وحضر للمنزل لإبلاغ سيف بخبر فصله من العمل إمعاناً في إذلاله والتشفي الخفي، وكذلك ابنة عمه التي تكره أفعال وتصرفات عمها الحاقدة، وفي أثناء ذلك يرن جرس الهاتف بخبر جديد يعلن أن سيف بخير ولم يمُت، ولكن تظل ورقة أخيرة تحمل آخر خبر، عن حقيقة نسب سيف للرجل المسن، والتي تخالف الواقع الذي رسمت أحداثه بدقة العجوز التي تقر أن ابنها الحقيقي سيف توفي في حادث سير وهو صغير، واحتضنت هي بدورها ابن أخيها الذي يحمل الاسم نفسه، وعمدت إلى رعايته وتنشئته بين أفراد الحي والجيران بصفته ابنها، مستغلة إصابة زوجها المسن بمرض الزهايمر، إذ ينسى الأحداث والمجريات في ما يتعلق بمقتل ابنه وتبني زوجته لابن أخيها، وذلك في صراعها مع القدر بحثاً عن السعادة والأمل اللذين تحلم بهما.