فن العجمي.. بأيدٍ أنثوية وخلطة سحرّية عند عالية النعيمي
عالية النعيمي، فنانة تشكيلية، شاعرة، مدرّسة تربية فنية، وعضو جمعية التحف الشرقية في الاتحاد العام للحرفيين.
منذ تخرجت من كلية الفنون الجميلة ـ جامعة دمشق، بدأت بمسيرة هذا الطريق، لديها محترف لتعليم الخط العربي و الزخرفة على الخشب “العجمي”، وهنا كان محور انعطاف الطريق من فنانة تشكيلية إلى أول اسم في بحث غوغل عن شغف العجمي والفنون الشرقية..
إليكم القصة..
عالية.. امرأة دمشقية ذات حجاب بسيط وملامح تشبهها بساطة وفرادة، حين تنظر إليها ترى روح اللون وشغف العمل، وفي حديثها ترى لغة عربية بيضاء، تخلو من كل شائبة، امرأة تشبه عملها إلى حد رهيب.
فنانة تشكيلية تخرجت من جامعة دمشق، كلية الفنون الجميلة، اختصاص تصوير زيتي، أقامت عدة ورشات عمل بهذا المجال، بالإضافة لستة معارض تشكيلية فردية و مشاركات عديدة في مهرجانات داخلية و دولية.
عملت لفترة في تصميم شخصيات كرتونية و خلفيات “أنيميشن” وتصميم أغلفة الكتب لاتحاد الكتاب العرب بدمشق.
شاعرة لديها في جعبتها ستة دواوين مطبوعة ومودعة في مكتبة الأسد الوطنية، وتهوى القراءة و التاريخ وأساطير الحضارات.
أقامت معرض عن الحروفيات والتصوف، عرضت من خلاله لوحات تخللها دائماً نقطة أو همزة أو الضمير العائد على الذات العليا برقائق الذهب، ولوحات دائرية ترمز لدوران الدرويش ودوران الكون و دوران كل شيء حول محور الروحانية.
بالإضافة إلى اللوحات الأجمل والأكثر إبداعاً، لوحات قابلة للدوران على نقطة تعليقها، يمكن قراءة النص من أي جهة دون الإخلال بالمعنى، وهي عبارات منتقاة من أقوال الحلاج، وابن الفارض، و رابعة العدوية، والسهروردي، وبعض العبارات كانت مجموعتها الشعرية نفسها وهي أيضاً تتشح من لمسة صوفية.
تقول عالية تعقيباً على هذا المعرض: “أخذت اللوحات من جهدي وروحي وعشت فيها، وأرجو أن أكون قد وُفّقت بإيصال شيء من إحساسي بالصوفية”.
المنعطف..
مهنة فن العجمي، مهنة تخضع لقانون سري، لا يعلمه إلا من امتهنه، ((قلتُها لكم (امتهنه) و هنا كانت الصعوبة لدى عالية، كونها مهنة شبه ذكورية، و يتم تعليمها في ورشات عند معلم الحرفة المحترف)).
وقد شحّ أصحاب الورشات بعض الشيء بطريقة تحضير العجينة وأحياناً بكميتها، فلم تحصل إلا على مقدار كأس لا يتجاوز الـ50 مل.
لا بأس، فالشخص الشغوف يرى الكأس الممتلئ بالعجينة المطلوبة، و يحاول ما استطاع إليها سبيلا، جربت عالية بلوحة صغيرة، و تعرفت على ملمسها وماهيتها، وكانت بذلك تحاول جمع المعلومات عن المكونات، حيث ولحسن الحظ فقد درست سابقاً مادة في الجامعة اسمها “التقنية و المواد”.
و بالاعتماد على الحس، والتجربة، والمعرفة المسبقة أكاديمياُ، ظلت تحاول خلط ومزج المكونات وتغير النسب، فجبت المواد حتى حصلت على ذات الملمس مع تعديلات أنثوية خاصة.
عن الخلطة السرية..
استبدلت الغراء الأبيض النباتي مكان الغراء الحيواني، الذي يتطلب تحضيره لمراحل متعبة من النقع والحمام المائي و رائحة كريهة و صلاحيته للعمل محدودة يعني سريع الفساد، وبذلك حصلت على خلطة متطورة تسمح بتنفيذ رسوم من الدقيقة جداً إلى العريضة جداً بارتفاع يفوق ما تحققه العجينة الأصلية.
أول إنجاز..
باعتبار اني كنت مخطوبة، بدأتُ ببيتي، تقول عالية بمودّة، ثم صنع غرفة استقبال كاملة يدوياً، مد عربي خِطّه بنفسي مع ستائر مقنطرة و بحرات سقفية و زوايا عجمي و لوحات جدارية، وتم إنجاز هذه الغرفة خلال شهر رمضان كامل من العمل ليلاً نهاراً، وكانت أول زيارة تدشينيه للإنجاز هذا، في عيد الفطر فكانت صدمة الضيوف، و سعادتهم لا توصف.
ثمّ.. بدأت بالتصدير للخليج العربي عن طريق أحد الأصدقاء، و فيما بعد اشتهرت على مواقع الصحافة والإنترنت، و أقامت ورشات تدريبية لهذا الفن و أجرت عدة لقاءات صحفية و تلفزيونية باعتبارها أول أنثى تحترف هذا الفن.
من خلال الورشات التعليمية للفن العجمي، التي توجهت بها لجميع الأعمار من الـ10 سنوات إلى الـ60 سنة، و من اختصاصات علمية مختلفة نساء و رجال، تم إنجاز معرض للوحاتها ولوحات طلابها.
وصار اسم “عالية النعيمي” يظهر في مقدمة بحث غوغل لمن يرغب بالتعلم، ورشات عمل لجميع الناس، من بلدان مختلفة، وأعمار متفاوتة، شباب مغتربين وفتيات مغتربات، كلهم، وكلهنّ أصبحوا أصدقائها و منهم من افتتح ورشته الخاصة في تركيا ممولاً من إحدى المنظمات الدولية، وهذا ما ترك أثراً إيجابياً بنفس عالية التي تعتبر عملها صدقة جارية
متابعة وتحرير: علا طه
عالية النعيمي، فنانة تشكيلية، شاعرة، مدرّسة تربية فنية، وعضو جمعية التحف الشرقية في الاتحاد العام للحرفيين.
منذ تخرجت من كلية الفنون الجميلة ـ جامعة دمشق، بدأت بمسيرة هذا الطريق، لديها محترف لتعليم الخط العربي و الزخرفة على الخشب “العجمي”، وهنا كان محور انعطاف الطريق من فنانة تشكيلية إلى أول اسم في بحث غوغل عن شغف العجمي والفنون الشرقية..
إليكم القصة..
عالية.. امرأة دمشقية ذات حجاب بسيط وملامح تشبهها بساطة وفرادة، حين تنظر إليها ترى روح اللون وشغف العمل، وفي حديثها ترى لغة عربية بيضاء، تخلو من كل شائبة، امرأة تشبه عملها إلى حد رهيب.
فنانة تشكيلية تخرجت من جامعة دمشق، كلية الفنون الجميلة، اختصاص تصوير زيتي، أقامت عدة ورشات عمل بهذا المجال، بالإضافة لستة معارض تشكيلية فردية و مشاركات عديدة في مهرجانات داخلية و دولية.
عملت لفترة في تصميم شخصيات كرتونية و خلفيات “أنيميشن” وتصميم أغلفة الكتب لاتحاد الكتاب العرب بدمشق.
شاعرة لديها في جعبتها ستة دواوين مطبوعة ومودعة في مكتبة الأسد الوطنية، وتهوى القراءة و التاريخ وأساطير الحضارات.
أقامت معرض عن الحروفيات والتصوف، عرضت من خلاله لوحات تخللها دائماً نقطة أو همزة أو الضمير العائد على الذات العليا برقائق الذهب، ولوحات دائرية ترمز لدوران الدرويش ودوران الكون و دوران كل شيء حول محور الروحانية.
بالإضافة إلى اللوحات الأجمل والأكثر إبداعاً، لوحات قابلة للدوران على نقطة تعليقها، يمكن قراءة النص من أي جهة دون الإخلال بالمعنى، وهي عبارات منتقاة من أقوال الحلاج، وابن الفارض، و رابعة العدوية، والسهروردي، وبعض العبارات كانت مجموعتها الشعرية نفسها وهي أيضاً تتشح من لمسة صوفية.
تقول عالية تعقيباً على هذا المعرض: “أخذت اللوحات من جهدي وروحي وعشت فيها، وأرجو أن أكون قد وُفّقت بإيصال شيء من إحساسي بالصوفية”.
المنعطف..
مهنة فن العجمي، مهنة تخضع لقانون سري، لا يعلمه إلا من امتهنه، ((قلتُها لكم (امتهنه) و هنا كانت الصعوبة لدى عالية، كونها مهنة شبه ذكورية، و يتم تعليمها في ورشات عند معلم الحرفة المحترف)).
وقد شحّ أصحاب الورشات بعض الشيء بطريقة تحضير العجينة وأحياناً بكميتها، فلم تحصل إلا على مقدار كأس لا يتجاوز الـ50 مل.
لا بأس، فالشخص الشغوف يرى الكأس الممتلئ بالعجينة المطلوبة، و يحاول ما استطاع إليها سبيلا، جربت عالية بلوحة صغيرة، و تعرفت على ملمسها وماهيتها، وكانت بذلك تحاول جمع المعلومات عن المكونات، حيث ولحسن الحظ فقد درست سابقاً مادة في الجامعة اسمها “التقنية و المواد”.
و بالاعتماد على الحس، والتجربة، والمعرفة المسبقة أكاديمياُ، ظلت تحاول خلط ومزج المكونات وتغير النسب، فجبت المواد حتى حصلت على ذات الملمس مع تعديلات أنثوية خاصة.
عن الخلطة السرية..
استبدلت الغراء الأبيض النباتي مكان الغراء الحيواني، الذي يتطلب تحضيره لمراحل متعبة من النقع والحمام المائي و رائحة كريهة و صلاحيته للعمل محدودة يعني سريع الفساد، وبذلك حصلت على خلطة متطورة تسمح بتنفيذ رسوم من الدقيقة جداً إلى العريضة جداً بارتفاع يفوق ما تحققه العجينة الأصلية.
أول إنجاز..
باعتبار اني كنت مخطوبة، بدأتُ ببيتي، تقول عالية بمودّة، ثم صنع غرفة استقبال كاملة يدوياً، مد عربي خِطّه بنفسي مع ستائر مقنطرة و بحرات سقفية و زوايا عجمي و لوحات جدارية، وتم إنجاز هذه الغرفة خلال شهر رمضان كامل من العمل ليلاً نهاراً، وكانت أول زيارة تدشينيه للإنجاز هذا، في عيد الفطر فكانت صدمة الضيوف، و سعادتهم لا توصف.
ثمّ.. بدأت بالتصدير للخليج العربي عن طريق أحد الأصدقاء، و فيما بعد اشتهرت على مواقع الصحافة والإنترنت، و أقامت ورشات تدريبية لهذا الفن و أجرت عدة لقاءات صحفية و تلفزيونية باعتبارها أول أنثى تحترف هذا الفن.
من خلال الورشات التعليمية للفن العجمي، التي توجهت بها لجميع الأعمار من الـ10 سنوات إلى الـ60 سنة، و من اختصاصات علمية مختلفة نساء و رجال، تم إنجاز معرض للوحاتها ولوحات طلابها.
وصار اسم “عالية النعيمي” يظهر في مقدمة بحث غوغل لمن يرغب بالتعلم، ورشات عمل لجميع الناس، من بلدان مختلفة، وأعمار متفاوتة، شباب مغتربين وفتيات مغتربات، كلهم، وكلهنّ أصبحوا أصدقائها و منهم من افتتح ورشته الخاصة في تركيا ممولاً من إحدى المنظمات الدولية، وهذا ما ترك أثراً إيجابياً بنفس عالية التي تعتبر عملها صدقة جارية
متابعة وتحرير: علا طه