عن صفحة الملتقى الثقافي العائلي في مشتى الحلو ( سامر اسماعيل)
الفنان الراحل عبد اللطيف صمودي
ربما يكون لمدينة حماه خصوصية كأي مدينة أخرى ، في أنين نواعيرها ودورانها كرقصة تلون المدينة في صمت المساء ، في عذاباتها ، إنها كينونة خاصة ، تعيش في دائرة ، لكنها في لحظة تفتح عينيها لك وتمد يدها أيضا ،ولأن الفنان لاينفصل عن الطفولة ، عن المكان ، يظل ذلك التأثير عليه كطفل يحمله بين يديه المكان والبيئة هما المورد والنبع للتجارب الصادقة ، ولكن تعبيراتها مختلفة لدى الجميع
بمعنى آخر :لكل فنان بصمته في اجتراح المساحة الإبداعية والأسلوبية ، إذ ليس بالضرورة أن ترسم الناعورة لتقول هذه مدينتي ، الفنان كصانع العطور يستخرج جوهره الخاص ، هذا هو عبد اللطيف صمودي ، لم يكن تقليديا ولا مباشرا ، ولم يحاك الواقع بسذاجة ، لقد استنطق الجوهر ، روح الأشياء ، تجريديا مختزلا للواقع في انفتاح تام على الحداثة بتطوراتها المختلفة ، مستوعبا لتجاربها وناهلا منها
هو مزيج مركب مابين تيارات الحداثة والنمو الطفولي للمكان وأثره في تجربته الإبداعية ، وليس بالطريقة التقليدية لكلمة / الأصالة والمعاصرة /االمملة ، هو هو في لوحته دون تصور ايديولوجي مسبق ، هو فنان اللحظة والأمكانية والروح القابعه فيه ،استنطقها في شكلها البصري الخاص ، قد يوحي عمله وكأنه يرسم / سجادة / أو / بساطة / هو ليس كذلك بدقة ، إن السجادة لديه هي في داخلنا التي تبعثرت ،لايعني ذلك التقليل من السجاد كصناعة فنية بشرية مصاغة يدويا ، لكن عمله أرفع شأنا من ذلك إن صحت التسمية ، هي مولوية النواعيرفي شكلها الصوفي
التشكيلي عبد اللطيف صمودي صاحب خصوصية ، شأنه شأن العديد من التشكيليين السوريين ، إنها التجربة المفعمة بالغنى ، وجد الفنان الصمودي خصوصيته في تلك الانفرادات باللمسة اللونية اللطيفة والهادئة ، يمسك أصبع اللون ويد الحياة ، يوزع ألوانه وأشياءه عليها ، كأن اللوحة حياته المعاش ، يومياته ، غذائه ، تكمن حياته باللوحة ، بصفاءها ،بهدوءها ، برعشتها ، هو يعيش في اللوحة ومن خلالها يرمي تفاصيل الحياة اليومية لينحاز للتأمل والحلم ، يفتح الدائرة ويغلقها عليه ليبني مكانه البصري ، كينونته أحلامه ، يذهب بعيدا في المدى الداخلي ، يغوص فيه إلى حد التصوف ، بل يجسد التصوف يجسده بصريا ، تجد تلك النغمات والعلامات الموسيقية البصرية في ارتقاؤها كمؤذن يسمعك مقاماته ، كل يوم تستيقظ لتجد ذلك الصوت البصري لعبد اللطيف ، تبسط راحتي عيونك لها لتجد ذلك الحنين والتألق والحب ، عندما ترى أعماله أو صورها تترك أثرها ، بل تلمسك ،وتصافحك عندما تستيقظ في الصباح ، أعماله لاتحتاج لحواجز ، هي الحاجز الذي يستوقفك ، هي تلك الروح المشرقية ، وعمرها آلاف السنين ، التي مسك بها ، عبد اللطيف الصمودي هو واحدا من تلك النبوءات البصرية السورية
الفنان الراحل عبد اللطيف صمودي
ربما يكون لمدينة حماه خصوصية كأي مدينة أخرى ، في أنين نواعيرها ودورانها كرقصة تلون المدينة في صمت المساء ، في عذاباتها ، إنها كينونة خاصة ، تعيش في دائرة ، لكنها في لحظة تفتح عينيها لك وتمد يدها أيضا ،ولأن الفنان لاينفصل عن الطفولة ، عن المكان ، يظل ذلك التأثير عليه كطفل يحمله بين يديه المكان والبيئة هما المورد والنبع للتجارب الصادقة ، ولكن تعبيراتها مختلفة لدى الجميع
بمعنى آخر :لكل فنان بصمته في اجتراح المساحة الإبداعية والأسلوبية ، إذ ليس بالضرورة أن ترسم الناعورة لتقول هذه مدينتي ، الفنان كصانع العطور يستخرج جوهره الخاص ، هذا هو عبد اللطيف صمودي ، لم يكن تقليديا ولا مباشرا ، ولم يحاك الواقع بسذاجة ، لقد استنطق الجوهر ، روح الأشياء ، تجريديا مختزلا للواقع في انفتاح تام على الحداثة بتطوراتها المختلفة ، مستوعبا لتجاربها وناهلا منها
هو مزيج مركب مابين تيارات الحداثة والنمو الطفولي للمكان وأثره في تجربته الإبداعية ، وليس بالطريقة التقليدية لكلمة / الأصالة والمعاصرة /االمملة ، هو هو في لوحته دون تصور ايديولوجي مسبق ، هو فنان اللحظة والأمكانية والروح القابعه فيه ،استنطقها في شكلها البصري الخاص ، قد يوحي عمله وكأنه يرسم / سجادة / أو / بساطة / هو ليس كذلك بدقة ، إن السجادة لديه هي في داخلنا التي تبعثرت ،لايعني ذلك التقليل من السجاد كصناعة فنية بشرية مصاغة يدويا ، لكن عمله أرفع شأنا من ذلك إن صحت التسمية ، هي مولوية النواعيرفي شكلها الصوفي
التشكيلي عبد اللطيف صمودي صاحب خصوصية ، شأنه شأن العديد من التشكيليين السوريين ، إنها التجربة المفعمة بالغنى ، وجد الفنان الصمودي خصوصيته في تلك الانفرادات باللمسة اللونية اللطيفة والهادئة ، يمسك أصبع اللون ويد الحياة ، يوزع ألوانه وأشياءه عليها ، كأن اللوحة حياته المعاش ، يومياته ، غذائه ، تكمن حياته باللوحة ، بصفاءها ،بهدوءها ، برعشتها ، هو يعيش في اللوحة ومن خلالها يرمي تفاصيل الحياة اليومية لينحاز للتأمل والحلم ، يفتح الدائرة ويغلقها عليه ليبني مكانه البصري ، كينونته أحلامه ، يذهب بعيدا في المدى الداخلي ، يغوص فيه إلى حد التصوف ، بل يجسد التصوف يجسده بصريا ، تجد تلك النغمات والعلامات الموسيقية البصرية في ارتقاؤها كمؤذن يسمعك مقاماته ، كل يوم تستيقظ لتجد ذلك الصوت البصري لعبد اللطيف ، تبسط راحتي عيونك لها لتجد ذلك الحنين والتألق والحب ، عندما ترى أعماله أو صورها تترك أثرها ، بل تلمسك ،وتصافحك عندما تستيقظ في الصباح ، أعماله لاتحتاج لحواجز ، هي الحاجز الذي يستوقفك ، هي تلك الروح المشرقية ، وعمرها آلاف السنين ، التي مسك بها ، عبد اللطيف الصمودي هو واحدا من تلك النبوءات البصرية السورية