امرأة مغتصبة تفوز بجائزة لجنة تحكيم النقّاد الدوليّة في مونبلييه
مونبلييه ـ خاص «سينماتوغراف»
ليس سهلاً على أيّ امرأة فى العالم أن تتعرّض للاغتصاب، ثمّ تجد في نفسها الشجاعة كي تعترف وتفصح عمّا حدث متحدّثة بذلك لوسائل الإعلام . في واحد من أجمل الأفلام التي عرضت في إطار المسابقة الرسميّة لمهرجان مونبلييه والتي تنافس فيها عشرة أفلام من خمس عشرة دولة، منحت لجنة التحكيم الدوليّة جائزتها الكبرى للفيلم الكوسوفي «ثلاث نوافذ ومشنقة» للمخرج إيسا كوجا، هذا الفيلم هو ثالث أفلامه الروائيّة الطويلة.
كوجا من مواليد 1949، درس فى أكاديميّة مونتجرو ليعمل بعد ذلك في مجال المسرح قبل أن كان قد قدّم قبل ذلك أفلاماً روائيّة قصيرة حصلت على العديد من الجوائز الدوليّة.
هذه هي المرّة الأولى التي تشارك فيها كوسوفو فى مهرجان مونبلييه، وذلك بعد الانفصال عن يوغسلافيا عام 1990، وقد تعرّض المسلمون الذين يمثّلون الأغلبيّة العظمى للسكان للإبادة بكلّ صور الوحشيّة والتعذيب على أيدي الصرب وكلّها جرائم يندّى لها جبين العالم، ولعلّ من أخطر هذه الجرائم الإنسانيّة ما تعرّضت له النساء من اغتصاب وحشيّ، والتي تعتبر من وتعد أخطر المشاكل التي تواجه كوسوفواليوم ومنذ استقلالها عن صربيا إضافة إلى الاتجار بالبشر والأعضاء البشريّة.
أحداث الفيلم تبدأ مع انتهاء الحرب بعام تقريباً، حيث يحاول الجميع لملمة شتات أنفسهم وإعادة البناء من جديد، «لوشا» المعلمة التي تقطن في إحدى المناطق الجبليّة وتنتظر عودة زوجها من الحرب منذ ثلاث سنوات، توافق على التحدّث إلى أحد البرامج التابعة للأمم المتّحدة في محاولة لتوثيق الجرائم التي ارتبكت، فتعترف أنّها وبعض نساء القرية تعرّضن للاغتصاب بوحشيّة شديدة، لينشر هذا التقرير في إحدى الصحف التي تصل وعن طريق الصدفة لعمدة المنطقة.. يجتمع الرجال وتثور ثائرتهم على هذه المرأة التى عرّضت شرفهم للإهانة، فيطالبون بطردها لكنّها تصمد أمامهم، وتكون الطامة الكبرى حين يبحث كلّ منهم داخل منزله، عما إذا كانت زوجته اغتصبت أم لا، لتصل الأزمة لذروتها عندما تشنق إحدى الزوجات نفسها، بينما نفاجأ أنّ زوجة العمدة أيضاً كانت من بين المغتصبات والأسوأ أنه كان متخفّياً أثناء حدوث الاغتصاب ليحافظ على حياته.
أنّه النفاق والغرور القاتل للرجل والزيف الاجتماعي الذي يتوارى خلف الشكليّات بعيداً عن جوهر الأشياء. وتشاء الأقدار أنّه بعد غياب زوجها لمدّة ثلاث سنوات يعود لتقول له إنّها انتظرته لكنّها سترحل حتى لا يشعر بالحرج أو العار غير أنّه يسألها البقاء .
هل يستطيع فعلاً أن ينسى؟ هل ستستمرّ الحياة بينهما؟
النهاية غامضة تركت ليستشفّها المشاهد بحسب ثقافته، حريّته الشخصيّة ورؤيته فى الحياة .
الفيلم حصل أيضاً على جائزة «راديونوفا» في استفتاء عام، ضمّ العديد من الفنّانين والسينمائيّين.
وقد تشكلت لجنة تحكيم النقّاد الدوليّة التي منحت جائزتها بالإجماع لـ«ثلاث نوافذ ومشنقة» من الناقدة نعمة الله حسين رئيساً من مصر وعضويّة كلّ من : شيخ نقّاد فرنسا آلان ماسون من مجلة بوزيتيف، بريجيت بارونيه مسئولة صفحات الفنّ والثقافة في«آلو سينما وفراري، وفراري إكسبرسيو من» ، إيزابيل شوني مديرة «فرانس كولتور»، إشيسكوفرار إكسبرسيو من البرتغال، وألكس ماسون من فرنسا.