ليبيا مائة عام من المسرح"1908م- 2008م"أوهكذا تكلم المسرحيون -1-14- نوري عبدالدائم
**************************
المئـــويــة للمسرح الليبــي عيـديــة
بقلم / شرف الدين سعيد العلواني
باقات من الورود نمت وترعرعت ففاحت روائحها الذكية بفضل تربتها البكر والعرق الذي سقاها من جبين رواده ومحبيه وعشاقه ومن غيره مسرح بلادي الجماهيرية يقدم لهم في مئويته هذه الهدية في عيده وعيدهم.
في عام ( 1908 ) قدمت فرقة محمد قدري مسرحية بعنوان الحرية من مدينة طرابلس الغرب هذه المدينة وبحكم مركزها الجغرافي والتجاري والاستراتيجي كانت جامعة للأدب والأدباء والعلم والعلماء والفن ومبديعيه وإذا ما حسبنا الحسبة سنجدها مئة عام وهنا جاء ذكر المئوية إلا أننا لو تعمقنا ورجعنا إلى مصادر أخرى عديدة لوجدنا أن العمر أكبر من ذلك وهذا لا يضر المئوية ولكن يزيدها فخرا وقوة وتأكيد وجود فعلي لثمارها ها نحن نجنيها الآن بهذا الكم الهائل من الفرق المسرحية وأعمالها التي صارت مثل الماء والهواء للجماهير سواء في مدينة بنغازي النشطة أو طرابلس أو درنه أو طبرق مروراً بالبيضاء والمرج أو المدن الواقعة بين طرابلس وبنغازي كالخمس ومصراته وسرت واجدابيا ونتجه جنوباً من الجفرة بواحاتها الخمس الجميلة وعروسها هون ووصيفة العروس زلة إلى سبها كعاصمة للمدن المحيطة بها والتي ساعدتها الإذاعات المحلية في إزاح الستار عن هذه الإبداعات ..
تذكر بعض الأبحاث أن الفن المسرحي الليبي يعود إلى العام ( 1878 ) ويؤكد هذا الأستاذ المهدي بوقرين في كتابة المعنون تاريخ المسرح في الجماهيرية وقال الفقيد الأستاذ "علي صدقي عبدالقادر" إن المسرح بدأ فعلياً في عام ( 1880 ) وعلى كل فإن هذه التواريخ التي ذكرتها أن أكدت مئوية المسرح الليبي حيث تتالت بعد ذلك تواريخ التأسيس والبدء الفعلي للحركة المسرحية في ليبيا.
ها هو المرحوم محمد عبدالهادي يؤسس فرقة مسرحية بمدينة الزهور والفن درنة عام ( 1930 ) يقدم أول عمل مسرحي ( هارون الرشيد ) لتتوالى وتستمر عروضها بعد ذلك ويأتي عام ( 1936 ) لتتأسس أول فرقة مسرحية بمدينة بنغازي على يد رجب البكوش رحمه الله وكذلك إبراهيم بن عامر ويلحق بركبهم إبراهيم مفتاح العريبي ورجب العقوري والمرحوم فرج سعد الطيرة والمرحوم عبدالله المسماري وغيرهم الا وهي فرقة المسرح الشعبي التي توالت أعمالها ولا زالت إلى اليوم ومنها تأسست عدة فرق أخرى منها المسرح الوطني على يد إبراهيم العريبي والمسرح الحديث على يد محمد بن حريز وعلى أبو جناح والمسرح العربي على يد عبدالحميد المالطي والمسرح العام على يد عبدالهادي الكوافي وعلي بحيري والمسرح الأخضر على يد رافع الحبتي وهاشم الفيتوري ومسرح هواة الفن الجماهيري على يد مجموعة من شباب بنينة والمسرح الجوال على يد سليمان الدينالي .
لقد كان المرحوم رجب البكوش ولتأثرة بمسرح فرقة هواة التمثيل بدرنة رائداً للمسرح ببنغازي حيث كان يكتب ويخرج ويمثل وكان يمتاز بخفة الدم وروح الفكاهة وله تأثير بالغ في محيطه وقدم العديد من الأعمال تحت أسماء مختلفة كفرقة الشاطئ بمسرحية ( الوفاء العربي ) وفرقة رابطة الشباب وفرقة هواة التمثيل وجميعها انبثقت من فرقة المسرح الشعبي.
كان للمسرح الليبي بعد مئة سنة ثابتة وهي من ( 1908 ) إلي عام ( 2002 ) دور حقيقي وأساسي في محاربة الظلم والفساد والغزو الصليبى البربري على بلادنا وفضح لكل من تسول له نفسه أن يمس ترابها وكان للمسرح الليبي دور ترشيدي تعليمى توجيهي ترفيهي نقدي بارز ترك آثاره على الأجيال التي تلاحقت وكان رواده على رأسهم الشيخ عبدالله جمال الدين الميلادي ومحمد قدري ومحمد مصطفى شرف الدين الذي أسس فرقة غنائية مسرحية تحت اسم رابطة الشباب السعداوي عام ( 1929 ) وكتب واخرج لها العديد من الأعمال ومصطفى الأمير ورجب البكوش ومحمد عبدالهادي وأنور الطرابلسي و إبراهيم بن عامر و أحمد قنابة والدكتور مصطفى العجيلي ورجب العقوري ومختار الأسود وقد كان للمسرحي والشاعر أحمد قنابة دور كبير في المسرح الطرابلسي بعد أن أسس فرقة من طلبة الفنون والصنائع وقدم من خلالها العديد من الأعمال المسرحية أصبحت امتدادا له ولا ننسى أيضاً محمد حمدي أبوبكر وإبراهيم الأسطى عمر وغيرهم كثيرون الذين بذلوا الجهد والعرق ضحوا بالغالي والرخيص وتحملوا ويلات العذاب والحساب من المستعمرين وغيرهم من عملاء حكومات العهد البائد إلى أن انبلج نور فجر الحرية بثورة الفاتح من سبتمبر فاعترفت وكرمت الرواد و شجعت اللاحقين وأقامت المعاهد والكليات والمسارح وشجعت الفن حتى وصل إلى ما هو عليه اليوم وإذا ما ثبتنا عام ( 1908 ) كبداية للمئوية المسرحية في ليبيا فإننا ولابد أن نعترف ونعرف ونؤكد أن تاريخ المسرح في ليبيا يرجع إلى ما قبل ذلك بقرون والمسارح الأثرية الإغريقية والرومانية بشحات والبيضاء وطلميثة وسوسة ولبده وصبرا ته هي دليل على وجود المسرح آنذاك أي إلى القرن الرابع قبل الميلاد وعلى المستوى العربي إذا ما اعتبرنا أن البداية كانت بالشام حيث مسرح مارون النقاش عام ( 1847 ) وشقيقه نقولا ثم بيروت ثم مصر عندما أسس سلامة حجازي عام ( 1905 ) فجورج أبيض عام ( 1912 ) هنا نجد أن التواريخ متقاربة بيننا وبينهم بل قد نكون سباقين إذا أكدنا أن أول تاريخ للمسرح الليبي هو ( 1878 ) كما جاء في كتاب الأستاذ المهدي بوقرين تاريخ المسرح في الجماهيرية ..
ونؤكد هنا أن الظروف المتلاحقة التي ابتدأت بالحكم العثماني والغزو الإيطالي والحكم الملكي كانت سبباً في تعثر الحركة المسرحية رغم الكم الهائل من المحاولات الجادة بعزيمة الرواد الأوائل وإصرارهم ولولاها لكان العطاء أكثر لمعاناً وقوة ونفوذاً على مستوى الوطن العربي رغم هذا ولله الحمد فإن المئة عام الماضية أرست قواعد صلبة ومتينة للمسرح الليبي وهذا باعتراف كبار الأساتذة من الوطن العربي سواء بحضورهم مهرجانات المسرح بليبيا أو بتواجدهم في مشاهدة مشاركات المسرح الليبي في تونس والمغرب وسوريا والقاهرة وحتى ايطاليا نفسها إن الحديث عن المسرح الليبي شيق وطويل وبحاجة إلى وقت أطول وورق أكثر حتى يتم تأليف كتب عنه ولا بد لنا في هذه المشاركة احتفالاً بالعيد المئة للمسرح الليبي أن نؤكد تقديرنا واعتزازنا بالرواد الذين إذا غابت أجسادهم وبقيت أرواحهم وذكراهم حية بيننا بصمة على جدار الزمن والذين لا زالوا أحياء أطال الله عمرهم وعسانا نستفيد منهم في تسجيل ذكرياتهم وما سمعوه ممن سبق وما عاشوه واقعاً ملموساً أيضاً التلاميذ النجباء والمستجدون الذين قد صاروا هم قادة دفة المسرح الليبي ونطمح منهم إلى المزيد من البذل والجهد والعطاء أما الدولة فلها أن تزيد من المعاهد المتوسطة والعليا ومن البعثات لمن سبقونا للأستزادة وكذلك إقامة دور العرض المسرحي في كل شبر من بلادنا كون المسرح أستاذاً له أن يعلمنا ويرشدنا ويوجهنا نحو الأصلح .
هنيناً لنا جميعاً بعيدنا العيد المئة لمشوار المسرح في بلادنا ومن عيد إلى عيد نجاح وبناء وتشييد ودائماً تجديد في تجديد .
ليبيا مائة عام من المسرح"1908م- 2008م"أوهكذا تكلم المسرحيون -1-14- نوري عبدالدائم
**************************
المئـــويــة للمسرح الليبــي عيـديــة
بقلم / شرف الدين سعيد العلواني
باقات من الورود نمت وترعرعت ففاحت روائحها الذكية بفضل تربتها البكر والعرق الذي سقاها من جبين رواده ومحبيه وعشاقه ومن غيره مسرح بلادي الجماهيرية يقدم لهم في مئويته هذه الهدية في عيده وعيدهم.
في عام ( 1908 ) قدمت فرقة محمد قدري مسرحية بعنوان الحرية من مدينة طرابلس الغرب هذه المدينة وبحكم مركزها الجغرافي والتجاري والاستراتيجي كانت جامعة للأدب والأدباء والعلم والعلماء والفن ومبديعيه وإذا ما حسبنا الحسبة سنجدها مئة عام وهنا جاء ذكر المئوية إلا أننا لو تعمقنا ورجعنا إلى مصادر أخرى عديدة لوجدنا أن العمر أكبر من ذلك وهذا لا يضر المئوية ولكن يزيدها فخرا وقوة وتأكيد وجود فعلي لثمارها ها نحن نجنيها الآن بهذا الكم الهائل من الفرق المسرحية وأعمالها التي صارت مثل الماء والهواء للجماهير سواء في مدينة بنغازي النشطة أو طرابلس أو درنه أو طبرق مروراً بالبيضاء والمرج أو المدن الواقعة بين طرابلس وبنغازي كالخمس ومصراته وسرت واجدابيا ونتجه جنوباً من الجفرة بواحاتها الخمس الجميلة وعروسها هون ووصيفة العروس زلة إلى سبها كعاصمة للمدن المحيطة بها والتي ساعدتها الإذاعات المحلية في إزاح الستار عن هذه الإبداعات ..
تذكر بعض الأبحاث أن الفن المسرحي الليبي يعود إلى العام ( 1878 ) ويؤكد هذا الأستاذ المهدي بوقرين في كتابة المعنون تاريخ المسرح في الجماهيرية وقال الفقيد الأستاذ "علي صدقي عبدالقادر" إن المسرح بدأ فعلياً في عام ( 1880 ) وعلى كل فإن هذه التواريخ التي ذكرتها أن أكدت مئوية المسرح الليبي حيث تتالت بعد ذلك تواريخ التأسيس والبدء الفعلي للحركة المسرحية في ليبيا.
ها هو المرحوم محمد عبدالهادي يؤسس فرقة مسرحية بمدينة الزهور والفن درنة عام ( 1930 ) يقدم أول عمل مسرحي ( هارون الرشيد ) لتتوالى وتستمر عروضها بعد ذلك ويأتي عام ( 1936 ) لتتأسس أول فرقة مسرحية بمدينة بنغازي على يد رجب البكوش رحمه الله وكذلك إبراهيم بن عامر ويلحق بركبهم إبراهيم مفتاح العريبي ورجب العقوري والمرحوم فرج سعد الطيرة والمرحوم عبدالله المسماري وغيرهم الا وهي فرقة المسرح الشعبي التي توالت أعمالها ولا زالت إلى اليوم ومنها تأسست عدة فرق أخرى منها المسرح الوطني على يد إبراهيم العريبي والمسرح الحديث على يد محمد بن حريز وعلى أبو جناح والمسرح العربي على يد عبدالحميد المالطي والمسرح العام على يد عبدالهادي الكوافي وعلي بحيري والمسرح الأخضر على يد رافع الحبتي وهاشم الفيتوري ومسرح هواة الفن الجماهيري على يد مجموعة من شباب بنينة والمسرح الجوال على يد سليمان الدينالي .
لقد كان المرحوم رجب البكوش ولتأثرة بمسرح فرقة هواة التمثيل بدرنة رائداً للمسرح ببنغازي حيث كان يكتب ويخرج ويمثل وكان يمتاز بخفة الدم وروح الفكاهة وله تأثير بالغ في محيطه وقدم العديد من الأعمال تحت أسماء مختلفة كفرقة الشاطئ بمسرحية ( الوفاء العربي ) وفرقة رابطة الشباب وفرقة هواة التمثيل وجميعها انبثقت من فرقة المسرح الشعبي.
كان للمسرح الليبي بعد مئة سنة ثابتة وهي من ( 1908 ) إلي عام ( 2002 ) دور حقيقي وأساسي في محاربة الظلم والفساد والغزو الصليبى البربري على بلادنا وفضح لكل من تسول له نفسه أن يمس ترابها وكان للمسرح الليبي دور ترشيدي تعليمى توجيهي ترفيهي نقدي بارز ترك آثاره على الأجيال التي تلاحقت وكان رواده على رأسهم الشيخ عبدالله جمال الدين الميلادي ومحمد قدري ومحمد مصطفى شرف الدين الذي أسس فرقة غنائية مسرحية تحت اسم رابطة الشباب السعداوي عام ( 1929 ) وكتب واخرج لها العديد من الأعمال ومصطفى الأمير ورجب البكوش ومحمد عبدالهادي وأنور الطرابلسي و إبراهيم بن عامر و أحمد قنابة والدكتور مصطفى العجيلي ورجب العقوري ومختار الأسود وقد كان للمسرحي والشاعر أحمد قنابة دور كبير في المسرح الطرابلسي بعد أن أسس فرقة من طلبة الفنون والصنائع وقدم من خلالها العديد من الأعمال المسرحية أصبحت امتدادا له ولا ننسى أيضاً محمد حمدي أبوبكر وإبراهيم الأسطى عمر وغيرهم كثيرون الذين بذلوا الجهد والعرق ضحوا بالغالي والرخيص وتحملوا ويلات العذاب والحساب من المستعمرين وغيرهم من عملاء حكومات العهد البائد إلى أن انبلج نور فجر الحرية بثورة الفاتح من سبتمبر فاعترفت وكرمت الرواد و شجعت اللاحقين وأقامت المعاهد والكليات والمسارح وشجعت الفن حتى وصل إلى ما هو عليه اليوم وإذا ما ثبتنا عام ( 1908 ) كبداية للمئوية المسرحية في ليبيا فإننا ولابد أن نعترف ونعرف ونؤكد أن تاريخ المسرح في ليبيا يرجع إلى ما قبل ذلك بقرون والمسارح الأثرية الإغريقية والرومانية بشحات والبيضاء وطلميثة وسوسة ولبده وصبرا ته هي دليل على وجود المسرح آنذاك أي إلى القرن الرابع قبل الميلاد وعلى المستوى العربي إذا ما اعتبرنا أن البداية كانت بالشام حيث مسرح مارون النقاش عام ( 1847 ) وشقيقه نقولا ثم بيروت ثم مصر عندما أسس سلامة حجازي عام ( 1905 ) فجورج أبيض عام ( 1912 ) هنا نجد أن التواريخ متقاربة بيننا وبينهم بل قد نكون سباقين إذا أكدنا أن أول تاريخ للمسرح الليبي هو ( 1878 ) كما جاء في كتاب الأستاذ المهدي بوقرين تاريخ المسرح في الجماهيرية ..
ونؤكد هنا أن الظروف المتلاحقة التي ابتدأت بالحكم العثماني والغزو الإيطالي والحكم الملكي كانت سبباً في تعثر الحركة المسرحية رغم الكم الهائل من المحاولات الجادة بعزيمة الرواد الأوائل وإصرارهم ولولاها لكان العطاء أكثر لمعاناً وقوة ونفوذاً على مستوى الوطن العربي رغم هذا ولله الحمد فإن المئة عام الماضية أرست قواعد صلبة ومتينة للمسرح الليبي وهذا باعتراف كبار الأساتذة من الوطن العربي سواء بحضورهم مهرجانات المسرح بليبيا أو بتواجدهم في مشاهدة مشاركات المسرح الليبي في تونس والمغرب وسوريا والقاهرة وحتى ايطاليا نفسها إن الحديث عن المسرح الليبي شيق وطويل وبحاجة إلى وقت أطول وورق أكثر حتى يتم تأليف كتب عنه ولا بد لنا في هذه المشاركة احتفالاً بالعيد المئة للمسرح الليبي أن نؤكد تقديرنا واعتزازنا بالرواد الذين إذا غابت أجسادهم وبقيت أرواحهم وذكراهم حية بيننا بصمة على جدار الزمن والذين لا زالوا أحياء أطال الله عمرهم وعسانا نستفيد منهم في تسجيل ذكرياتهم وما سمعوه ممن سبق وما عاشوه واقعاً ملموساً أيضاً التلاميذ النجباء والمستجدون الذين قد صاروا هم قادة دفة المسرح الليبي ونطمح منهم إلى المزيد من البذل والجهد والعطاء أما الدولة فلها أن تزيد من المعاهد المتوسطة والعليا ومن البعثات لمن سبقونا للأستزادة وكذلك إقامة دور العرض المسرحي في كل شبر من بلادنا كون المسرح أستاذاً له أن يعلمنا ويرشدنا ويوجهنا نحو الأصلح .
هنيناً لنا جميعاً بعيدنا العيد المئة لمشوار المسرح في بلادنا ومن عيد إلى عيد نجاح وبناء وتشييد ودائماً تجديد في تجديد .