النميمة
عبد العزيز دياب
عبد العزيز ديابلم يكن فى الحجرة إلا الغول “غويا” ينعم معنا بالدفء وموسيقى “كوكو واوا”، فكيف تسربت خطتنا الجهنمية يا مازن، انفقت عليها أربعين دقيقة، وخمس خبطات على الطاولة، وقفزة فى الهواء بارتفاع تجاوز كل قفزاتى السابقة لحظة أن أفرزتها قريحتي، كانت خطة عملية ومحكمة تمكننا من الحصول على كنز “بطوط”. كيف صارت مشاعاً كأننا كنا نناقشها فى سوق الثلاثاء، أو فى محظة الميكروباص، أو ميدان العتبة، كل تفاصيلها أصبحت عند أولاد مدرسة “ألفونسو الابتدائية”، استطاعوا إحباطها لصالحهم. “غويا” له إمكانات ميكانيكية فائقة تجعله أكثر بشاعة، أهدتنا إياه عمتي وهى تحدثنا عن مآثرة، قالت يمشي بخطو رتيب، زفيره دخان لونه أحمر، يستطيع عمل فطيرة التفاح، وقراءة الجرائد، والغناء من أعلى طبقة صوتية لم يتوصل إليها البشر، اختارت له مكاناً فوق طاولة الركن وقالت: دعوه يتأمل الحياة من حولكم، لكنه كان مشاكساً، أمى ضحكت عندما أخبرتها أننى رأيته ذات مساء فى الأنوار الخافتة لحجرتى يجول رشيقاً فى غابة الأمازون الواقعة بالجنوب الغربى لحجرتي إلى يسار أبليك الكهرباء، هى لوحة الساحرة فى خريطة حجرتنا. عندما خيرونا بين غابات الأمازون وبحيرة “ميليساني”، اخترنا غابات الأمازون لنشاهد عن كثب حيواناتها البرية المتوحشة وهى تمارس بشاعتها، رأيت غويا يخطو حثيثاً بين أشجارها، ورأيته كذلك وهو يخطف أميرة جبال “الغندير”، حملها على ذراعية وغاص بها فى الغابة، كانت تصرخ وتستجير، ورأيت زوجها الأمير يركض بحصانه شاهراً سيفه يبحث عنها وينفلت كالتائه وهو ينادى عليها. يا مازن لم يكن معنا فى الحجرة إلا غويا ونحن نتدارس خطتي فى ضوء شحيح للحصول على كنز بطوط: قاذفات صواريخ ومدافع، عرائس وخيول، بط وإوز، قردة ونسانيس، مدافع ومسدسات، كرات وصفارات إنذار. جاءتنا الأخبار أنه مدفون فى الحديقة المهجورة بداخل سَحَّارة، على غطائها صورة لبطوط وبطوطة. حددنا ساعة الصفر، كنا سنهجم ومعنا الكلب “سمبا”، والقط “ميزو” والبطة “حورية “، رغم الأخبار التى جاءتنا بأن صرصار، وفأر، وسحلية مع ثلة من أولاد مدرسة “ألفونسو الإبتدائية” يقومون على حراسته. للأسف الشديد استطاعوا إفشال خطتنا وإحباط هجومنا بسبب غويا الذى جعلنا مشاعاً أمامهم.