رولا أبو صالح ..تداعيات مشهدية لولادة اللوحة
تنتمي تجربة الفنانة التشكيلية رولا أبوصالح إلى المدرسة الواقعية لكنها ليست واقعية تماما، حيث أنها تعمل على التداعيات المشهدية بعد اللحظات الأولى لولادة اللوحة، وعن ذلك تقول “أبدأ العمل بفكرة ما أو متأثرة بمشهد رأيته أو مطبوع في ذاكرتي من السابق، وحين يصل العمل إلى برّ الأمان وأقترب من الوصول إلى الحقيقة أجد اللوحة تأخذ مسارا آخر وتخرج من إطار الواقعية وتذهب باتجاه آخر..
إنها تكمل طريقها لوحدها، أشعر أنّني أفقد السيطرة العقلانية، وهكذا أبدأ بالتلوين بفطرية حتى تعجبني، عندها أشعر أنها انتهت، مستخدمة في ذلك الألوان الزيتية والأكريليك والمواد المختلفة على قماش، حسب ما تتطلبه الفكرة ونضوجها أمامي، وهنا تخدمني المساحات الكبيرة لأفعل كل ما أشاء
تغرق لوحات الفنانة الشابة في شعرية المحاكاة والتماهي الجوهري مع اللون، تاركة للمتلقي حرية التواصل الروحي مع اللوحة، إذ لا يمكن التوقّف عند لوحة بمفردها دون النظر إليها كحلقة من مشروع متكامل يكشف عن نفسه مع كل بناء جمالي تقترحه أبوصالح التي تنتصر لفرشاة ألوانها محاولة إعادة إنتاج الحياة بوجوه أطفال يقولون الحياة على طريقتهم الخاصة، أو عبر مهرّجين يسخرون من الحياة وأحوالها بأعين شبه باكية.
إستطاعت عبر الألوان الرمادية في أعمالها أن تبدع عوالم من الألوان والمواضيع وأن تقدم عبرها مقولاتها ذات الهم الإنساني ،تشعرنا بالفرح والحزن والأمل والإحباط بتكوين يضاهي كبار الفنانين.
لعل الدهشة على وجوه أطفالها، تعبّر عن دهشة ما يدور في العالم و تعبير خاص عن عجزهم أحياناً لإيجاد تفسير حول الظواهر الغامضة
الفنانة التشكيلية رولا أبو صالح ولادة دمشق وتعود أصولها إلى الجولان المحتل وخريجة مركزأدهم اسماعيل 2007