قصة قصيرة..
كاتيا..!!!
كانت الفوضى تعم تلك المدينة الوادعة الجميلة،جحافل من غزاتها يقتحمون سكينتها ،يغيرون ملامحها الهادئة إلى ضخب مخيف..!!!
اختلطت لهجات القادمين إليها باصوت القلة من ابنائها الحقيقيين،الطيبين الذين ظنوا باغلبيتهم الصامتة أنا القادم أجمل..
كنت اتمعن بتفاصيل ابنيتها التي خيل إلي لحظتها أنها شاخت،هرمت و هى تموت ببطئ ،زالت منها روح الشموخ ،كأنها تقول لي أن الحدث اكبر من أن تتحمل وزره أعمدتها التي مزقت بصمودها و كبريائها الزمن،نهم إن المخيف هو قادم لا محاله...
تعمدت أن أذرف الدمع ليسقط فوق ترابها الطاهر الذي ما بخل عليّ يوما بالسكينة و الأمان قبل أن أضع قبلتي الأخيرة على رصيفها ،لأنهض ببطئ و أغادر..!!
***
دخلت غرفتي حزينا ،لم أكد أخلع حذائي الضيق اللعين حتى سمعت صوت استغاثة من شقة كاتيا ،تلك الطالبة الجميلة و المهذبة و اللطيفة ،كانت تصرخ بقوة..
_ انقذوني..
النجدة أرجوكم
اتوسل إليكم..
طرقت باب تلك الشقة ليتوف فجئة الصوت..
أعدت طرقه بعنف..
فتح الباب بهدوء،لتطلل تلك السيدة التي كنت أكن لها يوما الإحترام..
_هذا انت..؟!!
ماذا تريد..؟!!
صرخت كاتيا عند سماع صوتي مستنجدة..
حاولت منعي من الدخول لكني دفعت الباب بعنف لتسقط هى على الارض و اسرعت صوب صوت كاتيا التي كانت مستلقية عارية فوق تختها و في زاوية غرفتها وقف شاب عارمن الملابس..
***
كان ذاك الشاب يمسح دماءه بهدوء مذهولا ، وقد جلست أرقب وجهه و انا اتفقد جواز سفره، لحظتها أدركت أني كنت قاسيا علية،بل كنت معلمه و قاضيه..
_ شو يا كلب..
نظر إلي بخوف و ذهول،بصوت متقطع
_ ارجوك دعني وشائني اقسم لك أني لم أفعل لها شيئا
يجهش بالبكاء..
_ امها احضرتني إلى هنا و طلبت لقاء ذلك مئتي دولار وقد دفعت لها ..اسألها..!!
كانت تلك السيدة تقف على باب الغرفة مذهولة،في حين كانت كاتيا تعيد.إرتداء ملابسها وهئ ترمقني بنظرات الشكر،نظرت صوب تلك السيدة التي .ظهر الرعب على محياها بنظرة غضب ،ارتعدت،لتتراجعت خطوات إلى الخلف..
***
كان كاتب العدل يجري آخر تفحص له على اوراق الهّبة التي اعطيته إيها،مبتسما..
_ انت رجل شهم ،رجل غير عادي..
مبتسما أيضا ،اخذت منه تلك الأوراق التي دفعها لي و غادرت..
***
كانت كاتيا الصغيره تقف على باب شقتي فاتحة كلتا يديها وهي تجهش ببكاء شديد محاولة منعي من الخروج..
أقتربت منها ،امسكت بيدها الصغيرة ،لتنزعها مني بقوة ..
_ أرجوكي ،كاتيا..!!
تعالي وجلسي قليلا..
بصوت عال
_لن اتركك ترحل،لا تحاول،خذني معك او قتلني..
بصوت يعصره الألم و الحرقة..
_تعالي وجلسي يا عزيزتي،سفري لا محالة..
لكن اعدك بالقدوم مجددا إلى هنا..
اقتربت مني بهدوء،وضعت راسها الصغير على كتفيو هى تجهش بالبكاء،ليتطاير شعرها الأشقر الناعم ضاربا وجهي برفق..
قبلت رأسها..
_ اسمعي هذه الشقة لك..
و اوراق ملكيتها في هذا الظرف..
تركت لك مبلغا كبيرا من المال ،لا تأخذي إلا حاجتك الملحة منه حتى تصبحين أشهر دكتورة في العالم..!!
***
انها دروب الخوف لا مكان للأمان هنا ،كانت القذائف و الرصاص تتساقط من حولنا و كأن العدو القادم من خلف الحدود بإسم الله يريد إبادتنا ،يريد زوالنا نحن لسوريين..
***
الرحلة إلى أوروبا كانت شاقة و متعبة و خطيرة،كنت و أسرتي ننتظر دورنا في الفحص الطبي قبل السماح لنا بدخلول المدن التي قبلت بإستيضافتنا و التي ستكون ملجئنا الأخير..
***
حدقت تلك الطبية الجميلة الشقراء مليا في أوراقي،بذهول و صمت كانت ترمقني و صورتي على الأوراق..
استغرب مساعدها هذا التصرف الغريب منها ،ليهمس بصوت خافت..
_ما بك،قومي بفحصه..؟!!!
بحركة سريعة نهضت من خلف طاولتها لترمي بنفسها عليّ وهى تلف كلتا يديها على عنقي..
كنت مذهولا بتصرفها،نهض مساعدها وقد اصابه الإرباك..
قبلت وجهي قبلا سريعة قبل أن تجهش بالبكاء وهى تقول:
_ الم تعرفني أنا كاتيا يا أبي.....
أنتهى..
الصحفي زهير عيسى
كاتيا..!!!
كانت الفوضى تعم تلك المدينة الوادعة الجميلة،جحافل من غزاتها يقتحمون سكينتها ،يغيرون ملامحها الهادئة إلى ضخب مخيف..!!!
اختلطت لهجات القادمين إليها باصوت القلة من ابنائها الحقيقيين،الطيبين الذين ظنوا باغلبيتهم الصامتة أنا القادم أجمل..
كنت اتمعن بتفاصيل ابنيتها التي خيل إلي لحظتها أنها شاخت،هرمت و هى تموت ببطئ ،زالت منها روح الشموخ ،كأنها تقول لي أن الحدث اكبر من أن تتحمل وزره أعمدتها التي مزقت بصمودها و كبريائها الزمن،نهم إن المخيف هو قادم لا محاله...
تعمدت أن أذرف الدمع ليسقط فوق ترابها الطاهر الذي ما بخل عليّ يوما بالسكينة و الأمان قبل أن أضع قبلتي الأخيرة على رصيفها ،لأنهض ببطئ و أغادر..!!
***
دخلت غرفتي حزينا ،لم أكد أخلع حذائي الضيق اللعين حتى سمعت صوت استغاثة من شقة كاتيا ،تلك الطالبة الجميلة و المهذبة و اللطيفة ،كانت تصرخ بقوة..
_ انقذوني..
النجدة أرجوكم
اتوسل إليكم..
طرقت باب تلك الشقة ليتوف فجئة الصوت..
أعدت طرقه بعنف..
فتح الباب بهدوء،لتطلل تلك السيدة التي كنت أكن لها يوما الإحترام..
_هذا انت..؟!!
ماذا تريد..؟!!
صرخت كاتيا عند سماع صوتي مستنجدة..
حاولت منعي من الدخول لكني دفعت الباب بعنف لتسقط هى على الارض و اسرعت صوب صوت كاتيا التي كانت مستلقية عارية فوق تختها و في زاوية غرفتها وقف شاب عارمن الملابس..
***
كان ذاك الشاب يمسح دماءه بهدوء مذهولا ، وقد جلست أرقب وجهه و انا اتفقد جواز سفره، لحظتها أدركت أني كنت قاسيا علية،بل كنت معلمه و قاضيه..
_ شو يا كلب..
نظر إلي بخوف و ذهول،بصوت متقطع
_ ارجوك دعني وشائني اقسم لك أني لم أفعل لها شيئا
يجهش بالبكاء..
_ امها احضرتني إلى هنا و طلبت لقاء ذلك مئتي دولار وقد دفعت لها ..اسألها..!!
كانت تلك السيدة تقف على باب الغرفة مذهولة،في حين كانت كاتيا تعيد.إرتداء ملابسها وهئ ترمقني بنظرات الشكر،نظرت صوب تلك السيدة التي .ظهر الرعب على محياها بنظرة غضب ،ارتعدت،لتتراجعت خطوات إلى الخلف..
***
كان كاتب العدل يجري آخر تفحص له على اوراق الهّبة التي اعطيته إيها،مبتسما..
_ انت رجل شهم ،رجل غير عادي..
مبتسما أيضا ،اخذت منه تلك الأوراق التي دفعها لي و غادرت..
***
كانت كاتيا الصغيره تقف على باب شقتي فاتحة كلتا يديها وهي تجهش ببكاء شديد محاولة منعي من الخروج..
أقتربت منها ،امسكت بيدها الصغيرة ،لتنزعها مني بقوة ..
_ أرجوكي ،كاتيا..!!
تعالي وجلسي قليلا..
بصوت عال
_لن اتركك ترحل،لا تحاول،خذني معك او قتلني..
بصوت يعصره الألم و الحرقة..
_تعالي وجلسي يا عزيزتي،سفري لا محالة..
لكن اعدك بالقدوم مجددا إلى هنا..
اقتربت مني بهدوء،وضعت راسها الصغير على كتفيو هى تجهش بالبكاء،ليتطاير شعرها الأشقر الناعم ضاربا وجهي برفق..
قبلت رأسها..
_ اسمعي هذه الشقة لك..
و اوراق ملكيتها في هذا الظرف..
تركت لك مبلغا كبيرا من المال ،لا تأخذي إلا حاجتك الملحة منه حتى تصبحين أشهر دكتورة في العالم..!!
***
انها دروب الخوف لا مكان للأمان هنا ،كانت القذائف و الرصاص تتساقط من حولنا و كأن العدو القادم من خلف الحدود بإسم الله يريد إبادتنا ،يريد زوالنا نحن لسوريين..
***
الرحلة إلى أوروبا كانت شاقة و متعبة و خطيرة،كنت و أسرتي ننتظر دورنا في الفحص الطبي قبل السماح لنا بدخلول المدن التي قبلت بإستيضافتنا و التي ستكون ملجئنا الأخير..
***
حدقت تلك الطبية الجميلة الشقراء مليا في أوراقي،بذهول و صمت كانت ترمقني و صورتي على الأوراق..
استغرب مساعدها هذا التصرف الغريب منها ،ليهمس بصوت خافت..
_ما بك،قومي بفحصه..؟!!!
بحركة سريعة نهضت من خلف طاولتها لترمي بنفسها عليّ وهى تلف كلتا يديها على عنقي..
كنت مذهولا بتصرفها،نهض مساعدها وقد اصابه الإرباك..
قبلت وجهي قبلا سريعة قبل أن تجهش بالبكاء وهى تقول:
_ الم تعرفني أنا كاتيا يا أبي.....
أنتهى..
الصحفي زهير عيسى