قصة قصيرة..
النسر الجارح..!!
كان يقف بعكازه بين جمهرة من الأطفال من بني جيله او أصغر شارحا لهم بأفتخار معنا تشكيل فريق جديد له ،كان يتنقل بعكازه بينهم جيئة و ذهابا و هو الذي اصيب عندما كان صغيرا بحادث سير مروع افقده جزء كبيرا من حركة قدمه اليسرى..
أستمع الحشد من الصغار لحديثة الشيق و كان بعضهم يرمقه بنظرات الإعجاب و الذهول من تلك الطاقة الجبارة التي أنعم الله عليه بها..
كان شديد الإقناع لهم ، هو الذي لقبه الجميع بالزعيم..
***
كانت الطريق إلى المدرسة مليئة بالمنغصات لابناء حارته ،كان لزاما عليهم المرور في حارة النازحين قبل أن يصلوا إلى مدرستهم و في كل يوم توجه له و لهم الإهانات و الشتائم ليصل بهم الأمر إلى حد.العراك و الذي في كثير من حالاته كان ينتهي لصالحه..
***
عبد الله هو عدوه اللدود ،نازله أكثر من مرة و مرمغ انفه بالتراب ،لكنه في كل مرة كان يعود بطاقم جديد من تلك حارة يدعوهم لنصرته على صاحب العكاز..
***
حاول والده الشكوى لإدارة المدرسة و حتى لذوي عبدالله دونما جدوى ، كأن أهل ذاك المراهق كانوا يريدونه ان يفعل ما يفعله بابناء الحارات المجاورة..
***
_ هل سمعت يا زعيم..؟!!
بإستغراب..
_ لا لم أسمع..
يهز راسه بإستهزاء..
_ عبدالله و جماعتو اشتروا بسكليتات و طاردونا عليهم و على دعس فينا..
***
لم ينم ليلتها و هو يفكر بهذه المصيبة الجديدة و التي أنهالت دفعة واحدة على رأسه و رأس أعضاء فريقه / النسر الجارح/..
تجمع رفاقه من الصباح الباكر امام منزله ينتظرون خروجه ،كان صوت عكازه بوصلتهم انه قادم إليهم..
ساروا جميعا خلفه ، كان يحاول إيهامهم انه لا يخشى عبدالله و عصابته ، لكن الحقيقة كانت غير ذلك ،كانت كل خطوة تقربه من حي المصيبة هذا تجعله يشعر بالخوف،ليسمع بوضوح صوت خفقان قلبه ،كان يلتفت ذات اليمين و ذات الشمال متحسبا لظهور عدوه اللدود..
***
بذهول..
_ جدّ عمل حادس بنزلة الوادي..؟!!
اي وشو صار فيه..؟!!
أخذ الأحول و هو لقب أحد افراد عصابة عبدالله يقص عليهم ما حدث لعبدالله ليلة البارحة و انه يرقد الآن في المشفى بحالة حرجة..
***
كان و الد عبدالله كل يوم يجر كرسي ابنه المتحرك جيئة و ذهابا من و إلى المدرسة..
لسبب ما تأخر والد عبدالله بالحضور لإصطحاب ابنه فما كان من أذن المدرسة إلا أن أخرج عبدالبه خارج سور المدرسة لينظر والده..!!
***
كان عبدالله يتوسل لهم أن لا ياخذوه و لكن دونما جدوى حتى و صلوا به إلى الحديقة العامة قرب الكازية في حي المطار ..
نظر عبدالله من حوله و قد تجمهر حوله عشرات الفتية ينتظرون قدوم الزعيم..!!
***
اقترب منه ،كان صوت عكازه مألوفا لعبدالله ،بخوف شديد.متوسلا له ان يتركه و شأنه..
وقف أمامه مبتسما ،انحنى قليلا صوبه..
_لحمدلله ع سلامتك..
لم ينبذ بحرف واحد كانت عيناه الخائفة تبحث عن منقذ..
التفت إلى الصبّية
بصوت حازم ،اشار لهم أن ينتظروه خارج أسوار الحديقة..
حدق بتفاصيل وجه غريمه المسكين العاجز و المستسلم لقدره..!!
_ليش خايف..؟!!
يخرج من جيبه عدد من ( الدحاحل)
بصوت دافئ
_هذه لك..
لا تحزن الله بيبلينا ليختبر صبرنا
هيك لبابا بقلي..
هادا صليبك بالدنيا و لازم تتعايش معو..
يضع يده بحقيبته،مبتسما..
_جوعان..؟!!
أحس عبدالله بالسكينة و الراحة ، لتذهب بعيدا حالة الخوف،هز رأسة بالإيجاب..
مبتسما،يقدم له السندويشة..
_ فلافل من عند أبو خليل..
***
كان يضحكان و هما يحاولان ثني ذراع الواحد منهما الآخر..
يضحكان و يضحكان..
وقف أبو عبدالله يرقب المشهد من بعيد و قد أغرورقت عيناه بالدموع..
أنتهى
زهير عيسى.....
النسر الجارح..!!
كان يقف بعكازه بين جمهرة من الأطفال من بني جيله او أصغر شارحا لهم بأفتخار معنا تشكيل فريق جديد له ،كان يتنقل بعكازه بينهم جيئة و ذهابا و هو الذي اصيب عندما كان صغيرا بحادث سير مروع افقده جزء كبيرا من حركة قدمه اليسرى..
أستمع الحشد من الصغار لحديثة الشيق و كان بعضهم يرمقه بنظرات الإعجاب و الذهول من تلك الطاقة الجبارة التي أنعم الله عليه بها..
كان شديد الإقناع لهم ، هو الذي لقبه الجميع بالزعيم..
***
كانت الطريق إلى المدرسة مليئة بالمنغصات لابناء حارته ،كان لزاما عليهم المرور في حارة النازحين قبل أن يصلوا إلى مدرستهم و في كل يوم توجه له و لهم الإهانات و الشتائم ليصل بهم الأمر إلى حد.العراك و الذي في كثير من حالاته كان ينتهي لصالحه..
***
عبد الله هو عدوه اللدود ،نازله أكثر من مرة و مرمغ انفه بالتراب ،لكنه في كل مرة كان يعود بطاقم جديد من تلك حارة يدعوهم لنصرته على صاحب العكاز..
***
حاول والده الشكوى لإدارة المدرسة و حتى لذوي عبدالله دونما جدوى ، كأن أهل ذاك المراهق كانوا يريدونه ان يفعل ما يفعله بابناء الحارات المجاورة..
***
_ هل سمعت يا زعيم..؟!!
بإستغراب..
_ لا لم أسمع..
يهز راسه بإستهزاء..
_ عبدالله و جماعتو اشتروا بسكليتات و طاردونا عليهم و على دعس فينا..
***
لم ينم ليلتها و هو يفكر بهذه المصيبة الجديدة و التي أنهالت دفعة واحدة على رأسه و رأس أعضاء فريقه / النسر الجارح/..
تجمع رفاقه من الصباح الباكر امام منزله ينتظرون خروجه ،كان صوت عكازه بوصلتهم انه قادم إليهم..
ساروا جميعا خلفه ، كان يحاول إيهامهم انه لا يخشى عبدالله و عصابته ، لكن الحقيقة كانت غير ذلك ،كانت كل خطوة تقربه من حي المصيبة هذا تجعله يشعر بالخوف،ليسمع بوضوح صوت خفقان قلبه ،كان يلتفت ذات اليمين و ذات الشمال متحسبا لظهور عدوه اللدود..
***
بذهول..
_ جدّ عمل حادس بنزلة الوادي..؟!!
اي وشو صار فيه..؟!!
أخذ الأحول و هو لقب أحد افراد عصابة عبدالله يقص عليهم ما حدث لعبدالله ليلة البارحة و انه يرقد الآن في المشفى بحالة حرجة..
***
كان و الد عبدالله كل يوم يجر كرسي ابنه المتحرك جيئة و ذهابا من و إلى المدرسة..
لسبب ما تأخر والد عبدالله بالحضور لإصطحاب ابنه فما كان من أذن المدرسة إلا أن أخرج عبدالبه خارج سور المدرسة لينظر والده..!!
***
كان عبدالله يتوسل لهم أن لا ياخذوه و لكن دونما جدوى حتى و صلوا به إلى الحديقة العامة قرب الكازية في حي المطار ..
نظر عبدالله من حوله و قد تجمهر حوله عشرات الفتية ينتظرون قدوم الزعيم..!!
***
اقترب منه ،كان صوت عكازه مألوفا لعبدالله ،بخوف شديد.متوسلا له ان يتركه و شأنه..
وقف أمامه مبتسما ،انحنى قليلا صوبه..
_لحمدلله ع سلامتك..
لم ينبذ بحرف واحد كانت عيناه الخائفة تبحث عن منقذ..
التفت إلى الصبّية
بصوت حازم ،اشار لهم أن ينتظروه خارج أسوار الحديقة..
حدق بتفاصيل وجه غريمه المسكين العاجز و المستسلم لقدره..!!
_ليش خايف..؟!!
يخرج من جيبه عدد من ( الدحاحل)
بصوت دافئ
_هذه لك..
لا تحزن الله بيبلينا ليختبر صبرنا
هيك لبابا بقلي..
هادا صليبك بالدنيا و لازم تتعايش معو..
يضع يده بحقيبته،مبتسما..
_جوعان..؟!!
أحس عبدالله بالسكينة و الراحة ، لتذهب بعيدا حالة الخوف،هز رأسة بالإيجاب..
مبتسما،يقدم له السندويشة..
_ فلافل من عند أبو خليل..
***
كان يضحكان و هما يحاولان ثني ذراع الواحد منهما الآخر..
يضحكان و يضحكان..
وقف أبو عبدالله يرقب المشهد من بعيد و قد أغرورقت عيناه بالدموع..
أنتهى
زهير عيسى.....