حارس السيارات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حارس السيارات

    قصة قصيرة:

    حارس السيارات

    كنت أركن السيارة جنب الرصيف قبالة عيادة الطبيب... انتصب أمامي شاب بيده عصا غليظة وبين شفتيه صفّارة وراح يشير لي بيمناه مرة إلى الخلف ومرة إلى الأمام نافخا في صفارته نفخا متقطّعا...
    تركت المقود...نزلت من السيارة...سلّم وقال:
    - أنا حارس السيارات هنا...
    قلت بنبرة لا تخلو من تهكّم:
    - هه...وممّ تحرسها ؟ ومن أوكل لك هذه المهمّة؟...هذا مكان عموميّ وليس موقف سيّارات بمقابل...
    - لكن غالبا ما يمرّ بعض المنحرفين ويعبثون بالسيّارات لا لشيء...هي لذّة التخريب فقط...أنا هنا لأتصدّى لذلك...
    فهمت أنه نصّب نفسه حارسا وأنه يريد بعض المال..." عمل " يدرّ عليه وعلى أمثاله، يوميّا، مبلغا لا يستهان به دون عرق يُذكر...
    - لم يسبق لي أن رأيتك هنا...كم مرّة ركنت السيّارة بهذا المكان ولم يطلها عابث...
    سمعته يردّد وأنا أتجّه نحو العيادة:
    - حذّرتُك...ومن أنذر فقد أعذر...
    غادرتُ العيادة أفكّر في التحاليل التي طلبها مني الطبيب وفي طبيعة الآلام التي تؤرقني من حين لآخر...
    قابلتني السيّارة... العجلتان الأماميتان أُفرِغتا من الهواء ...اشتعل رأسي غضبا...أطلقت النظر يمنة ويسرة بحثا عن الحارس دون جدوى...صرخت غيظا ورحت أركل عمودا كهربائيا قرب السيارة ولم أكفّ عن الركل حتى شعرت بألم شديد يعصف برجلي وانتابتني رغبة في الغثيان...

    م.فتوح
    تونس
يعمل...
X