اندهشت حين رأيته ،،

اندهشت حين رأيته ،،
لم يحدث أبدا أن كان مثل هؤلاء الذين يحتشدون لمتابعتنا ،،
يأتى مبكرا ويختار مكانا خارج خط الجير الذى يحدد ملعبنا فى الشارع ،،
لا أذكر أننى رأيته يهتم بالكرة ولا سمعته يتحدث عنها ،،
المفروض أن شهرتى وحديث الجمهور عن مهاراتى قد وصله ،،
هو بالتأكيد ،،
هو الذى يقف هناك بين هؤلاء الذين أعرفهم ،،
من حسن الحظ أننى اكتشفت وجوده قبل بدء المباراة ،،
،،،
هل يكون هذا الذى انبثق فجأة فى خاطرى ممكنا ،،
أُمِّى أقسمت لى أنها لن تخبره شرط أَلَّا أفعلها مرة أخرى ،،
وَعَدتُها وارتاح بالى !!
،،، ،،، ،،،
هو أَبى ،،
هو أَبى وما عرفته يهتم بها ،، لم يمنعنى لكنه كان ينتظر منى و لى غير الكرة !!
،،، أدهشنى أنه لم ينصرف بعد انتهاء مباراة خسر فيها وحيده ،،
كان ينتظرنى ،،صار هذا واضحا ومؤكدا ،،
ما هذا الذى يخفيه وراء ظهره ؟!
،،،
كيس أسود ،،
كيس بلاستيك أسود ،،
ضربه بشدة فى الأرض فأحدث صوتا وارتفع ارتفاعا عجيبا ،،
قم هبط ،،
ثم ارتفع ثم هبط ،،
ثم هدأ ،،واستقر على الأرض ،،
كيس بلاستيك أسود فيه كرة جلد ،،
كرة جلد وليست كرة شراب !!
،،، ،،،
أقسمَت لى أنها لم تحك له شيئا ،،
هو الذى اكتشف اختفاء الجورب !!
،،، ،،،
عصر اليوم التالى انطلق صَبِىٌّ إلى الحارة بكرته الجلد الجديدة ،،، وكان جوربان يتمايلان مع نسيم العصارى مُعَلَّقَيْن فى مشبك يمسك بحبل غسيل مطمئنا ،، وسعيدا !!
،،
محمود عبد الحفيظ ،،