قصة قصيرة..
النّورية..
فاطمه..!!!
كان يجلس على حافة المقهى ، عارضا عليه شراء ربطة الخبز
شاب أربعيني بدت على ملامحه علامات الفاقة و الفقر..
_ يا سيدي رح أشتريها منك و ماني بحاجتها
قديش بدك حقها..؟!!
بإبتسامة اظهرت أسنانه الصفراء..
_ ١٥٠٠ أستاذ..
يدفع له بالنقود..
_ خود.الربطة معك مني لولادك..
بفرحة لا توصف..
_ الله يكتر خير أستاذ..
***
كان ذاك الشاب يرتقب قدمه كل يوم ليبيعه ربطة خبز ليس بحاجة لها..
_ كيفك اليوم..؟!!
بإبتسامة فيها الكثير من الحياء..
_ داعيلك استاذ..
يحدق.في وجهه المائل للسواد..
_ تعال قعود..!!
حاب اسمع منك ،شو قصتك..؟!!
بحياء شديد..
_ لعفو منك أستاذ
أنا ماني قدّ لمقام..
بحزم..
_ تعال..!!
ينده..
_ جبلو كاسة شاي و نرجيله..
***
عرف أن هذا الشاب من النّور القاطنين في المنطقة الصناعية و انه خدم في الجيش،عرف الكثير منه عن عادات النّور أو الغجر و ما يربطهم بالناس و القربى و الكثير من عاداتهم حتى في طريقة دفنهم لموتاهم..
صار لقائهما كل يوم تقريبا ،كان يحاول ان يشعره بقيمته و انه لا ينظر إليه بخفة او سخرية فهو المثقف و الواصل صاحب إسم كبير في عالم الأدب و المسرح ..
***
مطرقا برأسه في أرض المقهى..
_أستاذ ،انت كتير أصيل و شهم،أنا معك بحس أني كبير..
يرفع برأسه مبتسما..
_ كل اهليتي صارو بيعرفو أسمك..
مبتسما..
_ حكيتلون عنك..
يرجع ظهره إلى الخلف يرتشف شفة القهوة..
_ فيك لبركه يامحمد،فيك البركه..
***
بكثير من الحياء و قد ظهرت على وجهه علامات الإرباك..
_ أستاذ..!!
ينظر إليه مبتسما..
_ أي محمد ،شوبك متلبك،ليوم..؟!!
بإرتباك..
_أستاذ..!!
انت كبير كتير يا أستاذ..
اطلب طلب و ما تخجلني..؟!!
***
كان يتقلب في فراشه و قد ذهب النوم من عينه..
محدثا نفسه..
_ لعمّه شو هل ورطه..؟!!
مستحيل..!!
طيب.ليش..؟!!
هنّه بني أدمين كمان..
خلص رح روح و منها تجربه حلوه..
يمكن أكتشف فيها شي جديد ،خيالي..
***
كانت مضارب النّور في المنطقة الصناعية تزهو بأجمل ما فيها استقبالا للضيف الكبير..
اجلسوه على افضل ما عندهم من اثاث و فرش..
كان الطعام من افضل مطعم في المدينة وضعوه امامه مغلفا لم تمسه يد..
لكن أجمل ما في تلك السهرة الراقصة و الغّناء،عيون فاطمة و التي سمع أكثر من شخص ينده بإسمها..
كانت تبادله النظرات بإبتسامة خفيفة تضيئ محياها
هى جميلة كقصص ألف ليلة و ليلة،كقصيدة شعر غجرية..!!!
***
جلس يحدق بصمت في وجه محمد..
أبتسم له..
_ صديقي..!!
بدي أفتح معك موضوع..
يبتسم محمد له..
_ فاطمه..؟!!
يرتجف،قشعريرة تجتاح كيانه..
مرتبكا..
_ شو عرفك..؟!!
***
يرفع عن وجهها غطاء مطرزا بخيوط من ذهب..
تمعن بكل تفاصيل ذاك الوجه الملائكي..
وضع يداه على خديها ليطبع قبلة طويلة على تلك الشفاه الوردية..
***
أحبته فاطمة حبّا كبيرا،ليبادلها الحب بكل جوارحه،كان يحرص بشده على اسعادها و تلبية كل ما تطلبه،جعل منها ملكة الحيّ بأناقتها و جملها الذي لم يعرف أحد من معارفه و محيطه من أين جاء به..
***
دخل منزله مناديا..
_ فطومه وينك..؟!!
كانت تجلس على الأريكة و الدمع ينسكب على وجنتيها..
أسرع صوبها بلهفة مستفسرا..
بصوت عال..
_ شوبك..؟!!
واجعك شي..؟!!
لحمل مدايقك..؟!!
تمسك بيده و تركع..
تصرخ..
_ أنا ما بستاهلك
الله يخليك كرمالك ما كرمالي
طلقني..!!
***
أقترب منه جاره بخطا سريعة..
مرددا اسمه..
_أستاذ..!!
أستاذ..!!
يلتفت صوبه بصمت..
بحياء..
_ أستاذ عفوا بس حاب خبرك..
كانو عندكون بالبيت شحاد..؟!!!!!
انتهى
الصحفي زهير عيسى......
النّورية..
فاطمه..!!!
كان يجلس على حافة المقهى ، عارضا عليه شراء ربطة الخبز
شاب أربعيني بدت على ملامحه علامات الفاقة و الفقر..
_ يا سيدي رح أشتريها منك و ماني بحاجتها
قديش بدك حقها..؟!!
بإبتسامة اظهرت أسنانه الصفراء..
_ ١٥٠٠ أستاذ..
يدفع له بالنقود..
_ خود.الربطة معك مني لولادك..
بفرحة لا توصف..
_ الله يكتر خير أستاذ..
***
كان ذاك الشاب يرتقب قدمه كل يوم ليبيعه ربطة خبز ليس بحاجة لها..
_ كيفك اليوم..؟!!
بإبتسامة فيها الكثير من الحياء..
_ داعيلك استاذ..
يحدق.في وجهه المائل للسواد..
_ تعال قعود..!!
حاب اسمع منك ،شو قصتك..؟!!
بحياء شديد..
_ لعفو منك أستاذ
أنا ماني قدّ لمقام..
بحزم..
_ تعال..!!
ينده..
_ جبلو كاسة شاي و نرجيله..
***
عرف أن هذا الشاب من النّور القاطنين في المنطقة الصناعية و انه خدم في الجيش،عرف الكثير منه عن عادات النّور أو الغجر و ما يربطهم بالناس و القربى و الكثير من عاداتهم حتى في طريقة دفنهم لموتاهم..
صار لقائهما كل يوم تقريبا ،كان يحاول ان يشعره بقيمته و انه لا ينظر إليه بخفة او سخرية فهو المثقف و الواصل صاحب إسم كبير في عالم الأدب و المسرح ..
***
مطرقا برأسه في أرض المقهى..
_أستاذ ،انت كتير أصيل و شهم،أنا معك بحس أني كبير..
يرفع برأسه مبتسما..
_ كل اهليتي صارو بيعرفو أسمك..
مبتسما..
_ حكيتلون عنك..
يرجع ظهره إلى الخلف يرتشف شفة القهوة..
_ فيك لبركه يامحمد،فيك البركه..
***
بكثير من الحياء و قد ظهرت على وجهه علامات الإرباك..
_ أستاذ..!!
ينظر إليه مبتسما..
_ أي محمد ،شوبك متلبك،ليوم..؟!!
بإرتباك..
_أستاذ..!!
انت كبير كتير يا أستاذ..
اطلب طلب و ما تخجلني..؟!!
***
كان يتقلب في فراشه و قد ذهب النوم من عينه..
محدثا نفسه..
_ لعمّه شو هل ورطه..؟!!
مستحيل..!!
طيب.ليش..؟!!
هنّه بني أدمين كمان..
خلص رح روح و منها تجربه حلوه..
يمكن أكتشف فيها شي جديد ،خيالي..
***
كانت مضارب النّور في المنطقة الصناعية تزهو بأجمل ما فيها استقبالا للضيف الكبير..
اجلسوه على افضل ما عندهم من اثاث و فرش..
كان الطعام من افضل مطعم في المدينة وضعوه امامه مغلفا لم تمسه يد..
لكن أجمل ما في تلك السهرة الراقصة و الغّناء،عيون فاطمة و التي سمع أكثر من شخص ينده بإسمها..
كانت تبادله النظرات بإبتسامة خفيفة تضيئ محياها
هى جميلة كقصص ألف ليلة و ليلة،كقصيدة شعر غجرية..!!!
***
جلس يحدق بصمت في وجه محمد..
أبتسم له..
_ صديقي..!!
بدي أفتح معك موضوع..
يبتسم محمد له..
_ فاطمه..؟!!
يرتجف،قشعريرة تجتاح كيانه..
مرتبكا..
_ شو عرفك..؟!!
***
يرفع عن وجهها غطاء مطرزا بخيوط من ذهب..
تمعن بكل تفاصيل ذاك الوجه الملائكي..
وضع يداه على خديها ليطبع قبلة طويلة على تلك الشفاه الوردية..
***
أحبته فاطمة حبّا كبيرا،ليبادلها الحب بكل جوارحه،كان يحرص بشده على اسعادها و تلبية كل ما تطلبه،جعل منها ملكة الحيّ بأناقتها و جملها الذي لم يعرف أحد من معارفه و محيطه من أين جاء به..
***
دخل منزله مناديا..
_ فطومه وينك..؟!!
كانت تجلس على الأريكة و الدمع ينسكب على وجنتيها..
أسرع صوبها بلهفة مستفسرا..
بصوت عال..
_ شوبك..؟!!
واجعك شي..؟!!
لحمل مدايقك..؟!!
تمسك بيده و تركع..
تصرخ..
_ أنا ما بستاهلك
الله يخليك كرمالك ما كرمالي
طلقني..!!
***
أقترب منه جاره بخطا سريعة..
مرددا اسمه..
_أستاذ..!!
أستاذ..!!
يلتفت صوبه بصمت..
بحياء..
_ أستاذ عفوا بس حاب خبرك..
كانو عندكون بالبيت شحاد..؟!!!!!
انتهى
الصحفي زهير عيسى......