قصة قصيرة:
الكلاب السائبة
الليل يحزم سوادَه أُهْبةً للرحيل... صوت المؤذن يبشّر بنسائم الفجر...يتسلّح الطاهر بعصا ويغادر المنزل...لن تمنعه الكلاب السائبة هذه المرّة من الصلاة...لا يمكن لها أن تسود الشارع...
المسجد على بعد أمتار من المنزل... بضع خطوات ويبلغ الباب...يبدو له كلب ضخم يتقدّم في اتجاهه على رأس ثلاثة كلاب أخرى أقلّ ضخامة منه....يُحكم الطاهر قبضته على العصا... يتسارع نبضه... يتقدّم بثبات مستعدّا للمواجهة...
يتجاوزه الكلب الضخم مسالما مطأطئ الرأس وكأنّه مغمض العينين... يطمئن ...يتنفّس الصّعداء...لكنّه يُفاجأ بالكلاب الثلاثة تقطع الطريق أمامه... أعينها تشتعل شرّا...تكشّر عن أنيابها... يتعالى نباحها ويشتدّ...تُقبِل ثمّ تُحجم لتُقبِلَ من جديد مهدّدة بهجوم وشيك...يرفع الطاهر عصاه... لم ينتبه للكلب الضخم الذي تجاوزه منذ حين ينقضّ عليه من الخلف... يفقد توازنه...تهجم الكلاب...لم يسمع صراخه أحد...
م.فتوح
تونس
الكلاب السائبة
الليل يحزم سوادَه أُهْبةً للرحيل... صوت المؤذن يبشّر بنسائم الفجر...يتسلّح الطاهر بعصا ويغادر المنزل...لن تمنعه الكلاب السائبة هذه المرّة من الصلاة...لا يمكن لها أن تسود الشارع...
المسجد على بعد أمتار من المنزل... بضع خطوات ويبلغ الباب...يبدو له كلب ضخم يتقدّم في اتجاهه على رأس ثلاثة كلاب أخرى أقلّ ضخامة منه....يُحكم الطاهر قبضته على العصا... يتسارع نبضه... يتقدّم بثبات مستعدّا للمواجهة...
يتجاوزه الكلب الضخم مسالما مطأطئ الرأس وكأنّه مغمض العينين... يطمئن ...يتنفّس الصّعداء...لكنّه يُفاجأ بالكلاب الثلاثة تقطع الطريق أمامه... أعينها تشتعل شرّا...تكشّر عن أنيابها... يتعالى نباحها ويشتدّ...تُقبِل ثمّ تُحجم لتُقبِلَ من جديد مهدّدة بهجوم وشيك...يرفع الطاهر عصاه... لم ينتبه للكلب الضخم الذي تجاوزه منذ حين ينقضّ عليه من الخلف... يفقد توازنه...تهجم الكلاب...لم يسمع صراخه أحد...
م.فتوح
تونس