Hashim Hannoon
Acrylic on Paper 28 x 38 cm 2019
الولادة بعد الموت ..
لم يشغلهم الموت وماذا بعد الموت كل الذي يشغلهم أن يرتبوا أحلامهم ويناموا سعداء, قبل أن يقتل تلك الأحلام القناصة الذين يتعبهم فكرة وجود وطن وحبيبة في قلوب هولاء الفتية. يقول "جيرار ليكلرك" ( المثقفون هم من ينمي القوى التناوبية في ثقافاتهم, وهم تاليا من يقدر على الدفاع بل تجسيد القيم الكونية بمقابل الخصوصية والإثنية المركزية الضيقة القائمة في المجتمع). الفن لهُ وجوه واستعمالات عدة منها خلق أشكال ممتعة ومنها صياغة فكرة أو استغلال الوقت لرسم مشاعر وأحلام متنوعة, ولكن تبقى قيامة الشعوب ونضالها من أهم الدوافع والمؤثرات في وجدان الفنان وأحيانا تعصف هذه الأحداث بمشاعر واحساس الفنان ليصاب بكتئاب واضطراب لرؤيته الفنية اذما عجز عن وصف ما يحدث في وجدانه لما يرى, واقولها الفنان الذي لايستطيع لسببٍ ما أن يتجاوب مع مصير شعب وأمة وتضحياتها أو التعبير عن كارثة أنسانية كما الآن في مايحدث اثناء الوباء, هذا الفنان لديه مشكلة في التعبير وأزمة هوية وتفاعل مع القضايا الأنسانية. هاشم حنون من الفنانين الذين تفاعلوا مع أنتفاضة تشرين وواكبها وقدم لها أجمل تعبير وتكاد تكون هذه الأعمال المرافقة للمقال وأعمال أخرى تشكل لدي وفي وجدان المتلقي الأهم تعبيرا والأصدق وصفاً, أضافة الى أن هاشم حنون أنتقل في هذه الأعمال الأنتقالة التي كنت أنتظرها, وهو ان يتحول من الرومانسية الجمالية للمدن والطبيعة والتي أحببتها وأبدع فيها الى أسلوب الملحمي والشعبي لوصف الجماهير ,اعتقد هذا التحول طبيعي في هذه المرحلة كي يستطيع أن يصف لحظات الأنفعال الذي يمر به الفنان مع ما يحدث في بلده. فكرة الرأس المقطوع هي ليس وصف لرأس مقطوع وإنما هو أختزال لفكرة مقطوعة ولحلم تم قتلهُ وأجهاضه بطلقة أو قنبلة دخانية, ولكن الرأس بقى يراقب الجموع المحتشدة وينظر الى جثامين الشهداء وهي تشيع من قبل المنتفضين, قدرة هاشم حنون على وصف الألم والصراخ بنص لوني في هذه الأعمال مذهل, هو لايكتفي بالأشارة بالرسم وإنما يؤطر الوجه كما في أحد الأعمال بأطار ليأخذ المتلقي اليه مباشرةً وكأنه يسحبنا الى المشهد بشكل قاسي. في عمل آخر يضع الفنان عدة وجوه في منظار قناص أي جميع الوجوه هي هدف لهذا القناص أو الأصح كل هذه الأحلام سيتم قنصها وأجهاضها في لحطةٍ ما. قد تموت الرؤوس وتتهشم الوجوه ولكن هناك قيامة أخرى في هذه الأرض تنتقل من جيل الى آخر عبر هذه الأحلام التي تأبى الموت.
الناقد والكاتب سلمان الواسطي
Salman Alwastey
Acrylic on Paper 28 x 38 cm 2019
الولادة بعد الموت ..
لم يشغلهم الموت وماذا بعد الموت كل الذي يشغلهم أن يرتبوا أحلامهم ويناموا سعداء, قبل أن يقتل تلك الأحلام القناصة الذين يتعبهم فكرة وجود وطن وحبيبة في قلوب هولاء الفتية. يقول "جيرار ليكلرك" ( المثقفون هم من ينمي القوى التناوبية في ثقافاتهم, وهم تاليا من يقدر على الدفاع بل تجسيد القيم الكونية بمقابل الخصوصية والإثنية المركزية الضيقة القائمة في المجتمع). الفن لهُ وجوه واستعمالات عدة منها خلق أشكال ممتعة ومنها صياغة فكرة أو استغلال الوقت لرسم مشاعر وأحلام متنوعة, ولكن تبقى قيامة الشعوب ونضالها من أهم الدوافع والمؤثرات في وجدان الفنان وأحيانا تعصف هذه الأحداث بمشاعر واحساس الفنان ليصاب بكتئاب واضطراب لرؤيته الفنية اذما عجز عن وصف ما يحدث في وجدانه لما يرى, واقولها الفنان الذي لايستطيع لسببٍ ما أن يتجاوب مع مصير شعب وأمة وتضحياتها أو التعبير عن كارثة أنسانية كما الآن في مايحدث اثناء الوباء, هذا الفنان لديه مشكلة في التعبير وأزمة هوية وتفاعل مع القضايا الأنسانية. هاشم حنون من الفنانين الذين تفاعلوا مع أنتفاضة تشرين وواكبها وقدم لها أجمل تعبير وتكاد تكون هذه الأعمال المرافقة للمقال وأعمال أخرى تشكل لدي وفي وجدان المتلقي الأهم تعبيرا والأصدق وصفاً, أضافة الى أن هاشم حنون أنتقل في هذه الأعمال الأنتقالة التي كنت أنتظرها, وهو ان يتحول من الرومانسية الجمالية للمدن والطبيعة والتي أحببتها وأبدع فيها الى أسلوب الملحمي والشعبي لوصف الجماهير ,اعتقد هذا التحول طبيعي في هذه المرحلة كي يستطيع أن يصف لحظات الأنفعال الذي يمر به الفنان مع ما يحدث في بلده. فكرة الرأس المقطوع هي ليس وصف لرأس مقطوع وإنما هو أختزال لفكرة مقطوعة ولحلم تم قتلهُ وأجهاضه بطلقة أو قنبلة دخانية, ولكن الرأس بقى يراقب الجموع المحتشدة وينظر الى جثامين الشهداء وهي تشيع من قبل المنتفضين, قدرة هاشم حنون على وصف الألم والصراخ بنص لوني في هذه الأعمال مذهل, هو لايكتفي بالأشارة بالرسم وإنما يؤطر الوجه كما في أحد الأعمال بأطار ليأخذ المتلقي اليه مباشرةً وكأنه يسحبنا الى المشهد بشكل قاسي. في عمل آخر يضع الفنان عدة وجوه في منظار قناص أي جميع الوجوه هي هدف لهذا القناص أو الأصح كل هذه الأحلام سيتم قنصها وأجهاضها في لحطةٍ ما. قد تموت الرؤوس وتتهشم الوجوه ولكن هناك قيامة أخرى في هذه الأرض تنتقل من جيل الى آخر عبر هذه الأحلام التي تأبى الموت.
الناقد والكاتب سلمان الواسطي
Salman Alwastey