عون الدروبي في صالة عشتار ..
مضاعفة التأثير المشهدي وتحولات التعبير..
أديب مخزوم ـ الثورة أون لاين 18 / 10 / 2022
يسعى الفنان عون الدروبي في لوحاته الجديدة، التي شاهدناها بمعرضه الفردي الأخير في صالة عشتار للفنون التشكيلية، الى مضاعفة التأثير المشهدي، حيث يبدو في لوحات الشخوص أو العناصر الإنسانية كفنان ملتزم بأزمة الإنسان المعاصر، فالوجوه بائسة وضائعة وبلا ملامح، وتعبر عن مرارة الواقع المأساوي، حتى في حالات عزفها أو إندماجها مع إيقاعات النغم الإفتراضي في فضاء السطح التصويري.
وفي بعض لوحاته ( قياسات مختلفة ـ زيت على كانفاس ) يعود إلى أجواء اللوحة التي تحمل قدراً من الصياغة الواقعية عبر محافظته في هذه المجموعة على النسب الواقعية أو التشريحية للشخوص، حتى في أقصى حالات الإختصار والإختزال والتبسيط، وهو في ذلك يؤكد مقدرته على الرسم الأكاديمي، والإمساك بتكوينات متزايدة الصعوبة، لدرجة أدهشتنا وحققت المزيد من درجات الإقناع، وهذا إكتشاف جديد ، يضاف إلى قدراته السابقة في الرسم والتلوين الحديث ، لأن الوصول إلى اللوحة التعبيرية المغايرة والمتجددة ، يعني دوماً إيجاد أو إبتكار أبجديتها ولغتها ومناخاتها الخاصة المفتوحة على المفاجآت الدائمة.
هكذا شكلت بعض لوحات عون الدروبي المعروضة، مدخلآً لتطوير تجربته الفنية الطويلة، من خلال العودة إلى مرتكزات الرسم الواقعي المبسط والمختزل ، وأضحى الغناء اللوني المتتابع في إطار لوحاته أشبه بنوتات موسيقية بصرية ، حيث تبقى ألوانه هادئة وغير صاخبة أو غير وحشية وغير محتقنة من الداخل، وبذلك حقق في تطلعاته خطوات التواصل الحي والتناغم الإيقاعي مع الطروحات الحديثة لتعبيرية الأشكال، وإيحاءات الواقع،وخاصة الطبيعة المتداخلة مع العناصر الإنسانية والشجرة والطيور والقطط والأواني الفخارية وغيرها .
هو الذي عرفناه في مراحل سابقة أكثر ميلاً نحو المساحات والحركات والإيقاعات اللونية، المتداخلة مع العناصر الإنسانية المختزلة إلى درجة الإبقاء فقط على إشاراتها الدالة عليها، رغم أنه لايزال يختزل عناصرالطبيعة وغيرها، ويركز في أحيان كثيرة على اللون الترابي في خطوات تجسيد المرتفعات والمنخفضات والبيوت القديمة .
وهو يتمسك بالحرية التعبيرية، ويوظف عبر المساحات اللونية، التي تلتقي في بعض اللوحات لـتأخذ شكل المكعب، خلاصة مشاهداته على مدى أكثر من نصف قرن لتقديم لوحة تؤكد الناحية الأسلوبية وملامح إسقاط الذات ، وتحولات التعبير، في حالات التنقل بين التصريح والتلميح أو بين مظاهر الواقعية التعبيرية والتعبيرية الحاملة أحياناً مظاهر رمزية وتكعيبية، حتى أننا قد نرى في بعض لوحاته خليط مدارس فنية حديثة ومعاصرة عديدة .
هكذا شكلت عودته إلى مرتكزات الرسم الواقعي المبسط والمختزل مدخلآً لتطوير تجربته الفنية الطويلة، وأضحى الغناء اللوني المتتابع في إطار لوحاته أشبه بنوتات موسيقية بصرية مقروءة بالعين، وبذلك حقق في تطلعاته التناغم الإيقاعي وخطوات التواصل مع الطروحات الحديثة لتعبيرية الأشكال، وخاصة الطبيعة المحلية المتداخلة مع العناصر الإنسانية وغيرها بصياغة تشكيلية خاصىة على الصعيدين التكويني والتلويني .
واللوحة هنا تفسر إحساسه ومشاعره الداخلية العميقة, فإما أن يكون هادئاً أثناء انجاز اللوحة, فتأتي ألوانه حسب إحساسه الداخلي ملطفة ومحققة عناصر التعبيرية الواقعية، وإما أن تكون عكس ذلك في لوحات أخرى فتاتي منفعلة وعفوية وتلقائية, ورغم وجود حركات لونية سريعة أحياناً، فهو يدرس المساحات اللونية والأشكال والمادة التي يعمل عليها للوصول إلى درجات من التوازن التكويني والتشكيل اللوني، الذين بدا فيهما أكثر تحكما وثقة في بناء اللوحة.
فهو وإن كان يذهب أحياناً إلى لونية متداخلة بحرية وعفوية، إلا أنه يقدم في النهاية لوحة متمكنة من ابتكار نسيج بصري حركي يتخطى الرؤية التقليدية، ويؤكد مهارته التشكيلية التي تزيد من حالات تحسسنا لإيقاعات جمالية حديثة، ووجدانية تحقق رغبته الدائمة بإضافة الحركة والحيوية على الطبقات اللونية المتراكمة فوق بعضها البعض، في خطوات التعبير عن ثقافة فنون العصر، عصر التحولات والإنقلابات الفنية الكبرى .
وأبرز ما يظهر في لوحاته أبتعاده عن التجريد اللاصوري، فهو مهما انفعل يبقى على ارتباط بالصورة والواقع،من خلال بحثه الدائم عن ملامحه العامة أو أشاراته المبسطة والمختزلة، وصولاً الى أعمال أخرى تعتمد على غنى اللون وأبراز غنائيته وكثافته، والبحث عن إيقاعاته الموسيقية، بالإضافة إلى تعبيرية شكل الإنسان، الذي يبرز أحياناً كظلال لاشكل لها .
مضاعفة التأثير المشهدي وتحولات التعبير..
أديب مخزوم ـ الثورة أون لاين 18 / 10 / 2022
يسعى الفنان عون الدروبي في لوحاته الجديدة، التي شاهدناها بمعرضه الفردي الأخير في صالة عشتار للفنون التشكيلية، الى مضاعفة التأثير المشهدي، حيث يبدو في لوحات الشخوص أو العناصر الإنسانية كفنان ملتزم بأزمة الإنسان المعاصر، فالوجوه بائسة وضائعة وبلا ملامح، وتعبر عن مرارة الواقع المأساوي، حتى في حالات عزفها أو إندماجها مع إيقاعات النغم الإفتراضي في فضاء السطح التصويري.
وفي بعض لوحاته ( قياسات مختلفة ـ زيت على كانفاس ) يعود إلى أجواء اللوحة التي تحمل قدراً من الصياغة الواقعية عبر محافظته في هذه المجموعة على النسب الواقعية أو التشريحية للشخوص، حتى في أقصى حالات الإختصار والإختزال والتبسيط، وهو في ذلك يؤكد مقدرته على الرسم الأكاديمي، والإمساك بتكوينات متزايدة الصعوبة، لدرجة أدهشتنا وحققت المزيد من درجات الإقناع، وهذا إكتشاف جديد ، يضاف إلى قدراته السابقة في الرسم والتلوين الحديث ، لأن الوصول إلى اللوحة التعبيرية المغايرة والمتجددة ، يعني دوماً إيجاد أو إبتكار أبجديتها ولغتها ومناخاتها الخاصة المفتوحة على المفاجآت الدائمة.
هكذا شكلت بعض لوحات عون الدروبي المعروضة، مدخلآً لتطوير تجربته الفنية الطويلة، من خلال العودة إلى مرتكزات الرسم الواقعي المبسط والمختزل ، وأضحى الغناء اللوني المتتابع في إطار لوحاته أشبه بنوتات موسيقية بصرية ، حيث تبقى ألوانه هادئة وغير صاخبة أو غير وحشية وغير محتقنة من الداخل، وبذلك حقق في تطلعاته خطوات التواصل الحي والتناغم الإيقاعي مع الطروحات الحديثة لتعبيرية الأشكال، وإيحاءات الواقع،وخاصة الطبيعة المتداخلة مع العناصر الإنسانية والشجرة والطيور والقطط والأواني الفخارية وغيرها .
هو الذي عرفناه في مراحل سابقة أكثر ميلاً نحو المساحات والحركات والإيقاعات اللونية، المتداخلة مع العناصر الإنسانية المختزلة إلى درجة الإبقاء فقط على إشاراتها الدالة عليها، رغم أنه لايزال يختزل عناصرالطبيعة وغيرها، ويركز في أحيان كثيرة على اللون الترابي في خطوات تجسيد المرتفعات والمنخفضات والبيوت القديمة .
وهو يتمسك بالحرية التعبيرية، ويوظف عبر المساحات اللونية، التي تلتقي في بعض اللوحات لـتأخذ شكل المكعب، خلاصة مشاهداته على مدى أكثر من نصف قرن لتقديم لوحة تؤكد الناحية الأسلوبية وملامح إسقاط الذات ، وتحولات التعبير، في حالات التنقل بين التصريح والتلميح أو بين مظاهر الواقعية التعبيرية والتعبيرية الحاملة أحياناً مظاهر رمزية وتكعيبية، حتى أننا قد نرى في بعض لوحاته خليط مدارس فنية حديثة ومعاصرة عديدة .
هكذا شكلت عودته إلى مرتكزات الرسم الواقعي المبسط والمختزل مدخلآً لتطوير تجربته الفنية الطويلة، وأضحى الغناء اللوني المتتابع في إطار لوحاته أشبه بنوتات موسيقية بصرية مقروءة بالعين، وبذلك حقق في تطلعاته التناغم الإيقاعي وخطوات التواصل مع الطروحات الحديثة لتعبيرية الأشكال، وخاصة الطبيعة المحلية المتداخلة مع العناصر الإنسانية وغيرها بصياغة تشكيلية خاصىة على الصعيدين التكويني والتلويني .
واللوحة هنا تفسر إحساسه ومشاعره الداخلية العميقة, فإما أن يكون هادئاً أثناء انجاز اللوحة, فتأتي ألوانه حسب إحساسه الداخلي ملطفة ومحققة عناصر التعبيرية الواقعية، وإما أن تكون عكس ذلك في لوحات أخرى فتاتي منفعلة وعفوية وتلقائية, ورغم وجود حركات لونية سريعة أحياناً، فهو يدرس المساحات اللونية والأشكال والمادة التي يعمل عليها للوصول إلى درجات من التوازن التكويني والتشكيل اللوني، الذين بدا فيهما أكثر تحكما وثقة في بناء اللوحة.
فهو وإن كان يذهب أحياناً إلى لونية متداخلة بحرية وعفوية، إلا أنه يقدم في النهاية لوحة متمكنة من ابتكار نسيج بصري حركي يتخطى الرؤية التقليدية، ويؤكد مهارته التشكيلية التي تزيد من حالات تحسسنا لإيقاعات جمالية حديثة، ووجدانية تحقق رغبته الدائمة بإضافة الحركة والحيوية على الطبقات اللونية المتراكمة فوق بعضها البعض، في خطوات التعبير عن ثقافة فنون العصر، عصر التحولات والإنقلابات الفنية الكبرى .
وأبرز ما يظهر في لوحاته أبتعاده عن التجريد اللاصوري، فهو مهما انفعل يبقى على ارتباط بالصورة والواقع،من خلال بحثه الدائم عن ملامحه العامة أو أشاراته المبسطة والمختزلة، وصولاً الى أعمال أخرى تعتمد على غنى اللون وأبراز غنائيته وكثافته، والبحث عن إيقاعاته الموسيقية، بالإضافة إلى تعبيرية شكل الإنسان، الذي يبرز أحياناً كظلال لاشكل لها .