في يد الله» أفضل فيلم وثائقي في «إفريقيا السينمائيّ» بنيجيريا
الوكالات ـ «سينماتوغراف»
فازَ الفيلمُ المغربي الوثائقيّ «في يد الله» بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان إفريقيا السينمائيّ الدوليّ (AFRIFF) بدورته العاشرة في نيجيريا، وذلك بالتنافس مع 15 فيلمًا وثائقيًا دوليًا تنوّعت بين القصير والطويل.
والفيلم الذي أخرجه المغربي محمد رضا كزناي يرصد رحلة رجل أربعيني يُدعى سمير المُلقب بـ «عمو»، فبعد أن اختنق من الروتين اليومي للعمل والمدينة، قرّر خوض رحلة روحية مشيًا على الأقدام عبر صحراء المغرب الشاسعة، وذلك بحثًا عن صديق قديم اسمه سعيد عكلي انقطع الاتصال به قبل سنوات، فهو يعيش خارج إطار الزمن والتقدم التكنولوجي، إذ لا يستعمل الهاتف ولا أي وسيلة تواصل حديثة، كما يقطن بقرية نائية في أعماق الصحراء الصخرية جنوبي المغرب.
والفيلم هو التجربة الوثائقيّة الطويلة الأولى لمخرجه، بعد فيلمه القصير «الشيخ والجبل» الذي عرض في أكثر من 20 دولة، وحاز عددًا من الجوائز في مهرجانات مُختلفة.
وفي هذا السياق يقول مخرج الفيلم: بعد نجاح فيلمي القصير «الشيخ والجبل» الذي قمت بإخراجه أثناء دراستي بسلك الماجستير المتخصص في السينما الوثائقيّة بتطوان، ومشاركته في عدة تظاهرات سينمائية دولية، وفوزه بعدة جوائز من بينها جائزة أحسن فيلم وثائقي قصير في الدورة الـ 35 لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر الأبيض المتوسط، قررت أن أخوض تجربة الفيلم الوثائقي الطويل، وكنت شغوفًا بفكرة التعامل مع قناة الجزيرة الوثائقيّة لتنفيذ فكرة مشروع فيلمي «في يد الله»، فأرسلته وكلي أمل بتحقيق هذا الحلم.
مضيفًا: أظنُّ أن فكرة الفيلم كانت مغامرةً، فقد اعتمدت على أسلوب الزمن القديم الذي افتقدناه بسبب التكنولوجيا الحديثة، إذ توسع الفيلم على مقولة سعيد لـ «عمو»: إذا رغبت في الحديث معي، تكبّد عناء الطريق وابحث عني.
ومن هنا أشكر قناة الجزيرة الوثائقية التي آمنت بي وبمشروع فيلمي، وكان لها الفضل في نجاحه بهذا المستوى الاحترافي العالي، بإشراف طاقمها الذي رافق تطور الفيلم إلى أن أصبح كما شاهدتموه، سعدتُ كثيرًا بهذا الإنجاز الذي دفعني للمُضي قدمًا من أجل الاستمرار في صُنع أفلام تُعبر عن أفكاري وفلسفتي في السينما.
وعن الفيلم يقول: «عمو» الشخصية الرئيسية لفيلم «في يد الله» هو في الأصل خَالِي، وكنت أشعر عن قُرب بمعاناته وتخبطاته في العمل وروتينه اليومي وحنينه الدائم إلى الماضي، وذات يوم حدثني عن صديق له اسمه سعيد، وحكى لي عن الحوار الذي دار بينهما، وأنه لا يستعمل الهاتف الخلوي مطلقًا، ويريد الذهاب في رحلة لزيارته، والابتعاد قليلًا عن الدُّوامة التي يعيش فيها، ليستعيد ذاته التي أنهكها صخب الدنيا.
وتابع قائلًا: أعجبت بهذه الفكرة، وشعرت أن وراء هذا الحوار قصة تصلح أن تكون فيلمًا وثائقيًا يستحق خوض المغامرة. وبما أن الرحلة ستكون مشيًا على الأقدام، فقد اخترت فريقًا بعناية كبيرة، بروح المغامرة والمسؤولية والاحترافية، وكان كل واحد منا قادرًا على إتقان عدة مهام، لأن هذا النوع من الأفلام بالنسبة لي لا يفضل أن يكون طاقم الفيلم كبيرًا، فظروف التصوير تكون قاسية جدًا، وعلينا المشي والتصوير في الوقت نفسه، واستعنا بالبغال لحمل معدّاتنا وملابسنا وخيامنا، فمن الصعب تسيير عددٍ كبيرٍ من الأشخاص وسط هذه الظروف التي تعتمدُ في الأساس على قدرة التحمل.