كتب حول الفنان حزقيال طوروس
الناقد (محمود مكي ) بتاريخ ( الخميس 24-12-2009م )
فالفنان الراحل حزقيال طوروس ... رائد المناظر الخلابة في الفن السوري . حيث في ذكرى رحيل الفنان الكبير ( حزقيال طوروس) الخامسة والعشرون ، أحاول التأكيد على أثره الكبير على الحركة التشكيلية السورية ، وخاصة في مدينة حلب ، ومدى أهميته كفنان رائد في الرسم بأداة سكين الرسم المعروفة لتلك المناظر الطبيعية أثناء رحلاته لممارسة هوايته الصيد ... الفنان الراحل ( حزقيال طوروس ) واحد من أهم الفنانين الذين استطاعوا أن يتعلموا الرسم من خلال تجربته الذاتية ، ثم اخذ علوم وثقافة الفن التشكيلي من الفنان الرائد ( محمد غالب سالم ) الذي كان أستاذا لعدد كبير من فناني مدينة حلب ، وقد دفع الفنان طوروس بقوة إلى متابعة الرسم ، وقدمه إلى الوسط الفني ، فكان تلميذا نشيطا عرف كيف يستفيد من خبرة أستاذه الكبير ( غالب سالم ) ، فقدم أعمالا فنية غنية بألوان طبيعة بلده التي أحبها كثيرا ، وقد تأثر كثيرا بالطبيعة الحية بسبب هوايته بالصيد ، وقد زار عددا كثيرا من مناطق طبيعة بلادنا الجميلة سورية ، وكانت المناظر الطبيعية أستاذه الأول ، فعمل على رسم بعض هذه المناظر الطبيعية الذي زارها أثناء الصيد بأسلوبه التسجيلي الواقعي ، وبرز كفنان مبدع بالرسم بواسطة سكين الرسم المعروفة ، حتى انه يعتبر فيها رائدا على مستوى القطر في الحركة التشكيلية السورية . الفنان المرحوم ( حزقيال طوروس ) أحب الرسم كثيرا وكان هاجسه الكبير في حياته ... حتى درجة العشق ، وأعطى للحركة التشكيلية السورية روافد فنية رائعة من فنه الرفيع ، وتجربته المميزة التي تأثر بها عددا من الفنانين الشباب فيما بعد ... ولد الفنان (حزقيال طوروس ) في مدينة (خربوط) تركيا عام /1912/ ، وانتقل إلى مدينة حلب مع أسرته في عام /1916/ ، وتعلم في مدارس حلب، وتتلمذ على يد الفنان الرائد ( محمد غالب سالم)، وبدأ الرسم في عام /1932/ . لقد أحب الصيد ومارسه بكثرة في أرجاء الطبيعة ، ونتيجة حبه الكبير للطبيعة الخلابة ، كانت أكثر مواضيعه الفنية مستمدة من هذه الطبيعة والآثار والحارات العتيقة ، وأول أعماله ( قلعة حلب ) في عام /1936/ ، وأول معارضه الفردية كانت في واجهة دكانه الذي يعمل فيها تصليح الساعات ، عام /1943/ ، ومعرضه الثاني في صالة نادي ( السعد ) بحلب ، قدم فيه أكثر من (54) لوحة باعها جميعا للمغتربين العرب والأجانب . في عام /1961/ بدأ يشارك في المعارض الرسمية ، وقد شارك مع الفنان ( فاتح المدرس ) بمعرض في صالة نادي اللواء عام /1954/ ، وبعض معارضه الشخصية ( 1953 اللاذقية -1960 دمشق - 1963 القامشلي - 1974 - 1975حلب ) وكان معرضه الأخير في صالة تشرين بحلب عام /1977/ ، نال الفنان طوروس عدة جوائز تقديرية في حياته الفنية . تتميز تجربة الفنان الراحل ( حزقيال طوروس ) الفنية منذ بدايتها بتفردها باستعمال سكين الرسم في إنتاج لوحاته ، وأظهر فيها قدرته الكبيرة على محاكاة الطبيعة وألوانها العديدة ، وثقته في أداء الشكل من الواقع المرئي ، وأكثر ألوانه ذات طبيعة حارة لأنها مستمدة من طبيعة بلادنا وشمسها استمد مواضيعه من الطبيعة الحية والحارات القديمة والآثار ... وقد رسم في حياته أكثر من (1500) لوحة كرّس أكثرها للطبيعة حتى انه يعتبر من رسامي الطبيعة الأول في الحركة التشكيلية السورية . أسلوبه الفني بأعماله يتراوح بين التسجيلية ، والواقعية ، والانطباعية ، يعمل فيها بضربات ريشة متزنة بمسارها ، وتأخذ مكانها المناسب في اللوحة بكل ثقة وإتقان وبراعة في الأداء الفني ، وضمن مفاهيم الفن الكلاسيكية والأكاديمية ، وإنتاجه الفني غزير ، ورسم في حياته كثيرا حتى أن الرسم نال من صحته في آخر حياته ، نتيجة ضعف كبير في بصره ، فتوفي في مدينة حلب في /5/2/1984/ ... وقد أقامت صالة تشرين للفنون بحلب معرض استرجاعي كبير لأعماله الفنية في ذكرى وفاته عام /1999/ . وكتب عن الفنان بعنوان (( وجوه لها تاريخ .. حزقيال طوروس (1915 ـ 1984 )) لا أدري إن كان بعض من يدرس أو يدرس في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق يعرفون او يتذكرون فنانا وصف ذات يوم بأنه «شيخ التشكيليين السوريين» فنان لم نعثر على الكثير من المعلومات حوله وعنه مع أنه ظل طوال عمره يرسم «بريشته» الخاصة و«العفوية» ونال عددا من الجوائز في وقت لم يكن فيه فن الرسم يتسع ثقافة وفكرا في الاوساط الجماهيرية وربما لايزال حتى الآن لخصوصية هذا «الفن» وما يتسم به من مقومات وأسس قلما من يعرفها وهو بشكل اساسي يعتمد أولا على الموهبة ومن ثم على الأسس العلمية في الوقت الحاضر. .هذا الفنان التشكيلي الذي لم تسلط الاضواء عليه وعلى اعماله يعد من أوائل فناني سورية في العصر الحديث هو الفنان «حزقيال طوروس» المولود في بلدة «خربوط» في محافظة حلب وقد أمضى حياته عاملا بتصليح الساعات في حلب إلى أن التقى مع الفنان «غالب سالم» وأقنعه بالعمل مدرسا للرسم في مدارسها وكان قد بقي لفترة طويلة المدرس الوحيد لهذه المادة مع ندرة مدرسيها والاهتمام بها.. لم يدرس طوروس الفن دراسة أكاديمية ومن أين له هذا؟ هو الذي اكتفى بموهبته وفطرته وحبه للرسم وقد حسم أمره في ممارسته بمفرده عام 1936 وإذا ما ساعد الفنان الخريج الأكاديمي الأول للرسم غالب سالم فإن طوروس يعترف بذلك قائلا: «إنني أدين بالكثير لغالب سالم لأنه أول من أخبرني بأن ما اصنعه هو فن بالمعنى الدقيق للكلمة» ومنذ ذلك العام بدأ طوروس واسمه وفنه ولوحاته يوجدون في الساحة الفنية داخل القطر وخارجه..وإذا لم يكن أكاديميا في فنه فإن الطبيعة كانت دائما أولا وأخيرا معلمته الأولى وعشقه الأبدي لريشته كان كل ما يوجد فيها مصدر ابداع له ومن اللافت للنظر في سيرة هذا الفنان انه لم يرسم طوال حياته إلا الطبيعة ومنها وإذا ما دخلنا في توصيف فنه اكاديميا فإن الا نطباعية هي السائدة في رسمه وقد قيل عنه انه يرسم بريشة سريعة ومتحررة من أي قيد.. وقدم شاعرية من نوع خاص في حساسيته شعرا أقرب للحديث منه الى العمودي...» كما انه استخدم التصوير الضوئي في فنه وخلال رسمه للوحة من قبيل المساعدة على انجاز ما يريد وقد علل استخدامه للكاميرا في الرسم قائلا: «إنني اعتمد على آلة التصوير وذلك بالطبع يعود لعدم تقبل الشعب لموقف الفنان في رسمه المباشر للأحياء والشوارع القديمة..»..إن أول معرض شخصي أقامه الفنان يرجع الى عام 1953 حين اقامه في نادي «السعد» بحلب وقد بيعت آنذاك جميع اللوحات المعروضة وهي (50) لوحة وقد سجل بذلك سبقا فنيا في مجال الرسم في وقت لم يكن معروفا بعد وتوالت معارضه الشخصية في حلب ومن ثم دمشق أول معرض له في الأخيرة كان عام 1960 أقامه في صالة الفن الحديث وقد أقام أكثر من خمسين معرضا شخصيا داخل القطر وخارجه ونال أكثر من جائزة لعل أهمها الجائزة الأولى في عام 1963 ـ والثانية عام 1964 ـ في حلب والتي كان يقدمها آنذاك مهرجان القطن فيها. . كان طوروس عاشقا للطبيعة في رسمه وقد رسم نحو عشرين ألف لوحة على مدى نصف قرن من مسيرته الفنية وقيل انه يضاهي الفنان «فاتح ا لمدرس» في قدرته على اللعب بالألوان وكانت له فلسفته الخاصة في رسمه للطبيعة واستخدامه للألوان.. وبعد كل هذه المسيرة الفنية الطويلة والعدد الضخم من اللوحات والمعارض فإن الفنان في نهاية المطاف يرحل وحيدا دون ان يشعر به أحد وهوالذي لم تكن تهمه الأضواء والاحتفالات.. كان الرسم هاجسه فقط حتى وإن كان على حساب شهرته وتسويق فنه.. رحل وحيدا وودعه فقط عشرون رجلا كانوا في جنازته.. وهذه الأسطر هي لفتة نحو اسم فنان كان من أوائل فناني سورية في مجال الرسم. . وكتب (إبراهيم داود ) في جريدة الجماهير الحلبية . (( أفعال الفنان التي تعلم الناس الحس بالجمال . عندما يذكر أمامي الفنان الراحل حزقيال طوروس تعود ذاكرتي الى بداية السبعينيات في موقف لا يغيب عن ذهني حيث وقفت ذات مرة وصديقي المرحوم صالح النقشي أمام محل الساعاتي في حي العزيزية شارع كنيسة اللاتين لرؤية اللوحات الزيتية في واجهة ذلك المحل . للفنان الراحل حزقيال طوروس فوقف أمامنا رجل ليقول لنا: هل أعجبتكما هذه اللوحات؟ فقلنا له إنها جميلة ولكن سعر اللوحة (200) ل. س ، وليس معنا سوى (50) ل. س فأخذها وأعاد لنا عشر ليرات بعد أن لف لنا لوحتان جميلتين وهو مبتسم ليشعرنا بأن الفنان الذي يعلم الناس بأفعاله الحس المرهف والجمال . حيث ولد الفنان (حزقيال طوروس ) في مدينة (خربوط ) تركيا عام /1912/ ، وانتقل إلى مدينة حلب مع أهله في عام /1916/ ، وتعلم في مدارس حلب ، تتلمذ على يد الفنان الرائد محمد غالب سالم الذي رعاه ودفعه إلى متابعة الرسم ، وقدمه إلى الوسط الفني ، فكان تلميذا نشيطا عرف كيف يستفيد من خبرة أستاذه فقدم أعمالا غنية بالألوان الزيتية ، وقد تأثر كثيرا بالطبيعة بسبب زيارته عددا كبيرا من مناطق طبيعة بلاده الجميلة، وعمل على رسمها بأسلوب واقعي وبواسطة سكين الرسم حتى أنه يعتبر رائدا فيها في الحركة التشكيلية السورية . ولقد أحب الصيد ومارسه بكثرة في الطبيعة ، ونتيجة حبه الكبير للطبيعة الخلابة ، كانت أكثر مواضيعه الفنية مستمدة من الطبيعة والآثار والحارات العتيقة ، وأول أعماله ( قلعة حلب ) في عام /1936/ ، وأول معارضه الفردية في واجهة دكانه ( الساعاتي ) عام /1943/ ومعرضه الثاني في صالة نادي السعد بحلب . وكان من معاضدي الجمعية الفنية التي أسسها في حلب في مطلع خمسينيات القرن الماضي , الدكتور روبيرت جبه جيان , والمهندس الفنان زاره كابلان , و التي أسست أكاديمية فنية خاصة في حلب , حملت اسم أكاديمية صاريان . وفي عام /1961/ بدأ يشارك في المعارض الرسمية ونال العديد من الجوائز التقديرية في حياته الفنية ، وقد شارك مع الفنان الراحل فاتح المدرس بمعرض في صالة نادي اللواء عام /1954/ ، وقد أقام عدة معارض فردية , بدءاً من عام 1953 في اللاذقية -1960 في دمشق – 1963 في القامشلي – 1974 – 1975في حلب ) وكان معرضه الأخير في صالة تشرين بحلب عام /1977/ ، اعتمدت تجربته في أعماله الفنية على صيغة توائم بين نوع الواقعية والانطباعية وقدر من الرومانسية, وتضمنت موضوعاتها ,إضافة إلى المناظر الطبيعية , حارات حلب القديمة , والبيوت المقببة في ريفها متفرداً باستعمال سكين الرسم في إنتاج لوحاته ، وقدرته الكبيرة على محاكاتها وألوانها العديدة ، وثقته في أداء الشكل من الواقع المرئي وأكثر ألوانه حارة لأنها من طبيعة بلادنا المشمسة . وأسلوبه الفني الذي يتراوح كما ذكرنا بين الواقعية التسجيلية والانطباعية ، يعمل بضربات ريشة متزنة تأخذ مكانها في اللوحة بكل ثقة وإتقان وبراعة في الأداء الفني ، ضمن مفاهيم الفن الكلاسيكية والأكاديمية ، وكان إنتاجه الفني غزيراً ، ورسم في حياته كثيراً حتى أتعب صحته الرسم ، نتيجة ضعف كبير في بصره ، فتوفي في مدينة حلب في /5/2/1984/ .
قراءة نقدية: (محمود مكي ) بتاريخ ( الخميس 24-12-2009م )