"بشير بشير" أسلوب متميز بحرفية غير مقروءة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "بشير بشير" أسلوب متميز بحرفية غير مقروءة

    بشير بشير.. مؤلف ومخرج وفني على فضاء اللوحة

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	7-27-660x330.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	137.2 كيلوبايت 
الهوية:	37338
    الآية الكريمة من سورة النور “الله نور السموات والأرض” التي كُتبت فوق الهلال الأرجواني، اعتلت لوحة الفنان بشير بشير التي أهداها إلى محبيه في شهر رمضان المبارك. وتأتي هذه اللوحة بعد مجموعة من اللوحات التي رسمها في دبي بعد أن حصل على الإقامة الذهبية تقديراً لإبداعه ومساره الفني مع مجموعة من المبدعين السوريين، الذين يحملون اسم سورية حاضنة الفنّ التشكيلي منذ عشرة آلاف سنة وصاحبة أول نوتة موسيقية، وقد عبّر عن ذلك بلوحته عن المدينة التي تجمع المبدعين برموز عدة ودلالات، منها مفتاح الصول الذي شغل جانباً من اللوحة.

    روحي الثانية

    الفنان بشير بشير، الذي يصف اللوحة بروحه الثانية، يُعرف بأسلوبه المتميّز بالحروفية غير المقروءة التي أبدع بخطوطها بعد أن خاض غمار تجارب عدة في مدارس الفنّ، وتعدّ لوحاته القديمة، سواء بالبورتريه أو الدمشقيات أو التراث أو المكان أو الطبيعة الصامتة والمناظر الطبيعة الانطباعية التعبيرية ذات المسحة الرومانسية، شاهداً على تطور مساره الفني ضمن مدارس التشكيل، كما في لوحة المطر التي دمج تأثيرها على ملامح الطبيعة وألوانها المتغيّرة، وصولاً إلى تفرده بلوحة خاصة، ضمّت كل ما جمعه في الذاكرة من عوالم وأشخاص وظّفها بلوحة تجريدية، وأقحم فيها الخط العربي بإطار الحروفية غير المقروءة، فتناغم الحرف مع ذاكرة المكان المستمدة من بيئتنا من دفء إحساسنا الشرقي، من عشق دمشق -كما ذكر في أحد لقاءاته التلفزيونية- ومن ثم تطور مشروعه من لوحة إلى أخرى.

    بوابة دمشق

    أما اللون فهو مقدس عند بشير ويعتمد على مزج خمسة أو أربعة ألوان ليستخرج “فونات” مختلفة تعبّر عن حالات الانسجام والتناغم، فاللون هو النبض الحقيقي للحياة والإنسان. وكما يقول، فهو يحب استخدام اللون الأحمر والأصفر الهندي وتدرجات الألوان البنفسجية، ووظّفها كلها بطريقة خاصة، كما في جدارية بوابة دمشق التي تحفل بحالات إنسانية وتشغل فضاءاتها دلالات من تراثنا من الآرابيسك والزخارف والنباتات، ضمن مدرسته الأم الحروفية غير المقروءة، فتميّزت جداريته الكبيرة، بشكل بنائي إنساني وبتكوينات، يدلّ كل جزء فيها على شيء، والخط هو الرابط بين العمل الفني واللون وتنقل تأثيراته، مع مساحة الفراغ الذي هو جزء من صلب العمل الفني، وقد قُسم إلى أربعة أقسام تتضمن الفصول الأربعة، ويحمل كل جزء روحاً خاصة بلون، وقد رُبطت كلها بخط واحد دلالة على التكامل فيما بينها بروح واحدة لا فرق بينها، وكذلك الحياة، فعلى الصعيد الشخصي يرى أن أعماله تشبهه وتعكس شخصيته وطريقة تعامله مع الآخرين.

    تحوير الذاكرة

    وفي معرضه “سيميائيات”، اعتمد على تحوير الذاكرة من حزن وفرح وصخب وطرحها على فضاءات لوحاته، مبيّناً العلاقات الرابطة بين الرموز بطريقة تعبّر عن فكر ناضج وعن تواصل بصري. ويأتي عمله بالجداريات بعد مراحل من رسم اللوحة الصغيرة والمتوسطة، كما في معرضه “مئة لوحة ولوحة”، إذ وجد أن المساحة الصغيرة لا تكفي لأفكاره الممتدة، وفي الجدارية حرية بالتعبير، وفي النهاية العمل الفني إثبات لقدرات الفنان تتبع لذائقة المتلقي من خلال اللوحة الصغيرة أو المتوسطة أو الجدارية. فكانت لوحاته مزيجاً من الزخرفة والخطوط واللون والمساحة وتكوينات الأشكال الهندسية والبناء المعماري، أما اللون الأسود للخط فيمنح اللوحة توازناً مع مجموعة من الرموز مثل العين التي تمثل الرؤية البصرية. ليخلص إلى أن الفنان هو ذاكرة ومؤلف ومخرج وكاتب وفني وكومبارس، يتصف بكل هذه العناصر ليستطيع طرح عمل فني متوازن.

    رسائل حبّ محظورة

    وتزداد لوحاته جمالاً بتعليقاته بنصوص صغيرة تشدّ المتلقي إلى تفاصيل اللوحة وتحرّضه على قراءة الروابط بين اللون والخط، مثل لوحته التي علق عليها “هناك أشخاص كالأشجار الاصطناعية مهما سقيتهم لا يثمرون” والتعليق الأجمل على لوحته التي أهداها إلى المرأة في يوم عيدها، وازدانت بالألوان المشرقة الفرحة وبضفيرة شعرها الطويلة المنسدلة على ظهرها، ليعجّ رأسها برموز ومنمنمات موحية يظهر من خلالها المفتاح “لكل امرأة في العالم تحمل عناوين ومفاتيح الحبّ والعشق والوفاء الصادق”، وفي لوحته “رسائل حبّ محظورة” رسائل وجّهها لنفسه ورسائل حب لامرأة لا يعرفها. ونقرأ في لوحته “هكذا الحياة” التشخيص التعبيري التجريدي لثنائية الرجل والمرأة، وهما يمسكان بيد بعضهما مع ظلال الحروفية وتأثيرات اللون الأحمر الذي يحبه بشكل خاص. وفي جانب آخر اشتغل مجسمات تنقل رؤيته بالأعمال الفنية على أشكال مختلفة ومجموعة أعمال موظّفة كديكور.
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	276983763_429826602243376_1384907896020221155_n-540x470.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	179.5 كيلوبايت 
الهوية:	37339
    مملكته

    قدّم بشير بشير خلال مسيرته الفنية ستة وعشرين معرضاً فردياً في دول عدة، والفن بالنسبة إليه رسالة انطلقت من سورية إلى العالم، إذ رسم أكثر من ألفي لوحة مقتناة في دول العالم، ومرسمه يعدّ مملكته الخاصة التي يكبر فيها حلمه. ويؤكد بشير أن لوحته سرّ قوته بتكرار مقولته:

    لوحتي هي قوتي

    إذا أردت أن تحافظ على

    قيمتك كإنسان

    لا تتوسل اهتمام أحد

    ولا تتبرع باهتمامك للناس

    اهتم بعملك

    هم يبحثون عنك

    ملده شويكاني
يعمل...
X