أفلام الرعب، يعشقها كثيرون
يتفق باحثون على أن الأفلام تعكس واقع زمانها بشكل عام وينطبق الأمر هنا على أفلام الرعب التي كانت بسيطة في خمسينات القرن الماضي ثم ركزت على الشد النفسي مثل فيلم سايكو لهتشكوك في الستينات ثم ظهرت أفلام الزامبي مع انتشار التحلل الاجتماعي في نهاية الستينات وبداية السبعينات. بعدها ظهرت أفلام دموية ونفسية مع الكثير من الأشباح وقصص الجن التي تتلبس أبطال الأفلام. ثم في بداية الألفية ظهر ما يسميه البعض "افلام رعب إباحية".
واليوم تُظهر أبحاث أن أكثر الأفلام الناجحة حاليا هي أفلام الرعب وأنها تتمتع بشعبية واسعة. ويعزو كثيرون هذا الإقبال عليها إلى زماننا المليء بمثيرات القلق والخوف والرعب من المجهول. فواقعنا الحالي غير مستقر اقتصاديا وهناك مخاوف من فقد العمل وتوقف مصادر الرزق وارتفاع الأسعار الهائل وتذبذب القرارات السياسية وهناك مخاوف كبيرة أيضا من تطورات تكنولوجية غير محسوبة وغير متوقعة قد تغير شكل الحياة على الأرض ناهيك عن المخاوف العسكرية. وأظهرت دراسات أجرتها مؤسسة PsyArXiv أن العروض الدعائية لأفلام الرعب التي تُنشر على الفيسبوك تحصل على ملايين اللايكات مقارنة بعروض أفلام اعتيادية. وأهم ملاحظة هنا هي أن هذا الاهتمام غير المسبوق بدأ مع انتشار جائحة كورونا التي تحولت إلى مصدر خطر على حياة الناس بلا منازع في عام 2020.
ما هو فيلم الرعب ومن يشاهده؟
هو فيلم موضوعه الرئيسي وجود وحش ما وحالة تهديد للحياة وهو ما يثير الخوف من الموت وقلقا عميقا.
يتفق خبراء على أن مُشاهدي ومحبي أفلام الرعب أشخاص يشعرون بقلق عميق ولديهم مخاوف كبيرة وهم يعتقدون أن هذه الأفلام تساعدهم على التسامي على هذه المخاوف الداخلية بفعل وجود أسباب خوف خارجية تتمثل بمشاهد مرعبة.
ويذكر علماء نفس أن الإنسان بطبيعته يحب مواجهة المخاطر ويسعى إليها بشكل أو بآخر منذ سنوات طفولته الأولى لأنها تساعده لا شعوريا على التعلم واختبار أمور جديدة لم يكن يعرفها. ثم إن الخوف والمخاطر تساعد الإنسان على تعلم حيل البقاء والنجاة وكيفية التعامل مع ظروف تهدد الحياة. وهذا كله يدخل ضمن تكوين الإنسان والحيوان بشكل عام.
تتبع أفلام الرعب في العادة أسلوب المبالغة في تصوير المخاطر والتهديد وتعرض أشخاصا لا يستطيعون السيطرة على شئ ويخضعون لمشيئة "الوحش" الذي يلاحقهم. وبالطبع تشير الدراسات إلى أن متابعة أحداث فيها حالة عدم سيطرة على موقف ما أو على مصدر الخوف والقلق يزيد من إحساس المُشاهد بأنه يسيطر على الموقف، حتى لو كان بالخيال، وهو ما يقلل من نشاط المناطق الخاصة بالتعامل مع الخوف والقلق الفعليين لديه.
ولذا، تُشعر مشاهدة أفلام رعب المصابين بالقلق بنوع من السيطرة على الأمور وعلى مصادر الخوف لأن المصدر هنا خارجي تماما ووهمي. فبدلا من الخوف من أمور اجتماعية أو في العمل وغيرها في العالم الحقيقي أصبح مصدر القلق مجرد وحش وهمي نتابعه على الشاشة وهو ما يترك للمُشاهد حرية الإحساس أو عدم الإحساس بالقلق وبالخوف بشكل مقصود بدلا من الشعور بهما لأسباب لا يمكن السيطرة عليها بسبب واقع معين. والأمر الأكيد هنا كما يبدو هو أن المُشاهد المحب لأفلام الرعب يستطيع التمييز تماما بين ما هو حقيقي وما هو وهمي وأن الشعور بالخوف من أمر وهمي أفضل بكثير من الشعور بالخوف من أمر حقيقي. ثم من السهل التعامل مع هذا النوع من الخوف أي الوهمي، إذ بإمكان المُشاهد أن يغلق عينيه أو أن يضيء الحجرة التي يجلس فيها أو أن يخفض الصوت. وكل هذه الأمور تجعل فيلم الرعب أقل إثارة للرعب في الواقع كما تمثل سببا للتمتع به بشكل عام. فالمُشاهد هنا هو المسيطر وهو الذي يتحكم بالأمور.
يقول ستيفن كنغ أشهر كتاب أفلام الرعب الذكية في السينما إن أقوى أفلام الرعب هي تلك التي تثير رعبا متواصلا لا يتحدد بلقطة مفاجئة أو مقززة بل تجعل المشاهد يشعر بقلق وخوف متواصلين حتى عندما تكون المَشاهد التي يتابعها اعتيادية وتحثه على تشغيل خياله في محاولة للتنبؤ بما يمكن أن يحدث.
أشهر أفلام الرعب الجديدة هي "Smile" وهو من إنتاج 2022. إليكم عرضه الدعائي
https://youtu.be/BcDK7lkzzsU
يتفق باحثون على أن الأفلام تعكس واقع زمانها بشكل عام وينطبق الأمر هنا على أفلام الرعب التي كانت بسيطة في خمسينات القرن الماضي ثم ركزت على الشد النفسي مثل فيلم سايكو لهتشكوك في الستينات ثم ظهرت أفلام الزامبي مع انتشار التحلل الاجتماعي في نهاية الستينات وبداية السبعينات. بعدها ظهرت أفلام دموية ونفسية مع الكثير من الأشباح وقصص الجن التي تتلبس أبطال الأفلام. ثم في بداية الألفية ظهر ما يسميه البعض "افلام رعب إباحية".
واليوم تُظهر أبحاث أن أكثر الأفلام الناجحة حاليا هي أفلام الرعب وأنها تتمتع بشعبية واسعة. ويعزو كثيرون هذا الإقبال عليها إلى زماننا المليء بمثيرات القلق والخوف والرعب من المجهول. فواقعنا الحالي غير مستقر اقتصاديا وهناك مخاوف من فقد العمل وتوقف مصادر الرزق وارتفاع الأسعار الهائل وتذبذب القرارات السياسية وهناك مخاوف كبيرة أيضا من تطورات تكنولوجية غير محسوبة وغير متوقعة قد تغير شكل الحياة على الأرض ناهيك عن المخاوف العسكرية. وأظهرت دراسات أجرتها مؤسسة PsyArXiv أن العروض الدعائية لأفلام الرعب التي تُنشر على الفيسبوك تحصل على ملايين اللايكات مقارنة بعروض أفلام اعتيادية. وأهم ملاحظة هنا هي أن هذا الاهتمام غير المسبوق بدأ مع انتشار جائحة كورونا التي تحولت إلى مصدر خطر على حياة الناس بلا منازع في عام 2020.
ما هو فيلم الرعب ومن يشاهده؟
هو فيلم موضوعه الرئيسي وجود وحش ما وحالة تهديد للحياة وهو ما يثير الخوف من الموت وقلقا عميقا.
يتفق خبراء على أن مُشاهدي ومحبي أفلام الرعب أشخاص يشعرون بقلق عميق ولديهم مخاوف كبيرة وهم يعتقدون أن هذه الأفلام تساعدهم على التسامي على هذه المخاوف الداخلية بفعل وجود أسباب خوف خارجية تتمثل بمشاهد مرعبة.
ويذكر علماء نفس أن الإنسان بطبيعته يحب مواجهة المخاطر ويسعى إليها بشكل أو بآخر منذ سنوات طفولته الأولى لأنها تساعده لا شعوريا على التعلم واختبار أمور جديدة لم يكن يعرفها. ثم إن الخوف والمخاطر تساعد الإنسان على تعلم حيل البقاء والنجاة وكيفية التعامل مع ظروف تهدد الحياة. وهذا كله يدخل ضمن تكوين الإنسان والحيوان بشكل عام.
تتبع أفلام الرعب في العادة أسلوب المبالغة في تصوير المخاطر والتهديد وتعرض أشخاصا لا يستطيعون السيطرة على شئ ويخضعون لمشيئة "الوحش" الذي يلاحقهم. وبالطبع تشير الدراسات إلى أن متابعة أحداث فيها حالة عدم سيطرة على موقف ما أو على مصدر الخوف والقلق يزيد من إحساس المُشاهد بأنه يسيطر على الموقف، حتى لو كان بالخيال، وهو ما يقلل من نشاط المناطق الخاصة بالتعامل مع الخوف والقلق الفعليين لديه.
ولذا، تُشعر مشاهدة أفلام رعب المصابين بالقلق بنوع من السيطرة على الأمور وعلى مصادر الخوف لأن المصدر هنا خارجي تماما ووهمي. فبدلا من الخوف من أمور اجتماعية أو في العمل وغيرها في العالم الحقيقي أصبح مصدر القلق مجرد وحش وهمي نتابعه على الشاشة وهو ما يترك للمُشاهد حرية الإحساس أو عدم الإحساس بالقلق وبالخوف بشكل مقصود بدلا من الشعور بهما لأسباب لا يمكن السيطرة عليها بسبب واقع معين. والأمر الأكيد هنا كما يبدو هو أن المُشاهد المحب لأفلام الرعب يستطيع التمييز تماما بين ما هو حقيقي وما هو وهمي وأن الشعور بالخوف من أمر وهمي أفضل بكثير من الشعور بالخوف من أمر حقيقي. ثم من السهل التعامل مع هذا النوع من الخوف أي الوهمي، إذ بإمكان المُشاهد أن يغلق عينيه أو أن يضيء الحجرة التي يجلس فيها أو أن يخفض الصوت. وكل هذه الأمور تجعل فيلم الرعب أقل إثارة للرعب في الواقع كما تمثل سببا للتمتع به بشكل عام. فالمُشاهد هنا هو المسيطر وهو الذي يتحكم بالأمور.
يقول ستيفن كنغ أشهر كتاب أفلام الرعب الذكية في السينما إن أقوى أفلام الرعب هي تلك التي تثير رعبا متواصلا لا يتحدد بلقطة مفاجئة أو مقززة بل تجعل المشاهد يشعر بقلق وخوف متواصلين حتى عندما تكون المَشاهد التي يتابعها اعتيادية وتحثه على تشغيل خياله في محاولة للتنبؤ بما يمكن أن يحدث.
أشهر أفلام الرعب الجديدة هي "Smile" وهو من إنتاج 2022. إليكم عرضه الدعائي
https://youtu.be/BcDK7lkzzsU