حزقيال طوروس
الفنان التشكيلي السوري الراحل وفنان طبيعة حلب الشهباء .
قراءة نقدية : عبود سلمان العلي العبيد / سوريا
حين خرجت ثورة اللون . من معاطف الانطباعيين والواقعيين . بحدس قيم الأحلام الإنسانية . صار للفن معنى فريد . وأصبح في روح فن المجتمع الإنساني . انهار من الضوء . و الالق . في محكمة روح المعنى واللون . والفن . والإنسان . ولهذا اختار الفنان التشكيلي الرائد حزقيال طوروس . دوره بعناية فائقة . عندما حوله محله الساعاتي في مدينة حلب الشهباء . إلى متحف لعرض لوحاته التزينية الانقية . ليكون في دكانه ( محترف ) إبداعاته التصويرية . حيث كان يعمل مصلحا للساعات . في حلب . ولأنه فنان فطري وتلقائي بروح الدهشة الأولى . جاءت ممارسته للرسم الزيتي كهاو . ورسم من خلالها ملامح البيئة السورية . في أحياء حلب القديمة . وريفها البديع. حيث استفاد في ممارساته الفنية . الإبداعية . التشكيلية . التصويرية . وبأسلوب انطباعي . قد يميل إلى روح الرومانسية . وبألوان محدودة . مستخدم الألوان الكثيفة . والألوان الكثيفة . التي يتناوب في استعمالها مابين الفرشاة والسكين . حيث كان يصور الحي الشعبي الحلبي . الحي القديم . والمناظر الطبيعية والريف الحلبي . عبر سنين تجربته الطويلة . و كما يقول حوله المؤرخ التشكيلي الحلبي . طاهر البني . في كتابه ( الفن التشكيلي في حلب ) . كانت إعماله تلقي الاهتمام الواسع . من شتى أطياف الأوساط الحلبية المختلفة . وهي التي أقبلت على اقتنائها لتزيين البيوت الحلبية . التي تمتاز بطابع خاص . في معمار الإنسان والمكان . حيث رسم جماليات الواقع . بروح بساطة الموضوع . وجماليات روح البساطة . حيث حيث كان الفنان المصور . المعجون بالأمل . والطبيعة .وقيمة الإنسان والأرض . وذلك الخيط المتين . في عشقه الدافئ الذي يلفهما . بروح الزمان والمكان . وهو الذي قضى عمره . يتأمل الأرض والإنسان معا. ورسم الأرض حيث الإنسان . وبدون رتوش . وزخارف . قال كلمته الجمالية . في مسيرة الإبداع الفني . الذي أتقن تنهيدات الشجر والسحر . وبالنظر . سكب روح التلقائية والصدق . في عالم واسع من لأمتناه . قد يشكل في أبعاده . أفاق ترانيم . ألحانه التصويرية الفنية . التشكيلية . في لوحته . حيث الروابي والشوق . واللون والشمس . و المساءات . والتناغمات الحسية للطبيعة . وقداسة فضاءاته الواقعية . التي تتناغم بها . كل تدرجات اللون . في رسمه بتكون قوة الحياة . والحب . والفن . في عالمه الفني . الذي رسمه بنمط جمالي موازي . وقائم بسموات سديم . حيث حقول المناخات الإبداعية . مقاربة تشكيلية بصرية . في روح المشهد التصويري الجمالي . الذي به حرث جمالي . لعمق روح المشهد . حيث ميزة لوحته . أنها أسلوب شخصيته الحرة . التي بها يريد تمجيد روح سحر الطبيعة . ومنه يعيد رائحة اللون الصافي . بروح التلقائية . والجماليات المتجلية في واقع وظروف المكنوز المرصود به . حيث ينهل في أوقات معينة . روح الجمال الطبيعي . والبسيط . مع روحانية تعامله مع اللون . ومنه تأتي وهج اضاءاته المشعة . بخاصية الأشياء . وحساسية روح الطبيعة . كي تتكثف حساسية استيعاب الفنان . في عمق جمالياته . وفنياته . ومعالجاته . ومنها حدة تفاعله . مع درجات ألوانه . ولهذا يفسر روح الواضح من شؤون الطبيعة . في ألوانه . كي يقول . أن عبق الحقول والضوء . ورائحة ندى الشجر . والتراب . هي من روح ضفاف الروح . جين لا يبقى للواقعية . غير الضفاف الأخرى . ومنها تأتي سمات إبداعه . ورياديته . في روح الحركة الفنية التشكيلية السورية . في حلب . ولأنه محاولة تجسيد حياة وتجربة . تأتي أهمية حياته الفنية الغنية . حيث رسم وعمل ودرس . وأنتج الفن . وخضب هموم مجتمعه وجمالياته . في آفاق أخرى . ليكون هو الأنموذج الواقعي . في طموحاته الجمالية . والإنسانية . والمهنية . عنوان حب وحياة . ولون مرهف . في وجدانه الحي المشتاق إلى ضرورة إنسانية الفن . في طبيعة الأنساق الجمالية للإنسان والطبيعة . حيث النمو ألحسي الوطني . في وجدانه . ضرورة إنسانية واجتماعية . وجمالية . ولهذا سطر اسمه في سجل الخالدين . والمبدعين في اشراقات طموحات الحركة الفنية . التشكيلية الحلبية والسورية . فصار من شواهد أساطير يوميات مدينة حلب الشهباء . واسم خالد في سجل الخالدين . لأبناء حلب المبدعين . في زمن من ساهموا في ترسيخ قيم القيم الإبداعية الفنية . في حياتها . ليكون رائد من روادها المبدعين . وهو الذي عاش حياته الغنية بالإبداع والعمل والإنتاج والمشاركة الحقيقة . في عالم لازال يحدد معنى الأشياء وقيمتها . عبر الشكل والمعنى . ولازال يجد في حضورها . اثر خالد . ومساهمة جادة إلى جانب حركة الحركة الثقافية العامة . والفكرية . عبر خصوصيته الإنسانية الكونية . العالمية . حيث بلورت طاقاته الخلاقة . قيمة حماسة الفن الجميل . في روح الزمن النقي . للفن . ولان الروح العصامية . في داخله . هطلت انفجاره الجمالية . في وعيه الجمالي . فقد اختار إن يعي واقعه الجمالي . ويرسمه ببصيرة الحالم . ولكنه الواقعي المتأمل بجماليات شتى . ولهذا فتح أبواب حسه المرهف في جماليات لوحاته . لتتسلل في كثافة ألوانه روح الواقعية الرومانسية . والتصويرية التعبيرية . التي تتبدى في الخط واللون والإشارة والملمس . ومع أهمية كل هذا الالتحام بينه وبين الموضوع . في وجوده الإنساني والإبداعي . جاءت تراكماته اللونية التصويرية الطبيعية الدسمة . مفتاح روح الاستكشافية لواقعه محيطه . في بيئته الجمالية . حيث ينهل من مكامن بؤر الضوء . وقيمة ألوان الشمس المستيقظة . مع بيوت الطين والقبب الريفية . في ريف قرى حلب . ومزارع العدس والحنطة والشعير . وفلاحي الكدح في سمات إبداعهم اليومي المعاش . في قسمات وجودهم . حيث للرسم عنده مذاق الأرض الخصبة . وروح الروابي الضائعة . في تنهيدات سحر المطر . عندما يهبط ناعم . وقاسيا . ومرات عديدة . لا يهطل المطر على الفقراء . الحالمين . وهنا يحتار الفنان . كيف يرسم . ولماذا يرسم . ومن هنا عقدة الفنان الساعي إلى تأمل روح الأرض والإنسان . ولهذا تنشأ الركيزة الأولى في محاولة بحثه الجمالي . والإنساني . وحوارية روحه . بالوجع والجمال والأمل . حيث يتوهج الفنان والإنسان . ونتوهج به . في واقع غني بالجمال . والغني أيضا بالتناقض في آن واحد . ولهذا تكمن المهمة الملحة للفنان . في تصوير وقائعه . بتباشير ملونة . ووهج روحه المتحركة . لطبيعة جمالياته التي ترفض رتابة الحياة . وشكل الأيام المتكررة . في روح الماديات والأساسيات لتأمين العيش والمبررات . حيث حمى الركض في كل الجهات . في روح امتيازاتنا اللاهثة . لأوجه الحياة . حيث الصدأ والرماد . والفوضى والعجالة والارتجال . والواقع المأزوم بكافة الامتيازات الجمالية . ومنها تأتي حياة الكائن البشري . الذي يريد أن يسترد محطاته المغلوبة على أمره . بسبل جماليات عشق الفنان . المصور . للغة الواقع . وأنفاسه وروحه . ماضي من خلالها . بجماليات منسية . أو تكاد أن تكون نسي منسيا . ولهذا يستحضر الفنان أدواته . وروحه . ليؤكد على القادم السعيد . وكل ما يسكنه المجهول . ومن هنا تكمن قيمة الفنان .المصور . الإنسان . حزقيال طوروس . الذي يعتبر من أوائل الفنانين التلقائيين السوريين في حلب . الذين رسموا حركة واقعية جماليات المنظر الطبيعي . بأسلوبيته الخاصة . التي اجتمعت بها . كل فنون الحركة الإبداعية . في روح فناني الواقعية الشاعرية . الانطباعية . في عمق تاريخ حركتنا الفنية التشكيلية السورية . حيث شكل هؤلاء الواقعيين الثقل الواضح في حياتنا التشكيلية الفنية . لا يمكن تجاوزهم . أو إلغاءهم . أو تهميشهم . أو نسيانهم . ولهذا أصحبت حدائق الفنان الطبيعي حزقيال طوروس . في رسم موضوعاته التي تنوعت مابين المنظر الطبيعي والطبيعة والقرى والبيوت الريفية في حلب . فاصلة إبداعية وجمالية . وهامش من التعبير الحر . في طريقة موضوعاته الحياتية والطبيعية العادية . حيث أعطى للوحة موقع الأشياء . وصلابة الترابط الطبيعي . في عناصره . ورسم في حركة عناصره المؤلفة . روح المشاهد بحركتها . وغنائية ألوانها . وبضربات فرشاته ورصانة تكويناته المتماسكة . في طغيان أجواءه اللونية الرصينة . ذات الدسامة اللونية . بروح الحياة المتوهجة . المشحونة برسالة الفن والسلام . وقيمة قدسية الروح . حيث الحياة للجميع . والذاكرة والمكان . والتاريخ والإنسان . ومابين حدود القيم البصرية والطبيعية . حقيقة أنسام عالم شديد الحساسية والألوان . ولهذا حقق حزقيال طوروس . في ترجماته السيكولوجية النفسانية اللونية . معرفة سر ألوان التاريخ . في الأرض والإنسان . وسر اختلافهم وثقافاتهم . وأهميتهم . في روح الحياة المتتالية والصور الجمالية التي تمنح الحياة للجميع . حيث لا تموت الحياة . حيث الفن رسالة حب ومشاعر . ورسالة قبول المكان والزمان . في شكل روح الاحترام المتبادل . في قيمة الضوء والحركة . والإنسان والتعبير . ومع روح التلاحم والامتدادات وأصالة الرؤى . والمضامين . يأتي الفن طائعا . في تحقيق الذات المبدعة . في كوامن إنسانيتنا . في انتظار طقس عنوان الدهشة . لأيامنا المشتاقة . إلى صحة الروح والمجد والإنسان . ولهذا كان الوعي الجمالي عند ( حزقيال طوروس ) اثر حضاري . وفكر واقعي تخيلي . وتشكيلي جمالي حسي إدراكي . في غنائية حلمه الإنساني . الذي أراد له ان يكون شاهد عصره . في سياق جماليات الوصف الجمالي . في سبيل تقويم مفهوم الجميل . والجليل . وذاك الارتباط العضوي . بطبيعة الحياة . ومنها جاءت تجربته الفنية الزاخرة بالصور الجمالية . حيث جمال موقف الفنان . وفهم الفنان للحياة . في طريقة إحساسه بها . كذلك مشاعر أبعاده الجمالية . في مجال روح التعبير الفني . والخيال . في قسمات واقعه الحسي . حيث التعبير النفسي والخيالي. وطريقة تجسيد الطبيعة . في روح التجسيد الإبداعي الجمالي . وهو الذي برهنت قدرته المدهشة بالفن . على روحانية الحياة والطبيعة الكونية . حيث جسدها بالصيغ والصور والإشكال والتراكيب . وظواهر جمالياتها الطبيعية . ومنها رسم مفاهيم لوحته الجمالية الشاملة . حين استدرك علاقات الإنسان مع المجتمع والعالم . فرسم لوحته . بروح التأثيرات الروحية . وعمق المفاهيم الجمالية . لشكل العلاقة الجمالية . الطبيعية . في مجاله الفني والمادي والروحي . حيث أبدع في مناظره . في غنائية التجريد الانطباعي والإدراك الشامل . لروح استخلاص المفاهيم الجمالية الشاملة . فجاءت صدقيه الفنان الذي يؤمن بالجمال . في عناصر الجمال الكامنة في وجوده . ومحيطه الموجود به . فالجبل . والبحر . والنهر . والشجرة . والسماء والأرض . والمساء . والإنسان . هو الحس ألانتمائي . في ميزة فن الأرض . ووعي روح المدركات الحسية . عندما يسكن الفن بجمال . صخب الموانئ . واحتراق السفن . في روح العاشق الارمني . حيث الرقص والموسيقى . وتأصيل فن الرقص الإنساني . في روح عذابات القلب المذبوح . وذكريات وسائط نقل الأسطورة الارمنية . حيث الفرسان كقسمات الزنبق . في عرس الأفق . وحجم مزمار الأغاني . في هواء قربة النفخ . بلسمه عمر النزيف . وبحة التقاسيم والموشحات والقدود الحلبية . القوقازية . وغليظو الشوارب . يعزفون على انواع غامضة . من الم الترحال والسفر بلك . وكنبضة العرق . الوادعة في الجراح المالحة . تسرح ألوان الأساطير الطبيعية . كي ترجع المارد الأسطوري . حزقيال طوروس . في روح الميثولوجية الإنسانية في لظى سحر عذابات الشرق والغرب . إلى ذات المنشأ الإنساني . بالمكان . والى تلك المسحة الإبداعية . لفضاء ( ارمينيا ) ذات المقامات الإنسانية الحزينة . حيث منبت ارض الجود . حين يشتد الحنين في الفنان وإسفاره اللونية و الإبداعية . والحياتية . إلى عنفوان اخضرار عتمة الأيام . وهو المراقب الأكثر دأبا . والأكثر حساسية . في رسم عنوان المساءات الرهيبة . كي تعزف الأوديسة . أنماطها الإنسانية الأساسية . وكي تغني الأميرات . على سفوح جبال لوحة الفنان الأسطوري . الحلبي . الراحل . في فنون أحجية الأقدار . غصب عنه . كما رجل ( بول غراغيسيان ) وقبله رحلوا آخرون ( يوسف أرمن ) . أنها المقاربة التشكيلية . نفسها . حيث رقصة القلب العاشق . كغجري أدمن سماع صوت الطنبورة . في أباريق النشيد . والليل الخافت . والأصدقاء الذين يتخاطفون نشرة الهواء الطلق . في روح نشرة الطقس . حيث مهرجان الألوان . وترياق القلب الجميل . وجدار حدائق الضوء . في أفعاله التي تهتف انه صديق اللحظات النادرة . في ملبس عمر الالق والنشاط . والجمال الخفي . لحشرجات ترفض الموت . طالما قوس الرحمن . أوكسجين لوحة الفنان . الذي غاب عنا بخلجات العصب ورعشة الحدس . وجلس وحيدا وفريدا ونادرا . ألان إمامنا وكأنه شاشة روح الشعور . في اللون المنثور . لساقية عمر الضوء بنا . حزقيال طوروس لم يكن الحالم الوحيد في رسم الأحلام التي لا تذهب أبدا . بل كان روح جسد الجمال . في عمر من يستوحي من وجه الأرض . ووجعها . كي يستشرف الحلم الإنساني . في لوحة خالدة . لا يسلع بها الإنسان . وكأنه بضاعة رخيصة . انه فنان القيم الجمالية الإنسانية النبيلة . حينما كان يكافح الأزمنة . بحلم إبداعي لا يموت . وقد برهن انه بحق روح الإنسان المكافح من اجل الإنسان والجمال والحلم . وهو المسكون بروح الحالة المرتسمة في الأعين والتعبيرات الجمالية الطبيعية . كي يرسم الفرح الآتي بروح البساطة والعفوية . و التدرجات اللونية . ذات البداهة الجمالية . في الأسلوب والتقنية . حيث العتمة انعتاق . والشمس والريح . سيمفونية الحلم والخلاص . في شرفات الحلم . والإبداع والأصالة . لتجاعيد اللون والمسافة. حيث جاءت لوحاته انعكاس لحياته والبيئة التي نشأ فيها . وقد عطر المكان لوحته . في علاقة تبادلية مندمجة . فيها من طقوس الرسم الجميل الكثير. ومن عذوبة الألوان . توازنات كل روح التراكيب . ببراءة حلم الإنسان والخيال . والافتنان . في مرآة كل مرايا البساطة والإيمان . والسحر والجمال . وهو الذي ولد في حلب عام 1915م . وشارك في معظم المعارض الجماعية . وأقام العديد من المعارض الخاصة في حلب . وتوفي في مطلع الثمانيات . وكان له الدور البارز في ريادة الحركة الفنية في حلب وسوريا . من خلال تدريسه لمادة الفنون . وتشجيع المواهب الفنية لدى طلبة المدارس والهواة . مع زملاء له . كفتحي محمد . و طالب اليازجي . و فاتح المدرس . و وهبي الحريري . و غالب سالم . و منيب النقشبندي . و علي رضا معين . و نوبار صباغ . و زاره كابلان . و عدنان ميسر . و الفريد بخاش . و روبير جيه جيان . و ارمناك ميسريان . و دورا التونيان . و جاكلين حمصي . و منيرة مراد أبو ريشة . و ايفا رباط . و رزق الله سالم . و جاك وردة . و إسماعيل حسني . وسامي برهان . ونبيه وسلمان قطاية وسعود غنايمي . و لؤي كيالي . و رولان خوري . و ليلى جانجي . و آخرون .
*****************************
قراءة نقدية: عبود سلمان / كندا
تعليق