ثنائيات الصداقة العظيمة، من جلجامش إلى أنكيدو.العراق مهد الحضارات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ثنائيات الصداقة العظيمة، من جلجامش إلى أنكيدو.العراق مهد الحضارات


    العراق مهد الحضارات


    أمس الساعة ‏٧:٤٢ م‏ ·
    إنَّ ثنائيات الصداقة العظيمة، من جلجامش إلى أنكيدو، فآخيليس وبتروكوليس، حتّى الإسكندر وهيفايستين؛ ما تزال شغلاً شاغلاً لمن يبحث في مبطنات الميثولوجيا عمّا هو حقيقي. ففي العالم القديم، كان امتلاك صديق يشبه البطل، ويكون هوَّ في ذاته، ويدور حوله ويغطي على عيوبه؛ ضرورةً حتّى تستمرَ أسطورته في العيش. أولاً، كانت تلك الصداقة التي جمعت بين جلجامش وأنكيدو، في ملحمةٍ أدبية، أقلُّ ما يقال؛ بأنها كانت البوّابة التي دخلَ من خلالها البشر، يداً بيد، إلى عالم الآلهة، من خلال القيمة العظيمة التي سموّها: الصداقة. تبعتها مذّاك الاقاصيص والحكايا، عن الأبطال الثانويين، الذينَ لازموا هؤلاءِ العظماء في مسيرتهم نحو الخلود في الأسطورة، ونحو المجد الزائل الذي يبنى على أرضنا الرخوة. إنَّ هيفايستين الذي لازمَ الإسكندر في حملته في آسيا، والذي طالما وصفه الأخير، بأنه مثلُ بتروكوليس إلى آخيليس، له، مدفونٌ بصورةٍ -إذ قام الإسكندر بإحراق جثمانه- إعتبارية هنا: في العراق، وتحديداً في بابل. وإذا ما أخذنا بنظر الاعتبار أنَّ اليونانيين، لمّا حكموا بابل أفادوا من الثقافة الشعبية، وقدّروا عالياً الأسطورة الرافدينية؛ فلا عجبَ أن يقيم الأسكندر طقوس تعزية هائلة في الشكلِ والمضمون، على شرف رفيق دربه الذي عاش، ومات، فجأةً، كما أسطورة الإسكندر التي لم تدم، رغمَ عظمتها، إلا عقدًا واحداً من الزمن. إنَّ بلادنا التي طالما عاشت تحت الحكم الغريب عنها، ما تزال تنكأ الجروح القديمة؛ ولأنها حضارة حزينة، فما إن تزدهر حتّى تجد نفسها فريسة لهؤلاء الغرباء؛ الذين -وللنحسِ الذي يصيب كلَّ محتلٍ لهذه البقعة منَ العالم- يتشرّبونَ منها حزنها الأزليَّ حتّى الثمالة.
يعمل...
X