عراقي يجمع أكثر من مليون قلم في دكان صغير
الأربعاء 2022/10/05
أقلام تعود إلى 1970
بغداد – في دكانه الصغير جمع العراقي علي المندلاوي أكثر من مليون قلم، يروي من خلالها قصة الثقافة في بلاده بين الماضي والحاضر.
قبل 37 عاما ظهرت هواية جمع الأقلام عند المندلاوي (55 عاما) حين شرع في بيع الأقلام على بسطة في شارع المتنبي الشهير بالعاصمة بغداد.
وتجمع جدران دكان المندلاوي أقلاما من أزمنة وأنواع وماركات عالمية، فضلا عن أقلام رصاص من صناعة محلية تعود إلى عام 1970.
ومع اجتماع كل هذه الأقلام أصبح الدكان المتواضع في شارع المتنبي وجهة يقصدها السياح من داخل العراق وخارجه.
ويروي المندلاوي قصته مع الأقلام التي بدأت بفتح بسطة صغيرة في حي القصور ببغداد، حيث كان يتجول بها في السوق أو يفرش أقلامه أمام المحلات المغلقة.
وأوضح أن شغفه بالأقلام زاد حتى أنه أحيانا كان يضطر إلى الاستدانة لشراء أقلام.
وفي ثمانينات القرن الماضي كان القلم وفق المندلاوي يحظى بأهمية كبيرة، ويستقر في جيب الطالب والمدرّس والطبيب والمثقفين كافة.
وأفاد بأن الأقلام جلبت له علاقات وتعرف من خلالها على أشخاص من مختلف شرائح الشعب العراقي. لكن القلم فقد قيمته في العراق بعد الاحتلال الأميركي، وأصبح حمله الذي يرمز إلى المعلمين جزءا من التاريخ.
وأشار إلى أن تخزين الأقلام في العراق له عوائق كثيرة منها العامل المناخي، وقارن بين أقلام من صنع العراق ذات جودة عالية صُنعت عام 1970 وأخرى تُصنع اليوم وجودتها متدنية للغاية ولا يكاد استخدامها يتجاوز يوما واحدا.
ولم تكن هواية جمع الأقلام محط تقدير من الجميع، بل كانت تثير سخرية بعض العراقيين، إلا أن المندلاوي يشبّه دكانه حاليا بـ”متحف للأقلام”.
وقال إن أقلام دكانه كانت سببا في رسم البسمة على وجوه الزوار من السياح البريطانيين واليابانيين والأوروبيين.
ويهدي المندلاوي زوارَه أقلاما، وعندما يسألونه عن ثمنها يجيبهم بـ”أنها لا تضَاهى بثمن”.
وعادة ما يضيف أن “من يجمع الأقلام لا يمكن أن يؤذي أحدا في حياته، وتبقى عنده القيم الثقافية والمعنوية عالية. والقلم ينظم أمور المجتمع ويوجهنا في حياتنا”.