المخرج السوري حسام حمود: السينما هي نقل المشاهد إلى عوالم تشكلها رؤية بصرية جميلة
بيروت ـ «سينماتوغراف»
حصد فيلم “أبناء المستحيل” جائزة أفضل فيلم للمخرج السوري حسام حمود في مهرجان الأمل السينمائي الدولي في ستوكهولم – السويد الذي اختتمت فعالياته في الثاني عشر من سبتمبر 2021، حيث منحته لجنة تحكيم الأفلام القصيرة المؤلفة من الممثلة الألمانية مارينا أنا إيتش والمنتج البلجيكي مارك بيسون والمنتجة السويدية سينشيا بولسين الجائزة التي تنافس عليها مع العشرات من الأفلام الأخرى.
الفيلم تم تصويره في مدينة حلب من بطولة الفنانين محمد حسن البيك، نور سكري وبمشاركة النجوم سلوى جميل، مروان غريواتي، سوسن اسماعيل وتصوير ومونتاج أحمد نعمة ومساعد مخرج حسن طحان.
كما سبق لحمود حصوله على الجائزة الذهبية بمهرجان بيروت الدولي للسينما والتلفزيون عن فيلم “الموت حبا” بطولة سوزان نجم الدين وصباح الجزائري وحسام تحسين بيك وعامر علي ولينا دياب ومرام علي.
هذه التتويجات ترسخ اسم المخرج واحداً من أهم التجارب السينمائية الجديدة في سوريا والوطن العربي، وربما يمتاز حمود عن أقرانه من المخرجين كونه جمع بين العمل المسرحي الذي أخرج له العديد من الأعمال المسرحية والعمل السينمائي، وقد اختار الأخير ليواصل فيه تجربته كمخرج له رؤيته الخاصة.
وعبر عقدين من الزمن والعمل الفني أغنى المخرج حمود تجربته الفنية التي بدأها في سن مبكرة على خشبة المسرح ليخوض بعد مشوار طويل مع أبي الفنون غمار الإخراج التلفزيوني والسينمائي محققا العديد من الجوائز.
ويستعيد حمود محطات من عمله مع المسرح الذي بدأ منذ كان طفلاً حيث حصل على الريادة في مجال التمثيل على مستوى سوريا ليتحول شغفه بالتمثيل إلى الإخراج وأسس المسرح المنهجي ثم وسع مروحة اهتماماته وخاض تجارب غنية مع الفن السابع منها تأسيسه مهرجان الشباب للأفلام القصيرة بمدينته حلب وحصول فيلمه “الموت حبا” على الجائزة الذهبية بمهرجان بيروت الدولي للسينما، إضافة إلى أعمال تلفزيونية عديدة كممثل ومخرج.
لقطة من فيلم ابناء المستحيليقول حمود في تصريحات له “إن طريقة اختياري للأعمال السينمائية والدرامية تكون عبر ما هو مميز ويخدم المجتمع من ناحية الارتقاء بهذا المجتمع فكريا وفنيا وطرح القضايا التي تمسه بشكل مباشر بعيدا عن الإسفاف والتقليد والمجانية”.
ويقتصر عمل حمود في الفترة الراهنة على الإخراج السينمائي والدرامي إضافة إلى عمله كمساعد مدير عام في قناة تلفزيونية سودانية، كما أنه مدرب تمثيل وإخراج تولى تدريب كوادر في سوريا ولبنان ومصر والسودان معتبرا أن قيامه بهذه الأعمال نابع من عمله كمخرج.
حمود الذي أخرج للخشبة أكثر من 40 عملاً يرى أن الإخراج هو كل شيء في العمل انتهاء بكل صغيرة وكبيرة وهو رؤية وتبنّ لوجهة نظر فكرية ويحتاج من صاحبه أن يكون مثقفا ومطلعا وواعيا ولديه القدرة على القيادة.
يركز المخرج في اختياره للممثلين على عدة نقاط يدرسها ويطورها لتناسب رؤيته وتمثله لعمله، إذ يقر بأنه عرف عنه منذ سنوات أنه يعمل بشكل محوري على الممثل، يقول “أشتغل على الممثل في كل شيء ولا يهمني إن كان هاوياً أو محترفاً المهم أن يجيد الشخصية التي أسندتها إليه وعبر التدريب والنقاش والغوص بمراحل الشخصية نتوصل إلى حل يرضي الجمهور”.
بداية اللعبة الدرامية في السينما كما في المسرح هي الممثل، فيما يسعى حمود في كل أعماله لإيجاد متعة خاصة عندما يقدم الأفضل والجديد، وينتقل بالمشاهد إلى عوالم أخرى تشكلها رؤية بصرية جميلة، تبقي هذا المشاهد داخل الحدث الدرامي وتحاكي أفكاره المعاصرة دون نمطية أو تعليمية أو حشد بصري تتوه معه الرسالة الحقيقية للفيلم أو غيره من الأعمال.