مصطفى رعدون
سهرة
في مرسم الفنان
عبد اللطيف الصمودي
كنت أعمل لفترة من الزمن في مكتب ( بلودان )
للرسم والخط العربي
في الشارقة ،
وكان المكتب على دوار البلدية ، في أسفل بناية الجريوي ،
وذلك عام1993 ، وكان يزورني على مكتب بلودان بين الفينة والأخرى صديقي الفنان الرائع محمد شيخ الزور ،
وكان يومها موظفا في مسرح الشارقة الوطني ، حيث يعمل على تدريب منتسبيه على القيام ببعض المسرحيات المطلوبة ،
وإطلاعهم على ديكورات المسرحيات ،،
فنذهب سوية إلى معارض الكتب في بينالي الشارقة ، وبعض معارضه الكبيرة ، ونزور بعض الأماكن
الهامة حيث كان لديه سيارة صغيرة تعيننا على ذلك ،
وفي يوم ما من شهر كانون أول عام 1993 زارني مبتسما وقال لي :
اليوم سنزور الفنان التشكيلي عبد اللطيف الصمودي في مرسمه بالشارقة وأعرفكما على بعضكما ،،،
وفعلا زرناه في تلك الليلة وكنت مسرورا للغاية بتلك الزيارة ومبتهجا بتلك المعرفة ،
استقبلنا بوجه سمح مبتسما وقال لي :
كنت أزور أفامية بشكل دائم ،
وذات مرة جئت مع بعض أصدقائي من حماة وخيمنا في الشارع الرئيسي وبتنا هناك ،
وكنا نستفيق باكرا لمشاهدة شروق شمس أفامية الرائعة ،
وقد رسمت عدة لوحات هناك ،
كانت سهرتنا جميلة ،
وكان يتابع قص القطع المرسومة والملونة ليعيد صياغتها بأشكال جديدة ،
وتكلمنا عن الفن والتاريخ وعظمة أفامية وقلعة المضيق ،
وقال لي :
كم أنا مشتاق أن أعيد زيارتي لأفامية وأستمتع في رحاب أعمدتها الحلزونية التي لا مثيل لها في العالم ،
وأبنيتها التاريخية وأسوارها التي لا مثيل لها من تلك العصور الغابرة ،
ضيفنا في تلك الليلة مشروبا معلبا طيبا مع بعض الموالح والفستق اللذيذ ،،
عندما أنهيت علبتي لاحظ علي أنني استمتعت بشربها
فقال لي :
أأجلب لك علبة أخرى ،
وقام بإتجاه البراد فقلت له بهذا القدر كفاية ،،
فقال صائحا :
بلهجة حموية جميلة وصوت قوي :
ليش يا خيوووو ،
وأحضر لي علبة أخرى ،
الفنانين محمد شيخ الزور
وعبد اللطيف الصمودي من خيرة من تعرفت عليهما من فنانين في حماة وغيرها من المدن السورية ،
توفي الصديقين باكرا ،،
رحمهما الله وأكرم نزلهما ،،
وفقدت الحركتين الفنية التشكيلية والمسرحيةفي حماة إثنين من ألمع أعضائهما ،،،
لهما الرحمة ،،
ولهما كل التقدير
والإعجاب
مصطفى رعدون
٩٦مصطفى رعدون و٩٥ شخصًا آخر
٣٧ تعليقًا
مشاركتان
أعجبني
تعليق
مشاركة٣٧ تعليقًا
عرض التعليقات السابقة
الأكثر ملاءمة
- مصطفى صمودي
رحم الله من غادرنا واطال عمر وعطاء من بقي . احترامي ياغالي
٢- أعجبني