المعرض الذي أُقيم في جاليري قدرات "ابيليتيز" -كتبت: فاتن الداوود من الأردن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المعرض الذي أُقيم في جاليري قدرات "ابيليتيز" -كتبت: فاتن الداوود من الأردن







    *-مشاركة:Jehad Hasan / المانيا

    *كتبت فاتن الداوود من الأردن

    آثرت المضي نحو المعرض الذي أُقيم في جاليري قدرات "ابيليتيز" والذي جاء أوانه حتى نتنفس الصّعداء من خلال الباقورة الأولى من سلسلة معارض عديدة أقيمت بعد انقطاعِ دام أكثر من سنة ونصف السنة , فجاء معرض " عودة حياة "والذي يستمر لغاية 20/10/2021 في جاليري قدرات ليكون السَّباق في فتحِ بابِ حريَّة الإبداع على مصراعيْه والرجوع ثانية الى الذاكرة التي تضج فناًّ وإبداعاً.
    وذلك بمشاركة أحد عشر فنّاناً من مختلف المدارس والأقطار ليجمع فنانون عرب من بقاع الارض ليمثل كلٌّ بدوره ما تُكِنُّ النفسَ و الحالة الشعورية آنذلك لتكون الرِّسالة الفنية الواضحة.
    نبدأ بالمشاركة القيمة للفنان الرائد / إسحاق نحلة "رحمه الله"1947-2011" احد أعمدة الفن في الاردن , وتعتبر مشاركة الفنان نحلة كونه أحد أهم اركان الفن الاردني وهو توثيق لهذا الأرث الحضاري من الابداع والفن المتنوع من التشخيص التعبيري والتجريدية التركيبية ومن ثمّ الى الرومانسية وتقديرا لهذا الدور الفني الفريد في إرساء قواعد الفن في الحركة التشكيلية في الاردن وترك بصمة تفرّدَ بها الفنان نحلة رحمه الله.
    وثمة مشاركات أيضا من الأردن الحبيب منهم الفنان الاردني الدكتور إحسان البندك صاحب الخبرة والباع الطويل لبصمة فنية فريدة صُقِلت بالدراسة الاكاديمية والمشاركات العالمية والمحلية والذي يؤمِن أنَّ الفنان وجبَ عليه الإلتزام بالرِّسالة الفنية المنوَّطة له كما كانت جزء من رسالته المتنوعة الأنباط وجُلَّها يهدف الى توثيق العراقة والإرث والحضارة الانسانية بتجريدية راقية مريحة بألوانها الصريحة موجهة الى مخيِّلة المتلقي.
    أمّا الفنانة الاردنية سمر حدادين بلوحاتها ذات الحداثة الصارخة بكل ما تعنيه الكلمة مع اختزالية عالية هدفت الى إبراز موضوع الحياة اليومية المعاصرة وما تحويه من تحول ديموغرافي إجتماعي جليّ من خلال لوحاتها التي تتميز بالعفوية المطلقة مع تناغم وتجاور لوني واضح.
    وهناك الفنانة الاردنية رِحاب صيدم التي لم تتوانى لحظة الإغلاقات بسبب الجائحة في أن تعبِّر وتُنتج ابداعاً عبر لوحتها ذات الطابع التعبيري والتي عكست ذلك الامل القابع في نفوسنا وتتوَّق الى الحرية مصحوبة بكم هائل من هالات الايجابية والفرح العارم الظاهرعلى شخوص العمل الفني مُهللَّه بألوان السماء الصافية وتدرجات اللون الاخضر اللذان يدلاّن على الفرح العارم والسلام الداخلي التي تتحلى به الفنانة صيدم.
    ولا ننسى الفنان الأردني رائد قطنانة صاحب الرسالة والقضية التي تعني كل عربي حر وهو المناضل بريشته والمشاكس في افكاره القوية التي كانت ومازالت على العهد من النضال وإرساء أفكار المقاومة والجهاد من خلال ريشته التي لم تنكث العهد يوما في المضي قُدماً نحوالكفاح بالفن والريشة من اجل الوطن المسلوب فلسطين في أسلوب واقعي وتعبيري لتبيان منهاج التعبيرعن القضية بكل الادوات الفنية المُتاحة.
    ودعونا نُبحِر معاً بين ثنايا لوحات الفنانة الاردنية نهلة اسيا لتأخذنا بجولة شيقةٍ نحو أعماق وجذور الأشياء نتسلّل من خلالها بين طبقات الأرض وكتلها اللونية والتي تكشِف لأول وهلة عن تفاصيل دافئة دقيقة ترنو نحوالتشبث الى الأعماق ونبذ السطحية والشكلية وناولتها الفنانة آسيا بتجريدية عالية وبِقيَم وأنساق لونيّة متجاورة مستعينة برمزية الجذور والتي بدورها امتدت الى كل التفاصيل للكتل اللونية بالوانها الحارة الصارخة تارة وبألوانها المتقابلة تارة اخرى والتي تستحق ان نولِّي جُلَّ اهتمامنا بتلك الاصالة المُبينة.
    ومن الوطن العربي تأتي لوحات الفنان السوري المغترب ضِياء حموي والتي امتازت لوحاته باختزالية عالية حد الحداثة في التعبير عن شوقه وحنينهِ باختزال كل المفاهيم وإيصال هذا المفهوم الشوق والحنين حِيالَ بلده برمز الطائر المُركَّب والذي يحلق توقاً للحرية وسط الغسقِ الأحمر ورمز زهر الدحنون المحمِر عبر الأفق الأزرق والزهور وسط ربيع البلاد المُخضر , فنلاحظ تأثر الحموي بأصل الاشياء كونه يقطن في قلب من نزع قيود التقليدية والكلاسيكية , فمالت لوحاته الى البساطة مع الكثير من الاناقة في التكوين واللون وأخذ يستحضرُ ذِكرَ الأشياء بجوهرها وبكتلها اللونية السائدة من ما تبقى من ذاكرة الوطن كما تنادي به المدرسة التجريدية التي تبحث عن جوهر الاشياء والتعبيرعنها بأشكال موجزة تختصر خلاصة وتجربة الخبرة التشكيلية.
    وعندما نتأمل لوحات الفنانة الغزيَّة مي مراد من غزة العروبة نرى تجليِّ ذلك الاصرار والعزيمة من خلال طرحها للموضوع فعبرت عن لحظات الانزعاج والإنتظار بشغف صاحَبَهُ مشاعر مختلطة من القلق وتلاشي الشّخوص والأشياء عند حضرة الإضّطراب في سبيل إظهار ما تم سكْبَه وتبيانَه بكل صدق وعفوية, ربما هذا ما نادت به المدرسة التعبيرية التي توصف الحالة ألآنية والذهنية للفنانة وتسخير كافة الادوات مع تلاشي العناصر الاخرى حتى التشويه المُطلق واختلاط الألوان من أجل وصف الحالة الذاتية المفرطة.
    والفنان المصري شعبان الحسيني الذي يعرض أعماله الثلاثة والتي توصف حالة القلق الدائم لدى الفنان حِيالَ الحياة اليومية بسبب فقدَنا أشخاصاً أعِزاء بشكل عام , وربما هي حالة شعورية آنية يعيشها الفنان أنذلك , فقد عبَّرَ عنها بألوانه القاتمة مزيّنة من ألوان البهجة البسيطة وبخطوطه العريضة القاسية قساوة الحياة لكن بطريقة عفوية كان المغزى منها اظهار الحالة النفسية المُقلقة دون شي أخر.
    وأخيرا وليس آخراً فنان التجريد الفلسطيني زهدي القادري بأشكاله الهندسية وبحداثته في طرح الموضوع والتمرد على نمطية الاشكال والشخوص سعيا نحو الاختزالية والتجريد الواضحين لعرض محتوى قد تجرَّدَ من السّائد وانتصاف شخوصِه وسط الفضاء الأبيض واحتكار الفراغ المنشود بأشكال قد تجردت من النمطية المطْلَقة ببُنية لونيّة مدروسة تميل الى الأسلوب العصري الحديث والى التعبير نوعا ما عن التطوّر السريع الحاصِل والمُجرَّد من المشاعر الانسانية نوعا ما.

  • #2

    تعليق

    يعمل...
    X