التشكيلي أديب مخزوم إضفاء لمساتٍ فنية جمالية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التشكيلي أديب مخزوم إضفاء لمساتٍ فنية جمالية

    عن التشكيل والأزياء… أديب مخزوم يُمهّد الطريق للباحثين في المُوضة والفن
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مادة-لبنى1.jpg 
مشاهدات:	7 
الحجم:	83.1 كيلوبايت 
الهوية:	35524
    حوار: لبنى شاكر
    ليست هي المرة الأولى التي يُثير فيها الزميل والفنان أديب مخزوم تساؤلاتٍ وأفكاراً لم يسبقه إليها المُتابعون، ولهذا لا نُبالغ لو قلنا إنّ الجدة التي يحرص على إظهارها باستمرار، لِجهة الطرح والدراسة، تُحسب له مرتين، نقداً ورَسماً، وللسبب ذاتهِ نتفق معه على أن معرضه الأخير في المنتدى الاجتماعي في دمشق تحت عنوان «التشكيل والأزياء» يجب أن يُتبع بعبارة «رؤية تأسيسية»، مهّد صاحبها الطريق لمن يرغب لاحقاً، في البحث في عوالم العلاقة المُتبادلة والمُتداخِلة بين الفن التشكيلي وخطوط الموضة الحديثة، حتى إنّ مخزوم يضع مُتلقيه أمام سؤالٍ مُباشر ربما يكون الأهم، لكونه يختزن الكثير مما قيل عن «نخبوية التشكيل»و«صعوبة فهم اللوحة للمتفرج غير المُختص» وما شابه، بقوله «كيف يُعجب الإنسان العادي وحتى الأُمي بالفن التجريدي مطبوعاً على الزي، ومن ثم حين يكون الرسم نفسه على لوحة لا يلتفت إليه؟».
    عن هذه التجربة المُؤسِسة وما يُمكن أن يتشعّب عنها من تساؤلات، التقت «تشرين» الفنان أديب مخزوم، إليكم التفاصيل:
    * أين تقع موضوعة الأزياء في سياق تجربة أديب مخزوم كناقد ورسام، هل هي نقَلَة تتواءم مع تسميتها؟
    ** في سؤالكِ حقيقةً مدخلٌ لإجابتي؛ لأنني في بعض اللوحات أخذت قطعاً نسيجية حقيقية من ثوب وجعلتها لباساً للمرأة التي رسمتها، كما أخذتُ مقطعاً نسيجياً من الزي نفسه، وجعلته لوحةً (مستطيلة أو مربعة) بجانب أو خلف المرأة في اللوحة نفسها، حتى أُوضح كيف يتفاعل الناس ويعجبون بألوان الموضة في أقصى حالات التجريد، من دون أن يشعروا بذلك، وكيف يُعرِضون ولا يلتفتون إلى التشكيلات اللونيّة نفسها إذا كانت موضوعةً على لوحة، وعلى هذا يُعجب الكُل باللوحة الحديثة حين تدخل في الاستعمال فقط، وهي فكرةٌ جديدة في التشكيل السوري، لأننا وجدنا العديد من الفنانين أمثال زياد زكاري وثّقوا للأزياء الشعبية والفولكلورية، ولم نجد أحداً تناول الأزياء الحديثة، حتى إن موضوع الموضة عامةً غير مطروحٍ في اللوحة والنقد السوريين وخارج الإطار الجغرافي السوري أيضاً، لهذا أعتقد أنني أسست هنا لِما هو غير مسبوق، ولاسيما في الاستعانة بطريقة الكولاج في عدة لوحات.
    *المعرض امتدادٌ لآخر أُقيم سابقاً في صالة الرواق بعنوان «التشكيل والأزياء في فضاء التجريد»، ما الإضافة التي تضمنتها إذاً اللوحات الجديدة على صعيد التقنية والأسلوب والفكرة؟
    **في هذا المعرض بدت الفكرة أوضح حين استعنتُ بأقمشة الأزياء الحقيقية، في ثماني لوحات من أصل ثلاث وثلاثين لوحة، وهي إضافة تقنية جديدة وتطورٌ في الأسلوب، ناتجٌ عن الاتجاه أكثر فأكثر نحو الاختزال والتبسيط والعفوية والتجريد في الخلفيات، على الصعيدين التكويني (الخط) والتلويني (حركات الفرشاة العريضة والسريعة)، حتى لا تأتي اللوحة توضيحية بحتاً أو تقليدية أو بعيدة عن ثقافة فنون العصر.
    *إلى أي درجة استطاع التشكيل أن يُقدم الأزياء بشكلٍ فنيٍّ، بعيداً عن غايات الترويج والتسويق، وكيف ترى موقفه من الموضة كمُمارسة شعبية تتضمن العطور والأحذية والطعام وغيرها الكثير؟
    **لم أقدم تنازلاتٍ فنية في لوحاتي التي تناولت فيها موضوع الموضة والأزياء، أي إنني حافظت على أسلوبي وعفويتي حين جمعت بين الموديل والخلفيات التجريدية، هذه بصمتي وحركاتي اللونية الانفعالية التي تتطور من معرض إلى آخر. أما السؤال عن مدى استفادة بيوت الأزياء من الفنانين في الترويج لبضاعتهم فهذا مطروحٌ للنقاش والجدل الحاد، وإذا كان الفن التجريدي كارثةً كما يعتقد البعض، فإنه يُشكّل مصدر قوةٍ للذين يعرفون كيف يستفيدون من معطياته في طباعتها على أقمشة الأزياء، وتحقيق الأرباح الخيالية، حتى إن معظم أو مجمل من يستبعدون اللوحة التجريدية في بلادنا ولا يعيرونها اهتماماً أو لا يعدّونها ذات قيمةٍ فنيةٍ، سرعان ما يقعون في فخ إغراءات الفن التجريدي حين يدخل في الوسائل الاستعمالية من دون أن يعلموا بذلك، الفن التجريدي وغيره من المدارس الفنية وسيلة أساسية للتلاعب بالموضة وتسويقها وتحقيق الربح السريع، كذلك الأزياء التي تحمل رسوماً تجريدية تجد إقبالاً شديداً من الناس في مختلف الأماكن، وفي الوقت ذاته يعرضون عن اللوحات التجريدية ويرفضونها، رغم أنها في الأغلب تحمل العلاقات اللونية نفسها التي تُثير انتباههم وتنال إعجابهم، عندما تكون جزءاً من أزياء الموضة أو مطبوعة على الستائر وورق الجدران والأكواب والمظلات أو أي وسيلة تدخل في استعمالاتنا اليومية، حتى إن هناك ورشاتٍ فنية عالمية كُبرى قامت بتلوين المدن والجبال وغيرها بطرقٍ مبتكرةٍ وجديدةٍ.‏

    هكذا تبدو معطيات الفن التشكيلي الحديث غير منفصلة عن جزئيات حياتنا اليومية، وتالياً فهي في حوارٍ دائمٍ ومفتوح مع الناس، ليس من خلال اللباس وخطوط الموضة فحسب، إنما أيضاً، من خلال إضفاء لمساتٍ فنية جمالية على أبنية المدن، وفي ساحاتها وشوارعها وحدائقها وواحاتها، وهو ما يطلق عليه في الغرب فن تلوين المدن. والفنان التشكيلي الذي يسعى لتطوير تجربته الفنية في لوحاته من خلال طرح موضوع الأزياء وخطوط المُوضة، يقف على طرفي نقيض من نظيره الذي يعمل حسب متطلبات السوق الاستهلاكي التجاري في أسواق الأزياء أو يتبع تقلّبات وتبدلات المُوضة المطلوبة على نطاقٍ واسعٍ.
يعمل...
X