د.غسان القيم
28 أغسطس -2022م ·
العلاقات بين سورية ومصر..كانت متينة ومزدهرة منذ فجر التاريخ...
¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥&&&&&
أعمال الكشف الأثري في سورية ومصر قدمت شواهد وأدلة لا حصر لها عن العلاقات الحضارية والاقتصادية والاجتماعية التي كانت قائمة
بين البلدين الشقيقين منذ فجر التاريخ حيث وصل التأثير المصري إلى بلاد الرافدين وإلى عيلام في الشرق عن طريق سورية التي وجدت شواهدها في بقايا حجارة اللازورد والفخاريات والاختام الاسطوانية وعلى الصناعات اليدوية المصرية وفي صناعة المنسوجات وفي تجارة الزيوت والخمور حيث كانت هذه البضائع والمنتوجات الشرقية تنقل أولاً إلى نهر الفرات ومن ثم على طول شواطئ الساحل السوري حتى الدلتا المصرية. وكانت محطات المرور السورية الكثيرة تساهم بدروها الكبير في هذه التجارة وقد وجد خشب الصنوبر من الجبال والغابات السورية منذ ذلك الحين طريقه إلى نهر النيل وقد لعبت مرافئ اوغاريت وارواد وبيبلوس ( جبيل) دوراً مهماً في حركة التجارة بين سوريا ومصر وكان خشب الأرز والغار الذي كان يستعمل في التحنيط والزيت والخمور والعسل والأواني الفخارية التي تستوردها مصر من سورية . وان أقدم الآثار والشواهد المادية على هذه العلاقة وجدت في القصر الملكي في إبلا ( تل مرديخ) حيث تم اكتشاف أجزاء و أوعية تحمل اسم ملكين من ملوك مصر كما اكتشفت بقايا من الرخام الديوريتي الذي كان يستورد من أسوان في جنوب مصر.
و تعد الفترة الواقعة بين 2100و 1650ق.م التي تغطي المملكة الوسطى التي اعقبتها السلالات الملكية المصرية من 1إلى 13 التي تقابلها في سورية فترة عصر البرونز الوسيط فترة مزدهرة بين البلدين. وبموجبها كانت المقاصد المصرية موجهة فقط إلى إقامة علاقات سليمة وبموجبها أيضاً وصفت العلاقات الدبلوماسية بالنشطة وثمة حديث عن رسل ملكيين كانوا يجوبون سورية يحملون رسائل ومهمات خاصة .. وخلال التنقيبات الأثرية التي جرت في العديد من الممالك والمدن الكنعانية السورية عثر على شواهد ولقى وتماثيل حجرية مصرية كثيرة تثبت متانة العلاقات بين سورية ومصر في الألف الثاني ق.م وقد وصلت هذه العلاقات إلى مكانة مهمة .. وتذكر حوليات « الفرعون المصري» تحوتمس الثالث أسماء مجموعة من هذه المدن السورية وهنا يرد للمرة الأولى ذكر مملكة اوغاريت على الساحل السوري من مصدر مصري .
لقد سمحت لنا مكتشفات» تل العمارنة المصرية» بإلقاء نظرة على العلاقات السورية المصرية حيث وصلت هذه الرسائل من عاصمة اخناتون ( أخيت – أتون ) تل العمارنة اليوم من تنقيبات نظامية يعود تاريخها إلى الفترة الممتدة بين ( 1428-1397ق.م) أي في عهد الفرعون المصري « أمينوفيس» الثاني حتى العام الأول من حكم « توت عنغ آمون» وتتألف من /380/ رقيماً مدونة بالخط المسماري وهذه الكمية لا تمثل سوى البقية الباقية من موجودات الأرشيف المصري في هذه والتي يقدر عددها نحو / 3000/ رسالة. وقد وضعها المؤرخون بـ» كتب وزارة الخارجية المصرية» التي أرسلتها إلى سورية أو تلقتها منها وتطلعنا هذه المراسلات على نهاية المملكة الميتانية التي كانت حتى ذلك الحين أهم خصم لمصر. وكذلك على صعود المملكة الحثية على مسرح الأحداث منافسها الجديد..
يمكن اعتبار رسائل» تل العمارنة» بمثابة مراسلات دولية ذات أهمية تاريخه بالغة تثبت عن الاتصالات التي كانت جارية بين الدول والتي قامت على التوازن السياسي للمصالح بين القوى الكبرى في المشرق القديم من جهة ومصر من جهة أخرى في وقت يمكن أن نطلق عليه زمن التوازن النسبي اذ لم تتمكن طيلة هذه الفترة أي جهة من تحقيق تفوق واضح وكذلك الدول الكبرى حريصة على استمرار هذا الوضع وتسعى إلى تعزيزه عن طريق التبادل التجاري وتبادل الهدايا والمصاهرة بين أفراد الأسر الملكية.. فقد أرسلت دول ميتاني وحثي أكثر من مرة أميرات شرقيات للزواج في البلاط المصري وحدث العكس في مرات أخرى حيث تزوج الملك الأوغاريتي» عميشتمرو الثاني»من إحدى الأميرات المصريات..
أوغاريت بوابة محبة و رسالة سلام إلى العالم
عاشق أوغاريت ..غسّان القيّم..
+2
٦٥د.غسان القيم و٦٤ شخصًا آخر
١٢ تعليقًا
٣ مشاركات
أعجبني
تعليق
مشاركة١٢ تعليقًا
عرض ٩ من التعليقات السابقة
الأكثر ملاءمة
- عليا علي
Amira Habashy
١- أعجبني
- رد
- 1 أ
تم الرد بواسطة عليا علي
·
ردان
نشط
اكتب تعليقًا...