بين احتلال الأرض واحتلال الجسد | معرض رقميّ
ريم المصري
«آخر أيّام الحاضر» للفنّانة ريم المصري.
تبحث أعمال الفنّانة الفلسطينيّة ريم المصري في العلاقة بين الأرض والذاكرة والجسد والهويّة الذاتيّة، مستخدمةً موادّ وتقنيّات متعدّدة في أعمالها الّتي تتنوّع بين الرسم والكتابة والأعمال التركيبيّة. تقول عن عملها «بين احتلال الأرض واحتلال الجسد»: "عنما بدأت البحث حول العلاقة بين الأرض والهويّة الذاتيّة، بدأت بالتفكير في موقعي على الخارطة، وعلاقتي بحدودها سياسيًّا وشخصيًّا. كنت أتوق إلى إيجاد الرابط بيني وبين الخارطة، وأرغب في بناء علاقة شخصيّة ممّا دفعني للتكهّن حول مكاني فيها، علاقتي بها وبذاك الزائر الغريب غير المرغوب الّذي احتلّني".تكمل المصري: "شُخِّصْت بسرطان الغدد الليمفاويّة من المرحلة الثالثة، ما أجبرني على العودة من فرنسا إلى فلسطين لتلقّي العلاج، قبل أن أكتشف أنّ نوع العلاج الكيماويّ الّذي أحتاجه يُمْنَعُ استخدامه في مشافي الضفّة الغربيّة. آنذاك بدأت رحلة البحث عن إمكانيّة تلقّي العلاج الكيماويّ في القدس، مرورًا بالعديد من الإجراءات والحصول على تصريح علاجيّ رغم المنع الأمنيّ الّذي طال عائلتي لفترة طويلة؛ فحرمني من دخول القدس منذ كنت صغيرةً، إضافة إلى الفحوصات الطبّيّة اللا نهائيّة بين القدس وعين كارم، ووسائل النقل والساعات الطويلة من الانتظار على الحاجز والمرور من خلاله مشيًا على الأقدام عبر أجهزة التفتيش الإلكترونيّة، رغم هزال جسدي واحتوائه لاحقًا على موادّ مشعّة لا بدّ منها".تضيف المصري: "بدأت تلك العلاقة بالاتّضاح أكثر فأكثر رغم غرابتها؛ لم يسعني إلّا التفكير في تلك التغييرات الّتي أجبِرتُ عليها، ليس فقط جسديًّا، لكن أيضًا المشاهد الطبيعيّة الّتي لم أستشكفها مسبقًا، لكنّني أصبحت الآن عابرة من خلالها وجزءًا منها. هنا شعرت بأنّني مرتبطة بالأرض أكثر من السابق، وبدأت أبحث عن هويّتي الذاتيّة فيها أكثر. كان الاحتلال يستولي على مرتفعات وطني في حين يستولي السرطان على الجزء العلويّ من جسدي؛ هنا أصبحنا واحدًا، وأنا غارقة في البحث عن خارطة جسدي الخاصّة، تمامًا مثلما نحاول استعادة خريطة بلادنا؛ كانا، وطني وجسدي، كلاهما محتلّين. كان لهذه التجربة الأثر العميق في دفعي للحفر أكثر في المشهد الطبيعيّ الفلسطينيّ، وإنتاج أعمال فنّيّة تطرح تساؤلات وقضايا متنوّعة بتقنيّات وموادّ مختلفة حول طبيعة الفرد.".تنشر فُسْحَة – ثقافيّة فلسطينيّة معرضًا رقميًّا لبعض أعمال ريم المصري من معرضها «بين احتلال الأرض واحتلال الجسد».
ريم المصري وُلِدَت عام 1991 في القدس، درست الفنون الجميلة في «جامعة القدس»، والماجستير في الفنون المعاصرة من «الجامعة الوطنيّة للفنون» في فرنسا. تعمل محاضرة في «كلّيّة الفنون والموسيقى والتصميم» في «جامعة بير زيت»، فلسطين
بين احتلال الأرض واحتلال الجسد | معرض رقميّ
ريم المصري
«آخر أيّام الحاضر» للفنّانة ريم المصري.
تبحث أعمال الفنّانة الفلسطينيّة ريم المصري في العلاقة بين الأرض والذاكرة والجسد والهويّة الذاتيّة، مستخدمةً موادّ وتقنيّات متعدّدة في أعمالها الّتي تتنوّع بين الرسم والكتابة والأعمال التركيبيّة. تقول عن عملها «بين احتلال الأرض واحتلال الجسد»: "عنما بدأت البحث حول العلاقة بين الأرض والهويّة الذاتيّة، بدأت بالتفكير في موقعي على الخارطة، وعلاقتي بحدودها سياسيًّا وشخصيًّا. كنت أتوق إلى إيجاد الرابط بيني وبين الخارطة، وأرغب في بناء علاقة شخصيّة ممّا دفعني للتكهّن حول مكاني فيها، علاقتي بها وبذاك الزائر الغريب غير المرغوب الّذي احتلّني".تكمل المصري: "شُخِّصْت بسرطان الغدد الليمفاويّة من المرحلة الثالثة، ما أجبرني على العودة من فرنسا إلى فلسطين لتلقّي العلاج، قبل أن أكتشف أنّ نوع العلاج الكيماويّ الّذي أحتاجه يُمْنَعُ استخدامه في مشافي الضفّة الغربيّة. آنذاك بدأت رحلة البحث عن إمكانيّة تلقّي العلاج الكيماويّ في القدس، مرورًا بالعديد من الإجراءات والحصول على تصريح علاجيّ رغم المنع الأمنيّ الّذي طال عائلتي لفترة طويلة؛ فحرمني من دخول القدس منذ كنت صغيرةً، إضافة إلى الفحوصات الطبّيّة اللا نهائيّة بين القدس وعين كارم، ووسائل النقل والساعات الطويلة من الانتظار على الحاجز والمرور من خلاله مشيًا على الأقدام عبر أجهزة التفتيش الإلكترونيّة، رغم هزال جسدي واحتوائه لاحقًا على موادّ مشعّة لا بدّ منها".تضيف المصري: "بدأت تلك العلاقة بالاتّضاح أكثر فأكثر رغم غرابتها؛ لم يسعني إلّا التفكير في تلك التغييرات الّتي أجبِرتُ عليها، ليس فقط جسديًّا، لكن أيضًا المشاهد الطبيعيّة الّتي لم أستشكفها مسبقًا، لكنّني أصبحت الآن عابرة من خلالها وجزءًا منها. هنا شعرت بأنّني مرتبطة بالأرض أكثر من السابق، وبدأت أبحث عن هويّتي الذاتيّة فيها أكثر. كان الاحتلال يستولي على مرتفعات وطني في حين يستولي السرطان على الجزء العلويّ من جسدي؛ هنا أصبحنا واحدًا، وأنا غارقة في البحث عن خارطة جسدي الخاصّة، تمامًا مثلما نحاول استعادة خريطة بلادنا؛ كانا، وطني وجسدي، كلاهما محتلّين. كان لهذه التجربة الأثر العميق في دفعي للحفر أكثر في المشهد الطبيعيّ الفلسطينيّ، وإنتاج أعمال فنّيّة تطرح تساؤلات وقضايا متنوّعة بتقنيّات وموادّ مختلفة حول طبيعة الفرد.".تنشر فُسْحَة – ثقافيّة فلسطينيّة معرضًا رقميًّا لبعض أعمال ريم المصري من معرضها «بين احتلال الأرض واحتلال الجسد».
ريم المصري وُلِدَت عام 1991 في القدس، درست الفنون الجميلة في «جامعة القدس»، والماجستير في الفنون المعاصرة من «الجامعة الوطنيّة للفنون» في فرنسا. تعمل محاضرة في «كلّيّة الفنون والموسيقى والتصميم» في «جامعة بير زيت»، فلسطين