(قداسة الشعر)
قداسة الشعر لا يبلغها الا الرهبان ولا يسلك مسالكها الا المجانين . الشعر عشق وكاتبه مجنون ولكي تكون شاعرا فعليك ان تدرك معنى الجنون حتى تصف لنا تجلياته
هذا ما شعرت به وانا اقرا ديوان الشاعر محمد البابلي والذي اختار له عنوانا جميلا وهو (راهبة الدير)
وهو يذكرني بقصيدة (راهب الدير) او (لما أناخوا) التي ذكرها صاحب كتاب (مصارع العشاق) انها لاحد العشاق المجانين في احدى الاديرة
ياراهب الدير بالانجيل تخبرني
عن البدور اللواتي ها هنا نزلوا
.
وهذه القصيدة تتحدث عن الفراق ورحيل الاحبة ولربما شاعرنا مر بذلك حيث ياخذك دون ان تدري الى سحر العصر العباسي وجزالة العصر الاموي بلغة شعرية احتوت الكثير من الالفاظ المعاصرة الممتلئة حبكة وفخامة وسلاسة ووضوح فيقول لمحبوبته التي ابى الا ان تكون (سرا) لا يبوح باسمها
يا (سرُّ) مهلا اما ترضــين اعذاري
والقلب يشكو بحـــــزن همه الساري
عشت الهوى بين وصل طال موعده
وبين هجر اراني لوعــــــــــــة النار
اسر حبــــك اكـــــــــــــراما واستره
فما كشفــــت لغــــــــير الله اسراري
كتبت شعـــري وما نفســــي بشاعرة
كأن ثغـــــرك يملـــي وحي اشعاري
.
ثم يقول في موضع آخر وهو يشكو النوى
طرقت بقاع الأرض اشكوك بينها
وتسبقني قبل الكــــــــــــلام جفونُ
فيا ليتنا نُسقى الممـــــــــات سويةً
وقبركِ فيــــــها جنب قبري يكونُ
.
ان الشعر إحساس اللحظة وانعكاس الواقع فلاشعر يأتي من اللاشيء فالخيال الشعري يصور لنا وقائعا حدثت واحداثا حصلت لذلك خرجت لنا قصائد حية صادقة المشاعر نعيش
معانيها مدى الحياة (فاعذب الشعر اصدقه )
وفي قصيدة أخرى (راهبة الدير) نقرأ خيالا واسعا وحبكة درامية جميلة لعاشق وراهبة وهو ما يعرف بالحوار القصصي
يقول فيها:
دير بأرجاء الهـــــــــوى يتألقُ
من حولــــــه تزهو تلال شهّقُ
وربيع افنان تفيــــض بسحرها
انهـــــارها من كل عذب تغدقُ
فدخلت بين رياضــــها متعجبا
فكأن نفسي في الخــــيال تحلقُ
فيها مشيت وبالفــؤاد هوى لها
فرايت شمسا بين زهر تشرقُ
يسقي اديم الوجه وهج شعاعها
من كل آي الحسن حسنا تنطقُ
فسألتها هل بالفــــؤاد هوى لنا
قالت فــــؤادي لا يميل ويخفقُ
فبكيت ثم شكـــوت حالي قائلا
ولم الفؤاد بحـــــــالنا لا يرفقُ
قالت مناي تقــــــــربا لكن لي
عهدا يباعــــــــــد بيننا ويفرقُ
اني بهـــــــــذا الدير راهبة فلا
اهوى سوى رب المسيح واعشقُ
.
لم يكتف الشاعر بالغزل بل تطرق الى موضوعات أخرى منها الوطن فيقول:
من باع بالذل يوما ارض موطنهِ
كانه في مدى الأيــــــــام لم يكنِ
فلا تفرط به ترجـــــــــو له بدلا
وان غدا غيــــره في جنة العدنِ
.
وفي الصديق يقول:
صديقك من يحميك يوماً من الأذى
ويأتيك في كل النوائـــــــــب منقذا
فما كل من صادقته اليوم صادقاً
فربّ صــــــديق بات للشر منفذا
.
وفي شعر الحكمة:
يا ايها الانســـان والقول لكْ
لاتجمع الأموال وابسط يدكْ
واسترجع الأيـــام فيها ترى
كم من بخيل بعد بخل هلكْ
فما رأى من أهلــــه رحمة
بل قسموا من بعده ما تركْ
.
ومن موشحاته الجميلة الذي كان مبدعا فيها
اسقني كأسا على ذكر الهوى
ففؤادي منه يومــا ما ارتوى
كنتُ بالحــــب عميدا عاشقا
وبأيام التلاقــــــــــــي واثقا
فغـــــــدا ظني بيأسي غارقا
من لصب بات في قيد النوى
فاض نبــعاً من ثناياه الجوى
.
وهناك الكثير من الموضوعات والقصائد الجميلة في هذه المجموعة الرائعة والمكتنزة على الكثير والكثير تمنياتي للشاعر محمد البابلي بمزيد من التألق والابداع والذهاب بعيدا في فضاء الادب والشعر
.
ملاحظة// انا لست ناقدا ولن أدعي سليم الحسيني
قداسة الشعر لا يبلغها الا الرهبان ولا يسلك مسالكها الا المجانين . الشعر عشق وكاتبه مجنون ولكي تكون شاعرا فعليك ان تدرك معنى الجنون حتى تصف لنا تجلياته
هذا ما شعرت به وانا اقرا ديوان الشاعر محمد البابلي والذي اختار له عنوانا جميلا وهو (راهبة الدير)
وهو يذكرني بقصيدة (راهب الدير) او (لما أناخوا) التي ذكرها صاحب كتاب (مصارع العشاق) انها لاحد العشاق المجانين في احدى الاديرة
ياراهب الدير بالانجيل تخبرني
عن البدور اللواتي ها هنا نزلوا
.
وهذه القصيدة تتحدث عن الفراق ورحيل الاحبة ولربما شاعرنا مر بذلك حيث ياخذك دون ان تدري الى سحر العصر العباسي وجزالة العصر الاموي بلغة شعرية احتوت الكثير من الالفاظ المعاصرة الممتلئة حبكة وفخامة وسلاسة ووضوح فيقول لمحبوبته التي ابى الا ان تكون (سرا) لا يبوح باسمها
يا (سرُّ) مهلا اما ترضــين اعذاري
والقلب يشكو بحـــــزن همه الساري
عشت الهوى بين وصل طال موعده
وبين هجر اراني لوعــــــــــــة النار
اسر حبــــك اكـــــــــــــراما واستره
فما كشفــــت لغــــــــير الله اسراري
كتبت شعـــري وما نفســــي بشاعرة
كأن ثغـــــرك يملـــي وحي اشعاري
.
ثم يقول في موضع آخر وهو يشكو النوى
طرقت بقاع الأرض اشكوك بينها
وتسبقني قبل الكــــــــــــلام جفونُ
فيا ليتنا نُسقى الممـــــــــات سويةً
وقبركِ فيــــــها جنب قبري يكونُ
.
ان الشعر إحساس اللحظة وانعكاس الواقع فلاشعر يأتي من اللاشيء فالخيال الشعري يصور لنا وقائعا حدثت واحداثا حصلت لذلك خرجت لنا قصائد حية صادقة المشاعر نعيش
معانيها مدى الحياة (فاعذب الشعر اصدقه )
وفي قصيدة أخرى (راهبة الدير) نقرأ خيالا واسعا وحبكة درامية جميلة لعاشق وراهبة وهو ما يعرف بالحوار القصصي
يقول فيها:
دير بأرجاء الهـــــــــوى يتألقُ
من حولــــــه تزهو تلال شهّقُ
وربيع افنان تفيــــض بسحرها
انهـــــارها من كل عذب تغدقُ
فدخلت بين رياضــــها متعجبا
فكأن نفسي في الخــــيال تحلقُ
فيها مشيت وبالفــؤاد هوى لها
فرايت شمسا بين زهر تشرقُ
يسقي اديم الوجه وهج شعاعها
من كل آي الحسن حسنا تنطقُ
فسألتها هل بالفــــؤاد هوى لنا
قالت فــــؤادي لا يميل ويخفقُ
فبكيت ثم شكـــوت حالي قائلا
ولم الفؤاد بحـــــــالنا لا يرفقُ
قالت مناي تقــــــــربا لكن لي
عهدا يباعــــــــــد بيننا ويفرقُ
اني بهـــــــــذا الدير راهبة فلا
اهوى سوى رب المسيح واعشقُ
.
لم يكتف الشاعر بالغزل بل تطرق الى موضوعات أخرى منها الوطن فيقول:
من باع بالذل يوما ارض موطنهِ
كانه في مدى الأيــــــــام لم يكنِ
فلا تفرط به ترجـــــــــو له بدلا
وان غدا غيــــره في جنة العدنِ
.
وفي الصديق يقول:
صديقك من يحميك يوماً من الأذى
ويأتيك في كل النوائـــــــــب منقذا
فما كل من صادقته اليوم صادقاً
فربّ صــــــديق بات للشر منفذا
.
وفي شعر الحكمة:
يا ايها الانســـان والقول لكْ
لاتجمع الأموال وابسط يدكْ
واسترجع الأيـــام فيها ترى
كم من بخيل بعد بخل هلكْ
فما رأى من أهلــــه رحمة
بل قسموا من بعده ما تركْ
.
ومن موشحاته الجميلة الذي كان مبدعا فيها
اسقني كأسا على ذكر الهوى
ففؤادي منه يومــا ما ارتوى
كنتُ بالحــــب عميدا عاشقا
وبأيام التلاقــــــــــــي واثقا
فغـــــــدا ظني بيأسي غارقا
من لصب بات في قيد النوى
فاض نبــعاً من ثناياه الجوى
.
وهناك الكثير من الموضوعات والقصائد الجميلة في هذه المجموعة الرائعة والمكتنزة على الكثير والكثير تمنياتي للشاعر محمد البابلي بمزيد من التألق والابداع والذهاب بعيدا في فضاء الادب والشعر
.
ملاحظة// انا لست ناقدا ولن أدعي سليم الحسيني