بعد عرضه الأول في كان: «اشتباك» أسئلة إنسانية حول واقع مصر اليوم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بعد عرضه الأول في كان: «اشتباك» أسئلة إنسانية حول واقع مصر اليوم

    بعد عرضه الأول في كان: «اشتباك» أسئلة إنسانية حول واقع مصر اليوم







    كان ـ بقلم: هدى ابراهيم
    قدم فيلم «اشتباك» للمخرج المصري محمد دياب في افتتاح تظاهرة «نظرة ما» في عرضه الصحفي صباحا بمهرجان «كان» بينما يقدم عرضه الاحتفالي بحضور فريق الفيلم مساء اليوم، لتكون هذه المرة الاولى التي تفتتح فيها مسابقة «نظرة ما» والتي تلي المسابقة الرسمية للمهرجان بفيلم عربي من مصر، وقد انطلقت هذه التظاهرة عام 1974 ثم تحولت إلي مسابقة قبل سنوات، ويتسم الفيلم المصري بالخصوصية في طريقة تصويره وصنعه كما يطرح تساؤلات إنسانية حول واقع مصر اليوم.وصور الفيلم في مساحة اقتصرت على ثماني أمتار مربعة خلال 26 يوما، لكن الممثلين جميعا ادوا ادوارهم وتدربوا عليها داخل عربة خشبية وضعت في شقة في القاهرة حتى يسهل التصوير لاحقا وحتى يتمكنوا من أدوارهم وشخصياتهم التي اضافوا عليها تفاصيل من وحي الواقع.أحداث فيلم «اشتباك» تدور كلها داخل شاحنة أمن مخصصة لنقل المعتقلين ولا تبارح الكاميرا هذا المكان لكنها تصور الخارج أيضا من داخل هذه الشاحنة – المعتقل، وكما تراها عيون المعتقلين.أما المعتقلون فعددهم عشرون أكثريتهم من الإسلاميين والسلفيين لكن الآخرين الذين ينتمون الى كافة فئات المجتمع المصري، مسلمين ومسيحيين، او اشخاصا عاديين وشبانا غير مسيسين، او أفرادا من الطبقة الوسطى أو من المسحوقين، هؤلاء. في الشاحنة ايضا احد رجال الشرطة الذي التجأ للشاحنة هربا من قذف الحجارة وعلق فيها.ويصور المخرج مرحلة الاعتقالات وتظاهرات الشارع التي اعقبت رحيل الرئيس محمد مرسي، عم 2013 لكن ذلك يشبه ما يجري في مصر اليوم أيضا حيث استمرت لذلك تبدو الاحداث شديدة الراهنية وشديدة الواقعية.وقد نجح المخرج الذي تعاون في كتابة السيناريو مع أخيه خالد في خوض تحدي التصوير في المكان المقفل من داخل شاحنة الأمن وهو شكل يفرض شروطه على طبيعة التصوير وحركة الكاميرا، كما نجح في جعل المشاهد تتناسل من بعضها ليظل التوتر مسيطرا على حبكة الفيلم حيث يسود العنف الكل بينما تضيع المصائر.شيئا فشيئا تتحول الحافلة الى نوع من مركب غارقة وهي مكان شديد الرمزية يخص الوطن الذي على الجميع التعايش فيه مهما اختلفت آراؤه السياسية أو الفكرية، والمخرج يقف على مسافة واحدة من الجميع ولا يحاكم احدا إلا العنف الذي يعصف بالبلاد، أو عبر تكرار الشعارات التي يرفعها الاخوان المسلمون والتي تنادي بحمل البنادق وباستخدام العنف.وتمت كتابة سيناريو الفيلم ثلاثة عشر مرة بحسب ما كشف عنه المخرج بسبب تلاحق الاحداث وتغيرها ما يجعل كل فكرة لفيلم متجاوزة: «بعد فيلم «678» حاولنا العمل على مجموعة من المواضيع، لكن التغيرات المتسارعة خلال السنوات الاخيرة كانت تجعل كل موضوع عن الثورة متجاوزا بسرعة. الموضوع الوحيد الذي وجدناه عن الثورة هو فشلها. هذا بحد ذاته مدعاة للسخرية ».ويقول المخرج في الملف الصحفي الخاص بالفيلم «اريد للناس ان تشاهد فيلمي من دون ان تسأل الى اي جهة انتمي ويجب الانتباه كثيرا للكلمات في مصر فمن يستخدم كلمة «انقلاب» يحسب على الاسلاميين، ومن يستخدم كلمة «ثورة» يحسب على العسكر».داخل الحافلة حيث يعادي الكل الكل، حتى الصديق صديقه، تتناسل الاحداث من بعضها، ولا يجد احد حلا لاي امر الا باستخدام العنف، وبين المعتقلين ممثلون في طليعتهم نيللي كريم التي تؤدي دور ممرضة معتقلة، وهاني عادل، الذي يؤدي دور صحفي يكون مع المصور الخاص به اول من اعتقل وادخل الحافلة.ويقول المخرج انه ارتكز في معالجته لقضية الصحفي ومصوره على قصص حقيقية من الواقع لصحفيين سجنوا مثل المصور المصري الكندي الذي كان يعمل مع قناة الجزيرة وهو الصحفي محمد فهمي الذي امضى سنة ونصف السنة في السجن، اما شخصية المصور الصحفي فهي تستند الى قصة الصحفي محمد ابو زيد الملقب بشوكان الذي كان يصور التظاهرات والمعتقل في السجن منذ اكثر من ثلاث سنوات.يقول المخرج «الصحفيون يعتبرون خونة من كل الاطراف، خاصة في ظل نظرية المؤامرة المتنامية في مصر». الصحفي والمصور يمثلاني، لاني اعمل في مجال الصورة.اما لجهة الاخوان المسلمين فيكشف المخرج عن صراع قائم داخل الاخوان المسلمين بين الجيل الشاب وبين الجيل القديم، كما يكشف عن اختلافات بين الملتزمين، وبين المؤيدين ولا يضعهم كلهم في سلة ولحدة، كما لا يضع السلفيين معهم.بل ان الفيلم يقيم علاقة ما بين بعض اعضاء الاخوان المسلمين والسلفيين وبين تنظيم «الدولة الاسلامية» حيث يعلن بعضهم نيته الذهاب للقتال في سوريا مع توسع حركة العنف في مصر ومقتل ابيه في المعتقل.حلقة العنف المفرغة لا تلبث ان تتنامى في المكان المقفل كما في الوطن، هذا العنف الذي لا يقود الا الى مزيد من الفوضى والانقسام وهو ما يلمح اليه الفيلم الذي يكشف عن كم العبث الشامل في مصر.ويحاول الفيلم، فيما يشبه الرسالة غير المباشرة، ان يتمسك بالجانب الانساني لكل شخصية من الشخصيات مهما كانت طبيعة تفكيرها او توجهها السياسي «حتى وان كنت ضد ايديولجية الاخوان المسلمين فانا احاول ان اظهرهم كبشر» لا يمكن ان تفهم احدا ان لم تعامله معاملة انسانية.ويعتبر محمد دياب من الجيل الشاب في السينما المصرية، عكف من البداية على التقاط أمراض المجتمع المصري و«اشتباك» هو فيلمه الثاني بعد فيلم «678» الذي التفت فيه سينمائيا الى ظاهرة التحرش بالسيدات في مصر وقد لاقى هذا العمل نجاحا كبيرا في شباك التذاكر المصري.
يعمل...
X