مصوّر «الموناليزا الأفغانية»: قوة الصورة أذهلتني
- 1
- 2
المصدر:
- الشارقة - البيان
في الدورة السادسة من المهرجان الدولي للتصوير إكسبوجر، يشارك المصوّر الأمريكي المحترف ستيف ماكوري، صاحب تلك الصورة، ويعرض مجموعة مختارة من أعماله، التي تكشف مسار تجربته المهنية، خلال المهرجان، الذي يقام خلال الفترة من 9-15 فبراير في مركز إكسبو الشارقة.
يعتبر ماكوري واحداً من أبرز المصورين المعاصرين على مدى الـ 30 عاماً الماضية، واشتهر بتصوير النزاعات والتقاليد والثقافات القديمة والمعاصرة، ويمكن لعشاق التصوير الفوتوغرافي، الاطلاع على تجربة المصور العالمي ماكوري ومغامراته، خلال جلسة يستضيفها (إكسبوجر) يوم 14 فبراير، بعنوان «مساعٍ فردية: رحلة ستيف ماكوري الشهيرة».
حول محطات تجربته المهنية، وقصة أشهر أعماله الفوتوغرافية، أفضى بالحوار التالي:
تتميز أعمالك بتوثيق اللحظات العفوية وجمال التجارب الإنسانية، ما أساس هذه الرؤية الفنية الفريدة؟
بالنسبة لي، التصوير الفوتوغرافي هو سرد قصص عن الأشخاص أو السلوك البشري، أو طرق الحياة المختلفة على هذا الكوكب.
ومنذ بداياتي في مجال التصوير الفوتوغرافي، كان أندريه كيرتيس، ووكر إيفانز، وهنري كارتييه- بريسون، مصدر إلهام لي، وتعلمت منهم فن رواية القصص البصرية العميقة، والقادرة على التأثير في وجدان العالم، فالتصوير يعكس علاقة الفنان بالمكان، ويجسد مشاعره ورأيه الشخصي تجاه ما يصوره.
وأكثر ما يجذبني في عالم التصوير، هو قدرة الفنان على تفسير الصور حسب رؤيته الخاصة، ووفقاً لما يمليه عليه خياله، ما يعطي العمل الفني معاني وتفسيرات، تختلف باختلاف عين الرائي، ويجعله تجربة شخصية بامتياز.
لديك العديد من الأعمال الفنية الفريدة التي نقلتك إلى العالمية، وأبرزها صورة «الفتاة الأفغانية». كيف حصلت على تلك اللقطة المثالية، وما الذي يميز هذا العمل بالذات؟ هل هو العامل التقني؟ وما الأثر الذي تركته هذه الصورة في العالم؟
العامل التقني والمهني مهم بالطبع، لكن السبب الرئيس وراء نجاح هذا العمل، هو العلاقة العاطفية العميقة التي تنشأ بين الصورة والمشاهد عند رؤيتها.
بعد سنوات من مسيرتي المهنية، أصبحت قادراً على تقييم أي مشهد، وتحديد جودة الضوء فيه، وكيف ستتناغم أجزاؤه معاً ضمن إطار الصورة، وأدركت مع الوقت، أن المبالغة في التركيز على الجانب التقني، ينتقص من قوة الصورة، ويحدّ من تأثيرها، فعند تصوير «الفتاة الأفغانية»، كنت أعلم أن الصورة ستكون عملاً مهماً، لكن لم أكن أتوقع أنه سيكون لها هذا البعد العميق، والأثر الكبير في ذاكرة الجمهور، على مدى العقود الماضية.
ما الحدث أو القصة التي لا تزال محفورة في ذهنك على مدى مسيرتك المهنية الطويلة؟
أذكر أنني كنت أتأمل مجموعة أعمال المصور النيوزيلندي بريان بريك، بعنوان «مونسون» (الرياح الموسمية)، والتي التقطها في الهند عام 1960، في تلك اللحظة، قررت أن أخوض هذه التجربة بنفسي، ومع علمي أن الهند بلد مكتظ بالسكان، لكنني لم أدرك ذلك بشكل فعلي، حتى وصلت، وصدمت بأعداد الناس، وكان شعوراً غريباً، امتزجت فيه الفوضى والإحساس بالتواصل مع الوسط المحيط.
تجسد مجموعة «مونسون»، مفهوم تجدد الحياة، وتسلط الضوء على ظاهرة الرياح الموسمية، التي تعتبر من العوامل المؤثرة في حياة السكان بالهند، وتوثق الصور، الحالات المتناقضة للرياح الموسمية، فإذا أخفقت في جلب المطر، كانت تهديداً لأوجه الحياة، وإذا رافقتها الأمطار الكثيفة، تحولت إلى فيضانات مدمرة.
خلال تجربتك التي تمتد لأربعين عاماً في عالم التصوير، ما التحديات التي ما زلت تواجهها، سواء من الناحية التقنية، أو في ما يتعلق بتصوير الأشخاص والثقافات؟
يمثل تصوير الأشخاص في الشارع تحدياً دائماً بالنسبة لي، لأني ألتقط صوراً لأشخاص غرباء، لا أعرف وجهتهم، والأمر يزداد صعوبة، إذا كنت في بلد أجنبي، حينها أضطر لأن أطلب من مترجمي التحدث إليهم، وطلب مقابلتهم للتصوير في وقت آخر. وكذلك تعتبر حالة الطقس واحدة من التحديات التي تقدم للمصور في بعض الأحيان خدمة غير متوقعة، ففي إحدى المرات، كنت في جلسة تصوير أزياء في كينيا، عندما هبت عاصفة ترابية، تلاها هطول أمطار غزيرة، إلا أن تلك الظروف، جاءت لمصلحة العمل، وساعدتني في التقاط صور رائعة وعالية الجودة.
هل فكرت في اعتزال مهنة التصوير الفوتوغرافي؟
لم أفكر بذلك مطلقاً، ولا أعتقد أنني سأقوم بذلك يوماً، فالتصوير هو شغفي، والمهنة التي تجعل لحياتي هدفاً نبيلاً.
كيف تصف رؤيتك الفنية، وما الذي تهدف إلى تقديمه إلى الجمهور من خلال أعمالك؟
أعمل برؤية تقوم على النظر إلى العالم بعين الخبير، الذي يدرك معانيه الخفية، ويوثقه في صور، تعكس حياة الناس وواقعهم، وهي أعمال تعبر عن شغفي والتزامي بإحداث أثر إيجابي، ليكون هذا العالم مكاناً أفضل.