إذا كنت قد صنعت أخباراً في الحياة، فمن المحتمل أن يكون موتك خبراً أيضاً.
وقد صنعت إيرين باباس الكثير من الأخبار في حياتها، وجاء موتها ليتحول إلى خبر يجوب قارات العالم أجمع.
ولدت إيريني ليليكو، وهذا اسمها الحقيقي، في تشيليومودي، اليونان، في الثالث من سبتمر 1926، وكانت واحدة من أربع بنات لمدرسين ينحدران من عائلة مثقفين. نشأت في أثينا، ودخلت مدرسة الدراما في سن الثانية عشرة، وعندما بلغت الثامنة عشرة من عمرها، كانت قد لعبت دور إلكترا وليدي ماكبث، وقد ظهرت لأول مرة في المجال الفني وهي في الـ 15 من العمر كمغنية وراقصة، وفي السنوات الأولى من حياتها المهنية تعاونت مع عدد من الفرق الموسيقية والغنائية.
خلال دراستها عام 1948، تزوجت من الممثل والمخرج الكي باباس (1922-2018) الذي ساعدها في خطواتها الفنية الأولى. سيتم الطلاق بين الزوجين في عام 1951، وستحتفظ بالاسم الأخير لزوجها السابق والذي ستُعرف به في جميع أنحاء العالم في السنوات التالية: إيرين باباس.
في عام زواجها، وهي الآن طالبة في الصف الأخير من دراسة المسرح، أسرت المخرج أليكوس ساكيلاريوس بجمالها فضمها إلى فرقته المسرحية. وفي نفس العام، ظهرت، لأول مرة، في فيلم (الملائكة الساقطة) للكاتب نيكوس تيفوروس، في محاولته الأولى للإخراج السينمائي.
تزوجت إيرين عام 1957 من المنتج جوزيه كون. استمر الزواج فترة قصيرة جداً وانتهى بالطلاق، وعندها قررت أن لا تتزوج مرة أخرى.
تعد إيرين واحدة من الممثلات القلائل اللائي تجاوزن الحدود الضيقة لليونان وصنعن مكانة مرموقة في الخارج. وبالإضافة إلى موهبتها التمثيلية، لعب وجهها الجميل، وصوتها التعبيري العميق، وشخصيتها الديناميكية دوراً مهماً في رحلتها الفنية. كان محظوظة بما يكفي للعمل مع مخرجين عظماء مثل كوستا غافراس، وفرانشيسكو روزي، وإيليو بيتري، ومانويل دي أوليفيرا.
ومثلما فرضت نفسها في اليونان، فرضت نفسها في الخارج من خلال دورها في فيلم فريكسوس إلياديس (الدولة الميتة 1952). عرض الفيلم في مهرجان كان السينمائي لكنه لم يحصل على جائزة، الجائزة الحقيقية كانت انخراط إيرين بشدة في عالم الشهرة كنموذج لجمال نساء البحر الأبيض المتوسط بشعرها الأسود الداكن وهي بصحبة الفتى آغا خان، الذي قيل أنه يحبها، وقد غمرت صورها الصحف والمجلات في جميع أنحاء العالم.
فتحت الدعاية التي اكتسبتها في "كان" الأبواب أمام إيرين فشاركت في عدد من الأفلام الإيطالية التاريخية مثل (أتيلا 1953) و (ثيودورا، إمبراطورة بيزنطة 1953). وبعد ثلاث سنوات حلت محل غريس كيلي في فيلم (تحية لرجل سيء 1956) لروبرت وايز إلى جانب جيمس كاغني.
غالباً ما يُنسب الفضل إلى المخرج إيليا كازان في اكتشاف إيرين باباس. في رحلة لها عام 1954 إلى الولايات المتحدة، أدت أمامه مشهداً من فيلم (The Country Girl) لكليفورد أوديتس. في العام التالي، حصلت على عقد مدته سبع سنوات مع شركة (مترو كولدين ماير) على الرغم من أنها مثلت فيلماً واحداً لها هو (تحية لرجل سيء).
عام 1961 كان عام الانطلاق نحو الشهرة العالمية حين لعبت إيرين باباس دور امرأة مقاومة في الحرب العالمية الثانية في فيلم (مدافع نافارون) للمخرج جون لي طومسون بمشاركة عدد من النجوم بينهم غريغوري بيك وديفيد نيفن وأنتوني كوين. حقق الفيلم نجاحاً دولياً كبيراً.
قبل دورها المتميز في (مدافع نافارون) ظهرت إيرين في 14 فيلماً بعضها أمريكي، وبعضها أوروبي، إلا أن دور الأرملة التي يرجمها القرويون بسبب اختيارها لمن تحب في فيلم (زوربا اليوناني 1964) للمخرج مايكل كاكويانيس مع أنتوني كوين استناداً إلى رواية الكاتب والفيلسوف اليوناني نيكوس كازانتزاكيس، مثّل نقلة نوعية في مسارها السينمائي. وكان فيلم الإثارة السياسي (زد 1969) لكوستا غافراس حول الديكتاتورية العسكرية في اليونان، قد وضعها في الصف الأول بين الممثلاث الأوربيات.
في الوقت نفسه، كانت إيرين باباس تصنع اسمها في عدد من الأفلام اليونانية المأخوذة عن المسرحيات الكلاسيكية، والتي غالباً ما أخرجها مواطنها مايكل كاكويانيس مثل (أنتيغون 1961) لسوفوكليس عن امرأة تدفع ثمناً باهظاً بعد القتال من أجل حق شقيقها في دفن مشرف، و(إلكترا 1962) حيث قامت هي وشقيقها بالتخطيط لقتل الأم، وكانت أيضاً والدة إلكترا، كليتمنسترا، في (إيفيجينيا 1977) عن الفتاة التي قُدمت كذبيحة بشرية في واحدة من المآسي الإغريقية.
كان لإيرين باباس نظرات في الحياة والتاريخ والفلسفة كشفت عنها في حوارها مع روجر إيبرت، أشهر نقاد السينما الأمريكيين، لصحيفة شيكاغو صن تايمز في 1969، حين تحدثت عن الأخطاء التي ارتكبها أفلاطون، وأعربت عن أسفها للتأخير غير الضروري في الثورة العلمية، كما تحدثت عن الروح والأخلاق ومنع الأبيقوريين من البحث في طبيعة الإنسان.
كما كانت لها مواقف سياسية معلنة تجاه بلدها. في عام 1967، خاطرت بجنسيتها بالدعوة إلى "مقاطعة ثقافية" لليونان بعد سيطرة المجلس العسكري. وقالت: "عادت النازية إلى اليونان"، واصفة القادة الجدد للبلاد بأنهم "ليسوا أكثر من عصابة من المبتزين".
شاركت إيرين باباس في حوالي 80 فيلماً بينها خمسة أفلام لمخرجين عرب أبرزها فلما (الرسالة 1976) و(أسد الصحراء 1981) لمصطفى العقاد و(عرس الدم 1977) للمغربي سهيل بن بركة، المأخوذ عن مسرحية بنفس الاسم للشاعر الاسباني لوركا.
ظلت إيرين باباس ممثلة نشطة حتى بلوغها 70 عاماً. في عام 2013 تم تشخيص إصابتها بمرض الزهايمر، ومنذ ذلك الحين انسحبت من أعين الجمهور.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
زوربا اليوناني، الفيلم الذي أطلق إيرين باباس نحو الشهرة
لمن يود المشاهدة..هذا رابط الفيلم:
[http://ok.ru/video/577026853616](htt...o/577026853616)
مشاهدة ممتعة....
وقد صنعت إيرين باباس الكثير من الأخبار في حياتها، وجاء موتها ليتحول إلى خبر يجوب قارات العالم أجمع.
ولدت إيريني ليليكو، وهذا اسمها الحقيقي، في تشيليومودي، اليونان، في الثالث من سبتمر 1926، وكانت واحدة من أربع بنات لمدرسين ينحدران من عائلة مثقفين. نشأت في أثينا، ودخلت مدرسة الدراما في سن الثانية عشرة، وعندما بلغت الثامنة عشرة من عمرها، كانت قد لعبت دور إلكترا وليدي ماكبث، وقد ظهرت لأول مرة في المجال الفني وهي في الـ 15 من العمر كمغنية وراقصة، وفي السنوات الأولى من حياتها المهنية تعاونت مع عدد من الفرق الموسيقية والغنائية.
خلال دراستها عام 1948، تزوجت من الممثل والمخرج الكي باباس (1922-2018) الذي ساعدها في خطواتها الفنية الأولى. سيتم الطلاق بين الزوجين في عام 1951، وستحتفظ بالاسم الأخير لزوجها السابق والذي ستُعرف به في جميع أنحاء العالم في السنوات التالية: إيرين باباس.
في عام زواجها، وهي الآن طالبة في الصف الأخير من دراسة المسرح، أسرت المخرج أليكوس ساكيلاريوس بجمالها فضمها إلى فرقته المسرحية. وفي نفس العام، ظهرت، لأول مرة، في فيلم (الملائكة الساقطة) للكاتب نيكوس تيفوروس، في محاولته الأولى للإخراج السينمائي.
تزوجت إيرين عام 1957 من المنتج جوزيه كون. استمر الزواج فترة قصيرة جداً وانتهى بالطلاق، وعندها قررت أن لا تتزوج مرة أخرى.
تعد إيرين واحدة من الممثلات القلائل اللائي تجاوزن الحدود الضيقة لليونان وصنعن مكانة مرموقة في الخارج. وبالإضافة إلى موهبتها التمثيلية، لعب وجهها الجميل، وصوتها التعبيري العميق، وشخصيتها الديناميكية دوراً مهماً في رحلتها الفنية. كان محظوظة بما يكفي للعمل مع مخرجين عظماء مثل كوستا غافراس، وفرانشيسكو روزي، وإيليو بيتري، ومانويل دي أوليفيرا.
ومثلما فرضت نفسها في اليونان، فرضت نفسها في الخارج من خلال دورها في فيلم فريكسوس إلياديس (الدولة الميتة 1952). عرض الفيلم في مهرجان كان السينمائي لكنه لم يحصل على جائزة، الجائزة الحقيقية كانت انخراط إيرين بشدة في عالم الشهرة كنموذج لجمال نساء البحر الأبيض المتوسط بشعرها الأسود الداكن وهي بصحبة الفتى آغا خان، الذي قيل أنه يحبها، وقد غمرت صورها الصحف والمجلات في جميع أنحاء العالم.
فتحت الدعاية التي اكتسبتها في "كان" الأبواب أمام إيرين فشاركت في عدد من الأفلام الإيطالية التاريخية مثل (أتيلا 1953) و (ثيودورا، إمبراطورة بيزنطة 1953). وبعد ثلاث سنوات حلت محل غريس كيلي في فيلم (تحية لرجل سيء 1956) لروبرت وايز إلى جانب جيمس كاغني.
غالباً ما يُنسب الفضل إلى المخرج إيليا كازان في اكتشاف إيرين باباس. في رحلة لها عام 1954 إلى الولايات المتحدة، أدت أمامه مشهداً من فيلم (The Country Girl) لكليفورد أوديتس. في العام التالي، حصلت على عقد مدته سبع سنوات مع شركة (مترو كولدين ماير) على الرغم من أنها مثلت فيلماً واحداً لها هو (تحية لرجل سيء).
عام 1961 كان عام الانطلاق نحو الشهرة العالمية حين لعبت إيرين باباس دور امرأة مقاومة في الحرب العالمية الثانية في فيلم (مدافع نافارون) للمخرج جون لي طومسون بمشاركة عدد من النجوم بينهم غريغوري بيك وديفيد نيفن وأنتوني كوين. حقق الفيلم نجاحاً دولياً كبيراً.
قبل دورها المتميز في (مدافع نافارون) ظهرت إيرين في 14 فيلماً بعضها أمريكي، وبعضها أوروبي، إلا أن دور الأرملة التي يرجمها القرويون بسبب اختيارها لمن تحب في فيلم (زوربا اليوناني 1964) للمخرج مايكل كاكويانيس مع أنتوني كوين استناداً إلى رواية الكاتب والفيلسوف اليوناني نيكوس كازانتزاكيس، مثّل نقلة نوعية في مسارها السينمائي. وكان فيلم الإثارة السياسي (زد 1969) لكوستا غافراس حول الديكتاتورية العسكرية في اليونان، قد وضعها في الصف الأول بين الممثلاث الأوربيات.
في الوقت نفسه، كانت إيرين باباس تصنع اسمها في عدد من الأفلام اليونانية المأخوذة عن المسرحيات الكلاسيكية، والتي غالباً ما أخرجها مواطنها مايكل كاكويانيس مثل (أنتيغون 1961) لسوفوكليس عن امرأة تدفع ثمناً باهظاً بعد القتال من أجل حق شقيقها في دفن مشرف، و(إلكترا 1962) حيث قامت هي وشقيقها بالتخطيط لقتل الأم، وكانت أيضاً والدة إلكترا، كليتمنسترا، في (إيفيجينيا 1977) عن الفتاة التي قُدمت كذبيحة بشرية في واحدة من المآسي الإغريقية.
كان لإيرين باباس نظرات في الحياة والتاريخ والفلسفة كشفت عنها في حوارها مع روجر إيبرت، أشهر نقاد السينما الأمريكيين، لصحيفة شيكاغو صن تايمز في 1969، حين تحدثت عن الأخطاء التي ارتكبها أفلاطون، وأعربت عن أسفها للتأخير غير الضروري في الثورة العلمية، كما تحدثت عن الروح والأخلاق ومنع الأبيقوريين من البحث في طبيعة الإنسان.
كما كانت لها مواقف سياسية معلنة تجاه بلدها. في عام 1967، خاطرت بجنسيتها بالدعوة إلى "مقاطعة ثقافية" لليونان بعد سيطرة المجلس العسكري. وقالت: "عادت النازية إلى اليونان"، واصفة القادة الجدد للبلاد بأنهم "ليسوا أكثر من عصابة من المبتزين".
شاركت إيرين باباس في حوالي 80 فيلماً بينها خمسة أفلام لمخرجين عرب أبرزها فلما (الرسالة 1976) و(أسد الصحراء 1981) لمصطفى العقاد و(عرس الدم 1977) للمغربي سهيل بن بركة، المأخوذ عن مسرحية بنفس الاسم للشاعر الاسباني لوركا.
ظلت إيرين باباس ممثلة نشطة حتى بلوغها 70 عاماً. في عام 2013 تم تشخيص إصابتها بمرض الزهايمر، ومنذ ذلك الحين انسحبت من أعين الجمهور.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
زوربا اليوناني، الفيلم الذي أطلق إيرين باباس نحو الشهرة
لمن يود المشاهدة..هذا رابط الفيلم:
[http://ok.ru/video/577026853616](htt...o/577026853616)
مشاهدة ممتعة....