" المأمون " يثير العواصف في التشكيل التعبيري السوري ،
ويفتح درباً آخر إلى السماء العاشرة ، إنّه يضيف نجمةً أخرى ويرصّعها على صدر التعبيرية السورية !
في معرض الفنان المبدع الأستاذ عصام المأمون ، كانت جدران صالة " زوايا " تستضيف ، وتحتضن القماش البارد ، والحار بألوانه ، علاوةً على الصراخ الذي ملأ فضاء اللوحات التشكيلية ، شاخصاً بعذاباته ، ومعبّراً عن ألم بات يهذي به الفنان ، والذي لم يستطع كبت مكنوناته ، فخرج من صدر اللوحات بتجربته الجديدة ، والتي يريد أن يضع بصمته الأولى على درب الآلام..!.
للوهلة الأولى ، فإنك تلمس الدرب الذي كان يبكي عليه ، وينشد قصائده الحزينة ، عسى أن تلتقي بغيمةٍ ندية ، فتمطرها بالحب والأماني .
ألوان باهتة وخافتة وأحياناً صارخة تخرج من حنجرة اللوحة ، وتعلن احتجاجها وهي تسأل الله البعيد القريب : إلى أي موتٍ تأخذنا ؟.
عصام المأمون يفتتح صلاته في محراب الألم ، ويندب موتاه ، ومعذبيه ، المطحونين ، والمسحوقين ، والمكسورين الغلابة ، لكنه يصرّ على أن يفتح الضوء أمام أعينهم ، ليدلّهم على درب الخلاص كمسيح ترك رداء ثوبه في كوثر الآلام ، أو كشاعر قرّر الانتحار ، حين محا سطور القصيدة وبكى !
"أنسنة الألم " ، شاهدناها في روح وبوح المعرض ، وصراخ المعذبين بات يتعالى في سماء دمشق المحاصرة..
" إلهي..إلهي..كم أتحمل من هذا العذاب؟!"
خطوط رسم قوية راحت تعبر صدر اللوحات ، ليخرج منها ما صاح الشجر بلحائه ،وما أراد الفنان المبدع أن يخرجه للبشرية من عذابات أشخاصه الذين باتوا ينامون تحت العويل..!
وجوه كالحة في اللوحات ، وعيون غائرة في صمت الأبد ، كأنها تريد أن تقول شيئاً ما ، فيخنقها الصراخ ، وضربات سياط الجلّاد ، لتترك لنا السؤال على صدر القماش .
معرض فردي يشكّل قفزةً نوعية وفريدة في التشكيل التعبيري السوري ، أو قل وثبة حداثوية ، راح يفضي المأمون من مخياله وثقافته البصرية ما يشبه جنون الفنان ، حين تغطي روحه غيمة تاهت في البراري..
إنها روح الفنان التي أرادت أن تقول لنا :
تعالوا ...هاهي الأسئلة ..وسأترك الجواب لكل واحد منكم أن يجيب حسب ذاكرته وذائقته وثقافته البصرية..
" المأمون " يراكض خيالاً تاه في البراري ، ويضرم النيران ،كي يشتعل هذا العالم بتللك الهواجس التي نامت في روح الفنان وهذيانه، إنه يبني عوالمه من أحاسيس المكسورين والمسحوقين الذين باتت صرختهم مخنوقةً في سراديب السلطان.
المأمون فنان جسور بما يكفي ليقول:
تعالوا ، وشاهدوا الموت كيف يكون، ولاتقرأوا الفاتحات على التوابيت ..الموت هنا..الموت هنا ، ويشير بسبابته على جدران " الزوايا " ، ثم يرمي بقميصه للظل الذي بات يرافقه حتى في أحلامه المنهوبة والمثقوبة...!
إنه الوجع بكل تجلياته ، وأبعاده النفسية والفلسفية..
"المأمون " يؤنسن الألم ، ويترك حافة الظل المتعب لتراكض خيالاً نام في المنفى!
لم يكتفِ " المأمون " باللوحة ، بل أخرج من جوفها مسرحاً آخر ، راح يكشف آلام اللوحة بحد ذاتها، مستخدماً لحاء الشجر والنخيل ، وكأنّه يريد أن يصرخ :
صدر اللوحة لايكفيني !
إنها تجربة جديدة ، يحاول الفنان المبدع الأستاذ عصام المأمون أن يضع بصمته عليها ، والتي سنراها في معارض لاحقة ، معارض تثير الأسئلة عن عذابات الانسان، ويرافقها الصراخ والعويل كموسيقا تصويرية لهذه اللوحات .
السكين ، والمنشار ، والأسنان المنخورة ، والأقدام العارية ، ووجوه تاهت على الدرب
والمرأة الحبلى التي لن تلد وليدها..
كم هذا الألم بات يقض مواجع الفنان وهواجسه التي راح ينقلها الينا عبر اللوحة وموسيقاها ، وعبر الفجوات الجميلة وهي تخرج من صدر اللوحة لتكمل الحكاية/ الرواية..؟!.
فنان راح يأخذ الشجر إلى الشجر ليغيبا في الأخضر الجميل ، الذي ما انفك ينشده الفنان في صلواته وتلاواته وهذيان ريشته.
إنه البوح في أعلى تجلّياته ، وهو سرّ الألم الذي خرج من ذاكرة الفنان البصرية وثقافته وهواجسه..لينقله لنا بتعبيريّة خاصة به ، أو لعلها محاولة لليّ يد الألم التي طالت حتى قلوبنا المكسورة .
في " زوايا " ، بات الفن عند عتبة الباب وهو ينتظر النهار الآتي من بعيد..
سيأتي النهار ..نعم وبكل تأكيد ، حين يفتح الفنان المبدع بيده باب الشمس
ويفتح درباً آخر إلى السماء العاشرة ، إنّه يضيف نجمةً أخرى ويرصّعها على صدر التعبيرية السورية !
في معرض الفنان المبدع الأستاذ عصام المأمون ، كانت جدران صالة " زوايا " تستضيف ، وتحتضن القماش البارد ، والحار بألوانه ، علاوةً على الصراخ الذي ملأ فضاء اللوحات التشكيلية ، شاخصاً بعذاباته ، ومعبّراً عن ألم بات يهذي به الفنان ، والذي لم يستطع كبت مكنوناته ، فخرج من صدر اللوحات بتجربته الجديدة ، والتي يريد أن يضع بصمته الأولى على درب الآلام..!.
للوهلة الأولى ، فإنك تلمس الدرب الذي كان يبكي عليه ، وينشد قصائده الحزينة ، عسى أن تلتقي بغيمةٍ ندية ، فتمطرها بالحب والأماني .
ألوان باهتة وخافتة وأحياناً صارخة تخرج من حنجرة اللوحة ، وتعلن احتجاجها وهي تسأل الله البعيد القريب : إلى أي موتٍ تأخذنا ؟.
عصام المأمون يفتتح صلاته في محراب الألم ، ويندب موتاه ، ومعذبيه ، المطحونين ، والمسحوقين ، والمكسورين الغلابة ، لكنه يصرّ على أن يفتح الضوء أمام أعينهم ، ليدلّهم على درب الخلاص كمسيح ترك رداء ثوبه في كوثر الآلام ، أو كشاعر قرّر الانتحار ، حين محا سطور القصيدة وبكى !
"أنسنة الألم " ، شاهدناها في روح وبوح المعرض ، وصراخ المعذبين بات يتعالى في سماء دمشق المحاصرة..
" إلهي..إلهي..كم أتحمل من هذا العذاب؟!"
خطوط رسم قوية راحت تعبر صدر اللوحات ، ليخرج منها ما صاح الشجر بلحائه ،وما أراد الفنان المبدع أن يخرجه للبشرية من عذابات أشخاصه الذين باتوا ينامون تحت العويل..!
وجوه كالحة في اللوحات ، وعيون غائرة في صمت الأبد ، كأنها تريد أن تقول شيئاً ما ، فيخنقها الصراخ ، وضربات سياط الجلّاد ، لتترك لنا السؤال على صدر القماش .
معرض فردي يشكّل قفزةً نوعية وفريدة في التشكيل التعبيري السوري ، أو قل وثبة حداثوية ، راح يفضي المأمون من مخياله وثقافته البصرية ما يشبه جنون الفنان ، حين تغطي روحه غيمة تاهت في البراري..
إنها روح الفنان التي أرادت أن تقول لنا :
تعالوا ...هاهي الأسئلة ..وسأترك الجواب لكل واحد منكم أن يجيب حسب ذاكرته وذائقته وثقافته البصرية..
" المأمون " يراكض خيالاً تاه في البراري ، ويضرم النيران ،كي يشتعل هذا العالم بتللك الهواجس التي نامت في روح الفنان وهذيانه، إنه يبني عوالمه من أحاسيس المكسورين والمسحوقين الذين باتت صرختهم مخنوقةً في سراديب السلطان.
المأمون فنان جسور بما يكفي ليقول:
تعالوا ، وشاهدوا الموت كيف يكون، ولاتقرأوا الفاتحات على التوابيت ..الموت هنا..الموت هنا ، ويشير بسبابته على جدران " الزوايا " ، ثم يرمي بقميصه للظل الذي بات يرافقه حتى في أحلامه المنهوبة والمثقوبة...!
إنه الوجع بكل تجلياته ، وأبعاده النفسية والفلسفية..
"المأمون " يؤنسن الألم ، ويترك حافة الظل المتعب لتراكض خيالاً نام في المنفى!
لم يكتفِ " المأمون " باللوحة ، بل أخرج من جوفها مسرحاً آخر ، راح يكشف آلام اللوحة بحد ذاتها، مستخدماً لحاء الشجر والنخيل ، وكأنّه يريد أن يصرخ :
صدر اللوحة لايكفيني !
إنها تجربة جديدة ، يحاول الفنان المبدع الأستاذ عصام المأمون أن يضع بصمته عليها ، والتي سنراها في معارض لاحقة ، معارض تثير الأسئلة عن عذابات الانسان، ويرافقها الصراخ والعويل كموسيقا تصويرية لهذه اللوحات .
السكين ، والمنشار ، والأسنان المنخورة ، والأقدام العارية ، ووجوه تاهت على الدرب
والمرأة الحبلى التي لن تلد وليدها..
كم هذا الألم بات يقض مواجع الفنان وهواجسه التي راح ينقلها الينا عبر اللوحة وموسيقاها ، وعبر الفجوات الجميلة وهي تخرج من صدر اللوحة لتكمل الحكاية/ الرواية..؟!.
فنان راح يأخذ الشجر إلى الشجر ليغيبا في الأخضر الجميل ، الذي ما انفك ينشده الفنان في صلواته وتلاواته وهذيان ريشته.
إنه البوح في أعلى تجلّياته ، وهو سرّ الألم الذي خرج من ذاكرة الفنان البصرية وثقافته وهواجسه..لينقله لنا بتعبيريّة خاصة به ، أو لعلها محاولة لليّ يد الألم التي طالت حتى قلوبنا المكسورة .
في " زوايا " ، بات الفن عند عتبة الباب وهو ينتظر النهار الآتي من بعيد..
سيأتي النهار ..نعم وبكل تأكيد ، حين يفتح الفنان المبدع بيده باب الشمس