تم الرد من قبل مصطفى رعدون على تعليق على منشور من ٢٣ أغسطس ٢٠٢٠.
مصطفى رعدون
٢٣ أغسطس ٢٠٢٠ ·
صور من قلب القلعة. ( 15 ) ،،
بيت بالحابوسة
عندما تدلف من الحابوسة إلى الزقاق المتجه شرقا فإنك تمشي على حجارة مرصوفة تشعرك بآلاف الأرواح التي مرت من هناك ، وتستحضرها بمخيلتك فتذكر شخصيات كثيرة تكدست ذكراها على تلك الجنبات ، فتنتعش ذاكرتك بمن أعز البلاد والعباد ، وجعل أهلها أسيادا فوق تلك الصخور يفرحون بالمحبة ، ويسرون بالوئام ، أوفياء لهذه البلاد ، رافعي رؤوسهم بها ، متمنين الخير والسلامة لمن حولهم بكثير من الكرم والفضل وحسن الجوار ، وكثير من الإحترام والتقدير والمعاملة الطيبة ، وحسن السلوك ، ويشهد أهل القرى والبلدات المحيطة بذلك ،،،
وتمر بباب مفتوح المصراعين ، فتجول بنظرك داخلا ، وأنت مشدود لتلك الجدران والأبواب العتيقة ، ومنذهلا بجمالها وجلالها وطيب أهلها ، فلا تسمع سوى كلمة ( تفضل ) نابعة من قلوب بيضاء ، مشربة بالطيب والكرم وحسن اللقاء ، ويطل عليك وجه عبد الرزاق الخباص ، مبتسما ، مرحبا ، رائعا ،،،،،
رباه ،،،،
ما هذه الحجارة المرصوفة بعناية ، والجدران العتيقة اللاهبة بالحب والحنان والرصانة ،،،،
أبواب مقنطرة ، تكاد تسمع صرير أبوابها الخشبية تسمعك لحنا طيبا خالدا ، تطرب لسماعه ،،،
وأدراج طالعة إلى غرف غمس جميلة في الأعلى ،، وأخرى نازلة الى أقبية متينة حملتها مدى الأيام بكل صبر وتحمل ،،،
وأنصاف قناطر تحمل بعض أدراح تفضي بك الى سطح مسلط ماؤه الى ميزاب حجري يجمع ماء المطر الى بئر مكلس مغطى يحفظ الماء الى صيف قادم ،،وقد إحتفظ بوظيفته منذ عصور الأجداد الأول ، ولا زال يتعاطف مع الأحفاد بكل ممنونية ،
وتلك الأم التي ترتدي زيها الشعبي بشال الحرير المدلى على الرقبة بلونه الذهبي ، المشغول بنول يدوي في دير شميل ، من نتاج دودة القز ، تعصبه محرمة مزركشة بشكل عرضاني ، مع ربطة في الخلف لتثبيته الدائم ، استحضرتها من سوق الطويل بحماة ،
وستري طويل بأكمام فضفاضة ، مزنور الى الوسط ، بعناية فائقة ، خاطته عند الخياطة قماشي ،،،،
سلاما أيتها الجدران المسمطة ، وأحاديثها شتى ،،،،
وسلاما أيتها الأدراج فكم صعد ونزل عليك أهلونا منذ مئات السنين الخاليات ،،،
وسلاما أيتها الحجارة المربعة التي إستكانت في الأرض تحت أقدام أطهر وأطيب الناس ، وأنبل شعب ،،،
وسلاما لتلك الملابس المنشورة على حبال المودة والرحمة تحت أشعة الشمس الحنونة ،،،،
وسلاما للحابوسة ،،، التي مر منها الآلاف المؤلفة من أجدادنا على طول الزمان ،،،
فنحن سوريين ،،،وسورية أمنا وأبونا ، وهي عريقة وطيبة ورائعة وتتسع لجميع أبنائها الطيبين ،،،
ردنا الله إلى ربوعنا وبيوتنا وحاراتنا ردا جميلا ، وأسدل ستره وسلامته علينا جميعا ،،،
والله بالغ أمره ،،
ولو كره الكارهون ،،،
مصطفى رعدون ،،
*******************************
وMahmoud Salem، وتماضر أم فرقد محمد أيهم الطبشي
- احلى شي اللعب مع ( عجان ) القلعة والنطوطة من سطوح لسطوح ونكش عشاش العصافير وقطف التين من صور القلعة ..