ممدوح قشلان جعله التجريب أحد رواد الفن التشكيلي السوري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ممدوح قشلان جعله التجريب أحد رواد الفن التشكيلي السوري


    ممدوح قشلان جعله التجريب أحد رواد الفن التشكيلي السوري




    الأربعاء 2022/08/31






    تجربة أثرت الساحة التشكيلية العربية


    دمشق - بعد مسيرة فنية دامت أكثر من ستين عاما تتوقف ريشات الفنان التشكيلي السوري الرائد ممدوح قشلان عن الاهتزاز وتلوين لوحات تجريبية تثري المشهد التشكيلي العربي والعالمي؛ حيث توفي الفنان، الذي يعد أحد أعمدة الفن التشكيلي في سوريا، الإثنين عن عمر ناهز 93 عاماً.
    ممدوح قشلان ابن مدينة دمشق التي أثرت غوطتها الغناء أعماله ببصمة فنية خاصة، فقد رسم المدينة القديمة وأعاد إحياء وجودها في المشهد التشكيلي السوري ونقل تفاصيلها المعمارية العريقة وعاداتها وتقاليدها إلى العالم.
    وتجذّر الفنان الذي وصل إلى العالمية في بيئته وأصالتها الدمشقية وترعرع بين أزقتها وحاراتها القديمة وشب على عشقها، ما أغنى مخيلته بالعشرات من المواضيع والأفكار، فامتلك بذلك ذاكرة تنضح بالجمال عبر حقب زمنية متنوعة.
    مسيرة الفنان تجربة متميزة ومتفردة من حيث تفاصيلها التجريبية وابتكار الألوان وتنوع الأساليب بين عدة مدارس

    وكان للمرأة حيّز مهم في لوحات الراحل قشلان؛ فهو يعتبرها الملهمة الأولى لأي مبدع، حيث أنجز أكثر من 300 لوحة عن الأمومة ولم يصل إلى حد الإشباع من مواضيعها. أما الألوان فهي وسيلته الوحيدة في التعبير عما يتخيله في فكره وروحه مرتكزاً على العفوية في أعماله.
    وقدم الفنان طوال مسيرته أكثر من مئة معرض فردي وجماعي في العالم، كان أولها في المتحف الوطني بدمشق عام 1958، ونال من خلالها العديد من الأوسمة والجوائز والتكريمات، إضافة إلى أن أعماله كانت مقتناة في أكثر من 15 متحفا عالميا احتفظ بلوحاته التي نشر من خلالها رسائل الحب والجمال والسلام.
    وكان قشلان، وهو أحد مؤسسي نقابة الفنون الجميلة في سوريا، يرى أن الفن تعبير واستخلاص لمخزون بصري عميق يحتاج إلى تربية وإبداع وابتكار وتمكن من التقنيات لتكون لكل فنان بصمته المتميزة ورؤيته الخاصة.
    وكانت مسيرة الفنان الراحل تجربة متميزة ومتفردة من حيث تفاصيلها التجريبية وابتكار الألوان وتنوع الأساليب بين عدة مدارس تشكيلية مختلفة، مما جعله علامة فارقة في تاريخ الفن التشكيلي السوري والعربي.
    واعتبر رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين عرفان أبوالشامات أن رحيل الفنان التشكيلي ممدوح قشلان خسارة كبيرة للفن التشكيلي السوري والعربي؛ حيث يعتبر من الرواد المؤسسين لهذا الفن ورمزا من رموزه، مبيّنا أنه ترك من خلال أعماله التي وصل بها إلى العالمية مدرسة تشكيلية مهمة للأجيال القادمة.












    الفنان التشكيلي العالمي سهيل بدور أوضح أنه من خلال علاقته بالفنان التشكيلي الراحل ممدوح قشلان التي امتدت لسنوات وجده محبا لدمشق وعاشقا لها واستمر في رسمها لسنوات طويلة وجسد من خلالها الأجواء المفعمة بالحياة، وهو من الفنانين التشكيليين الذين يتمتعون بعذوبة خاصة وكان مجتهدا ولم يتوقف عن العطاء إلى يوم رحيله مشكلا علامة فارقة في تاريخ الفن التشكيلي السوري.
    والتشكيلي ممدوح قشلان من مواليد دمشق عام 1929، درس في أكاديمية الفنون الجميلة بروما وأقام أول معرض بدمشق عام 1958 في المتحف الوطني. وعمل مدرسا في أكاديمية ليوناردو دافنشي للفنون الجميلة في القاهرة وشغل منصب موجه الفنون في وزارة التربية، كما كان من مؤسسي نقابة الفنون الجميلة في سوريا وبعدها اتحاد الفنانين التشكيليين العرب، ولديه العديد من المعارض العالمية والمحلية وأعماله مقتناة في المتحف الوطني.
    وفي عام 2019 احتفت الساحة الفنية السورية بتجربة الراحل، حيث نظمت معرضا استعاديا ضم أربعا وعشرين لوحة من أعمال الفنان تعود إلى فترات متباعدة، وكانت آخر فترة تلك الممتدة بين عامي 2015 و2016.
    واتسمت الأعمال المعروضة حينها، كما هي أغلب أعمال قشلان، بألوانه الغرائبية التي تمزج بين الأخضر والأزرق والوردي وغيرها من التوليفات اللونية الفريدة والمدهشة، مع مشهدية ذات فضاء سريالي بمكونات واقعية تحاكي مدينة دمشق وأحياءها وقرى ريفها، فضلا عن مجموعة من اللوحات المجسدة لسكان هذه الأماكن بأزيائهم التراثية الجميلة وعاداتهم الأصيلة.





يعمل...
X