مهرجان القلعة للموسيقى لا يكفي لتحقيق العدالة الثقافية في مصر
أحمد جمال الخميس 2022/09/01 انشر WhatsApp Twitter Facebook الفن قوة ناعمة يجب إتاحتها للجميع في السنوات الأخيرة ظهرت تقسيمات طبقية في عالم الثقافة والفن في مصر، فصار هناك حديث عن فن وثقافة للأغنياء، وحرم بذلك الكثير من الناس من الطبقات الفقيرة من مواد فنية وثقافية هامة، وهذا ما وعته المؤسسات الرسمية المصرية التي فتحت أخيرا مهرجان القلعة للموسيقى لكل الأنواع الموسيقية لتجاوز هذا الأمر. القاهرة - اختتم الموسيقار المصري عمار الشريعي الأربعاء آخر حفلات الدورة الثلاثين من مهرجان القلعة للموسيقي في القاهرة بمشاركة جماهيرية واسعة ظلت حاضرة في حفلات المهرجان على مدار أسبوعين، والتي تضمنت ألوانا غنائية وموسيقية مختلفة أعادت الزخم إلى الحفلات التي تخاطب الطبقات المتوسطة والفقيرة بعد أن استحوذت حفلات الطبقة المخملية في الساحل الشمالي للبحر المتوسط على موسم الغناء هذا الصيف. وحظي مهرجان القلعة بوسط القاهرة والمعروف باسم “مهرجان البسطاء” هذا العام باهتمام رسمي ملحوظ وتغطية إعلامية واسعة، وشاركت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في تنظيم الحفلات ما ساعد على اختيار نجوم الصف الأول في دار الأوبرا المصرية ليكونوا على رأس المشاركين في المهرجان، والاستعانة بعدد من نجوم الطرب العربي وفرق شبابية والحصول على تنوع لم يكن معتادا في دورات سابقة. العدالة الثقافية عماد الغزالي: المواطنون يستجيبون لكل الفنون إذا ناسبت أوضاعهم الاقتصادية كشفت مصادر ثقافية أن جهات في الحكومة المصرية استشعرت خطر انتشار مصطلح “حفلات الأغنياء” التي ارتبطت بالساحل الشمالي وتخطت تذكرتها نحو الألف دولار، والاحتقان الاجتماعي بفعل تجاهل الطبقات التي من المفترض أن تتجه إليها الحكومة لتغذية عقولها ومجابهة ما تتعرض له من أفكار متطرفة بشكل مستمر، ما انعكس على جودة المهرجان هذا العام وسط مطالبات عديدة لتكراره على مدار العام وانتقاله إلى أقاليم ومحافظات أخرى بعيدا عن العاصمة القاهرة. وطرح الزخم الذي أحاط بالمهرجان، وتستضيفه سنويًا قلعة صلاح الدين الأيوبي منذ عام 1989، تساؤلات حول ما إذا كان كافيًا لتحقيق ما يُطلق عليه بـ”العدالة الثقافية بين المواطنين”، وهل تمتلك وزارة الثقافة خطة لتدشين فعاليات مشابهة في مناطق بعيدة عن القاهرة، وما إذا كان المهرجان قد حقق اختراقا على مستوى إعادة تقديم الطرب المصري بأشكاله المختلفة بعد أن هيمن مؤدّو المهرجانات على اهتمامات الشباب في المناطق الشعبية من عدمه؟ ونظمت إدارة المهرجان التي تتشارك فيها وزارتا الثقافة والسياحة إلى جانب الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية ثلاثين حفلاً وصل سعر التذكرة في كل منها إلى 20 جنيهاً (دولار واحد تقريبًا)، تراوحت بين الموسيقى العربية والعناء والطرب وفرق “الأندر غراوند” المنتشرة بين الشباب والإنشاد الديني، بمشاركة نجوم كبار مثل هاني شاكر ومدحت صالح ومحمد منير وهشام عباس ونوال الزغبي ومحمد محسن وفرقة “بلاك تيما”، والمطربة الشابة دينا الوديدي. ويتفق العديد من النقاد على أن المهرجان استطاع هذا العام نقل ألوان موسيقية متباينة للجمهور العادي أو ما يطلق عليه جمهور الطبقة الشعبية لتعريفهم بكافة تطورات الموسيقى التي غابت بشكل كبير عنهم مع عزوف قطاع كبير عن حضور الحفلات بسبب ندرة تنظيمها أو ارتفاع أسعارها. المهرجان يسعى لتفعيل القوى الناعمة وخلق حالة من التجانس الفكري بين المواطنين في جميع محافظات الدولة وقدم المهرجان موسيقى الجنوب عبر فرقة “بلاك تيما” والموسيقى الصوفية عبر المنشد ياسين التهامي، وتقديم نجوم الموسيقى العربية التابعة لدار الأوبرا، والمزج بين أجيال دار الأوبرا من الكبار والشباب وتعريفهم بالفرق الموسيقية الشبابية، مثل “وسط البلد” و”مجموعة التشيللو”، والدمج بين الموسيقى الشرقية والغربية التي قدمتها أغاني المطربة نسمة محجوب، وتقديم أغنيات لم تكن تحظى بانتشار في مصر من قبل عبر فرقة “كاتاك” الهندية. وأكد الناقد رئيس تحرير صحيفة القاهرة سابقًا عماد الغزالي أن المواطنين يستجيبون لأنواع الفنون المختلفة التي تقدمها الحكومة في أماكن تواجدهم شريطة أن تكون متماشية مع أوضاعهم الاقتصادية، ويعبر نجاح مهرجان القلعة عن حاجة المجتمع إلى أدوار أكثر فاعلية لوزارة الثقافة، وغيرها من الجهات ذات الارتباط المباشر بالفنون للارتقاء بالذوق العام، وخلق تفاعل مستمر بين الجمهور والموسيقى. وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن استمرار المهرجانات على مدار العام وبألوان متعددة وفي مناطق عدة يحقق العدالة الثقافية المنشودة، خاصة أن بعض الجهات الحكومية الثقافية بدأت في الخروج بعيداً عن القاهرة إلى محافظات مختلفة. المهرجان استطاع هذا العام نقل ألوان موسيقية متباينة للجمهور العادي أو ما يطلق عليه جمهور الطبقة الشعبية وشدد الغزالي على أهمية أن تستمر الحكومة في ذلك ويصبح تحركها وفق خطط تضمن تفعيل القوى الناعمة في الداخل وتخلق حالة من التجانس الفكري بين المواطنين في جميع محافظات الدولة، مع ضرورة ألّا يقتصر ذلك على الموسيقى ويطال كافة المنتجات الثقافية من سينما ومسرح ومعارض للكتب وغيرها. وطالب بتفعيل دور هيئة قصور الثقافة في الأقاليم التي لديها إمكانيات تجعلها قادرة على تفعيل المسارح المتنقلة وهناك فنانون ومخرجون يمكن توظيفهم لإنتاج أعمال إبداعية تواكب الثقافة في الأقاليم وتوجد زخما حولها، بما يساعد على جذب الجمهور إليها. اختراق ثقافي تتمثل أزمة الجهات الحكومية في ضعف ميزانيتها، والتي لا تكفي لتحقيق العدالة الثقافية، وأحيانا يجري توجيهها في إطار غير سليم لا يضمن تطوير المبدعين المحليين وتقديمهم للجمهور في مجالات الغناء والمسرح والسينما، وتبقى أسيرة لفعاليات سنوية لا تستغرق أكثر من أسبوع أو اثنين من دون أن تخلق قاعدة تجعل من الاهتمام بالمنتجات الثقافية المختلفة موروثاً لدى القطاعات الشعبية المختلفة. وأسهم إهمال التراث الشعبي المصري وعدم القدرة على تطويره في خروج ما يسميه البعض بـ”التراث العشوائي” ويتمثل في أغاني مهرجانات خرجت من رحم المناطق العشوائية التي انتقل إليها المواطنون على أطراف العاصمة القاهرة وغيرها من المدن الكبيرة، واستطاعت أن تغطي على الألوان الشعبية الأصلية التي أثبت مهرجان القلعة أن جمهورها ما زال ينتظرها بشغف. مدحت بشاي: الكرنفالات تحدث اختراقا ثقافيا مطلوبًا ضد التطرف ويقدم النشاط الذي حفل به مهرجان القلعة خطة بديلة عن تلك التي انتهجتها دوائر رسمية السنوات الماضية، اعتمدت فيها على نقابة الموسيقيين لمواجهة مؤدي المهرجانات، وحققت فشلاً ذريعاً انتهى باستقالة نقيب المهن الموسيقية هاني شاكر من منصبه، واستبدالها بخطة تعتمد على دعم الألوان الموسيقية المصرية والعمل على إيصالها إلى شريحة كبيرة من الجمهور عبر المهرجانات الشعبية في المحافظات وإقامة حفلات زهيدة الثمن، مثل مهرجان القلعة وإذاعتها تلفزيونياً لضمان الانتشار. وذكر الناقد الفني مدحت بشاي أن مهرجان القلعة حقق جزءا من أهداف الحكومة في الحفاظ على التراث الغنائي، وأن شكاوى المواطنين من ارتفاع أسعار تذاكر دار الأوبرا والتركيز على حفلات الساحل الشمالي دفع نحو التفكير في كيفية تحويل أماكن إقامة الفقراء إلى كرنفالات تحدث اختراقا ثقافيا مطلوبًا في ظل الأفكار المتطرفة التي يتعرضون لها، وتشكل خطراً على الاستقرار المجتمعي. وأشار في تصريح لـ”العرب” إلى أن تدفق الآلاف من البسطاء إلى ساحات القلعة وإصرار أرباب الأسر على اصطحاب أطفالهم يؤكد أن الجمهور المصري بحاجة إلى الاستمتاع بالفنون المختلفة، بينما الحكومة لا تقوم بدورها على أكمل وجه في الوصول إليهم، وتسببت خلافات قديمة بين وزارتي الإعلام والثقافة في حظر تسليط الضوء على بعض الأنشطة وأن عودة البث التلفزيوني بداية الطريق لإتاحة الفن للجميع. وقدمت وزيرة الثقافة الجديدة نيفين الكيلاني التي تولت منصبها منذ حوالي أسبوعين خطة استثمارية للاستفادة من الهيئة العامة لقصور الثقافة إلى رئيس الحكومة مصطفى مدبولي تضمنت 29 مشروعا في 18 محافظة حتى عام 2025، بتكلفة إجمالية تصل إلى 1.6 مليار جنيه (75 مليون دولار) لتطويرها وتحويلها إلى نقاط جذب للمواطنين عبر شراكات مختلفة مع القطاع الخاص لإدارتها وتشغيلها.
أحمد جمال الخميس 2022/09/01 انشر WhatsApp Twitter Facebook الفن قوة ناعمة يجب إتاحتها للجميع في السنوات الأخيرة ظهرت تقسيمات طبقية في عالم الثقافة والفن في مصر، فصار هناك حديث عن فن وثقافة للأغنياء، وحرم بذلك الكثير من الناس من الطبقات الفقيرة من مواد فنية وثقافية هامة، وهذا ما وعته المؤسسات الرسمية المصرية التي فتحت أخيرا مهرجان القلعة للموسيقى لكل الأنواع الموسيقية لتجاوز هذا الأمر. القاهرة - اختتم الموسيقار المصري عمار الشريعي الأربعاء آخر حفلات الدورة الثلاثين من مهرجان القلعة للموسيقي في القاهرة بمشاركة جماهيرية واسعة ظلت حاضرة في حفلات المهرجان على مدار أسبوعين، والتي تضمنت ألوانا غنائية وموسيقية مختلفة أعادت الزخم إلى الحفلات التي تخاطب الطبقات المتوسطة والفقيرة بعد أن استحوذت حفلات الطبقة المخملية في الساحل الشمالي للبحر المتوسط على موسم الغناء هذا الصيف. وحظي مهرجان القلعة بوسط القاهرة والمعروف باسم “مهرجان البسطاء” هذا العام باهتمام رسمي ملحوظ وتغطية إعلامية واسعة، وشاركت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في تنظيم الحفلات ما ساعد على اختيار نجوم الصف الأول في دار الأوبرا المصرية ليكونوا على رأس المشاركين في المهرجان، والاستعانة بعدد من نجوم الطرب العربي وفرق شبابية والحصول على تنوع لم يكن معتادا في دورات سابقة. العدالة الثقافية عماد الغزالي: المواطنون يستجيبون لكل الفنون إذا ناسبت أوضاعهم الاقتصادية كشفت مصادر ثقافية أن جهات في الحكومة المصرية استشعرت خطر انتشار مصطلح “حفلات الأغنياء” التي ارتبطت بالساحل الشمالي وتخطت تذكرتها نحو الألف دولار، والاحتقان الاجتماعي بفعل تجاهل الطبقات التي من المفترض أن تتجه إليها الحكومة لتغذية عقولها ومجابهة ما تتعرض له من أفكار متطرفة بشكل مستمر، ما انعكس على جودة المهرجان هذا العام وسط مطالبات عديدة لتكراره على مدار العام وانتقاله إلى أقاليم ومحافظات أخرى بعيدا عن العاصمة القاهرة. وطرح الزخم الذي أحاط بالمهرجان، وتستضيفه سنويًا قلعة صلاح الدين الأيوبي منذ عام 1989، تساؤلات حول ما إذا كان كافيًا لتحقيق ما يُطلق عليه بـ”العدالة الثقافية بين المواطنين”، وهل تمتلك وزارة الثقافة خطة لتدشين فعاليات مشابهة في مناطق بعيدة عن القاهرة، وما إذا كان المهرجان قد حقق اختراقا على مستوى إعادة تقديم الطرب المصري بأشكاله المختلفة بعد أن هيمن مؤدّو المهرجانات على اهتمامات الشباب في المناطق الشعبية من عدمه؟ ونظمت إدارة المهرجان التي تتشارك فيها وزارتا الثقافة والسياحة إلى جانب الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية ثلاثين حفلاً وصل سعر التذكرة في كل منها إلى 20 جنيهاً (دولار واحد تقريبًا)، تراوحت بين الموسيقى العربية والعناء والطرب وفرق “الأندر غراوند” المنتشرة بين الشباب والإنشاد الديني، بمشاركة نجوم كبار مثل هاني شاكر ومدحت صالح ومحمد منير وهشام عباس ونوال الزغبي ومحمد محسن وفرقة “بلاك تيما”، والمطربة الشابة دينا الوديدي. ويتفق العديد من النقاد على أن المهرجان استطاع هذا العام نقل ألوان موسيقية متباينة للجمهور العادي أو ما يطلق عليه جمهور الطبقة الشعبية لتعريفهم بكافة تطورات الموسيقى التي غابت بشكل كبير عنهم مع عزوف قطاع كبير عن حضور الحفلات بسبب ندرة تنظيمها أو ارتفاع أسعارها. المهرجان يسعى لتفعيل القوى الناعمة وخلق حالة من التجانس الفكري بين المواطنين في جميع محافظات الدولة وقدم المهرجان موسيقى الجنوب عبر فرقة “بلاك تيما” والموسيقى الصوفية عبر المنشد ياسين التهامي، وتقديم نجوم الموسيقى العربية التابعة لدار الأوبرا، والمزج بين أجيال دار الأوبرا من الكبار والشباب وتعريفهم بالفرق الموسيقية الشبابية، مثل “وسط البلد” و”مجموعة التشيللو”، والدمج بين الموسيقى الشرقية والغربية التي قدمتها أغاني المطربة نسمة محجوب، وتقديم أغنيات لم تكن تحظى بانتشار في مصر من قبل عبر فرقة “كاتاك” الهندية. وأكد الناقد رئيس تحرير صحيفة القاهرة سابقًا عماد الغزالي أن المواطنين يستجيبون لأنواع الفنون المختلفة التي تقدمها الحكومة في أماكن تواجدهم شريطة أن تكون متماشية مع أوضاعهم الاقتصادية، ويعبر نجاح مهرجان القلعة عن حاجة المجتمع إلى أدوار أكثر فاعلية لوزارة الثقافة، وغيرها من الجهات ذات الارتباط المباشر بالفنون للارتقاء بالذوق العام، وخلق تفاعل مستمر بين الجمهور والموسيقى. وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن استمرار المهرجانات على مدار العام وبألوان متعددة وفي مناطق عدة يحقق العدالة الثقافية المنشودة، خاصة أن بعض الجهات الحكومية الثقافية بدأت في الخروج بعيداً عن القاهرة إلى محافظات مختلفة. المهرجان استطاع هذا العام نقل ألوان موسيقية متباينة للجمهور العادي أو ما يطلق عليه جمهور الطبقة الشعبية وشدد الغزالي على أهمية أن تستمر الحكومة في ذلك ويصبح تحركها وفق خطط تضمن تفعيل القوى الناعمة في الداخل وتخلق حالة من التجانس الفكري بين المواطنين في جميع محافظات الدولة، مع ضرورة ألّا يقتصر ذلك على الموسيقى ويطال كافة المنتجات الثقافية من سينما ومسرح ومعارض للكتب وغيرها. وطالب بتفعيل دور هيئة قصور الثقافة في الأقاليم التي لديها إمكانيات تجعلها قادرة على تفعيل المسارح المتنقلة وهناك فنانون ومخرجون يمكن توظيفهم لإنتاج أعمال إبداعية تواكب الثقافة في الأقاليم وتوجد زخما حولها، بما يساعد على جذب الجمهور إليها. اختراق ثقافي تتمثل أزمة الجهات الحكومية في ضعف ميزانيتها، والتي لا تكفي لتحقيق العدالة الثقافية، وأحيانا يجري توجيهها في إطار غير سليم لا يضمن تطوير المبدعين المحليين وتقديمهم للجمهور في مجالات الغناء والمسرح والسينما، وتبقى أسيرة لفعاليات سنوية لا تستغرق أكثر من أسبوع أو اثنين من دون أن تخلق قاعدة تجعل من الاهتمام بالمنتجات الثقافية المختلفة موروثاً لدى القطاعات الشعبية المختلفة. وأسهم إهمال التراث الشعبي المصري وعدم القدرة على تطويره في خروج ما يسميه البعض بـ”التراث العشوائي” ويتمثل في أغاني مهرجانات خرجت من رحم المناطق العشوائية التي انتقل إليها المواطنون على أطراف العاصمة القاهرة وغيرها من المدن الكبيرة، واستطاعت أن تغطي على الألوان الشعبية الأصلية التي أثبت مهرجان القلعة أن جمهورها ما زال ينتظرها بشغف. مدحت بشاي: الكرنفالات تحدث اختراقا ثقافيا مطلوبًا ضد التطرف ويقدم النشاط الذي حفل به مهرجان القلعة خطة بديلة عن تلك التي انتهجتها دوائر رسمية السنوات الماضية، اعتمدت فيها على نقابة الموسيقيين لمواجهة مؤدي المهرجانات، وحققت فشلاً ذريعاً انتهى باستقالة نقيب المهن الموسيقية هاني شاكر من منصبه، واستبدالها بخطة تعتمد على دعم الألوان الموسيقية المصرية والعمل على إيصالها إلى شريحة كبيرة من الجمهور عبر المهرجانات الشعبية في المحافظات وإقامة حفلات زهيدة الثمن، مثل مهرجان القلعة وإذاعتها تلفزيونياً لضمان الانتشار. وذكر الناقد الفني مدحت بشاي أن مهرجان القلعة حقق جزءا من أهداف الحكومة في الحفاظ على التراث الغنائي، وأن شكاوى المواطنين من ارتفاع أسعار تذاكر دار الأوبرا والتركيز على حفلات الساحل الشمالي دفع نحو التفكير في كيفية تحويل أماكن إقامة الفقراء إلى كرنفالات تحدث اختراقا ثقافيا مطلوبًا في ظل الأفكار المتطرفة التي يتعرضون لها، وتشكل خطراً على الاستقرار المجتمعي. وأشار في تصريح لـ”العرب” إلى أن تدفق الآلاف من البسطاء إلى ساحات القلعة وإصرار أرباب الأسر على اصطحاب أطفالهم يؤكد أن الجمهور المصري بحاجة إلى الاستمتاع بالفنون المختلفة، بينما الحكومة لا تقوم بدورها على أكمل وجه في الوصول إليهم، وتسببت خلافات قديمة بين وزارتي الإعلام والثقافة في حظر تسليط الضوء على بعض الأنشطة وأن عودة البث التلفزيوني بداية الطريق لإتاحة الفن للجميع. وقدمت وزيرة الثقافة الجديدة نيفين الكيلاني التي تولت منصبها منذ حوالي أسبوعين خطة استثمارية للاستفادة من الهيئة العامة لقصور الثقافة إلى رئيس الحكومة مصطفى مدبولي تضمنت 29 مشروعا في 18 محافظة حتى عام 2025، بتكلفة إجمالية تصل إلى 1.6 مليار جنيه (75 مليون دولار) لتطويرها وتحويلها إلى نقاط جذب للمواطنين عبر شراكات مختلفة مع القطاع الخاص لإدارتها وتشغيلها.