صوت الأندلس
أمس الساعة ٨:٥٤ م ·
تاريخ مدينة..
قرطبة حاضرة الدنيا وقبلة العلوم والعلماء في الغرب الإسلامي، قرطبة جوهرة الأندلس وعاصمتها الخالدة، قرطبة هذه المدينة العظيمة التي نحتت اسمها في دواوين المجد والرقي..قرطبة تقع في جنوب الأندلس على ضفاف الوادي الكبير.. فما هو تاريخ هذه الدرة المكنونة؟
بعد انتصار المسلمين في معركتهم الفاصلة الأولى داخل التراب الأندلسي في موقعة وادي لكة بقيادة القائد طارق بن زياد في سنة 711م/92هـ تقدمت الجيوش الإسلامية نحو الأمام، فقد كان هدف القائد طارق بن زياد هو مدينة طلطيلة عاصمة القوط من أجل دقّ آخر مسمار في نعش مملكة لوذريق، لكن الطريق نحو طليطلة طويل ومحفوف بالمخاطر وبذلك قرر القائد تنظيم سرايا من المسلمين لفتح باقي المدن حتى يؤمن ظهر الجيش الإسلامي، وبذلك أرسل سرية إلى مدينة قرطبة لفتحها وكانت هذه السرية تتكون من 700 رجل على رأسهم القائد مغيث الرومي وفعلا تمكن مغيث الرومي من فرض سيطرته على قرطبة وبذلك تكون قرطبة قد فُتحت على يد هذا المجاهد البطل، وبعد أن تمكن طارق بن زياد وموسى بن نصير من فتح طلطلية سنة 712م/93هـ قررت القيادة الأموية على أن تتخذ من قرطبة عاصمة للدولة الأندلسية بدل طلطيلة، وبذلك أصبحت مركز حكم ولاة الأندلس، فبدأت المدينة في التوسع و العمران بنيت المساجد و تم بناء القنطرة العظيمة في عهد السمح بن مالك الخولاني، و بعد وصول الأمير عبدالرحمن الأول صقر قريش أمر ببناء مسجد قرطبة الكبير، وتم توسيعه في عهد باق الأمراء والخلافاء من بعده بما فيهم الحاجب المنصور، عرفت قرطبة في هذه الفترة أزهى مراحل التقدم والازدهار في كل المجالات و الأصعدة فكانت منارة للعلم و المعرفة، شيّدت المدارس و المستشفيات والحمامات و المكتبات ، فقد وصل عدد الكتب في المكتبة الأموية في عهد الحكم المستنصر بالله حوالي 400 ألف كتاب، كما شيّد عبدالرحمن الناصر المدينة الملكية الزهراء بضواحي قرطبة وكانت من عجائب الدنيا بهندستها وحدائقها الغناء، كما شيّد المنصور محمد بن أبي عامر مدينة أخرى وهي مدينة الزاهرة، و وصل عدد سكان قرطبة في هذه الحقبة حوالي 500 ألف نسمة يعنى ما يقارب ضعف سكانها حاليا. وبعد وفاة الحاجب المنصور بدأت أركان الدولة تتصدع فقامت ثورات عنيفة هزت كيان الدولة ودمرت أسسها فخُربت مدينة الزهراء و الزاهرة وتفرق الناس إلى قبائل متناثرة أدت إلى تشكل ما يعرف بملوك الطوائف، فانفردت كل فرقة بقطعة من أرض الأندلس لتقيم فيها مملكتها، فقدت بذلك قرطبة نفوذها و استغل العدو المتربص في الشمال هذه الفرقة فبدأ ينخر جسم الأمة المتفرق رويدا رويدا، ورغم تدخل المرابطين وبعدهم الموحدين فلم يغني من الأمر شيئا، وبعد معركة العقاب استقوى العدو وبدأ يأكل الأخضر واليابس تحت أقدام المسلمين، وفي سنة 1236م /633هـ تمكن فرناندو الثالث من إسقاط عاصمة الخلافة قرطبة المجيدة وحول مسجدها العظيم لكنيسة وطرد أهلها منها..
#ومضات_أندلسية
#صوت_الأندلس
#جمال_جمال
*****************************
وJabber Ahmad، والباحث محمد قجة