أعمال فنية غربية تستقطب الآلاف من الزوار في متحف الشاه بطهران
الجمعة 2022/08/2
الفن يلغي التناقضات
طهران - يستقطب متحف الفن المعاصر في طهران منذ أكثر من شهرين، الآلاف من الزوار الذين يعاينون أعمالا مرموقة لفنانين غربيين معاصرين، بعضها يُعرَض للمرة الأولى، ويشكّل جزءا صغيرا من تشكيلة قيّمة تعود إلى عقود خلت.
ويقول شاهين رجبي إن "المتحف الواقع وسط طهران يفاجئني كل مرة". ويضيف الشاب البالغ 35 عاما في تصريح إعلامي له "المعرض الحالي ليس استثناء".
وتعد مجموعة الأعمال الفنية المعاصرة المقتناة من المتحف، الأبرز عالميا خارج أوروبا والولايات المتحدة، وتقدّر قيمة بعضها بملايين الدولارات.
واعتبارا من أواخر يونيو، يقيم المتحف معرضا لـ"الفن الحدنوي والمفاهمي" يضم 132 عملا لأسماء مثل الفرنسي مارسيل دوشان، والأميركيين سول لويت ودونالد جاد، والثنائي كريستو وجان كلود، وفق مديره عبادرضا إسلامي.
وأكد إسلامي أن الإقبال كان "مذهلا" من زوار يتوقون إلى رؤية الأعمال الفنية، بعدما أقفل المتحف أبوابه لفترات طويلة خلال الأعوام الماضية بسبب تداعيات جائحة كوفيد - 19. ورأى أن من أسباب هذا الإقبال هو أن "38 تحفة فنية تعرض للمرة الأولى".
◙ الإقبال على المعرض كان "مذهلا" من زوار يتوقون إلى رؤية الأعمال الفنية بعدما أقفل أبوابه طويلا خلال الأعوام الماضية بسبب تداعيات كوفيد
وقال رجبي الذي زار المتحف قبل أيام "أحببت الغرفة الأخيرة على وجه الخصوص، حيث عمل الفنان بالضوء الفلوري"، في إشارة إلى عمل "بدون عنوان" للأميركي دان فلافين.
وافتتح المتحف في العام 1977 خلال عهد الشاه محمد رضا بهلوي الذي أسقطته بعد عامين الثورة الإسلامية بقيادة الإمام روح الله الخميني. واستوحي تصميمه الخارجي من أبراج الهواء الصحراوية التي عرفت بها مناطق من البلاد في حقبات ماضية، وكانت تهدف إلى تدوير الهواء البارد في الأماكن ذات الحرارة المرتفعة.
وينسب الفضل الأكبر في إرث المتحف إلى أرملة الشاه فرح ديبا التي كلّفت في ذلك الحين، خبراء بزيارة مزادات في دول غربية واقتناء أعمال تعزّز مكانة إيران في هذا المجال.
ووفق وزارة الثقافة والتوجيه الإسلامي، تشمل المقتنيات أعمالا للفرنسي بول غوغان والبلجيكي رينه ماغريت والإسباني بابلو بيكاسو والأميركيين جاكسون بولوك وأندي وارهول، والإيطالي ألبرتو جاكوميتي.
كما تتضمن المجموعة العديد من الأعمال الإيرانية الحديثة والمعاصرة. وبقي جزء كبير من الأعمال الأجنبية في مخازن المتحف في أعقاب الثورة الإسلامية، وخصوصا أن العديد منها كانت تعد مخالفة للتعاليم الدينية.
الإيرانيون متعطشون للفن المتحرر من القيودويستمر المعرض حتى منتصف سبتمبر، ويتضمن ملصقة ("كولاج") للفنان الإيطالي ميكيلانجيلو بيستوليتو بعنوان "ستائر خضراء"، ومنحوتة للأميركية - الكندية جاكلين وينسور.
وقال القيّم على المعرض بهرانك صمدزكان إن "ما يناهز 20 ألف شخص" زاروه حتى الآن، موضحا أن هذا الرقم هو ضعف الإقبال المعتاد على الأحداث التي يقيمها لمدة زمنية مماثلة.
وتطرق إلى العنوان العام للمعرض بالقول إنه "عندما نتحدث عن الفن الحدنوي، نحن نتحدث بشكل رئيسي عن البيئة (المحيطة) وليس عن العمل". وأمام عمل بعنوان "ملح صخري ومرآة" للأميركي روبرت سميثسون، قالت الرسامة سولماز دانشور (28 عاما) إنها "استمتعت كثيرا" بالمعرض.
ويعرض المتحف لوحة جدارية الشفافة رسمها مارسيل دوشامب في عام 1915 بعنوان "الزجاج الكبير"، والتي فُسرت على أنها استكشاف للإحباط الجنسي. كما يقدم تمثالا نادرا دون عنوان بطول 4 أمتار (13 قدمًا) للرائد الأميريكي دونالد جود.
◙ جزء كبير من الأعمال الأجنبية بقي في مخازن المتحف في أعقاب الثورة الإسلامية خصوصا أن العديد منها كانت تعد مخالفة للتعاليم الدينية
ويؤكد الإقبال الكبير على المتحف التناقضات الكثيرة في العاصمة الإيرانية طهران، حيث يحاصر المتشددون حرية الفن، فيما يفسر الإقبال بتعطش الإيرانيين للفن المتحرر من القيود.
ومن ناحية أخرى لم يسلم المعرض من الجدل، إذ أظهر شريط التقطه على ما يبدو أحد الزوار، حشرتين داخل إطار صورة نادرة للثنائي الألماني الراحل بيرند وإيله بيخر.
ولقي الشريط الذي لم يتسنَ لوكالة فرانس برس التحقق منه بشكل مستقل، انتشارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي في الجمهورية الإسلامية. وإثر ذلك، أصدر المتحف اعتذارا رسميا، وأعلن إقفال أبوابه يومين للتعقيم، مطمئنا إلى أن أي ضرر لم يلحق بالصورة المذكورة للثنائي الذي عرف بصوره عن المنشآت الصناعية.
وسبق للمتحف أن أقام خلال الأعوام الماضية سلسلة معارض كشف فيها عن أعمال قيمة من مقتنياته، منها على سبيل المثال في 2015 معرض لفنانين غربيين تضمن لوحة لبولوك بعنوان "جدارية على أرض هندية حمراء". وتعد هذه اللوحة من أبرز الأعمال الفنية قيمة، وقدّر خبراء لدار "كريستيز" للمزادات في العام 2010، بأنها قد تباع بنحو 250 مليون دولار.
الجمعة 2022/08/2
الفن يلغي التناقضات
طهران - يستقطب متحف الفن المعاصر في طهران منذ أكثر من شهرين، الآلاف من الزوار الذين يعاينون أعمالا مرموقة لفنانين غربيين معاصرين، بعضها يُعرَض للمرة الأولى، ويشكّل جزءا صغيرا من تشكيلة قيّمة تعود إلى عقود خلت.
ويقول شاهين رجبي إن "المتحف الواقع وسط طهران يفاجئني كل مرة". ويضيف الشاب البالغ 35 عاما في تصريح إعلامي له "المعرض الحالي ليس استثناء".
وتعد مجموعة الأعمال الفنية المعاصرة المقتناة من المتحف، الأبرز عالميا خارج أوروبا والولايات المتحدة، وتقدّر قيمة بعضها بملايين الدولارات.
واعتبارا من أواخر يونيو، يقيم المتحف معرضا لـ"الفن الحدنوي والمفاهمي" يضم 132 عملا لأسماء مثل الفرنسي مارسيل دوشان، والأميركيين سول لويت ودونالد جاد، والثنائي كريستو وجان كلود، وفق مديره عبادرضا إسلامي.
وأكد إسلامي أن الإقبال كان "مذهلا" من زوار يتوقون إلى رؤية الأعمال الفنية، بعدما أقفل المتحف أبوابه لفترات طويلة خلال الأعوام الماضية بسبب تداعيات جائحة كوفيد - 19. ورأى أن من أسباب هذا الإقبال هو أن "38 تحفة فنية تعرض للمرة الأولى".
◙ الإقبال على المعرض كان "مذهلا" من زوار يتوقون إلى رؤية الأعمال الفنية بعدما أقفل أبوابه طويلا خلال الأعوام الماضية بسبب تداعيات كوفيد
وقال رجبي الذي زار المتحف قبل أيام "أحببت الغرفة الأخيرة على وجه الخصوص، حيث عمل الفنان بالضوء الفلوري"، في إشارة إلى عمل "بدون عنوان" للأميركي دان فلافين.
وافتتح المتحف في العام 1977 خلال عهد الشاه محمد رضا بهلوي الذي أسقطته بعد عامين الثورة الإسلامية بقيادة الإمام روح الله الخميني. واستوحي تصميمه الخارجي من أبراج الهواء الصحراوية التي عرفت بها مناطق من البلاد في حقبات ماضية، وكانت تهدف إلى تدوير الهواء البارد في الأماكن ذات الحرارة المرتفعة.
وينسب الفضل الأكبر في إرث المتحف إلى أرملة الشاه فرح ديبا التي كلّفت في ذلك الحين، خبراء بزيارة مزادات في دول غربية واقتناء أعمال تعزّز مكانة إيران في هذا المجال.
ووفق وزارة الثقافة والتوجيه الإسلامي، تشمل المقتنيات أعمالا للفرنسي بول غوغان والبلجيكي رينه ماغريت والإسباني بابلو بيكاسو والأميركيين جاكسون بولوك وأندي وارهول، والإيطالي ألبرتو جاكوميتي.
كما تتضمن المجموعة العديد من الأعمال الإيرانية الحديثة والمعاصرة. وبقي جزء كبير من الأعمال الأجنبية في مخازن المتحف في أعقاب الثورة الإسلامية، وخصوصا أن العديد منها كانت تعد مخالفة للتعاليم الدينية.
الإيرانيون متعطشون للفن المتحرر من القيودويستمر المعرض حتى منتصف سبتمبر، ويتضمن ملصقة ("كولاج") للفنان الإيطالي ميكيلانجيلو بيستوليتو بعنوان "ستائر خضراء"، ومنحوتة للأميركية - الكندية جاكلين وينسور.
وقال القيّم على المعرض بهرانك صمدزكان إن "ما يناهز 20 ألف شخص" زاروه حتى الآن، موضحا أن هذا الرقم هو ضعف الإقبال المعتاد على الأحداث التي يقيمها لمدة زمنية مماثلة.
وتطرق إلى العنوان العام للمعرض بالقول إنه "عندما نتحدث عن الفن الحدنوي، نحن نتحدث بشكل رئيسي عن البيئة (المحيطة) وليس عن العمل". وأمام عمل بعنوان "ملح صخري ومرآة" للأميركي روبرت سميثسون، قالت الرسامة سولماز دانشور (28 عاما) إنها "استمتعت كثيرا" بالمعرض.
ويعرض المتحف لوحة جدارية الشفافة رسمها مارسيل دوشامب في عام 1915 بعنوان "الزجاج الكبير"، والتي فُسرت على أنها استكشاف للإحباط الجنسي. كما يقدم تمثالا نادرا دون عنوان بطول 4 أمتار (13 قدمًا) للرائد الأميريكي دونالد جود.
◙ جزء كبير من الأعمال الأجنبية بقي في مخازن المتحف في أعقاب الثورة الإسلامية خصوصا أن العديد منها كانت تعد مخالفة للتعاليم الدينية
ويؤكد الإقبال الكبير على المتحف التناقضات الكثيرة في العاصمة الإيرانية طهران، حيث يحاصر المتشددون حرية الفن، فيما يفسر الإقبال بتعطش الإيرانيين للفن المتحرر من القيود.
ومن ناحية أخرى لم يسلم المعرض من الجدل، إذ أظهر شريط التقطه على ما يبدو أحد الزوار، حشرتين داخل إطار صورة نادرة للثنائي الألماني الراحل بيرند وإيله بيخر.
ولقي الشريط الذي لم يتسنَ لوكالة فرانس برس التحقق منه بشكل مستقل، انتشارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي في الجمهورية الإسلامية. وإثر ذلك، أصدر المتحف اعتذارا رسميا، وأعلن إقفال أبوابه يومين للتعقيم، مطمئنا إلى أن أي ضرر لم يلحق بالصورة المذكورة للثنائي الذي عرف بصوره عن المنشآت الصناعية.
وسبق للمتحف أن أقام خلال الأعوام الماضية سلسلة معارض كشف فيها عن أعمال قيمة من مقتنياته، منها على سبيل المثال في 2015 معرض لفنانين غربيين تضمن لوحة لبولوك بعنوان "جدارية على أرض هندية حمراء". وتعد هذه اللوحة من أبرز الأعمال الفنية قيمة، وقدّر خبراء لدار "كريستيز" للمزادات في العام 2010، بأنها قد تباع بنحو 250 مليون دولار.