ست الشام».. معلم أثري ومركز إشعاع علمي
- 1
- 2
صورة1/2
المصدر:
- دمشق ــ هيسم جودية
هذه المدرسة تعكس التنوع الديني والفكري الذي شهدته دمشق، كما أن المدرسة تضم قبر ست الشام وابنها وزوجها، والعديد من أمراء الدولة الأيوبية.
بناء المدرسة
قال إمام جامع ست الشام الشيخ أحمد حامده لـ«البيان»: «إن الجامع أو المدرسة التي كانت تسمى بالمدرسة الشامية أيضاً هي من العصر الأيوبي، حيث تشير الوثائق التاريخية إلى أنه بدأ بناء المدرسة عام 1187م واستغرق 4 سنوات، وذلك بأمر من ست الشام (فاطمة خاتون)».
وأضاف: «المدرسة الشامية من أهم المدارس في دمشق في عهد الأيوبيين، حيث وصل وقفها إلى 300 فدان (الفدان في سوريا يتراوح ما بين 2295 متراً مربعاً إلى 3443 متراً مربعاً)، وذلك لدعم طالبي العلم».
تتألف المدرسة أو الجامع، بحسب إمام الجامع، من حرم وصحن للجامع وقاعة مزخرفة ملاصقة للحرم والصحن فيها قبر ست الشام وابنها وزوجها وأخيها، بالإضافة إلى مئذنة وتربتين إضافيتين مقببتين تحتويان على قبور 8 أشخاص من الأمراء الأيوبيين.
والحرم الذي يصل طوله إلى 14.60 م وعرضه 12.42 م فمازال محافظاً على نمطه القديم على الرغم من ترميمه، ويُدخل إليه من الصحن من باب شمالي صغير في صدره محراب حجري مطلّي، وبأقصى يساره منبر خشبي ملاصق للحائط وثلاث نوافذ علويّة في جهة القبلة ونافذتان علويتان شرقيتان ونافذة علوية شماليّة، وعلاوة على الباب الصغير يوجد باب كبير مؤلف من ثلاث فردات فوقها ثلاث نوافذ، فيما وسقف الحرم خشبي قديم مرمم ومعالج نسبيّاً وهو على شكل هرمي استفيد منه بفتحتين واحدة جنوبية وأخرى شماليّة للإضاءة نهاراً. أما الصحن فهو ذو فسحة سماوية كبيرة مستطيلة الشكل فيها أقواس أبلقية من الحجر الأسود والأبيض وتغطي الرواق الشمالي للصحن، ويتوسط الصحن بركة حجرية مستطيلة الشكل.
التربة الشامية
يقول الشيخ حامدة: «إن التربة الشامية توجد إلى الغرب من الحرم وهي قاعة فيها الكثير من الزخارف والنقوش الإسلامية يصل طولها إلى 16.30 م وعرضها 13.65 م وفيها 3 قبور الأول قبر ست الشام ودفنت في قبر ابنها حسام الدين عمر بن لاجين، والثاني لزوجها الثاني وابن عمها الأمير ناصر الدين محمد بن أسد الدين شيركوه بحمص ونقلته ست الشام إليها، فيما دفن في القبر الثالث أخوها الملك المعظم تورانشاه، فيما تبلغ أبعاد كل قبر طول 2.87 م والعرض 1.7 م والارتفاع 1.48 م».
في الزاوية الشرقية من الجامع ترتفع مئذنة حجرية شاهقة ذات محيط ضخم خالية من أي عناصر تزيينية أو مقرنصات، وتعلوها شرفة خشبية وحيدة مربعة تغطيها مظلة خشبية.
كما يوجد بجوار الجامع من الناحية الغربية حجرتان مقببتان هما مقبرتان الأولى عرفت باسم العلائية والثانية بالنجمية، بحسب ما قال إمام الجامع.
والتربة العلائية وفيها ثلاثة قبور مسطحة خالية من الكتابة منها قبر الأمير علاء الدين بن زين الدين الذي استشهد في الدفاع عن دمشق أثناء الغزو الصليبي سنة 560 هـ، حيث نسبت له. وفي القبة أربع نوافذ وللتربة نافذة جنوبية كبيرة ونافذتان شرقيتان أحداها مكسورة وبابها غربي وبجواره نافذة غربية أيضاً.