زواج الصالونات في باكستان يسلب الفتيات حقهن في الرفض
استسلام للقدر
نيويورك – يعد زواج الصالونات أو الزيجات المرتبة من أكثر طرق الزواج المعتمدة في باكستان، حيث يختار كبار أفراد العائلات الزوج أو الزوجة المناسبة لابنهم أو ابنتهم.
وفي هذه الحالة لا يهمّ رأي الفتاة، على وجه الخصوص، بمن سترتبط به وأغلب الفتيات يجبرن على الزواج في سن مبكرة بشريك لا يعرفنه أو يرينه لمرة أو اثنتين. ولا تهتم أسرة الفتاة بأن تمنحها فرصة التعلم والتخرج أو العمل وأكثر ما يهمّ هو أن يتم التخلص منها بتزويجها.
وتحاول بعض الفتيات الباكستانيات من اللائي تعلمن وعملن وخاصة من اللائي كان بإمكانهن الهجرة والعيش خارج بلادهن واطلعن على ثقافات مختلفة عن ثقافة بلادهن، مقاومة ظاهرة زواج الصالونات وتحدي عادات الزيجات المرتبة بطرق مختلفة.
وقامت ناشرا بالاغاموالا، مصممة الألعاب الإلكترونية والتي تابعت تعليمها في كلية “رود آيلاند أوف ديزاين” للتصميم الأميركية وتعمل منذ تخرجها العام الماضي بشركة الألعاب “هاسبرو” التي تصمم ألعاب “مونوبولي” و”جينغا”، بتصميم لعبة أطلقت عليها اسم “أرينجد” سيتم إطلاقها الأسبوع المقبل على صفحة بموقعها الرسمي، وهي لعبة تتكون من ثلاث فتيات باكستانيات يحاولن تجنب الارتباط برجل، ويتّبعن تكتيكات وترتيبات أخرى حقيقية في اللعبة تساعد في النهاية على إيجاد الشخص المناسب.
واتخذت المصممة الباكستانية من هذه اللعبة طريقة لانتقاد زواج الصالونات والتعبير عن رفضها له وللواقع الذي تعيشه الفتيات الباكستانيات في ما يتعلق بالزواج.
وتقول بالاغاموالا في حديث مع صحيفة الغارديان البريطانية إنه في العام 2016 اقتربت منها امرأة مسنة أثناء حضورها حفل زفاف أقرب صديقتها في كراتشي وسألتها عن حالتها الاجتماعية ثم علقت محدقة فيها بدهشة “تبلغين من العمر 22 عاما ومازلت عزباء؟”. وعلقت بالاغاموالا عن ذلك قائلة “أصيبت المرأة بالصدمة عندما علمت أنني لا أعتزم الارتباط في وقت قريب، وغادرت المكان وهي غاضبة جدا”.
بالاغاموالا ستطلق لعبتها الأسبوع المقبل على صفحة بموقعها الرسمي وتعرضها للبيع على الإنترنت مقابل 30 دولارا أميركيا
وتواجه المرأة الباكستانية ضغوطا كثيرة من أجل أن تتزوج في سن مبكرة. لذلك ارتدت بالاغاموالا خاتم زواج مزيّفا، وقصت شعرها لتبدو أقل أنوثة، واكتسبت لونا أسمر في بشرتها لكي تبدو أقل جاذبية في عيون الرجال. وعمدت بالاغاموالا إلى القيام بذلك لأن والديها مارسا عليها الكثير من الضغوط لتزويجها.
وأوضحت أنها تريد تجنب زواج الصالونات هذا دون أن تغضب والديها. خاصة وأنهما يريدان أن تعود إلى كراتشي بعد تخرجها وفورا بعد أن تنتهي تأشيرة عملها التي تمتد لعام واحد فقط لكي تتزوج.
وتعرض بالاغاموالا لعبتها للبيع على الإنترنت مقابل 30 دولارا أميركيا، وستستفيد من العوائد لتجديد تأشيرة العمل وحجز تذاكر الطيران للولايات المتحدة.
وقالت “إذا وجدت نفسي في وضع مضطرة فيه إلى أن أتزوج، فإنني أريد جمع ما يكفيني من المال لكي أتمكن من المغادرة والعودة إلى الولايات المتحدة مرة أخرى. سيستغرق الأمر بضعة أشهر ولكن ستظل العودة هدفي”.
وتجبر بعض الأسر في المهجر بناتها على العودة إلى باكستان للزواج؛ فعلى سبيل المثال قام والدان بتخدير ابنتهما على متن طائرة لإجبارها على العودة، فيما هوجمت فتاة أخرى تبلغ من العمر 18 عاما بسائل حمضي حارق في وجهها لرفضها أحد عروض الزواج، كما شُنق عشيقان في تشاكوال لفرارهما معا، وتم حرق صديقهما البالغ من العمر 16 عاما حيا لأنه ساعدهما على الفرار.
وشاهدت بالاغاموالا أقرب صديقاتها وهن يعانين أمامها، فواحدة منهن حُبست في غرفتها وقدم الأهل إليها القليل من الطعام حتى وافقت على الزواج من شخص غريب. واضطرت صديقة أخرى إلى الزواج من شخص شاذ، لم يعلن أنه شاذ إلا بعد عام من الزواج.
وتتوقع بالاغاموالا أن يمارس والداها عليها ضغطا بشأن الزواج. وأضافت “صارعت كثيرا حتى حصلت على موافقة دراستي في الكلية. توسلت إليهما بأن يتركاني حتى أبلغ 21 عاما للنظر في بعض عروض الزواج”. وتصرّ بالاغاموالا على إجراء محادثات مباشرة مع كل من يتقدم لخطبتها كلما رتّب والداها موعدا لمقابلة أحدهم، وقالت “تسأل الفتيات عن الحقوق التي سيحصلن عليها بعد الزواج. مثل هل سوف تسمح لي بارتداء قميص دون أكمام؟ هل ستسمح لي بالقيادة؟ كم عدد الأطفال الذين يجب عليّ أن أُنجبهم؟”.
زيجات الصالونات أكثر طرق الزواج انتشارا في باكستان، حيث يختار كبار أفراد العائلات الزوج أو الزوجة المناسبة ولا يهم رأي الفتاة
وتتحكم بعض البطاقات في لعبة “أرينجد”، حيث تنتشر مجموعة من الخاطبين الذكور بشكل عشوائي على طاولة اللعبة وهناك ثلاث فتيات، والعمة التي تريد تزويج الشابات للخاطبين. وهي لعبة مستوحاة من الطرق المبتكرة التي تتجنّب بها بالاغاموالا زواج الصالونات، إما عن طريق إدخال الكحول إلى صورها عن طريق استخدام برنامج “الفوتوشوب” لإثارة استياء كبار السن، وإما عن طريق اكتساب بعض الوزن أو بالتحدث عن المستقبل المهني.
وتشير بالاغاموالا إلى أنها تكره استسلام الفتيات في باكستان لرجال يحبون النساء اللائي ينتمين فقط إلى المطبخ ليمارسوا عليهن هيمنتهم، والهدف من اللعبة هو الهروب من زواج الصالونات والعثور على الحب الحقيقي، والذي يتم العثور عليه من خلال بطاقة الصبي الذهبي في اللعبة. هذا الشخص المناسب الذي تحبه كل الفتيات فيدفعهن إلى الالتفاف حول العمة لطلب الزواج منه.
ولجذب الصبي الذهبي تبدأ الفتيات بعرض مواهبهن، كما قالت بالاغاموالا “يقلن مثلا أنا أصلي خمس مرات في اليوم، وأقضي وقتي كله في غرفة الصالون”. وتعكس اللعبة طريقة الزواج التقليدي ومقاومة الفتيات لها من خلال محاولتهن الوصول إلى التعرف على شخص يشعرن تجاهه بالانجذاب والحب ومحاولة التعبير عن ذواتهن والتعريف بمواهبهن وخصالهن.
الهدف من اللعبة هو إثارة النقاش حول موضوع زواج الصالونات حسب مصممتها بالاغاموالا. وتضيف أن هذا النوع من الزواج يحتاج مقاومة من الفتيات كلما استطعن “أعرف أن معظم الفتيات سيقبلن بالأمر الواقع باعتباره قدرهن. فهن غير متعلمات بالدرجة الكافية التي يدركن بها أنه لا يجب أن تتمحور حياتهن حول الانتقال إلى منزل الزوج”.
وبعد يوم من وصولها إلى كراتشي المتوقع أن يحدث الأسبوع المقبل، ستحضر بالاغاموالا حفل زفاف، وقد استعدت بعد أن قصت شعرها. وقالت “سيشككون في حياتي الجنسية أو سيعتقدون أنني أتبع الآن التقاليد الغربية. إنه أمر مرهق ذهنيا أن أُحارب زواج الصالونات في كل لحظة”.
استسلام للقدر
نيويورك – يعد زواج الصالونات أو الزيجات المرتبة من أكثر طرق الزواج المعتمدة في باكستان، حيث يختار كبار أفراد العائلات الزوج أو الزوجة المناسبة لابنهم أو ابنتهم.
وفي هذه الحالة لا يهمّ رأي الفتاة، على وجه الخصوص، بمن سترتبط به وأغلب الفتيات يجبرن على الزواج في سن مبكرة بشريك لا يعرفنه أو يرينه لمرة أو اثنتين. ولا تهتم أسرة الفتاة بأن تمنحها فرصة التعلم والتخرج أو العمل وأكثر ما يهمّ هو أن يتم التخلص منها بتزويجها.
وتحاول بعض الفتيات الباكستانيات من اللائي تعلمن وعملن وخاصة من اللائي كان بإمكانهن الهجرة والعيش خارج بلادهن واطلعن على ثقافات مختلفة عن ثقافة بلادهن، مقاومة ظاهرة زواج الصالونات وتحدي عادات الزيجات المرتبة بطرق مختلفة.
وقامت ناشرا بالاغاموالا، مصممة الألعاب الإلكترونية والتي تابعت تعليمها في كلية “رود آيلاند أوف ديزاين” للتصميم الأميركية وتعمل منذ تخرجها العام الماضي بشركة الألعاب “هاسبرو” التي تصمم ألعاب “مونوبولي” و”جينغا”، بتصميم لعبة أطلقت عليها اسم “أرينجد” سيتم إطلاقها الأسبوع المقبل على صفحة بموقعها الرسمي، وهي لعبة تتكون من ثلاث فتيات باكستانيات يحاولن تجنب الارتباط برجل، ويتّبعن تكتيكات وترتيبات أخرى حقيقية في اللعبة تساعد في النهاية على إيجاد الشخص المناسب.
واتخذت المصممة الباكستانية من هذه اللعبة طريقة لانتقاد زواج الصالونات والتعبير عن رفضها له وللواقع الذي تعيشه الفتيات الباكستانيات في ما يتعلق بالزواج.
وتقول بالاغاموالا في حديث مع صحيفة الغارديان البريطانية إنه في العام 2016 اقتربت منها امرأة مسنة أثناء حضورها حفل زفاف أقرب صديقتها في كراتشي وسألتها عن حالتها الاجتماعية ثم علقت محدقة فيها بدهشة “تبلغين من العمر 22 عاما ومازلت عزباء؟”. وعلقت بالاغاموالا عن ذلك قائلة “أصيبت المرأة بالصدمة عندما علمت أنني لا أعتزم الارتباط في وقت قريب، وغادرت المكان وهي غاضبة جدا”.
بالاغاموالا ستطلق لعبتها الأسبوع المقبل على صفحة بموقعها الرسمي وتعرضها للبيع على الإنترنت مقابل 30 دولارا أميركيا
وتواجه المرأة الباكستانية ضغوطا كثيرة من أجل أن تتزوج في سن مبكرة. لذلك ارتدت بالاغاموالا خاتم زواج مزيّفا، وقصت شعرها لتبدو أقل أنوثة، واكتسبت لونا أسمر في بشرتها لكي تبدو أقل جاذبية في عيون الرجال. وعمدت بالاغاموالا إلى القيام بذلك لأن والديها مارسا عليها الكثير من الضغوط لتزويجها.
وأوضحت أنها تريد تجنب زواج الصالونات هذا دون أن تغضب والديها. خاصة وأنهما يريدان أن تعود إلى كراتشي بعد تخرجها وفورا بعد أن تنتهي تأشيرة عملها التي تمتد لعام واحد فقط لكي تتزوج.
وتعرض بالاغاموالا لعبتها للبيع على الإنترنت مقابل 30 دولارا أميركيا، وستستفيد من العوائد لتجديد تأشيرة العمل وحجز تذاكر الطيران للولايات المتحدة.
وقالت “إذا وجدت نفسي في وضع مضطرة فيه إلى أن أتزوج، فإنني أريد جمع ما يكفيني من المال لكي أتمكن من المغادرة والعودة إلى الولايات المتحدة مرة أخرى. سيستغرق الأمر بضعة أشهر ولكن ستظل العودة هدفي”.
وتجبر بعض الأسر في المهجر بناتها على العودة إلى باكستان للزواج؛ فعلى سبيل المثال قام والدان بتخدير ابنتهما على متن طائرة لإجبارها على العودة، فيما هوجمت فتاة أخرى تبلغ من العمر 18 عاما بسائل حمضي حارق في وجهها لرفضها أحد عروض الزواج، كما شُنق عشيقان في تشاكوال لفرارهما معا، وتم حرق صديقهما البالغ من العمر 16 عاما حيا لأنه ساعدهما على الفرار.
وشاهدت بالاغاموالا أقرب صديقاتها وهن يعانين أمامها، فواحدة منهن حُبست في غرفتها وقدم الأهل إليها القليل من الطعام حتى وافقت على الزواج من شخص غريب. واضطرت صديقة أخرى إلى الزواج من شخص شاذ، لم يعلن أنه شاذ إلا بعد عام من الزواج.
وتتوقع بالاغاموالا أن يمارس والداها عليها ضغطا بشأن الزواج. وأضافت “صارعت كثيرا حتى حصلت على موافقة دراستي في الكلية. توسلت إليهما بأن يتركاني حتى أبلغ 21 عاما للنظر في بعض عروض الزواج”. وتصرّ بالاغاموالا على إجراء محادثات مباشرة مع كل من يتقدم لخطبتها كلما رتّب والداها موعدا لمقابلة أحدهم، وقالت “تسأل الفتيات عن الحقوق التي سيحصلن عليها بعد الزواج. مثل هل سوف تسمح لي بارتداء قميص دون أكمام؟ هل ستسمح لي بالقيادة؟ كم عدد الأطفال الذين يجب عليّ أن أُنجبهم؟”.
زيجات الصالونات أكثر طرق الزواج انتشارا في باكستان، حيث يختار كبار أفراد العائلات الزوج أو الزوجة المناسبة ولا يهم رأي الفتاة
وتتحكم بعض البطاقات في لعبة “أرينجد”، حيث تنتشر مجموعة من الخاطبين الذكور بشكل عشوائي على طاولة اللعبة وهناك ثلاث فتيات، والعمة التي تريد تزويج الشابات للخاطبين. وهي لعبة مستوحاة من الطرق المبتكرة التي تتجنّب بها بالاغاموالا زواج الصالونات، إما عن طريق إدخال الكحول إلى صورها عن طريق استخدام برنامج “الفوتوشوب” لإثارة استياء كبار السن، وإما عن طريق اكتساب بعض الوزن أو بالتحدث عن المستقبل المهني.
وتشير بالاغاموالا إلى أنها تكره استسلام الفتيات في باكستان لرجال يحبون النساء اللائي ينتمين فقط إلى المطبخ ليمارسوا عليهن هيمنتهم، والهدف من اللعبة هو الهروب من زواج الصالونات والعثور على الحب الحقيقي، والذي يتم العثور عليه من خلال بطاقة الصبي الذهبي في اللعبة. هذا الشخص المناسب الذي تحبه كل الفتيات فيدفعهن إلى الالتفاف حول العمة لطلب الزواج منه.
ولجذب الصبي الذهبي تبدأ الفتيات بعرض مواهبهن، كما قالت بالاغاموالا “يقلن مثلا أنا أصلي خمس مرات في اليوم، وأقضي وقتي كله في غرفة الصالون”. وتعكس اللعبة طريقة الزواج التقليدي ومقاومة الفتيات لها من خلال محاولتهن الوصول إلى التعرف على شخص يشعرن تجاهه بالانجذاب والحب ومحاولة التعبير عن ذواتهن والتعريف بمواهبهن وخصالهن.
الهدف من اللعبة هو إثارة النقاش حول موضوع زواج الصالونات حسب مصممتها بالاغاموالا. وتضيف أن هذا النوع من الزواج يحتاج مقاومة من الفتيات كلما استطعن “أعرف أن معظم الفتيات سيقبلن بالأمر الواقع باعتباره قدرهن. فهن غير متعلمات بالدرجة الكافية التي يدركن بها أنه لا يجب أن تتمحور حياتهن حول الانتقال إلى منزل الزوج”.
وبعد يوم من وصولها إلى كراتشي المتوقع أن يحدث الأسبوع المقبل، ستحضر بالاغاموالا حفل زفاف، وقد استعدت بعد أن قصت شعرها. وقالت “سيشككون في حياتي الجنسية أو سيعتقدون أنني أتبع الآن التقاليد الغربية. إنه أمر مرهق ذهنيا أن أُحارب زواج الصالونات في كل لحظة”.