هل تُفسد هوليوود سيرة نجومها بترشيحات رديئة ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل تُفسد هوليوود سيرة نجومها بترشيحات رديئة ؟


    هل تُفسد هوليوود سيرة نجومها بترشيحات رديئة لأبطال أفلام «دوريس داي» و«هيدي لامار» و«أودري هيبورن»؟






    «سينماتوغراف» ـ متابعات
    تجتاح هوليوود حُمى موضة إعادة إنتاج القديم؛ مثل إنتاج أجزاء مُكملة لأعمال ناجحة، أو تجسيد شخصيات نجوم الحقبة السينمائية القديمة في أفلام ومسلسلات جديدة، والأمر المثير للدهشة والسخرية هو الترشيحات الغريبة لممثلين إمكاناتهم التمثيلية متواضعة مثل “جال جادوت” و”كريس إيفانز” و”أنا دي أرماس” و”روني مارا” لأداء أدوار أيقونات هوليوود مثل “هيدي لامار”، و”جين كيلي”، و”مارلين مونرو”، و”أودري هيبورن” وو”فرانك سيناترا“.
    أخر أخبار الجديد في هوليوود هو خبر عن إعادة إنتاج فيلم To Catch a Thief “القبض على اللص”، وهو أحد أشهر أفلام المخرج “ألفريد هيتشكوك”، ومن إنتاج شركة باراماونت عام 1955، وقام ببطولته “كاري جرانت” في دور لص مجوهرات مُعتزل يبحث عن لص يقوم بتقليد أسلوبه، ويقع في غرام الفتاة الأرستقراطية “جريس كيلي” ، وتدور أحداث الفيلم في فرنسا، وهو من أعمال “هيتشكوك” التي تميزت بالأجواء الكوميدية، والمشاهد الخارجية الجذابة التي تم إلتقاطها في كان ونيس وشواطىء الجنوب الفرنسي، وحصل الفيلم على أوسكار التصوير.
    وقد بدأت “أيلين جونز” في كتابة سيناريو الفيلم الجديد، بينما تستعد الممثلة “جال جادوت” لبطولة وإنتاج هذه النسخة بالتعاون مع شركة باراماونت، وستقوم بأداء الشخصية التي قدمتها سابقاً “جريس كيلي”؛ وهذا جعلها هدفاً لسخرية وهجوم جمهور السوشيال ميديا من عُشاق الفيلم الأصلي؛ فطلة “جال جادوت” الجامدة على الشاشة في أعمال مثل Wonder Woman و Red Notice لا تُقارن بجاذبية وأنوثة طلة “جريس كيلي” على الشاشة. فيلم To Catch a Thief تم إقتباسه منذ ثلاث سنوات، في مسلسل إسباني حمل نفس عنوان الفيلم، لكنه لم يحظ بشهرة كبيرة.
    جال جادوت” تستعد أيضاً لتجسيد سيرة الممثلة الشهيرة “هيدي لامار”، في مسلسل قصير من ثمان حلقات، وتُشارك “جادوت” في إنتاجه مع شبكة أبل، وهذا يُفسر الهجوم المتتالي عليها؛ فقد يهون الأمر في حالة إعادة فيلم بممثلين جدد، ولكن الأمر صعب تخيله مع تجسيدها شخصية معروفة، ولكن ملامحها وهيئتها بعيدة عنها كثيراً، وحتى مع قدرة الماكياج والجرافيك على علاج هذه الإختلافات، يصعب أن يتخيل الجمهور أن تقوم ممثلة محدودة الموهبة بتقمص شخصية ذات كاريزما إستثنائية مثل “هيدي لامار“.
    منذ سنوات جسدت “رينيه زيلوجر” شخصية الممثلة “جودي جارلاند” في فيلم Judy، وكان تحديا صعبا وكبيرا لها، لكن “زيلوجر” صنعت حالة فنية متوهجة على الشاشة، وصنعت نُسخة سينمائية تجمع بين تصوير ملامح الشخصية الأصلية والتعبير عن إنفعالاتها الشخصية، ونفس هذا التحدي تواجهه “نيكول كيدمان” حالياً، بعد تجسيدها شخصية الممثلة “لوسيل بال” في فيلم Being the Ricardos ويحكي الفيلم كواليس أزمة نجمة التليفزيون في الخمسينيات “لوسيل بال” وزوجها “ديسي أرماز”، وهى أزمة تُهدد علاقتهما الزوجية ومسيرتهما الفنية والمسلسل الناجح الذي كانا يتشاركان بطولته في منتصف الخمسينيات، ورغم فوز “كيدمان” مؤخراً بجائزة جولدن جلوب كأفضل ممثلة عن أداء شخصية “لوسيل بال”، لكن تلك الجائزة لا تمحو الفرق الكبير بينها وبين “لوسيل” الممثلة، خاصة أن الفيلم يحتوي على إعادة تجسيد كثير من المشاهد التي قدمتها أمام الكاميرا، و”لوسيل” ممثلة كوميدية ولها طلة مرحة خفيفة بعيدة عن أداء “كيدمان” الذي يميل للعصبية، سواء في التعبير عن الإنفعالات الداخلية أو الخارجية، وهذا جعل تجسيدها من سنوات لشخصية “جريس كيلي” في فيلم “جريس من موناكو” كارثياُ، وبعيد إلى حد كبير عن هيئة وأداء “جريس كيلي”، وقبل ترشيح “نيكول كيدمان” قامت الممثلة “ديبورا ميسي” بعمل ماكياج لشخصية “لوسيل”، وبدت قريبة الشبه بها إلى حد كبير، ولكن الدور ذهب لكيدمان في نهاية الأمر.
    ما حدث مع “نيكول كيدمان” يتكرر الآن مع الممثلة الشابة “روني مارا”، المُرشحة لتجسيد شخصية الممثلة “أودري هيبورن”، ولا يوجد شىء يُمكن أن يربط بين المرأتين سوى الملامح الدقيقة والجسد النحيل، وسيكون الأمر مُرهقاً للماكيير لتحويل ملامح وجه “روني” الحادة لتشبه ملامح وجه “أودري” المُشرقة، وربما تبدو ملامح الممثلة “ليلي كولينز” أقرب لأودري من ناحية الشكل، ولكن هذا قرار هوليوود، وفي كل الأحوال مُحاكاة شخصية “أودري هيبورن” على الشاشة أمر شديد الصعوبة.
    أزمة تجسيد سيرتي كل من “جين كيلي” و”فريد استير” في عملين منفصلين تتجاوز الجدل حول ملائمة الممثل المُرشح لتجسيد الدور؛ فكلا من النجمين الراحلين أوصى بعدم تجسيد شخصيته في أى عمل فني، وهذا يجعل إنتاج فيلمين عنهما عدم إحترام لوصية أشخاص رحلوا عن عالمنا، وقد رفض “فريد أستير” أثناء حياته بيع حق إنتاج فيلم عنه، وصرح أن يرفض الفكرة مهما كان الثمن، ولكن الممثل الشاب “توم هولاند” صرح مؤخراً أنه سيجسد شخصية “أستير” في فيلم قادم، كما صرح الممثل “كريس إيفانز” أنه سيقوم بتأليف وبطولة فيلم عن الممثل والراقص “جين كيلي”، ورغم ردود الفعل المُستهجنة على مواقع التواصل الإجتماعي توالت أخبار عن ترشيح الممثلة “آنا دي أرماس” لتجسيد شخصية “مارلين مونرو”، وكالي كوكو” لتجسيد شخصية “دوريس داى”، و”ماومي آكي” لتجسيد شخصية “ويتني هيوستن”، ويبدو الأمر كما لو أن هوليوود تفتقر لقصص جديدة وحكايات جذابة لموضوعات أفلامها، وأفلست درامياً؛ فبدأت تُنقب في دراما حياة نجوم السينما الكلاسيكية.

يعمل...
X