اسكتشات الأردني صالح أبوشندي صور بالأبيض والأسود أبطالها أمكنة مستقبلية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اسكتشات الأردني صالح أبوشندي صور بالأبيض والأسود أبطالها أمكنة مستقبلية

    اسكتشات الأردني صالح أبوشندي صور بالأبيض والأسود أبطالها أمكنة مستقبلية




    الثلاثاء 2022/08/23




    الأماكن أبطال أعمال الفنان


    عمان – وضع الفنان التشكيلي الأردني صالح أبوشندي بصمته في مجال رسم المكان وإبراز جمالياته التراثية والحضارية، والتركيز على تجلياته الروحية، من خلال لوحات جسد فيها أجواء المدينة والريف والصحراء.
    ويستخدم أبوشندي في إنجاز لوحاته أسلوب الرسم السريع بالأبيض والأسود (الاسكتش)، أو بالألوان المائية، وهو الأسلوب الذي اتبعه أيضا في رسم بورتريهات بالحبر الأسود لشخصيات يعبر حضورها عن روح المكان وجوهره، فهذا رجل من الصحراء، وذلك رجل يعمل في الميكانيك، وتلك امرأة مبارزة بالسيف، وذاك رجل يجوب الشوارع معتقدا أنه نابليون. وقد التقط الفنان في كل من هذه الوجوه سمة تشير إلى صراع الإنسان مع الوجود منذ تفتح وعيه على الحياة.
    قدم أبوشندي، عبر مسيرة مع الفن بدأت قبل قرابة خمسة عقود، لوحات متخيلة لمدينة عمان. ومن تلك اللوحات ما رسمه ليعبر عن أماكن قد تصبح موجودة مستقبلا في المدينة، ومنها: مجمع الابتكارات والاختراعات، ومنارة بأشعة “ليزر” تشرف على الأردن بأكمله، وساعة كبيرة كقبة سماوية، والقاطرة الكهرومغناطيسية، والقاطرة الهوائية بين جبل القلعة وجبل الجوفة، والجسر المعلق بين منطقة الأشرفية وجبل عمان، كل هذه التفاصيل تخيل الفنان وجودها ورسمها كنوع من استشراف المستقبل الذي قد تتجسد فيه هذه الأماكن على أرض الواقع.
    درس أبوشندي في معهد الفنون بدمشق على أيدي الفنانين نذير نبعة وميشيل كرشة وغيرهما، ثم التحق في عام 1964 بمعهد الفنون في القاهرة، ونال شهادة الدكتوراه في الغرافيك عام 1999 من الهند، وهناك تعرف على نمط جديد من الألوان وعلى ما تزخر به مشاهد الحياة من تفاصيل، إضافة إلى الأبعاد الروحية التي تجلت في أعماله بشكل بارز بعد ذلك.
    وعشق أبوشندي أعمال الزخرفة الدقيقة وما يتصل بها من أشكال تقوم على المنمنمات الصغيرة والتراكيب الشكلية الهندسية، ويمكن ملاحظة ذلك في أعمال له استندت إلى الشكل الهندسي بينما هي تحتفي بالسنابل والأزهار والطيور والخيول والعمارة، إضافة إلى استخدامه النمط الزخرفي في رسم الأماكن، وكذلك في اللوحات التي تنتمي إلى المدرسة الحروفية، إذ فتن الفنان بجماليات الحرف العربي وبالخطوط المتنوعة.
    ​☚ الفنان يتخيل تفاصيل وأماكن من المستقبل ويرسمها كنوع من الاستشراف الذي قد يتحقق على أرض الواقعويمثل الشكل الهندسي في عدد من لوحاته الخطوط الواضحة للمشهد العام الذي يرسمه، حيث يصبح الرأس دائرة، والأطراف مربعة، والأشجار كالمثلثات والمستطيلات.
    وفي عدد من لوحاته يرسم أبوشندي مجاميع بشرية تعبر عن موضوعات عدة تتصل بمفاهيم التعايش، وتدعو إلى الابتعاد عن الفتن التي صورها كأنها أفاع تحوم بين الناس، داعيا إلى التآلف والتكاتف بين البشر، ضمن لوحات تنتشر فيها الأجساد كأنها ظلال، وبوضعيات جسدية مختلفة، منها ما يقف بشكل رأسي ومنها ما يقف بشكل عمودي. وفي عدد من هذه اللوحات يختار الفنان الألوان الباهتة والمطفأة، وأحيانا يمرر عليها ضربات تترك أثرا كالكشط.
    ويظهر في مثل تلك الأعمال تأثر أبوشندي بالحضارات المتعاقبة على المنطقة ورموزها، إذ تذكّر بعض الأشكال البشرية لديه برسومات الإنسان الأول على جدران الكهوف.
    وتكتب الناقدة ضحى عبدالرؤوف المل أن أعمال الفنان تعبر عن “انصهار واستدلال وتجديد في مساحات تمتدّ كأنها الوطن المتخيّل والمكتشف من جديد، إذ تتوضح المعالم الإنسانية بين شكل وشكل وفراغ وفراغ، وحتى بين الفواتح والغوامق من الألوان التي يمنحها قوة التغلغل والتناقضات التي توحي بهموم الجماعات الإنسانية متناسيا الحروب، وإن أشار إليها باستبطان من خلال الأضداد والتباين، كأنه وسط متاهة الموت والحياة”.
    وللفنان أبوشندي دور فعال في مجال الدورات والمسابقات التربوية المتطورة، إضافة إلى مؤتمرات التربية الفنية وتطوير مناهج التربية الفنية الخاصة بوزارة التربية والتعليم الأردنية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي. إذ لا يتوقف دوره في حدود أعماله التي ينجزها بوعي حاد وبدقة العارف بمحتوى رسالته، بل يحاول أن يفتح آفاقا أخرى في عالم الفن التشكيلي من الباب الأكاديمي، تشجيعا على خلق توجهات جديدة في الفن التشكيلي.





يعمل...
X