«تمبكتو» يفتتح «أيام بيروت» تحت شعار «السينما والدين»
بيروت ـ الوكالات: «سينماتوغراف»افتتحت الدورة الثامنة من مهرجان أيام بيروت السينمائية بفيلم «تمبكتو» للمخرج عبدالرحمن سيساكو، بحضور الممثل الرئيسي للفيلم إبراهيم أحمد المعروف بـ”بينوPino “.الفيلم شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان «كان» السينمائي الدولي 2014، وفاز بسبع جوائز سيزار (أفضل فيلم، أفضل مخرج، أفضل صوت، أفضل موسيقى، أفضل مونتاج، أفضل صورة، أفضل سيناريو)، كما رشّح لنيل جائزة الأوسكار عن أفضل فيلم باللغة الأجنبية.تدور أحداث الفيلم في موريتانيا، وقد استوحاها المخرج من قصة رجم علني حقيقية لعاشقين نفذتها الحركات المتطرفة التي باتت تحكم البلاد حالياً، ويظهر الفيلم صعوبة تعايش الأهالي مع النظام الديني الذي حظر الموسيقى والضحك والسجائر وكرة القدم، ومع الأحكام العبثية التي تصدرها المحاكم المتطرفة.السينما والدينواختار المهرجان لهذه الدورة موضوع «السينما والدين»، ويتضمّن البرنامج أكثر من 40 فيلماً مختاراً بين طويل وقصير وروائي ووثائقي.في هذا الإطار، تستضيف أيام بيروت السينمائية الفيلم الروسي «ليفياتان» للمخرج أندريه زياجينتسيف، الذي يعالج موضوع الدين والمسامحة، وحاز الفيلم على جائزة «غولدن غلوب»، ورشّح لجائزة الأوسكار، كما حاز على جائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان السينمائي الدولي، وجائزة أفضل فيلم في مهرجان لندن السينمائي.ماذا يجري في سوريا.. أفلام بعدسات الأهالي نقلها مخرجون سوريونماذا يجري في سوريا؟ هذا ما تنقله إلى الجمهور اللبناني عدسة مخرجين سوريين من خلال أفلام جديدة عدة تتناول موضوع الحرب، مثل فيلم «العودة إلى حمص» لطلال الدركي، وفيلم «الرقيب الخالد» لزياد كلثوم، وفيلم «أنا مع العروسة» للمخرجين الإيطاليين أنطونيو أغوغليارو وغابريللي دي غراندي والفلسطيني خالد الناصري.كما يستضيف «أيام بيروت السينمائية» مخرجَيْن مهمّيْن من سوريا، هما المخرج أسامة محمد وفيلمه «ماء الفضة» الذي أدرج ضمن لائحة «مهرجان كان» الرسمية – خارج المنافسة، ومحمد ملص وفيلمه «سلّم إلى دمشق»، وهو الفيلم الذي يختتم فيه المهرجان يوم السبت المقبل في الواحد والعشرين من مارس، ومن ثم يبدأ عرضه التجاري في دور السينما اللبنانية.ويخصّص مهرجان الأفلام العربية أمسية مُهداة إلى مخيّم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا من خلال فيلم «شباب اليرموك» للمخرج الفرنسي أكسيل سالفاتوري-سينز، وفيلم «رسائل من اليرموك» للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي الذي أدرج على اللائحة الرسمية لمهرجان دبي السينمائي الدولي.المرأة العربية والسينماوفي هذه الدورة للمرأة وقضاياها في العالم العربي محطة أيضاً، فمن مصر تأتي المخرجة الشابة نادين صليب لتقدم فيلمها الوثائقي الطويل «أم غايب» الذي يعالج موضوع العقم عند المرأة وطوقها للشعور بالأمومة في المجتمعات المصرية.تضاف دولة اليمن إلى الخارطة السينمائية للأفلام من خلال فيلم «أنا نجوم بنت العاشرة ومطلّقة» للمخرجة اليمنية خديجة السلامة والمقتبس عن الفيلم عن الرواية الشهيرة «نجود» التي تناولت واقع المرأة اليمنية وتزويج القاصرات.أما المغرب فيحل ضيفاً مميّزاً على المهرجان هذه السنة من خلال عرض فيلم «إطار الليل» للمخرجة تالا حديد، والذي شارك في أكثر من مهرجان دولي وعربي، ويتحدث الفيلم عن قصة عائشة وهي شابة يتيمة، تؤخذ من منزلها في تلال جبال الأطلس ليتم بيعها إلى أن تجد نفسها تحت رحمة رجل مجرم، تلتقي عائشة بزكريا وهو كاتب مغربي عراقي ترك كل شيء للبحث عن أخيه المفقود، وهناك تبدأ رحلته عبر المغرب ثم اسطنبول فالعراق.السينما اللبنانيةوللسينما اللبنانية حصة كبيرة في هذا المهرجان من خلال عرض عدد كبير من الأفلام. ومنها فيلم «الوادي» للمخرج اللبناني غسان سلهب الذي شارك في مهرجانات دولية عدة، منها مهرجان تورونتو، ومهرجان أبوظبي حيث نال جائزة أفضل مخرج، ومهرجان قرطاج، ومهرجان دبي ومهرجان برلين، وقد أعرب سلهب عن فرحته بعرض فيلمه في الصالات اللبنانية أمام جمهوره اللبناني، كونه الهدف الأول والأخير من أعماله الفنية.أما المخرج والكاتب اللبناني باسم بريش فعرض فيلمه القصير «سايبة» الذي شارك أيضاً في عدة مهرجانات دولية وعربية، ويتحدث عن إشكالية تتعرض لها إحدى البلدات الجنوبية حين تقطع بقرة الحدود من إسرائيل إلى جنوب لبنان، ويتناول الفيلم بقالب خفيف كيف يتعامل الأهالي وقوات الطوارئ الدولية مع هذه المشكلة.وشارك في المهرجان ثمانية عشر فيلماً وثائقياً، من بينهم «المرحلة الرابعة» للبناني أحمد غصينيتحدث عن السحر والشعوذة من خلال تجربة حقيقية عاشها المخرج، وفي مقابلة مع “العربية.نت” أكد غصين أهمية الأفلام الوثائقية في الآونة الأخيرة، إذ باتت حاضرة بقوة في المهرجانات العربية والعالمية.
كلاسيكيات أيام بيروت السينمائية
وكرّم مهرجان أيام بيروت السينمائية النجمتين الراحلتين صباح وفاتن حمامة من خلال عرض الفيلم الأول لصباح في مصر «القلب لو واحد» (1945) من إنتاج آسيا داغر، وإخراج هنري بركات، وفيلم «أفواه وأرانب» لبركات أيضاً.