ذكريات حياتيه: كمال الشناوي.. «جان» العصر الذهبي للسينما المصرية
«سينماتوغراف» ـ انتصار درديربين أن يكون الفنان ممثلا وأن يحقق النجومية مسافة شاسعة لا يقطعها إلا الموهوبون حقاً.. المؤهلون لها واذا كان هناك فنان يستحق لقب «نجم» عن جدارة فهو كمال الشناوي بلا منازع.. فقد تربع علي عرش النجومية لأكثر من نصف قرن (26 ديسمبر 1921 – 22 أغسطس 2011)، وظل فيها الأكثر جماهيرية والأعلي أجرا وصاحب الحضور الطاغي، وكان كمال الشناوي يدرك ذلك وقد استطاع بذكائه أن يحافظ علي نجوميته حتي اللحظات الأخيرة في حياته.كان كمال الشناوي يسكن في الجيزة أمام مدرسة الأورمان الثانوية للبنات وكانت التلميذات الصغيرات يقفن أمام المدرسة يتطلعن إلي اللحظة التي يظهر فيها كمال الشناوي في شرفة شقته أو يستقل سيارته المكشوفة ليلوحن له أو يحصلن علي توقيع بخط يده.وحين زرته قبل وفاته بعامين في بيته اطمئن عليه بعد وعكة صحية ألمت به قال لي «اخترت أن أسكن في هذه العمارة منذ الخمسينيات وكانت تعرف في شارع الجيزة كله بأنها «عمارة كمال الشناوي»، حيث كانت تطل علي النيل قبل أن ترتفع المباني الشاهقة أمامها.. وكان المنظر بديعا.. وفي وقت من الأوقات كان بامكاني أن انتقل إلي فيلا كبيرة أو أن اشتري قطعة أرض وكانت الأراضي وقتها تبحث عمن يشتريها خاصة بعد ظهور المدن الجديدة وازدحام القاهرة بشكل مثير لكنني لم أفعل.. وظللت أقيم في نفس الشقة وشعرت بالندم لانني لم أعد أجد راحتي في هذا المكان وقد اضطررت قبل أيام لتحرير محضر ضد أحد السكان الذي يجري تجديدات في شقته ولا يحلو له ذلك إلا في الأوقات التي أخلد فيها للراحة فلم أعد أجد الراحة في بيتي واصبحت طلبا عزيز المنال.. وكلما ألحت علّي زوجتي بالانتقال لمكان آخر أقول لها «لقد أصبح قرارا متأخرا».مساحة الندم التي شعر بها النجم القدير في حياته لم تتسلل أبدا إلي فنه فقد ظل راضيا سعيدا مزهوا بما حققه من نجومية عريضة.. حيث كان لديه شعور غامض بأنه سوف يصبح ممثلا شهيرا.. وكانت ثقته في موهبته بلا حدود بل إنه حين رشحه المخرج نيازي مصطفي لبطولة أول أفلامه «غني حرب» عام 1947 طلب أجرا قدره خمسمائة جنيه وثار المنتج ثورة عارمة فقد كان هذا الأجر أكبر من اجور الممثلين الكبار في عصره، وتدخل نيازي مصطفي وأقنعه بأن يحصل علي مائة جنيه مؤكدا له بثقة غدا سوف تضع شروطك، وبالفعل انتقل الشناوي من نجاح إلي نجاح ليصبح بطلا ل272 فيلما سينمائيا بخلاف مسلسلاته التليفزيونية الناجحة.وقد قال لي كمال الشناوي: لم أقدم أي دور إلا اذا كنت مقتنعا به ومؤمنا بقدرتي علي أدائه ولم أندم علي عمل قدمته.. فكل دور أديته أنا سعيد به واشكر الله دائما أن أعطاني العمر لكي أعيش حياة عريضة واكتشف أن الحياة حلوة.. لقد كنت دائما في حالة تصالح مع نفسي وكنت محظوظا لأن أيامي كانت حلوة وقد مثلت وأنتجت وكتبت سيناريوهات لأفلامي.. وقدمت برنامجا ناجحا بداية ارسال التليفزيون بعنوان «صور وحكايات».. كما انني كنت محظوظا بنجوم عصري.ورغم انه بدأ مشواره الفني بأدوار الفتي الأول «الجان» فإنه لم يقع أبدا أسيرا لهذه الشخصية بل تمرد عليها وقدم أدوارا كشفت عن قدراته الكبيرة كممثل وفي الاستفتاء الذي اجراه مهرجان القاهرة السينمائي لاختيار أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما وقع الاختيار علي خمسة أفلام لعب بطولتها كمال الشناوي وهي اللص والكلاب والمستحيل، أمير الانتقام، الرجل الذي فقد ظله، الكرنك.واذا كان كمال الشناوي قد ظهر وسط نجوم العصر الذهبي للسينما مثل رشدي أباظة وشكري سرحان وفريد شوقي وعمر الشريف، فقد كانت نجمات عصره فاتن حمامة وشادية ونادية لطفي وقد جمعه 23 فيلما مع الفنانة شادية. وكونا ثنائيا فنيا رائعا حقق نجاحا جماهيريا كبيرا جعل المنتجين يتهافتون علي التعاقد معهما.. وقال كمال الشناوي: لقد كان القدر وراء ارتباطي بشادية وقد اسهم كل منا في شهرة الآخر.. فقد كنا «لايقين علي بعض» وكانت مساحة التفاهم بيننا كبيرة وقد ظلت شادية هي الأقرب إلي قلبه ونفسه لقد كانت رفيقة كفاح وفنانة رائعة وقد ظلت رغم سنوات اعتزالها هي أكثر من يسأل عني.اما الفنان سمير صبري فقد ظل حريصا علي ان يهنئه بعيد ميلاده بباقة ورد كل عام .. وكان كمال الشناوي قد تزوج من شقيقة شادية عفاف شاكر ولم يستمر زواجه بها سوي وقت قصير ولم يؤثر انفصاله عنها علي علاقته بشادية بل استمرا في تقديم أفلامهما معا.
«سينماتوغراف» ـ انتصار درديربين أن يكون الفنان ممثلا وأن يحقق النجومية مسافة شاسعة لا يقطعها إلا الموهوبون حقاً.. المؤهلون لها واذا كان هناك فنان يستحق لقب «نجم» عن جدارة فهو كمال الشناوي بلا منازع.. فقد تربع علي عرش النجومية لأكثر من نصف قرن (26 ديسمبر 1921 – 22 أغسطس 2011)، وظل فيها الأكثر جماهيرية والأعلي أجرا وصاحب الحضور الطاغي، وكان كمال الشناوي يدرك ذلك وقد استطاع بذكائه أن يحافظ علي نجوميته حتي اللحظات الأخيرة في حياته.كان كمال الشناوي يسكن في الجيزة أمام مدرسة الأورمان الثانوية للبنات وكانت التلميذات الصغيرات يقفن أمام المدرسة يتطلعن إلي اللحظة التي يظهر فيها كمال الشناوي في شرفة شقته أو يستقل سيارته المكشوفة ليلوحن له أو يحصلن علي توقيع بخط يده.وحين زرته قبل وفاته بعامين في بيته اطمئن عليه بعد وعكة صحية ألمت به قال لي «اخترت أن أسكن في هذه العمارة منذ الخمسينيات وكانت تعرف في شارع الجيزة كله بأنها «عمارة كمال الشناوي»، حيث كانت تطل علي النيل قبل أن ترتفع المباني الشاهقة أمامها.. وكان المنظر بديعا.. وفي وقت من الأوقات كان بامكاني أن انتقل إلي فيلا كبيرة أو أن اشتري قطعة أرض وكانت الأراضي وقتها تبحث عمن يشتريها خاصة بعد ظهور المدن الجديدة وازدحام القاهرة بشكل مثير لكنني لم أفعل.. وظللت أقيم في نفس الشقة وشعرت بالندم لانني لم أعد أجد راحتي في هذا المكان وقد اضطررت قبل أيام لتحرير محضر ضد أحد السكان الذي يجري تجديدات في شقته ولا يحلو له ذلك إلا في الأوقات التي أخلد فيها للراحة فلم أعد أجد الراحة في بيتي واصبحت طلبا عزيز المنال.. وكلما ألحت علّي زوجتي بالانتقال لمكان آخر أقول لها «لقد أصبح قرارا متأخرا».مساحة الندم التي شعر بها النجم القدير في حياته لم تتسلل أبدا إلي فنه فقد ظل راضيا سعيدا مزهوا بما حققه من نجومية عريضة.. حيث كان لديه شعور غامض بأنه سوف يصبح ممثلا شهيرا.. وكانت ثقته في موهبته بلا حدود بل إنه حين رشحه المخرج نيازي مصطفي لبطولة أول أفلامه «غني حرب» عام 1947 طلب أجرا قدره خمسمائة جنيه وثار المنتج ثورة عارمة فقد كان هذا الأجر أكبر من اجور الممثلين الكبار في عصره، وتدخل نيازي مصطفي وأقنعه بأن يحصل علي مائة جنيه مؤكدا له بثقة غدا سوف تضع شروطك، وبالفعل انتقل الشناوي من نجاح إلي نجاح ليصبح بطلا ل272 فيلما سينمائيا بخلاف مسلسلاته التليفزيونية الناجحة.وقد قال لي كمال الشناوي: لم أقدم أي دور إلا اذا كنت مقتنعا به ومؤمنا بقدرتي علي أدائه ولم أندم علي عمل قدمته.. فكل دور أديته أنا سعيد به واشكر الله دائما أن أعطاني العمر لكي أعيش حياة عريضة واكتشف أن الحياة حلوة.. لقد كنت دائما في حالة تصالح مع نفسي وكنت محظوظا لأن أيامي كانت حلوة وقد مثلت وأنتجت وكتبت سيناريوهات لأفلامي.. وقدمت برنامجا ناجحا بداية ارسال التليفزيون بعنوان «صور وحكايات».. كما انني كنت محظوظا بنجوم عصري.ورغم انه بدأ مشواره الفني بأدوار الفتي الأول «الجان» فإنه لم يقع أبدا أسيرا لهذه الشخصية بل تمرد عليها وقدم أدوارا كشفت عن قدراته الكبيرة كممثل وفي الاستفتاء الذي اجراه مهرجان القاهرة السينمائي لاختيار أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما وقع الاختيار علي خمسة أفلام لعب بطولتها كمال الشناوي وهي اللص والكلاب والمستحيل، أمير الانتقام، الرجل الذي فقد ظله، الكرنك.واذا كان كمال الشناوي قد ظهر وسط نجوم العصر الذهبي للسينما مثل رشدي أباظة وشكري سرحان وفريد شوقي وعمر الشريف، فقد كانت نجمات عصره فاتن حمامة وشادية ونادية لطفي وقد جمعه 23 فيلما مع الفنانة شادية. وكونا ثنائيا فنيا رائعا حقق نجاحا جماهيريا كبيرا جعل المنتجين يتهافتون علي التعاقد معهما.. وقال كمال الشناوي: لقد كان القدر وراء ارتباطي بشادية وقد اسهم كل منا في شهرة الآخر.. فقد كنا «لايقين علي بعض» وكانت مساحة التفاهم بيننا كبيرة وقد ظلت شادية هي الأقرب إلي قلبه ونفسه لقد كانت رفيقة كفاح وفنانة رائعة وقد ظلت رغم سنوات اعتزالها هي أكثر من يسأل عني.اما الفنان سمير صبري فقد ظل حريصا علي ان يهنئه بعيد ميلاده بباقة ورد كل عام .. وكان كمال الشناوي قد تزوج من شقيقة شادية عفاف شاكر ولم يستمر زواجه بها سوي وقت قصير ولم يؤثر انفصاله عنها علي علاقته بشادية بل استمرا في تقديم أفلامهما معا.