مهارات التفكير الإبداعي: ​​تعريفها وخصائصها، وكيفية تنميتها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مهارات التفكير الإبداعي: ​​تعريفها وخصائصها، وكيفية تنميتها

    مهارات التفكير الإبداعي: ​​تعريفها وخصائصها، وكيفية تنميتها


    مهارات التفكير الإبداعي
    التفكير الإبداعي هو مهارة تحظى بإعجاب كبير في مختلف المجالات، وذلك لأن المهارات الإبداعية تسمح بإبداع أعمال ووجهات نظر جديدة تساعد على مواجهة المواقف وحل المشكلات بصورة مدهشة. ولهذا وعدد من الأسباب الأخرى يسعى الكثير إلى تنمية مهارات التفكير الإبداعي.
    ما هي مهارات التفكير الإبداعي؟

    يولد الفكر الإبداعي من مزيج من مفهومين موجودين مسبقاً، أولهما الفكر، ويعني القدرة على تكوين صور ذهنية وأفكار لوقائعك الخاصة، وثانيهما الإبداع، وهو القدرة على خلق أو هندسة شيء ما. يولد الفكر الإبداعي من اتحاد كلا المفهومين، أي الخلق العقلي لأفكار أو نماذج أو مفاهيم جديدة تستجيب لحاجة أو مشكلة أو موقف.

    مراحل العملية الإبداعية

    أخذ العديد من الباحثين على عاتقهم مهمة تحديد العملية الإبداعية وتقسيمها إلى مراحل، مما يضمن أن كل عملية إبداعية تمر بمرحلة الإعداد ومرحلة الحضانة ومرحلة الإشراق ومرحلة التحقق.
    1. مرحلة الإعداد

      تُعرف هذه المرحلة أيضاً بمرحلة البحث، وهي المرحلة التي يتم فيها جمع الأفكار والمفاهيم اللازمة لتوليد الأفكار المبدعة، ويمكن أن تكون سريعة أو بطيئة نسبياً.
    2. مرحلة الحضانة

      وهي المرحلة السلبية التي يتم فيها تجميع المعلومات وتوليفها بطريقة غير واعية عملياً لتوليد الأفكار.
    3. مرحلة الإشراق

      هي المرحلة الأكثر لفتاً للانتباه في العملية الإبداعية، لأنها عندما تحدث ولادة الفكرة، يتم أخذ المعلومات الضرورية التي تم إطلاقها واستخدامها لخلق شيء جديد بوعي.
    4. مرحلة التحقق
      هي المرحلة الأخيرة في العملية الإبداعية، وخلال هذه المرحلة يتم أخذ الفكرة الجديدة وإحضارها إلى الواقع حيث تخضع لنماذج وسياقات مختلفة. وهذا هو المكان الذي يتم فيه تجسيد الفكرة، سواء كانت اختراعاً مادياً أو مفهوماً مجرداً.


    أهمية التفكير الإبداعي

    التفكير الإبداعي مهم للغاية لأنه يسمح بتقدم جميع العمليات الفكرية الحالية والمعلومات عنها، ومن ثم يأتي دور الإبداع ليسمح بالابتكار وخلق شيء جديد. فإذا لم تكلف البشرية نفسها عناء تجربة طرق جديدة أو البحث عن مسارات جديدة لم تكن لتتقدم إلى ما وصلت إليه في الوقت الحالي. وعلى الرغم من أن العديد من الأفكار الإبداعية لم تكلل بالنجاح، إلا أن هناك مجموعة من الأفكار التي وجدت على مدار التاريخ منحت البشرية أعمالاً فنية عظيمة، وتطورات علمية لا غنى عنها.

    خصائص التفكير الإبداعي

    أهم خصائص التفكير الإبداعيتعتبر العملية الإبداعية أمراً فردياً أو شخصياً في الغالب، ويرجع ذلك إلى أن تأثير الإدراك، والمعلومات المختلفة التي يتعرض لها كل شخص والطرق المختلفة لتحليل المعلومات المذكورة يختلف من شخص إلى آخر. ولكن هناك بعض الخصائص العامة التي يمكن رؤيتها في معظم العمليات الإبداعية.
    1. التفكير الإبداعي لا يولد من العدم

      أول وأهم ما يميز التفكير الإبداعي هو أنه لا يأت من العدم، ففي كثير من الأحيان نرى أن هناك اعتقاد خاطئ بأن بعض الأفكار المبتكرة تظهر من العدم أو من عبقرية المبدع، ولكن هذا ليس هو الحال، فكل فكرة بغض النظر عن الأفكار الإبداعية تولد من المعلومات الموجودة مسبقاً، لكن ما يميز الأفكار الإبداعية هو أن العقل يأخذ المعلومات المتاحة ويحولها أو يفسرها إلى شيء جديد، على سبيل المثال رؤية طائر يطير تتحول إلى فكرة اختراع طائرة.
    2. يمكن أن يكون واعياً أو لاواعياً

      السمة الثانية في طبيعة العملية الإبداعية هي أن عملية التفكير يمكن أن تكون بصورة واعية أو لاواعية، فعندما أشرنا إلى المراحل لاحظنا كيف أن بعض المراحل تكون واعية والبعض الآخر غير واعي، والتفكير الإبداعي يحدث في كلا المجالين، خاصة في مرحلة الحضانة (الأكثر فقداناً للوعي) والإشراق (الأكثر وعياً). وهناك أيضاً مراحل متناقضة مثل الإعداد لأنها تعتمد على حالة معينة، حيث يبحث بعض الأشخاص عن فكرة جديدة ويسعون إلى جمع البيانات بوعي للحصول على هذه النتيجة، ولكن في حالات أخرى، يمكن للمعلومات التي عثرنا عليها بالصدفة أن تقوم بمهمة تحفيز الإبداع.
    3. يجب أن يكون له نتيجة

      أخيراً، من سمات العملية الإبداعية أنه يجب أن يكون لها نتيجة، فالتفكير الإبداعي لا يكتمل بدون منتج نهائي، بغض النظر عما إذا كان منتجاً مادياً مثل لوحة أو شيء مجرد من الناحية النظرية أو التحليل النوعي. لذا فإن النتيجة من الضروريات كي يتم اعتبار هذه العملية عملية إبداعية.


    مهارات التفكير الإبداعي

    أهم مهارات التفكير الإبداعيتختلف مظاهر الإبداع باختلاف عمر الناس والظروف المحيطة بهم. لكن هناك مهارات أساسية يجب أن يتمتع بها الشخص حتى تكون لديه القدرة على التفكير الإبداعي. فيما يلي بعض المهارات الأساسية التي يجب أن يحاول المرء تنميتها. ولسوف نشرح فيما بعد كيفية تنمية مهارات التفكير الإبداعي بشيء من التفصيل.
    1. الحساسية تجاه المشكلات

      تعني الحساسية تجاه المشكلات القدرة على التعرف على المشكلات وفهمها عاطفياً وتطوير فهم الموقف. لذلك، نجد أن المبدعين حساسون للغاية ويتقبلون المواقف الإشكالية. ومن ثم يحاولون إيجاد حلول للمشاكل، ويقدمون المساعدة والبدائل، ويختارون غالباً حلولاً غير عادية.
    2. المرونة

      مصطلح المرونة يعني خفة الحركة والتكيف. حيث يتمتع الشخص المبدع بالقدرة على التكيف تلقائياً مع المواقف الجديدة دون التمسك بالتقاليد السائدة. إنه دائماً مرن ومنفتح الذهن ومهتم ومتفهم، ويحب التجربة ويحب التنوع. كما أنه لا يواجه صعوبة كبيرة في تغيير أنماط حياته.
    3. الأصالة

      تعني الأصالة امتلاك الكثير من الأفكار الساطعة والجديدة. وتتميز هذه الأفكار ببعدها عن القاعدة، فهي فريدة من نوعها وغير عادية. فالحرية الداخلية الموجودة لدى كل إنسان تزيل بعض القيود. والأشخاص الذين يتمتعون بالأصالة هم أفراد ليسوا “مرتبطين بشكل ديناميكي بالمجموعة”.
    4. الخيال

      يرتبط الخيال ارتباطاً وثيقاً بالقدرة على ربط كل الأفكار بعضها ببعض، حتى وإن كانت بعض الأفكار غير ممكنة. على سبيل المثال يمكن أن تأتي الأفكار الإبداعية من مجرد حلم خيالي. وعلى الرغم من أن كثير من الناس يعتبرون هذا النوع من الخيال بمثابة هروب من الواقع اليومي. إلا أن في بعض الأحيان يحدث العكس. حيث تسمح لنا الأفكار الخيالية بمواجهة بعض الحقائق الصعبة وتطوير استراتيجيات حل لا يمكن أن تجد مكاناً في طريقة تفكيرنا العادية.
    5. التفاؤل

      المبدعون غالباً ما يكونوا متفائلين جداً. فالتشاؤم لا يمكن أن يتوافق مع مواقف الحياة بل ويقف كحائط صد ضد الأفكار الإبداعية. فإذا كان لديك حس الفكاهة على سبيل المثال يمكنك رؤية الأشياء على أنها غير مهمة، وبالتالي وضع مسافة بين المشكلة والرأي الموضوعي. فالتفاؤل يؤدي إلى حرية انسياب الأفكار في الداخل مثل أن تقول: “غداً سيبدو كل شيء مختلفاً”.
    6. القدرة على التحليل والتوليف

      لا يتم قبول الظروف أو المواقف دون تفكير أو تحليل، ولكن يتم فحصها بعناية واكتشاف الخلفية الحقيقة للموقف. ثم تأتي مرحلة التوليف والتجميع ومن ثم التجربة وانتظار النتائج. فلا يتم التعرف على الحلول المقترحة بشكل أعمى، ولكن يتم اختبارها، وعندها فقط يتحقق الإقناع الحقيقي.
    7. الطلاقة من مهارات التفكير الإبداعي

      في غضون فترة زمنية معينة ومن خلال تجميع الكثير من المعلومات، يمكن للمرء حل عدد كبير من المشكلات وتقديم العديد من الاقتراحات مع الممارسة المستمرة. وهذا الكم من المعلومات يساهم في تحسين قدرة المرء على التعبير عن نفسه، وعن المشكلة والحلول المقترحة. وكلما زاد الوقت الذي يجب على المرء أن يبتكر فيه الأفكار، زادت الكمية والنوعية.
    8. الاهتمام بالتفاصيل

      يعني الاهتمام بالتفاصيل القدرة على التعامل مع مشكلة ما بطريقة متباينة ومكثفة. ويشير الاهتمام بالتفاصيل إلى احترام العمل، وتقديم منتج متسق: أي منتهي في جميع أجزائه، لا تشوبه شائبة من حيث الجوهر والشكل. لذا فما على المبدع إلى أخذ الوقت اللازم للفحص والانتهاء، مع احترام مواعيد التسليم.


    استراتيجيات لتنمية مهارات التفكير والإبداع

    ربما تساءل البعض عن كيفية تنمية مهارات التفكير الإبداعي؟ ولحسن الحظ، هناك بعض الممارسات التي تساعد في الحصول على الأفكار، ومن الواضح أن هناك أشخاصًا أكثر إبداعًا بشكل طبيعي من غيرهم، لكن هذه الأنشطة تساعد وتجلب فوائد ومهارات إضافية.
    1. الممارسة والانضباط

      أول التقنيات اللازمة لتنمية مهارات التفكير الإبداعي هي التدريب المستمر. فإذا كان شخص ما رساماً فعليه أن يرسم وإذا كان كاتباً فعليه أن يكتب، وإذا كان راقصاً يجب أن يرقص، فهذا لن يؤدي فقط إلى تحسين كل ما يتم ممارسته ولكن هذا التحسين سيؤدي إلى منح الشخص أدوات ومعلومات جديدة من شأنها أن توسع آفاقه وتزيد من إبداعه.
    2. الفضول والبحث عن أشياء جديدة

      نشاط أو مهارة أخرى مهمة هي البحث عن المعلومات، أي شخص يسعى إلى أن يكون مبدعاً يجب أن يكون لديه عقل متفتح يسمح له باستكشاف أعمال مختلفة ومعلومات ومصادر جديدة من سياقات أخرى. هذه المعلومات المختلفة سيخزنها العقل ليستخدمها لاحقاً خلال العملية الإبداعية.
    3. التعاطف والقدرة على الفهم

      هناك جوانب شخصية مفيدة في العملية الإبداعية، ومن بينها التعاطف والقدرة على الفهم وتقبل وجهات النظر المختلفة. وهذه المهارة واحدة من الأسباب التي تجعل بعض الناس أكثر إبداعاً بشكل طبيعي من غيرهم.
    4. تدوين الملاحظات

      من الممارسات التي يمكن أن تكون مفيدة لتنمية مهارات التفكير الإبداعي الاحتفاظ باليوميات أو تدوين الملاحظات، وهذا الأمر مفيد بشكل خاص عندما يكون مصاحباً للممارسات التي ذكرناها سابقاً. فحصول المرء على معلومات جديدة وتدوينها يشجع على الاكتشافات الجديدة وتحليل المعلومات. كما يساعد الاحتفاظ باليوميات الشخص على التعرف على نفسه، ولكن يجب التأكيد على أن كتابة الملاحظات لا يمكن أن تكون بديلاً للتفاعل الاجتماعي.
    5. التفكير بشكل إيجابي

      هناك خطوة مهمة وهي إدراك أنك بطبيعتك مبدع مثل أي شخص آخر. عليك أن تدرك ذلك جيداً لتكون قادراً على تعلم التقنيات والأساليب لتحسين هذه القدرة. إن أحد العقبات الرئيسية أمام الإبداع هو الخوف من الفشل وارتكاب الأخطاء. لذا عليك أن تفكر بشكل إيجابي فالجميع يخطئ لا محالة وهذا ليس نهاية المطاف.
    6. تقبل التغيير من مهارات التفكير الإبداعي

      من الطرق الجيدة لتشجيع الإبداع أن تحفز نفسك من خلال التغيير، لأنه حتى في أبسط الأشياء، يمكن للتغيير أن يحفز التفكير. إن ترك منطقة الراحة أمر ضروري؛ فأولئك الذين يظلون محبوسين في الروتين لا يستطيعوا الوصول إلى إمكاناتهم الإبداعية. حيث أن العقل مثل المظلة، لكي يعمل عليك أن تفتحه. وأفضل طريقة هي اكتشاف تجارب جديدة.
    7. التحدث مع الآخرين

      يشير العلماء إلى أن الدماغ البشري غالباً ما يكون أكثر نشاطاً عند الحديث مع الآخرين. لذا يمكنك أن تستفيد من التفكير التعاوني من خلال التحدث وتبادل الأفكار مع زملاء العمل أو الأصدقاء أو العائلة عند تناول الطعام.
    8. التأمل والاسترخاء

      يمكن أن تكون التمارين التي تساعد على الاسترخاء مفيدة جداً في العملية الإبداعية فهي بمثابة استعداد لها. وربما تساعد تمارين التنفس البسيطة والتأمل في ذلك الأمر.

    الإبداع كفكر مهم للغاية للإنسانية ومفيد للأفراد، يمكن تنمية المهارات الإبداعية وممارستها لاستخدامها بغض النظر عن المجال، حيث يمكن أن تكون في الفنون والهندسة والفيزياء وعلم النفس وما إلى ذلك. إن مهارات التفكير الإبداعي والشعور بالإبداع خاصة وشخصية للغاية، ولكن يمكن لأي نوع من الأشخاص (انطوائي أو منفتح أو غني أو فقير) في أي جزء من العالم أن يستفيد من كونه مبدعاً.
يعمل...
X