«المشاهدة عند الطلب» مستقبل البث الرقمي
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
المصدر:
- (دبي- رشا عبد المنعم)
التاريخ:
21 أغسطس 2022شهدت وسائل البث الرقمي إقبالاً ملحوظاً، قياساً على ساعات الاستهلاك وطبيعة المتابعة لمحتوى «المشاهدة عند الطلب». وقد تصاعد هذا الإقبال وبلغ ذروته عالمياً في فترة الإغلاق بالتزامن مع جائحة «كورونا»، التي أسهمت في جذب شريحة جديدة من المستخدمين نحو منصات البث الرقمي الأكثر شهرة؛ فوفقاً لإحصاءات موقع Statista، قفز عدد مشتركي منصة «نيتفلكس»، على سبيل المثال، إلى ما يناهز 204 ملايين اعتباراً من الربع الثاني من عام 2022، في حين بلغ عدد مستخدمي كل من منصتي «شاهد» و«شاهد VIP» إلى نحو 27 مليون مُستخدم. بينما بلغت عدد المشاهَدات للفيديوهات الرقمية على منصّات «شاهد» نحو 248 مليون مشاهَدة في عام 2019.
وفي ذات السياق، استطاعت منصة «واتش ات»، التابعة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية المصرية، حصد نحو مليون مشترك دفعة واحدة في أقل من 20 يوماً على إطلاقها، ما جعلها تتحول في وقت قصير إلى واحدة من منصات الصف الأول إنتاجاً للمحتوى.
بيئة تنافسية
وحول التأثير الإيجابي لمنصات البث الرقمي على الصعيد المحلي، قال ماجد السويدي المدير العام لمدينة دبي للإعلام: «تشهد منصات المشاهدة الرقمية إقبالاً كبيراً في المنطقة والعالم على حد سواء، وذلك نتيجة لما توفره من أفكار متنوعة وجذابة ومحتوى رقمي مُميز، إضافة للمرونة في وقت المُشاهدة، بحيث تكون عند طلب المشاهد. ونجحت تلك المنصات في التأثير الإيجابي على قطاع الإعلام ككل، كما تؤدي دوراً فعالاً في تطوير صناعة المحتوى، وبالأخص المحتوى العربي».
وأضاف: تشكل «مدينة دبي للإعلام» و«مدينة دبي للاستديوهات» و«مدينة دبي للإنتاج» بيئة إعلامية شاملة ومتكاملة نجحت في احتضان العديد من المؤسسات الإعلامية ومنصات المشاهدة الرقمية الإقليمية والعالمية. ونحرص على تطوير هذه البيئة من أجل مواصلة مسيرة التميز والريادة، بما يسهم في تعزيز مكانة دبي مركزاً إقليمياً وعالمياً للإعلام وصناعة المحتوى، وحاضنة للمواهب والكفاءات.
إنتاج أصيل
وعن مواكبة الإعلام المحلي لمشروعات المنصات الرقمية الشهيرة على المستوى العربي، يؤكد المدير التنفيذي للعمليات في «لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي» سعيد الجناحي: المحتوى الأصلي هو أكثر ما يميز منصات البث الرقمي. وعلى سبيل المثال، أنفقت «نيتفلكس» ما يقرب من 13 مليار دولار على المحتوى في عام 2018، 85% منها على العروض الأصلية. كما رشحت أعمالها إلى جوائز عالمية مهمة، على رأسها الأوسكار. وبفوز فيلم «كودا» بجائزة أفضل فيلم، تُتوج منصة البث الرقمي «Apple TV+» كأول خدمات البث الرقمي، التي تنتج عملاً خاصاً، يحقق جائزة أفضل فيلم في تاريخ الأوسكار.
ويوضح الجناحي: برغم جاذبية المنصات الرقمية، إلا أن الإقبال على صالات السينما لم ينحسر؛ فكما هو معروف للمهتمين بالفن السينمائي، هناك نمط بصري لتلك الفئة يتعلق بِأبعاد الصورة، وتكوين الكادرات وإضاءتها، والخيارات الصوتية واللونية.
جودة المحتوى
ومن جانب آخر، أكدت هبة السمت، مديرة إدارة الإعلام الرقمي للتلفزيون والإذاعة في «مؤسسة دبي للإعلام» أن منصات البث المحلية استطاعت تقديم محتوى نوعي ومتميز للمستخدمين من خلال مجموعة متنوعة من البرامج والأفلام والمسرحيات، بأعلى معدلات الجودة، وقالت: من خلال منصة «أوان» نسعى لمواصلة النجاحات التي حققناها خلال الفترة الماضية كأحد أكبر منصات (OTT) في الشرق الأوسط، حيث تمتلك أكثر من 250 ألف ساعة من الفيديو، وتتميز بأفضل تقنيات الاتصال والخدمات الذكية والرقمية، والتصميم الذي يتسم بالمرونة الشديدة، وتتجاوب المنصة مع جميع المتصفحات، ومتوفرة على جميع الأجهزة الذكية واللوحية.
وأوضحت السمت أن نسبة المشاهدة على المنصة تبلغ 5 ملايين مشاهدة في الشهر، وتخطت حاجز 14 مليون مشاهدة في شهر رمضان 2022. علماً أن 38 % من المستخدمين لمنصة «أوان» هم من المملكة العربية السعودية، إلى جانب 29 % الإمارات، و10 % مصر. هذا بالإضافة إلى مشاهدات متصاعدة من الكويت وسلطنة عُمان والولايات المتحدة واليابان وبريطانيا.
وبما يتعلق بالمنافسة بين منصات البث الرقمي ووسائل الإعلام التقليدية، تقول هبة: «إن الوعي الإعلامي للمشاهدين في زيادة مستمرة، ما يؤهل المشاهد للتعامل الجيد مع المنصات، خاصة أنها تتميز بالسرعة وجودة المحتوى. وفي الوقت ذاته، لا يمكن النظر للمنصات الرقمية على أنها تشكل تهديداً للمحتوى التلفزيوني، فالمنصات تخلق سوقاً جديدة كما هو متعارف عليه، وتستقطب بطبيعة الحال مستخدمين جدداً».
رؤى استراتيجية
وفي ما يتعلق بأهمية منصات البث وخدماتها المتعلقة بالمشاهدة حسب الطلب، يوضح الدكتور هشام جمال الدين، وكيل المعهد العالي للسينما بالقاهرة: «علينا أن ندرك تماماً أننا نتابع أحد مستجدات الإعلام الجديد، التي تشكل مستقبله ورؤيته الاستراتيجية المنبثقة من إدراك واعٍ لأقطاب صناعة الترفيه والإنتاج التلفزيوني والسينمائي، إضافة إلى كافة المتغيرات على صعيد هوية المستخدمين وطبيعتهم، وحاجاتهم التي تواكبها منصات البث الرقمي، عبر العديد من الدراسات والأبحاث السوقية الشاملة، التي نتج عنها زيادة متوقعة في نسب المشاهدة خاصة خلال فترة الجائحة».
ويشير جمال الدين إلى أن 60 إلى 70% من الأجيال الشابة تحولوا بالكامل إلى تلك المنصات، مقارنة بمتابعي وسائل الإعلام التقليدية كالراديو والتلفزيون. ويضيف: «إن المنصات الشهيرة عربياً ومحلياً تمكنت من تحديد جمهورها المستهدف، وخلق رؤى سلوكية أساسية عبر الإنترنت، ساعدت في بناء تصميمات إبداعية قوية، وتحقيق خطط بث فعالة، أدت إلى تحسين التفاعل مع المشاهدين، من خلال تفعيلها لخدمة العرض حسب الطلب، وإنتاج أعمال حصرية لا يمكن مشاهدتها إلا عبر تلك المنصات، التي سعت إلى تحسين خدماتها».