تويت
د.غسان القيم
لقد أعطتنا الوثائق الكتابية واللفى الأثرية المكتشفة في مدينة أوغاريت الأثرية التي تقع شمال مدينة اللاذقية بالرغم من ندرتها لكنها غنية بالافتراضات عن شخصية ملك أوغاريت بالرغم أن هذا الموضوع لم يأخذ بالاهتمام به من قبل الباحثين والمهتمين بالدراسات والأبحاث حيث أظهرته لنا هذه المكتشفات دوره كوسيط بين الآلهة وسكان مملكته بأشكال مختلفة.. لعل أفضل ما يمثل هذا الأمر الشاهدة الأثرية التي أكتشفت في ثلاثينيات القرن الماضي في
الأكربول معبد المدينة تحديدا معبد الإله بعل الإله الأقرب للعباد لدى أهلنا في أوغاريت منذ أكثر من أربعة آلاف عام غبرت ..وهذه اللوحة الهامة معروضة في متحف اللوفر في باريس ارتفاعها "14.2"سم..تمثل الإله بعل إله المطر والبرق والعاصفة في أوغاريت وهي لوحة معبرة جداً حيث يظهر عند اسفل قاعدة الشاهدة صورة لشخص إذا دققنا جيداًًً تعبر وضعيته ولباسه عن كونه كاهناًًً في ظل الرعاية الإلهية المتمثلة هنا بقرص مجنح ..لا سيما اذا قارنا أحجام الشخصين في الشاهدة ..
في الواقع إن الشخصية الرئيسية هي الإله بعل"نفسه الواقف على قاعدة مزدوجة ترمز الى الجبل والبحر وهي العنصران اللذين تمتد عليها سلطته التراب والماء "..في حين أن الشخصية الصغيرة بلباسها الكهنوتي وفي حمايته يقف على قاعدة بسيطة وهي إشارة للدونية مقابل الإله ..لكن وجود هذه القاعدة لوحده فقط يكفي أن يضعه فوق مستوى البشر العاديين ووضعيته تحت حماية الإله لا يمكن أن تكون سوى مؤشر لميزته الملكية (قربه من الإله)والكهنوتية وسيط للإله ..
طبعاًًًًًً ليس هناك بالتأكيد الصورة الخاصة لهذا الملك أو ذاك لكن الوضعيات الموضوعة برموز وألبسة معبرة لاتقارنه برجل عادي ..
بعل أوغاريت ذاك البعيد القريب منا كاقرب ما يكون القرب الباقي في ذاكرتنا الريفية والشعبية
عاشق أوغاريت ..غسان القيّم..
- بوركت جهودك