«ماتش لافد» يفتح الباب أمام مشاكل ممتهنات الدعارة في المغرب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • «ماتش لافد» يفتح الباب أمام مشاكل ممتهنات الدعارة في المغرب

    «ماتش لافد» يفتح الباب أمام مشاكل ممتهنات الدعارة في المغرب





    اثار كثير من الجدل عبر الفيس بوك وتويتر قبل عرضه أمس بـ «كان»كان ـ خاص «سينماتوغراف»بفيلمه الجديد «ماتش لافد ـ Much loved»، الذي تم عرضه أمس، لأول مرة على الصعيد العالمي بمهرجان «كان» ضمن إطار «أسبوع النقاد»، أثار المخرج المغربي نبيل عيوش الكثير من الجدل، خصوصا بعد تسريبات للقطات جرئية من الفيلم وبث مقاطع من «ماتش لافد» على «اليوتوب»، محققا نسب عالية من المشاهدات في وقت وجيز، نظرا لطبيعة الموضوع المتناول، ألا وهو الجنس من خلال التطرق لظاهرة الدعارة في المغرب بالمدينة الحمراء.وشهدت الأيام الماضية مناوشات على صفحات الفيس بوك، وجهت له الأغلبية من خلالها انتقادات من قبيل أن المغرب دولة إسلامية، ويجب أن يحمل رسالة أخلاقية نبيلة، فيما رأى البعض الآخر حتى قبل الإلمام الكامل بتفاصيل الفيلم، بأنهم لن يستطيعوا مشاهدته رفقة العائلة لما يتصمنه من لقطات جنسية «فاضحة» وحديث «مبتذل» على لسان ممتهنات الجنس.وعلق نبيل عيوش على كل ما قيل وتردد حوله شخصيا وعن فيلمه الجديد قائلا: فعلا لم أولد في المغرب، إذ نشأت في باريس، لكن لدى مجيئي إلى المغرب في سن الثامنة عشرة، وبعد أن بدأت أتجول كثيرا في بلدي الأصلي وأتعرف على كل الفئات التي تشكل جزءا من هويته الاجتماعية، وألتقط معاناتها، رغم أنني في البداية لم أكن أجيد التحدث باللغة العربية أو الدارجة، لكنني اكتسبتها من خلال احتكاكي بهذه الفئات، لكن ما أثار انتباهي أن السينما المغربية لم تلتفت كثيرا إلى هذه الفئات وإلى واقعهم، وكأن هذه السينما كانت بعيدة عن الواقع ومفارقة له وتفصلها هوة كبيرة عنه، لذلك كنت أنتبه إلى هذه الفئات التي حكم عليها المجتمع بالنبذ والتجاهل، فتساءلت من يمكن أن يهتم بهم؟، ومن يمكن أن يعطيهم الكلمة ليتحدثوا عن أنفسهم ويعبروا عنها؟، واتمنى بالفعل أن يفتح فيلم «ماتش لافد» الباب على مصراعيه أمام نقاش مسؤول وبنّاء، حول موضوع حساس وشائك من المفروض أن يناقش بعيدا عن المزايدات والحديث الفارغ على وسائل السوشيال ميديا عبر الانترنت.واعترف نبيل عيوش بأنه استجوب حوالي 500 من النساء المتتهنات للجنس في مدن مراكش والدار البيضاء وطنجة، وذلك خلال التحضير لفيلمه، الذي تطرق لمشاكل الدعارة ومعاناة الممتهنات لها في مدينة مراكش، والتي تعرف اقبالا كبيرا من الزبائن، والذين يعاملون المومسات بطريقة سيئة، حيث يعتقدون أنه يمكن شراء أي شيء بالمال.​نبيل عيوشفيما أشار الصحفي المغربي بلال مرميد الذي شاهد الفيلم بالأمس قائلا: موضوع الدعارة محرج، والإحراج يزيد بالخصوص حين نسقط في فخ تكرار نفس الفكرة، وبطريقة رتيبة، وحاول نبيل عيوش أن يرسم بورتريهات لبطلات فيلمه، لكن تلك اللحظة السينمائية التي تهز المشاهد ننتظرها ولا تأتي نهائيا، وقد تسرع في اختيار الموسيقى، وتصنع في بعض من الحوارات ومن الواضح أن الوقت لم يسعفه للعبور بالشكل الكافي من قاعة المونتاج، وخلق وضعيات تخدم نفس القصد، ويتسلل من خلالها الملل، دون أن تأتي تلك اللحظة السينمائية القوية التي تضيء ويكون لها تأثير أو رسالة تؤكد ما يطرحه المخرج.وما يحسب لنبيل عيوش، حسب ما يضيف بلال مرميد، أنه ربما سيدفع باتجاه فتح نقاش نتمناه هادفا بعيدا عن ملاسنات فارغة يتقنها من يتربصون بالسينما المغربية وهم في غالبيتهم أناس بينهم وبين السينما قليل من خير وكثير من إساءة، ويجب أن نتعلم احترام حرية مخرجينا في تناولهم للمواضيع التي يطرحونها، وأن نطلب منهم بالمقابل أن يستخدموا الأدوات السينمائية لتمرير كل الأفكار، ولذلك أقول لعيوش أين هي شاعرية الفضاء مثلما قدمت في «علي زاوا»، وحسن التخلص واللقطات العلوية في «يا خيل الله»، فلقد غابت هذه التفاصيل للأسف في فيلمه الجديد، وما أود قوله هو أن نبيل عيوش عرض هنا بحرية سينماه، وأنا أيضا أقول رأيي بحرية في سينماه. فرق كبير بين الصدمة الخلاقة والصدمة الصادمة، وفرق كبير أيضا بين أن تثير وأن تزعج.وأخير يقول بلال مرميد لما تم اثارته مؤخرا عبر جمهور صفحات الفيس بوك.. رجاء توقفوا عن الحكم على مقاطع معزولة من أفلام سينمائية لأن الأمر مقزز، ويجعلنا نقوي شوكة كثير من متذاكين أغبياء وأغبياء متذاكين في السينما.
يعمل...
X