الغرائز البشرية الأساسية: التعريف والأنواع والنظريات والأمثلة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الغرائز البشرية الأساسية: التعريف والأنواع والنظريات والأمثلة

    الغرائز البشرية الأساسية: التعريف والأنواع والنظريات والأمثلة


    ماهية الغرائز البشرية
    الغرائز هي قدرة فطرية لا شعورية تشترك فيها الكائنات الحية. والغرائز البشرية هي جزء من طبيعتنا التي تساعدنا على البقاء. وقد اختلف علماء النفس والوراثة في وضع تعريف واضح للغرائز. بينما يعتمد علم نفس الغرائز البشرية على علم الوراثة ويساعده علم الأعصاب بشكل كبير، نظراً لأنه كي نفهم ماهية الغرائز الأساسية، فلابد من فهم كيفية تطور الدماغ منذ نشأته. وكل ذلك لمعرفة ما هو غريزي وما هو غير ذلك؟
    تعريف الغريزة

    تعني الغريزة مجموعة السلوكيات الفطرية الموروثة من جيل إلى جيل. وهي تتغير بصورة ضئيلة جداً كما إنها مميزة لكل نوع من أنواع الكائنات الحية. توجد الغرائز داخل جينات الكائن الحي، وليست شيئاً مكتسباً، بمعنى أنها شيء منقوش في الشفرة الجينية للكائنات الحية.

    أصول الغرائز البشرية

    تشير نظرية التطور إلى أن أصل الغرائز تطوري. ففكرة إحداث تغيير في جينات الكائن الحي بطريقة طبيعية هي عملية طويلة للغاية وتدريجية. والوظيفة الرئيسية للغرائز هي الحفظ والبقاء، ويمكن أن يكون هذا مرتبطاً بحقيقة أن الكائنات الحية الأفضل في البقاء والتكاثر هي التي سادت عبر التاريخ. وهذا يعني أن الغرائز التي عملت على تجنب الحيوانات المفترسة أو الحصول على مأوى وطعام هي التي ستنتقل إلى الأجيال التالية.
    باختصار، طورت بعض أنواع الكائنات الحية سلوكيات واستراتيجيات ساعدتهم على البقاء على قيد الحياة. وهذا سمح لهم بأن يكون لديهم ذرية تكرر هذه السلوكيات حتى أصبحت بمرور الوقت غرائز. من ناحية أخرى، فإن الأنواع لم تستطع تطوير سلوكيات تضمن بقائها انتهي بها الأمر بالانقراض.

    وظيفة الغرائز البشرية

    للغرائز وظيفة رئيسية أساسية، وهي الحفاظ على الفرد من خلال مساعدته على التكاثر وبقاء نوعه على قيد الحياة يوماً بعد يوم. وكلما طالت مدة بقائه، كلما زادت فرص التكاثر وإنجاب ذرية. وهذا يعني أن جينات الكائن الحي ستبقى موجودة في الجيل القادم للحياة. وهناك عدة أنواع من الغرائز (سيتم ذكرها لاحقاً) تسعى جميعها إلى انتشار النوع من خلال استراتيجيات مختلفة.


    خصائص الغريزة في علم النفس

    تتعدد السمات الخاصة بكل نوع من أنواع الغرائز. ولكن يمكن تلخيص الخصائص العامة نسبياً في جانبين رئيسيين: هما العاطفة، والحاجة:
    العاطفة

    يرى بعض المنظرين النفسيين أن غرائز الإنسان تتكون بشكل أساسي من العنصر العاطفي. فالعاطفة هي الدافع الرئيسي لسلوك الكائن الحي، على سبيل المثال شعور الكائن الحي بالخوف يدفعه إلى انتهاج سلوك معين مثل الهروب أو القتال.
    الحاجة

    يشير المكون المعرفي إلى أن حاجة الكائن الحي هي التي تحركه للعمل من أجل تطوير سلوك معين. وهذه الحاجة عنصر مهم بشكل كبير نظراً لأن عدم وجوده ستبقى الغريزة كعنصر سلبي لن يساعد كثيراً في الحفاظ على الأنواع.
    يقترح بعض العلماء نظرية مثيرة للاهتمام، تنص على أنه كلما زاد تطور الكائن الحي (مثل البشر، على سبيل المثال) قلت درجة تحكمهم في الغرائز. لأن عملياتهم المعرفية المتفوقة ستمنحهم القدرة على التفكير بما يتجاوز دوافعهم. لكن هذه النظرية مازالت موضع نقاش. حيث يجادل آخرون بأنه على الرغم من تطوير البشر قدرتهم المعرفية إلا إنهم ما زالوا يتصرفون وفقاً لدوافعهم وغرائزهم الأساسية.


    أنواع الغرائز البشرية

    غريزة الحماية من أهم الغرائز البشريةتحدثنا في بداية المقال عن مفهوم الغرائز وكيف أن لديهم هدفاً واحداً، ولكن تختلف طرق السلوك. وفيما يلي الأنواع المختلفة للغرائز:
    1. غريزة الهروب

      يسهل التعرف على غريزة الهروب، فهذه الغريزة تولد مشاعر خوف قوية في وجود تهديد (عادة تهديد يتجاوز القدرات الجسدية للفرد) لذلك فإن الغريزة هي الهروب والابتعاد عن التهديد بأسرع ما يمكن وبقدر الإمكان.
    2. غريزة القتال

      من السلوكيات الغريزية الأخرى التي يمكن أن تنطلق في مواجهة التهديد هي القتال. ويمكن أن يكون لأسباب عديدة، ربما يمتلك الجسم القدرة على هزيمة التهديد الذي يواجهه، ويمكن ظهور هذه الغريرة في حالة لا مفر من القتال.
    3. غريزة الخضوع

      هناك خيار ثالث غير شائع في وجود التهديدات وهو الخضوع. فبعض الأنواع لديها هذه الغريزة كأداة رئيسية. لكن البعض الآخر يستخدمها عندما لا يكون أي من الخيارات السابقة ممكناً أو مواتياً. على سبيل المثال، الحيوانات التي تتظاهر بأنها ميتة أو في حالة البشر عندما يقرر المرء أن يظهر سلبياً وخاضعاً في مواجهة تهديد ما بقصد عدم التعرض للأذى.
    4. غريزة الفضول

      هذه الغريزة مهمة لاكتشاف الأشياء التي تعمل على تحسين نوعية الحياة. وبالتالي البقاء على قيد الحياة (وهذا هو السبب في أنها تعتبر غريزة البقاء على قيد الحياة). وهذا الاستكشاف يمكن أن يكون لمصدر جديد للطعام، أو ملجأ جديد أو أداة جديدة، فهذه الغريزة التي تسعى لمعرفة المجهول تساعد في إطالة حياة الناس وأجيالهم القادمة.
    5. غريزة الاشمئزاز

      يعد الاشمئزاز غريزة أخرى على الرغم من أنها قد لا تبدو كذلك. ولكن الشعور بالاشمئزاز هو شيء يمكن أن ينقذ حياة شخص ما. وذلك لأن الاشمئزاز غالباً ما يكون إشارة من الجسد تشير إلى أننا يجب أن نبتعد عما يمكن أن يكون خطراً، مثل تعفن اللحوم أو الفاكهة، فغريزة عدم تناولها والابتعاد عنها تمنع الإصابة بأمراض خطيرة.
    6. غريزة الحماية

      النوع الأخير من الغرائز هو غريزة خاصة بالوالدين، فعلى الرغم من أن هذه الغريزة ليست موجهة نحو الحفاظ على الذات، إلا أن رعاية الأبناء العزل تعني رعاية جيناتهم. وفي كثير من الأحيان في الطبيعة (وفي بعض الحالات البشر) ينظر الوالدان إلى أطفالهم على أنهم امتداد لأنفسهم، ولهذا تولد غريزة العناية بهم وحمايتهم وإطعامهم حتى يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة والدفاع عن أنفسهم في نهاية المطاف.


    نظريات تشرح غرائز الإنسان

    في هذا المقال، تمت مناقشة معنى الغريزة من وجهة نظر وراثية ونفسية، لأنها المقاربات التي تشرح هذه الظواهر على أفضل وجه، ولديها أكثر الدراسات والنظريات اكتمالًا وإرضاءً حول هذا الموضوع، لكن هذا لا يعني عدم وجود وجهات نظر أخرى جديرة بالاهتمام، فيما يلي بعض النظريات الأخرى التي تشرح غرائز الإنسان.
    نظرية الغرائز لداروين

    تشير نظرية داروين حول الانتقاء الطبيعي إلى أن تطوير السلوكيات التي تساعد على البقاء يؤدي إلى استمرار هذه السلوكيات في الأجيال التالية. وعلى الرغم من أن النظرية تتناول الخصائص الفسيولوجية التي تطورها الحيوانات إلا أن الحال كذلك فيما يخص الغرائز. فالكائنات الحية التي تطور سلوكيات مفيدة ستبقى على قيد الحياة وستقوم الأجيال التالية بتوارثها حتى تصبح غريزة.
    الغرائز البشرية حسب فرويد

    هناك نظرية أخرى عن الغريزة في علم النفس سعت إلى تفسير أصل وطبيعة الغرائز البشرية وهي نظرية الهو والأنا والأنا العليا. حيث طور سيغموند فرويد واحدة من نظريات التحليل النفسي التي ترتكز على النفس البشرية. وحتى لا نخرج عن الموضوع علينا تلخيص ما يتعلق بموضوعنا. يشير سيغموند فرويد إلى أن الأنا هي الجزء الواعي والعقلاني من الشخص، وتشمل الأنا العليا على التوقعات والقيم الأخلاقية، إنها الجزء “المثالي” من الشخص. أما الهو فهي الجزء الغريزي والحيواني للإنسان الذي تحركه الدوافع ويسعى دائماً إلى المتعة، لأنه وفقاً لهذا الافتراض، فإن البحث عن المتعة هو دافع فطري.
    وعلى الرغم من أن هذه النظرية مثيرة للاهتمام، إلا أنها لا تتمتع بنفس ميزة نظرية داروين، نظراً لأن نظرية التطور وعلم الوراثة لديهما العديد من الدراسات العلمية التي تدعم افتراضاتهما، بينما يظل التحليل النفسي نظرياً.


    أمثلة على الغرائز البشرية

    في هذا القسم نقدم بعض المواقف المحددة التي يمكن فيها رؤية كيف تستمر الغرائز البشرية في التأثير على السلوك البشري.
    الاعتداء (تهديد)

    عندما يكون شخص ما ضحية سطو مسلح، تنطلق الغرائز على عدة مستويات، وفي هذه الحالة يختار الشخص إما الهروب وإما القتال وإما الخضوع، وعلى الأرجح سيختار الخضوع لأن الهروب أو القتال يمثل خطراً هائلاً خاصةً في حالة وجود سلاح ناري يهدده. هنا لابد لنا أن نتعرف على هذا السلوك الغريزي، ففي البداية يبدأ الشخص في إدراك الوضع، ثم تنتقل جميع العلميات إلى الخلفية ويتركز كل الاهتمام على التهديد، وتبدأ التغييرات الفسيولوجية بالظهور مثل التعرق وزيادة معدل ضربات القلب وغيرها.
    الغذاء الفاسد والعدوى

    المثال الثاني يتعلق بغريزة الاشمئزاز، وكما نعلم بالفعل أن الاشمئزاز هو استجابة تطورت على مر السنين لمنع المرض أو التسمم. هناك شخص يطبخ وصفة تشتمل على البيض، ولكن عندما يكسر إحداها يلاحظ رائحة كريهة فيها، وهي رائحة كريهة تجعله يتخلص من تلك البيضة وينظف منطقة مطبخه. وفي حالة المرض، يمكن أن يحدث عندما يجلس شخص ما بجوار شخص آخر ويبدأ في العطس والسعال، والشيء الغريزي الأكثر شيوعاً هو أن يبتعد الناس أو يغطون أنوفهم لتجنب التقاط شيء ما.
    حماية الأطفال

    لقد ذكرنا هذا المثال مسبقاً. وعلمنا كيف تحمي هذه الغريزة بشكل غير مباشر الفرد نفسه بفضل العبء الجيني، ولكن في العديد من الحالات يمكن رؤية كيف يعرض الأب سلامته الجسدية للخطر من أجل حماية طفله الأعزل. وهناك أيضاً قصصاً أسطورية لأمهات استطعن ​​رفع جزء من وزن السيارة لإنقاذ أطفالهن.

    اهتمت فروع مختلفة من العلوم بدراسة الغرائز البشرية، وعلى الرغم من أن الدراسات مازالت مستمرة لتفسير سلوكيات البشر في المواقف المختلفة إلا أن الغرائز البشرية هي أحد أهم أسباب بقاءهم، وما زال الناس في نواحٍ عديدة تحكمهم غرائزهم، ولكن بطرق أكثر دقة وتعقيداً لأن الدماغ البشري قد تطور بطريقة تجعله يستجيب لغرائزه بطرق أكثر إبداعاً من الأسلاف.
يعمل...
X