أعظم الحضارات القديمة في التاريخ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أعظم الحضارات القديمة في التاريخ

    أعظم الحضارات القديمة في التاريخ


    أقدم الحضارات في التاريخ
    في عصرنا الحالي الذي يتسم بالتغيرات المتسارعة والمستمرة يتساءل الكثير عن ماهية الحضارات الأولى في العالم وكيف تطور سكانها في البيئة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية والعلمية، مما يساعد على فهم إنجازاتهم وما تمكنوا من تحقيقه. في هذا المقال نستعرض المزيد من المعلومات حول هذا الموضوع، مع جوانب أخرى مثل مكان ظهورها، وخصائصها، ولماذا استقرت بالقرب من الأنهار؟ والعديد من الحقائق الأخرى المثيرة للاهتمام.
    حضارات بلاد ما بين النهرين

    تعد حضارات بلاد ما بين النهرين من أقدم الحضارات المعروفة. وهي ليست حضارة واحدة بل اشتملت على العديد من الحضارات مثل السومرية والآشورية والأكدية والبابلية والكلدانية. استقرت جميعها في المنطقة الواقعة بين نهري دجلة والفرات. وهي المنطقة التي تضم اليوم عدة دول في الشرق الأوسط، مثل العراق وسوريا وإيران وتركيا والكويت. ولكن في أي تاريخ تطورت حضارات بلاد ما بين النهرين؟
    تأسست أولى هذه الحضارات وهي السومرية في حوالي الألف الرابع قبل الميلاد، في المنطقة المسماة سومر. وهي المنطقة التي ذكرت في الكتاب المقدس مراراً وتكراراً لكونها مسرحاً لأحداث شهيرة مثل طوفان نوح، كما إنها مكان جنة عدن الأرضية.



    كانت حضارات ما بين النهرين هي أول حضارة تؤسس نظام سياسي إقليمي في التاريخ، وهي تعد أول إمبراطورية مدنية معروفة في التاريخ العالمي. حيث شهدت طوال فترة وجودها تحولات مختلفة على المستوى السياسي، فلقد تم تقسيم تاريخها إلى فترات وسلالات مختلفة ساهمت في تطورها، وهي فترات الإمبراطوريات السومرية والأكدية والبابلية والكلدانية.
    تأسس اقتصاد بلاد ما بين النهرين على الزراعة والثروة الحيوانية. مما ضمن لها الاكتفاء الذاتي، دون الحاجة إلى تدخلات خارجية. لكن مع ذلك كانت هناك العديد من الروابط التجارية لهذه الحضارة. حيث استفادت من موقعها المتميز كجسر يربط بين الشرق والغرب. وهو الأمر الذي ساهم في إثراء المنطقة وأدى إلى تبادل ثقافي وتجاري عظيم بين القطبين.
    وقد أدى التطور التقني اللاحق لهذه الحضارة إلى ظهور الهيئات المركزية. مما ساهم في تحويل القرى إلى مراكز حضرية، وتوحيد العمارة الضخمة، واختراع الكتابة، وإنشاء أول قانون كتابي – شريعة حمورابي. كل هذه الأمور مجتمعة تُظهر مدى تقدم هذه الحضارة المبكرة.
    أما من حيث البناء، فهناك العديد من المواقع الأثرية في المنطقة التي كانت تضم بلاد ما بين النهرين ذات يوم. وتشتمل هذه المواقع على المعابد والأبراج، والقصور. ويبدو عليها التنظيم الحضري، رغم تعرض بعض المواقع أو التلال التي توجد فيها أطلال مدن بلاد ما بين النهرين لهجمات مستمرة من النزاعات المسلحة المختلفة في المنطقة. في حين أن المواقع الأخرى في هذه المنطقة هي وجهات سياحية ودراسية لمن يرغبون في معرفة المزيد عن هذه الحضارات القديمة.

    الحضارة المصرية

    أهرامات الجيزة وتمثال أبو الهولكانت مصر هي الحضارة التي تشكلت على ضفاف نهر النيل. وهو الجانب الذي ساعد هذه المنطقة على تعزيز اقتصادها القائم على الزراعة والثروة الحيوانية. نشأت منذ حوالي 6000 سنة قبل الميلاد. وتمكنت من فرض نفسها كإمبراطورية في وقت لاحق. شكلت أولى حضارات مصر حول وادي النيل مجتمعاً متماسكاً ولكن منعزلاً، يحكمه شخصية مركزية، هي الفرعون، وبتنظيم إداري مستقل تم تطويره بشكل أساسي في المدن القديمة الرئيسية. ثم حدث التوحيد الإقليمي لمصر العليا والسفلى حوالي عام 3150 قبل الميلاد.
    تميزت مصر بدينها الشركي، وقد كان شديد الارتباط بالجانب السياسي. حيث كان الفرعون هو الشخصية المتحكمة في كل الأمور نظراً لأنه ممثل الإله المصري آمون رع – إله الشمس – على الأرض. كما نجد كذلك أن الموضوع الديني له دلالة هامة عند المصريين خاصة عند تأسيس المدن المهيبة، والتي يُنسب أصلها إلى نتاج قوة مقدسة وخارقة للطبيعة. هذا الأمر حفز المصريين القدماء على بناء المعابد الضخمة المخصصة للآلهة المختلفة. كما اهتموا كذلك ببناء القبور المهيبة لفراعنة مصر التي تضمن العبور الآمن إلى الحياة الآخرة. أما آثار الحضارة المصرية القديمة فلا تزال قائمة حتى وقتنا الحالي، ومنها على سبيل المثال معابد أبو سمبل والأقصر والكرنك وأهرامات خوفو وخفرع ومنقرع.



    من ناحية أخرى، تعد الكتابة الهيروغليفية، والمفاهيم الأولى للرياضيات وعلم الفلك وغيرها من التخصصات، بالإضافة إلى إنشاء أول الأعمال الهيدروليكية لتنفيذ عمليات الري والدفاع العسكري على نطاق واسع، من المساهمات الأخرى التي ورثتها الحضارة المصرية للعالم فيما بعد.

    الحضارة اليونانية

    لمعرفة كيف نشأت الحضارة اليونانية، من المهم أن نلاحظ أولاً أن الحضارات السابقة كانت قارية. لذلك أدى التوسع الاجتماعي والعسكري في المناطق البحرية وما وراء البحار إلى إحداث تغييرات مهمة داخل الهيكل السياسي والإداري في ذلك الوقت. كما ساهم وجود البحر الأبيض المتوسط كمركز للتجارة يربط بين القارات في ترسيخ أول الحضارات الكلاسيكية، وهي الحضارة اليونانية.
    بعد انهيار كل من الإمبراطوريتين المصرية وبلاد ما بين النهرين، هاجرت بعض الشعوب من مصر وبلاد ما بين النهرين إلى مناطق أخرى مثل آسيا الصغرى وحوض البحر الأبيض المتوسط. وخلال عام 1200 قبل الميلاد تم تأسيس الحضارة اليونانية القديمة على جزيرة كريت على يد هؤلاء. ومن ثم تطورت بمرور الوقت. فإذا كنت تتساءل عن أقدم حضارات اليونان فهي الحضارة المينوسية وقد أطلق عليها ذلك الاسم نسبة إلى مؤسسها الإمبراطور مينوس.
    وعلى الرغم من أن اليونان قد أخذت الكثير من الحضارة المصرية القديمة، إلا أن أهم ما تميزت به هو إعطاء قيمة للرجال الذين خضعوا كلياً في زمن الأنظمة الفرعونية. ومن هنا تم تطوير ما يسمى دولة المدينة – بوليس – حيث تم اعتبار الإنسان جزءً نشطاً من الأحداث السياسية مع حقوقه وواجباته الخاصة.
    وهكذا اتخذت الخطوات الأولى لما نعرفه اليوم بالديمقراطية. ومن المساهمات البارزة الأخرى للحضارة اليونانية ظهور الفلسفة، وإنشاء الألعاب الأولمبية، والأدب اليوناني، والفن المتسامي والموروثات القيمة في المجالات العلمية مثل الفيزياء والكيمياء والرياضيات ومجالات أخرى.
    نشأت الآثار المهيبة المكرسة للآلهة التي تشكل أساطير هذا المجتمع من هذه الحضارة الكلاسيكية، مثل البارثينون ومعبد الأولمبي وغيرها من المعابد الأخرى التي تعد اليوم جزءً من التراث التاريخي لأول الحضارات الكلاسيكية القديمة.


    الحضارة الرومانية

    مبنى الكولوسيومثاني الحضارات الكلاسيكية الغربية كانت روما القديمة، التي تشكلت كمدينة وكدولة من القرن الثامن قبل الميلاد، وأصبحت واحدة من أقوى الإمبراطوريات في عصرها. تمكنت من توسيع حدودها خارج شبه الجزيرة الإيطالية، وسيطرت على مناطق في البحر الأبيض المتوسط​​، ومنطقة بلاد ما بين النهرين القديمة وما يعرف الآن باسم المملكة المتحدة. فضلاً عن وجود جيوب مهمة في آسيا والشرق الأوسط.
    تشير العديد من الفرضيات حول تأسيس روما إلى أن إنشاء المدينة كان على يد التوأم رومولوس وريموس في نهاية القرن المذكور. وكونها موقعاً استراتيجياً تجارياً سرعان ما أصبحت المدينة غنية. بينما تم تقسيم روما القديمة إلى مراحل مختلفة، وفقاً لتقدمها السياسي والإقليمي، وهي الملكية الاختيارية والجمهورية والإمبراطورية. وتعد الإمبراطورية الرومانية هي الفترة التي وصلت فيها إلى ذروة النظام السياسي. وعلى الرغم من الصراعات المختلفة إلا إنها استمرت لأكثر من خمسة قرون.



    في كل هذه المراحل التاريخية ظهرت جوانب مهمة في المجالات القانونية والسياسية والفنية والثقافية والعسكرية والاقتصادية. بعض هذه التطورات كانت الهندسة المعمارية، مع الأشغال العامة مثل المسارح والمدرجات والسيرك والقنوات المائية والبساتين وأقواس النصر.
    أما المساهمات في الجانب التشريعي والقانوني المنصوص عليها في القانون الروماني، فلا تزال سارية في إطار القوانين المدنية للعديد من بلدان العالم. كذلك هناك الاختراعات العلمية مثل التقويم والأرقام الرومانية، التي كان استخدامها في الاتصالات والتجارة أمراً أساسياً في عصرهم. بالإضافة إلى ظهور اللغة اللاتينية، وهي اللغة الأم لمعظم لغات اليوم.
    يمكن رؤية آثارها المهمة اليوم في المناطق التي كانت تشكل هذه الإمبراطورية في يوم من الأيام. مثل الكولوسيوم الشهير في روما، وقناة شقوبية، والجسر الروماني في قرطبة، ومعبد أغريبا وغيرها من الأعمال الرئيسية في العمارة الرومانية.


    حضارة وادي السند

    منذ آلاف السنين، في الوادي الخصب لنهر السند العظيم، ظهرت حضارة فيما يعرف الآن بالهند وباكستان. هذه هي حضارة وادي السند، والتي يسميها علماء الآثار أيضاً حضارة هارابان، وهي اسم إحدى أكبر مدنها. تأسست عام 2600 قبل الميلاد. حيث كان الناس من مجتمعات مختلفة ولكنها مرتبطة ببعضها البعض يعيشون في قرى وبلدات صغيرة في أجزاء مختلفة من منطقة السند. في هذا الوقت تقريباً، اجتمعت هذه المجموعات في النهاية وأنشأت مجتمعاً بنى مدناً كبيرة ومتطورة. فضلاً عن إنتاج حضارة متقدمة ذات ثقافة لها شكل من أشكال الكتابة. وقد استمرت هذه الحضارة حتى عام 2000 قبل الميلاد.
    اعتمدت هذه الحضارة على نهر السند في الزراعة. كما بنو موانئ للتجارة. ونظراً لوجود التلال والجبال الوعرة في هذه المنطقة فلقد استخدم السكان هذه الأحجار وصنعوا منها أدوات حجرية وزخارف. ومن المتعارف عليه أن هؤلاء البشر هم أول من ابتكروا صناعة الخزف في التاريخ. أما الإسهامات الأخرى فتتمثل في تطوير نظام موحد للأوزان والمقاييس.
    يمكن رؤية آثار هذه الحضارة القديمة اليوم في موهينجو دارو التي كانت من أكبر مدن حضارة وادي السند. وتتميز هذه المدينة بالتخطيط الهندسي الرائع لمبانيها وشوارعها على الرغم من بناء معظمها من الطوب المحروق.


    الحضارة الصينية

    نشأت الحضارة الصينية في شرق قارة آسيا بين محيط نهري الأصفر (هوانغ هو) والأزرق (يانغ تسي كيانغ)، وقد قسم هذان النهران البلاد إلى مناطق مختلفة، ولكن بفضل هذين النهرين نشأت الحضارة الصينية. أما تاريخ نشأتها فكان حوالي 1700 قبل الميلاد.
    اعتمدت الحضارة الصينية على الزراعة بشكل أساسي وخاصة زراعة الأرز. كذلك ساهمت صناعات التعدين والأسلحة والأدوات البرونزية في تطوير حركة التجارة التي انتشرت عبر بلدان البحر الأبيض المتوسط. بينما كان دين الصين قائماً على الكونفوشيوسية والبوذية. وعلى عكس الأديان التي ظهرت في الغرب، لم تكن هذه الحضارة مرتبطة بإله معين، بل كانت مؤمنة بقوى الطبيعة.



    كان التنظيم الاجتماعي للحضارة الصينية قائماً على التسلسل الهرمي الذي يحظى باحترام كبير. ويتمثل هذا التسلسل في الإمبراطور، والنبلاء، والمستشارين، والفلاحين والعبيد. أما النظام السياسي فتأسس على حكم سلالات من الملكيات المطلقة، والتي ورثت من جيل إلى جيل.
    قدمت الحضارة الصينية مساهمات كبيرة في الفنون والعمارة والرسم والأدب والكتابة. ومن أهم إسهاماتها الباغودا، وهي مباني متعددة الطوابق مع أسقف متراكبة فوق بعضها البعض. هذا بالإضافة إلى سور الصين العظيم الذي تم تشييده بهدف حماية الأمة من الغزو الخارجي.

    هناك نقطة أخيرة يجب تسليط الضوء عليها حول الحضارات القديمة وهي أن لديهم تنظيماً اجتماعياً سياسياً ملحوظاً وكان دينهم مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالسلطة. وهذا الأخير هو عامل حاسم في ضمان الوحدة الإقليمية لهذه الإمبراطوريات. ويمكن ملاحظة أن الدراسات التي أجريت على هذه الحضارات أظهرت مدى تقدم هذه الشعوب في عصرها، وهو جانب حدد إلى حد كبير مستقبل هذه المجتمعات التي رسخت نفسها كإمبراطوريات قوية والتي كانت بمثابة مصدر إلهام للحضارات اللاحقة.
يعمل...
X